دراساتطبية

د. شيرين مختار تكتب.. هل نستطيع أن نقول وداعا لمرض السكري؟

يهدد مرض السكري حياة أكثر من 34 مليون أمريكي، وهو ما يمثل أكثر من 10٪ من سكان الولايات المتحدة الأمريكية، عندما تفكر في حجم هذا الرقم فمن السهل أن تستوعب سبب حاجة الجميع لمعرفة أعراض المرض. قد يتسبب مرض السكري في حدوث مضاعفات خطيرة تؤدي للوفاة في حال عدم علاجه، ولكن اليوم وبنتائج الدراسات الحديثة المبهرة حول العلاج الصحي الأمثل غير الدوائي لمرض السكري المكتسب نوع 2 من خلال ابتكار خطة فعالة والاكتشافات البحثية التكنولوجية الدقيقة لمرض السكري نوع 1 التي زادت من احتمالية السيطرة عليه بنجاح. ونذكر دائما أن نجاحك في محاولة الحفاظ على صحتك مبني على التوعية الصحية، وهذا ما نحاول تقديمه من خلال مقالاتنا.

هل سيتم القضاء على مرض السكري نهائيا؟

الإجابة نعم، فقد تصدرت آخر الدراسات العلمية دراسات بحثية دقيقة وفريدة للعالم والباحث المصري الأستاذ الدكتور أسامة حمدي أستاذ السكر بجامعة هارفارد ومدير برنامج السمنة بالولايات المتحدة الأمريكية وفريقه الطبي، حيث تمت هذه الدراسات المختلفة على مجموعة كبيرة من المرضى، ونتج عنها حلول لمرض السكري بنوعيه الأول والثاني، حيث تم علاج النوع 1 من مرض السكري بتصميم (جهاز البنكرياس الصناعي) من خلاله يتم قياس السكر وضخ الأنسولين حسب الاحتياج وتم وضع خطة علاجية للنوع الثاني من خلال عمل برنامج أطلق عليه (Drop group) وهي اختصار( Diabetes Remission Outcome Program)  حيث تمت الدراسة على مجموعة من مرضى السكري نوع 2، ومن خلال هذا البرنامج الذي كلل بالنجاح بنسبة 100% والمفاجأة أنه لا يعتمد على العقاقير الطبية، وقد أثبت كفاءته في اللحاق بالأشخاص في أول خمس سنوات، والمقصود من هذا البرنامج الوصول بنسبة السكر في الدم للنسب الطبيعية دون الاحتياج للعقاقير وكانت النتائج مذهلة.

داء السكري (يشار إليه عادة بمرض السكري) هو حالة طبية مرتبطة بارتفاع نسبة السكر في الدم نتيجة لنقص هرمون الأنسولين الذي ينتجه البنكرياس.

هناك نوعان لمرض السكري:

النوع الأول من مرض السكري الذي يعتبر أحد أمراض المناعة الذاتية يحدث فجأة في مرحلة الطفولة أو الشباب، حيث يهاجم جهاز المناعة خلايا البنكرياس المصنعة للأنسولين. تستخدم خلايانا الأنسولين للتحكم في مستويات السكر في الدم وتحويله إلى وقود للجسم وعندما يتوقف البنكرياس عن إنتاج الأنسولين أو إنتاج قدر غير كاف من الأنسولين فإنه يحدث الكثير من المضاعفات الخطيرة غالبًا وهو ما يصيب الأطفال، ولكنه يمكن أن يبدأ في أي عمر، عند البالغين قد لا تظهر الأعراض لمرض السكري من النوع الأول على الفور وغالبًا ما يتم تشخيصه عند البالغين بعد أن تشير نتائج المختبر إلى ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم أثناء الفحص الروتيني مع اختبار الدم، ويحتاج هذا النوع إلى حقن الأنسولين.

داء السكري من النوع الأول – الفروق بين البالغين والأطفال:

غالبًا ما يظهر مرض السكري من النوع الأول لدى الأطفال حيث نلاحظ فقدان الوزن والإقبال على شرب كميات كبيرة من السوائل وكثرة التبول والإرهاق، وللتأكد يتم عمل فحص جلوكوز الدم السريري الذي يثبت ما إذا كان لدى الطفل مستوى مرتفع من الجلوكوز في الدم وتشخيص إصابته فعليا بمرض السكري من النوع الأول. وهناك مرض السكري من النوع الأول الذي يصيب البالغين ويتم تشخيص العديد من المرضى بشكل خاطئ بسبب عدم ظهور الأعراض لدى البالغين في البداية، ومن الأعراض الشائعة التي تظهر في النهاية مثل فقدان الوزن، الجفاف وكثرة التبول والعطش الشديد، الجوع والإرهاق، تشوش الرؤية، عدم التئام الجروح.

