د. شيرين مختار تكتب.. عالم تجميل الأسنان «ابتسامة هوليوود»
الكاتبة أخصائية في جراحة وتجميل الفك والأسنان.. خاص منصة العرب الرقمية
الجمال ما هو إلا مجموعة من الاشياء إذا إجتمعت أعطت الشكل المريح للرائي و لصاحبه و قد تحدث الاغريق عن الجمال حيث قالوا أنه عملية تناسق و توازن و إنسجاماً لبعض التفاصيل لتعطي بالنهاية صورة جميلة.
إن طب الاسنان التجميلي هو كل شئ هادف للوصول لتحسين المظهر العام للفم و الاسنان و حتى الوجه و أضاف لنا علم الرياضيات بعض الصور و المقاييس المساعدة للوصول لأساسيات نعتمد عليها كثيراً في عالم تجميل الفم و الاسنان فالأشكال الوصفية مثل الشكل المستدير ، المربع ،أو الهرمي ،أو الدائري كثيراً ما يساعدنا هذا الوصف من خلال القياسات للوصول للصورة الجمالية المطلوبة بحيث تصبح كل التفاصيل الدقيقة محسوبة متناسقة و متوازنة و متناغمة مع بعضها البعض .
و في منتصف القرن الثامن عشر و مع ظهور الجماليات أصبحت طبيعة الجمال مسألة فكرية مركزية هامة بخاصة في مجالات عدة مثل مجال الفن والمشاهير السياسيين و الأساتذة و المعلمين كون الصورة الحسنة وسيلة فعالة و مؤثرة في التواصل مع الاخر
لذلك اصبح للجمال والتجميل شأن يهتم به الجميع اليوم في شتى المجالات.
و مع التطور السريع والغير مسبوق في عالم تجميل الفم و الاسنان قد أحدثت التكنولوجيا و الابحاث العلمية المتطورة ثورة كبيرة في هذا المجال حيث أتاحت الحلول المختلفة للكثير من المشكلات التي قد تقابلنا و هذا ما شجع الكثيرون اليوم للاقبال على تحسين مظهرهم و معالجة ما يقلقهم للوصول لابتسامة هوليوود التي يحلمون بها التي تعتمد على تحسين لون وشكل و محاذاة الاسنان دون التمييز أنها غير طبيعية بوسائل عديدة يعتمد عليها الطبيب المختص ذو الكفاءة العالية و سوف نتحدث عنها بهذا المقال.
ان طب الاسنان التجميلي هو نوع من أنواع الفن في الواقع فهو يعتمد على العلم و الموهبة والإتقان و الدقة معاً للحصول على ما يرضي العين و يريح النفس مع الإهتمام بتعويض الوظيفة لذلك هي عملية متكاملة ما بين تحسين المظهر و تعويض المفقود من الاسنان و اللثة وتوازن العملية الاطباقية للاسنان مع عضلات الوجه و مفصل الفكين.
تجميل الاسنان يعتمد في الغالب
على فريق من التخصصات المختلفة مثل (أخصائي أمراض اللثة و تقويم الاسنان و أخصائي التعويضات السنية و ممكن أن يشمل جراح تجميل الاسنان و معمل الاسنان الملحق )
يتم تحديد الإجراءات العلاجية المناسبة لكل حالة حسب إحتياجها من قبل طبيب الاسنان المختص والذي يحرص على إظهار الابتسامة المثلى للمريض من خلال البدء بالكشف و الدراسة لكل حالة وتناسقها داخل الفم وخارجه مع الوجه وحتى الجسد والبنية الجسدية و لون البشرة بصفة عامة .
طب الأسنان التجميلي في الغالب يشمل الآتي:
1-تعويض الاسنان أو اللثة .
2-تجميل طبقة المينا وهي الطبقة الخارجية للسن .
3-إستئصال اللثة.
4-إزالة بنية الاسنان أو اللثة .
5-تبييض الاسنان (التبييض) التبييض بالليزر، إزالة تصبغات اللثة.
6-تقويم الاسنان المصحوب بتحسين مظهر الوجه.
7-تقويم الاسنان.
يُقدم طب الأسنان التجميلي حلولاً بارعةً للكثير من المشكلاتِ التي قد تُقلق الكثيرون الذين يهتمون بإظهارإبتساماتهم بحريةٍ دون خجلٍ او قلق.
إن أغلب ما يؤرق الكثيرون اليوم من مشكلات يعانون منها ويبحثون عن حلولٍ لها ما يلي:
1-تفتيح الاسنان و إزالة التصبغات المكتسبة من الطعام أو المشروبات مثل (القهوة و الشاي والسجائر و المشروبات الغازية ) مما تتسبب في تصبغها باللون الاصفر أو البني أو الاسود .
2-الفجوات بين الاسنان وعدم تناسقها .
3-تصبغات اللثة أو لثة غير متساوية .
4-فقدان الاسنان .
و ضمن أسس طب الاسنان التجميلي هو إعتماده على ما يسمى بخطوط التماثل و التناغم و التوازن بحيث يجب أن يتماثل شكل وحجم الاسنان في الجزء الايمن من الفم مع شكل و حجم الأسنان بالجزء الايسر من الفم و تناسق و تماثل حجم و شكل الأسنان بالفك العلوي مع الاسنان بالفك السفلي و أيضاً كل هذا مع تناسق وضع الشفاه والابتسامة كما أن طب الاسنان التجميلي يعتمد على إختيار اللون الأنسب للأسنان بالمقارنة مع لون البشرة
لذلك إن عملية الاتزان تلك لا تشمل العمل بداخل الفم فقط بل هي عملية مشتركة متكاملة متناغمة مع الوجه و الجسد أيضاً كحجم وكشكل و لون .
كيف هو عالم تجميل الاسنان و كيف نحصل على إبتسامة هوليوود؟
يعتمد عالم تجميل الاسنان أو الوصول لابتسامة هوليوود على مجموعة من الاجراءات المختلفة مثل القشرة الخزفية و التيجان و السيراميك و التبييض و الزراعة والبوتكس و الفيلر و سوف نتحدث عن الاجراءات التي تصل بك لابتسامة مشرقة .
1-القشرة التجميلية (الفينير):
القشرة التجميلية أو الفينير أو العدسة التي تتضمن الشكل الطبيعي للأسنان و هي عبارة عن قشرة خزفية مصنوعة من مادة السيراميك الطبي رقيقة و دقيقة جداً تعتمد دقتها على الاختيار الأنسب من قبل الطبيب المختص و الذي يختار حجم وشكل يتناسب و يتماثل مع باقي الاسنان و الفك والوجه و أيضاً اللون و الذي يعتبر عاملاً هاماً ليتناسب مع لون البشرة و لتكتمل المنظومة الجمالية للفينير او لقشرة الاسنان بالتنفيذ من قبل فني المختبر و يتم تصنيع الفينير لكل حالة حسب متطلباتها التي ذُكرت و يتم لصقِها على مقدمةِ السن أو مجموعةٍ من الاسنان بإستخدام مادة لاصقة خاصة بها ليتحسن الشكل و اللون و نتحصل في النهايةِ على إبتسامةٍ مشرقةٍ جميلةٍ و بياض دائم لفترة قياسية و هذه القشرة لا تتأثر بالصبغات المكتسبة من الطعام أو المشروبات خصوصاً إذا إلتزم المريض بالارشادات الطبية و المراجعة الدورية للطبيب ويتم عمل الفينير على الاسنان في حالة إعواج الاسنان ، تلف المينا او تشققها ، الفجوات القبيحة بين الاسنان ، تصبغات الاسنان والبقع العنيدة.
2-تشكيل أو إصلاح الأسنان :
التشكيل و الاصلاح للأسنان التالفة أو تشكيل طبقة المينا و هنا الطبيب يقوم بالحشو أو ترميم المفقود من الاسنان و تعويض الاجزاء الطفيفة المكسورة أو المتأكلة الحواف أو المتشققة و يعالج هذا بإستخدام مادة تشبه لون مينا الاسنان حيث يقوم الطبيب بحفر السن و إزالة التسوس ثم تعويضه بمادة توضع على سطح السن ثم يبدأ بنحته بطريقةٍ مطابقةٍ للشكل الطبيعي ثم يتم علاجه بالضوء عالي الكثافة .يعتبر الحشو أو تعويض المفقود من الاسنان من الوسائل التي تُحسن المظهر العام للسن أو الاسنان وهي غير مكلفة و إقتصادية و فعالة و غير مؤلمة .
3-تبييض الأسنان:
ويبقى تبييض الأسنان من إحدى أشهر و أبسط وسائل طب الاسنان التجميلي وينصح به أطباء الاسنان عندما تتصبغ الاسنان بسبب أثار بعض الاطعمة و المشروبات و الادوية و العادات الشخصية السيئة بما في ذلك التبغ.
وتتم عملية تبييض الاسنان الاحترافية في عيادة طبيب الاسنان بعد أن يتأكد طبيب الاسنان أولا من عدم وجود البلاك أو الجير أو أي بقايا طعام أخرى على أسطح الاسنان
كما تتوفر منتجات تبييض الاسنان بالصيدليات و لكنها ليست بالسرعة و الفاعلية من تلك التي تتم بإحتراف داخل عيادة طبيب الاسنان.
4-التيجان و الجسور :
التيجان و الجسور أو التركيبات السنية المثبتة حيث أن التيجان يقوم بها الطبيب لتعويض البنية المتأكلة أو المكسورة من الاسنان التي لا تعوض بالحشو فتحتاج إلى تيجان لتغطيتها و تقويتها وتحسين مظهرها و أما الجسور حيث تُفضل لعلاج الاسنان المفقودة إعمتاداً على الاسنان المجاورةِ لها و هو خيار بديل في حال إستحالة و ضع زراعة الاسنان حسب متطلبات الحالة .
5-التقويم و علاج تقويم الاسنان العظمي :
إن عملية تقويم الاسنان من السبل التي يتم بها تحسين شكل الاسنان بتعديل إعوجاج الاسنان أو إرجاع بعض الاسنان إلى موضعها الاصلي و أحياناً كثيرة يحتاج طبيب التقويم لازالة بعض الاسنان للحصول على التناسق و التوافق ما بين الفكين و ما بين الجهةِ اليمنى و الجهةِ اليسرى من الفم و أحياناً يحتاج الطبيب بالتدخل جراحياً في العظام للتعديل و معالجة الحالة و الوصول بها للشكل الجمالي النهائي المُرضي.
6-زراعة الأسنان:
يتم زراعة الاسنان محل الاماكن المفقودة بها الاسنان بسبب حادث أو خلع أو بسبب إصاباتٍ أخرى
و تتم عملية زراعة الأسنان بتثبيت مسمار الزرعة بالعظم بشكل دائم ثم توضع دواعم التيجان على المسمار بحيث تتلاءم مع الاسنان المجاورة و لمعرفة المزيد حول زراعة الاسنان تجدونه في مقالي السابق.
7-البوتكس و الفيلر:
يقوم طبيب الاسنان بعلاج بعض الحالات باللجوء الى البوتكس و الفيلر لحل المشاكل بالوجه والرقبة إلى جانب تكملة الصورة الجمالية المطلوبة للفم و الوجه معاً ومن المشكلات التي يعالجها الطبيب بالبوتكس
مثل حالة (الضحكة اللثوية )وهنا تظهر اللثة بشكل كبير أثناء الضحك فيتم حقن العضلة الفموية orbecularis oris لتحسين و موازنة الشكل للفم الضاحك فتكتمل الصورة الجمالية المطلوبة .
كما أيضاً نحتاج الى حقن العضلة الماضغة بالبوتكس لموازنة عملية طحن الأسنان والتقليل من الضغط
، تقليل توتر الفك والألم والجز
، تخفيف الصداع ، علاج الألم الوجهي facial pain ،الحصول على الفك المربع و خلق شكل وجه متوازن .
ان للبوتكس والفيلر دور مهم لتكملة الخطوات المطلوبة للصورة الجمالية التي يحلم بها الكثيرون اليوم و على الطبيب مواكبة كل ما هو جديد في عالم الجمال و التجميل للوصول للصورة الجمالية المرضية التي يحتاجها المريض.
و في النهاية أو أن أوضح أن العملية التجميلية دقيقة و تحتاج لدراسة كل حالة بتفاصيلها و أحياناً كثيرة تكون الحالة معقدة تحتاج إلى قرار فريق من الاطباء و لا ننسى أنها عملية تناسبية ما بين محاولة الوصول (للشكل الجميل و توفير الوظيفة الماضغة الجيدة ) يجب أن يكون الشكل النهائي متماثل للحصول على الشكل الجميل على الطبيب ملاحظة كل التفاصيل كأجزاء الوجه وعظمة الفك و حتى شكل البنية الجسدية ما إذا كانت ضخمة عضلية أم صغيرة و أيضاً تعتمد خطة العلاج على نوع الجنس ما إذا كان ذكر أو أنثى هناك عوامل عديدة يدرسها الطبيب المختص لإختيار الأنسب والمطلوب لكل حالة و ما يضع الطبيب في تحدي دائم مع نفسه هو محاولة الوصول للشكل الجمالي المطلوب مع الحفاظ على العملية الوظيفية الماضغة للطعام و ضمان عملية الاطباق المتزنة مع إتزان عضلات الوجه و الفكين حتى نحافظ على المنظومة كاملةً.