مرض السكري من النوع 2 :

يؤثر مرض السكري من النوع 2 على الجسم بطرق مماثلة للنوع 1، ولكنه ليس من الناحية الفسيولوجية مثل النوع 1، ويحدث هذا النوع من مرض السكري عندما يصبح الجسم مقاوما لتأثيرات الأنسولين، وهذا يعني أن البنكرياس يصنع الأنسولين، ولكن جسمك لا يستخدمه بشكل صحيح، غالبًا ما يتطور مرض السكري من النوع 2 تدريجيًا بمرور الوقت، ولسوء الحظ لا يلاحظ الكثير من الأشخاص الأعراض حتى يتجاوز المرض مرحلة مقدمات السكري، ويصبح فيما بعد أكثر خطورة، والكثير من العلامات المبكرة لمرض السكري من النوع 2 هي نفسها مثل النوع الأول، مثل كثرة التبول، وزيادة العطش والشهية، وانخفاض مستويات الطاقة، وتأخر التئام الجروح وتشوش الرؤية، ولكن الأشخاص المصابين بالنوع الثاني عادة ما يكتسبون الوزن بدلاً من فقدانه، وقد يعاني من وخز في اليدين والقدمين، قد تحدث أيضًا بقع في الجلد الداكن إضافة إلى الالتهابات والحكة.

أعراض مقدمات السكري:

غالبًا ما توجد مقدمات لمرض السكري كعلامة تحذير قبل تطور المرض، حيث تلاحظ مستويات السكر في الدم مرتفعة عن المعتاد في كثير من الأحيان، ولكنها ليست عالية جدًا بحيث يتم تصنيفها ضمن المرض السكري، ولكنها غالبًا لا يصاحبها أعراض تجعل من السهل اكتشافها مثل ملاحظة الآتي:

1- بعض الناس تلاحظ بقعًا داكنة من الجلد حول الرقبة والإبطين والمرفقين والمفاصل والركبتين.

2- زيادة الوزن وهي ضمن العوامل الخطرة الهامة للإصابة بمقدمات السكري.

3- تناول نظام غذائي يحتوي على الكثير من السكر المضاف والأطعمة المصنعة.

4- قلة النشاط.

5- تقدم العمر.

6- التاريخ العائلي للإصابة بمرض السكري.

المضاعفات الخطيرة لمرض السكري:

المضاعفات تكمن في الإهمال وعدم الاهتمام بالعلاج لأيٍّ من النوعين لمرض السكري، واستمرار ارتفاع مستويات السكر في الدم بمرور الوقت يحدث كوارث صحية خطيرة، يمكن أن تصاب الجروح والحروق التي تلتئم ببطء بسبب مرض السكري بالعدوى الخطيرة مما قد يؤدي إلى تلف الأعصاب أو بتر الأطراف، حيث تتباطأ الدورة الدموية في القدمين والأطراف الأخرى مما يقلل وصول الأكسجين إلى هذه الأجزاء من الجسم.

يمكن أن يمتد تلف الأعضاء الناجم عن ارتفاع مستويات السكر في الدم إلى الكلى والقلب مما يؤدي إلى أمراض الكلى وأمراض القلب والسكتة الدماغية في الحالات القصوى، كما يمكن أن تؤدي الرؤية الضبابية إلى اعتلال الشبكية السكري وفقدان الرؤية، وإذا تراكم الكيتون المفرط في الدم فقد يؤدي إلى غيبوبة السكري أو حتى الموت.

علاج السكري نوع 1 بجهاز البنكرياس الصناعي:

طفرة علمية جديدة تجبرك بقول وداعا للقلق من مرض السكري نوع 1 الذي يصيب طفلك، حيث أظهرت لنا أحدث الدراسات البحثية التي تمت من خلال الدكتور أسامة حمدي بمركز السكر العالمي بالولايات المتحدة الأمريكية كفاءة جهاز البنكرياس الصناعي الذي صمم ليعمل كجهاز لقياس السكر ثم يرسل القراءة إلى مضخة الأنسولين المتصلة به ومن خلال برنامج داخل المضخة يتم الأمر بضخ الجرعة المناسبة على حسب الزيادة أو النقصان للأنسولين، والمميز أيضا بهذا الجهاز أنه يمكن لأولياء الأمور متابعة وضع أطفالهم من خلال تطبيق متصل بالهواتف الذكية، وحاليا يتم أخذ التصريح بالموافقة من قبل هيئة الصحة والدواء العالمية لبدء الاستخدام وتركيب جهاز البنكرياس الصناعي لدى الأطفال من عمر السنتين، حيث يتم تثبت جهاز البنكرياس الصناعي على إحدى الذراعين ويبدأ بضخ الكمية المناسبة للأنسولين حسب قراءة القياس واحتياج الجسم.

(Diabetes Remission Outcome Program)  لمرض السكري نوع 2 :

الحل الذي كلل بالنجاح بنسبة 100% والهدف من هذا البرنامج اللحاق والرجوع بمريض السكر في أول خمس سنوات إلى النسب الطبيعية للسكر في الدم والشفاء تماما دون تناول عقاقير طبية، حيث يعتمد هذا البرنامج على عوامل تعمل على اختفاء السكر تماما، وضمن هذه العوامل نظام غذائي محكم لإنقاص الوزن من خلال الصيام المتقطع لمدة 16 ساعة، حيث يبدأ بعد تناول وجبة العشاء الخفيفة مع السماح بشرب المياه والشاي مع اشتراط تقليل السعرات الحرارية خلال وجبات اليوم، حيث يسمح بـ800 إلى 1000 سعر حراري مع الحفاظ على رفع مستوى البروتينات والتقليل من النشويات بنسب محسوبة، والمداومة على برنامج رياضي يفقدك الدهون الضارة ويكسبك الكتلة العضلية الهامة من أجل عملية الحرق، ويعتمد أيضا هذا البرنامج على ممارسة الرياضة بطريقة سهلة ويسيرة من خلال تخصيص 30 دقيقة على مدار اليوم مقسمة إلى عشر دقائق تقوم فيها بالمد والاسترخاء لعضلات الجسم في الفترة الصباحية، وعشر دقائق من المشي السريع في المساء، وحمل أثقال متوسطة الوزن لمدة عشر دقائق أخرى للوصول للنصف ساعة المطلوبة يوميا بطريقة متفرقة، حيث أثبتت منافعها لصحة الجسم والمفاصل وتعويض الكتل العضلية خاصة لدى كبار السن، كون الإنسان يفقد من كتلته العضلية 8% كل 10 سنوات، وتستمر في هذا البرنامج لمدة 90 يوما، ثم تبدأ برفع السعرات الحرارية بالوجبات الغذائية بحوالي 1500 سعر حراري لدى النساء، و1800 سعر حراري لدى الرجال، ثم يتم متابعة قياس السكر، وإذا وجد خلل مرة أخرى يجب العودة لتكملة وإضافة أسبوع آخر أو أسبوعين من هذا البرنامج السحري. كما أوضحت نتائج الدراسات التي تمت على الأشخاص المرضى بالسكري النوع 2 أن تطبيق هذا البرنامج قد عدل مستويات السكر في الدم للمستويات الطبيعية، كما أثبت أيضا فاعليته لدى الأشخاص المعرضين للإصابة بسبب وزنهم الزائد، حيث إنهم قاوموا الإصابة بمرض السكري نوع 2 بنسبة 58%، كما أكد أيضا أن السمنة وزيادة الوزن من المؤشرات المقلقة والمسببة بشكل رئيسي في الإصابة بمرض السكري النوع 2.

عقار الـ14 يوما:

ومن خلال هذا العقار الجديد الذي يمنع حدوث مرض السكري لفترة كبيرة حيث يقوم بتعطيل التفاعل المسبب لحدوث المرض Antigen Antibody reaction ولكن الأطباء ينتظرون الموافقة من قبل هيئة الدواء والغذاء الأمريكية للبدء في استخدامه.

الخلايا الجذعية:

الخلايا الجذعية هي الحلم القريب المنتظر خلال السنوات القادمة الذي أكدت عليه العديد من الدراسات الحديثة، حيث أثبتت الأبحاث الأخيرة التوصل للخلايا الجذعية والنجاح في الحصول على الخلايا البنكرياسية القادرة على إفراز الأنسولين، ولكن الأبحاث مستمرة وساعية إلى الوصول لإنجاح عملية زراعتها في جسم الإنسان دون المهاجمة من قبل جهاز المناعة.

وفي النهاية أجسادنا وأنفسنا أمانة بين أيدينا يجب أن نعتني بها ونحافظ عليها باتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية من الأساسيات الهامة لصحة جسم الإنسان والتي تحمينا من أخطار الإصابة بالكثير من الأمراض الخطرة وبالتالي تفادي تناول العقاقير المعالجة للأمراض وفي نفس الوقت مؤثرة أيضا سلبا على باقي أجهزة الجسم.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى