تقدير موقف

د. شيرين مختار تكتب.. هل معجون الأسنان كافي لإنهاء عملية التسوس؟

الكاتبة طبيبة متخصصة في جراحة الأسنان.. منصة العرب الرقمية

يعزى انخفاض تسوس الأسنان خلال القرن العشرين إلى الاستخدام المنتظم لمعاجين الأسنان المحتوية على الفلورايد في جميع أنحاء العالم، ولكن يجب أن تكون نسب الفلورايد بمقادير محسوبة حتى نتفادى المضار الجانبية السامة له.

معجون الأسنان هو جل يستخدم مع الفرشاة الخاصة بالأسنان للتنظيف والحفاظ على جمال وصحة الفم والأسنان، فهو يعزز نظافة الفم كونه مادة كاشطة تساعد على إزالة البلاك وفضلات الطعام من على أسطح الأسنان.. تعتبر معاجين الأسنان مفيدة بشكل عام للحفاظ على صحة اللثة والأسنان وانتعاش رائحة الفم لاحتوائها على مكونات عدة ونكهات مختلفة، قد أصبح معجون الأسنان اليوم غنيا وأكثر تطورا من الماضي من خلال المواد التي تم اكتشاف فاعليتها عند إضافتها إليه، والتي عززت قدرته على تقليل تسوس وحساسية الأسنان، وهذا ما يلاحظ اليوم بالمقارنة بالماضي، وضمن المكونات الشهيرة والأكثر شيوعا لمعجون الأسنان هو الفلورايد وقدرته الفعالة في منع التسوس أو نخر الأسنان وإعادة تمعدنها في حال تسوسها أو نخرها. وبحسب باحثين أكدوا أن باستخدام معجون الأسنان يتم التحكم في منع تراكم الترسبات وإزالتها من على أسطح الأسنان، ولكن شريطة الاستخدام المنتظم كما أشارت دراستان من أصل عشر دراسات أجراها نفس الباحثين على نفس السكان.. إن معاجين الأسنان التي تم إضافة الزيليتول إليها أظهرت فاعلية أكثر في منع تسوس الأسنان بالمقارنة مع معاجين الأسنان التي تحتوي على الفلورايد وحده.

شيرين مختار: معاجين الأسنان

لتقليل حساسية الأسنان يتم إضافة كلوريد السترونتيوم أو نترات البوتاسيوم في بعض معاجين الأسنان، كما أفادت دراسات أخرى أن إضافة الارجينين وفوسفوسيليكات الكالسيوم وCSPS لمعجون الأسنان يقلل أيضا حساسية الأسنان، كما كشفت مراجعات دراسة أخرى نتائج أفضل عند دمج تلك العناصر مع بعضها البعض. ولتقليل تكوين الجير تم إضافة بولي فوسفات الصوديوم. ولتخفيف الجفاف لدى الأشخاص الذين يعانون من جفاف الفم تم إضافة البايوتين الذي أثبت كفاءته وفقا لنتائج بعض الدراسات، حيث عمل على تخفيف أعراض جفاف الفم. كما أنه يتم أيضا إضافة مواد لمسحوق معجون الأسنان لمنع جفافه مثل كحول السكر والجلسرين والسوربيتول وإكسيليتول والمشتقات ذات الصلة مثل البروبيلين جلايكول وبولي إيثيلين جليكول.

أكدت العديد من الدراسات أن معاجين الأسنان تعزز الإصلاح الكيميائي أو إعادة التمعدن للأسنان المتسوسة بشكل طبيعي من خلال المكونات الهامة مثل الفورايد ولكنه محدود بالكالسيوم المتوفر بيولوجيا وبتوفر الكازين فوسفوببتيد، فوسفات الكالسيوم المستقر غير المتبلور ((CPP-ACP هو مكون معجون الأسنان الذي يحتوي على الكالسيوم المتوفر بيولوجيا والذي تم البحث حوله على نطاق واسع ليكون أكثر عوامل إعادة التمعدن فاعلية إكلينيكيا والتي تعزز عمل اللعاب والفلورايد، كما أن هناك باحثين يشجعون على الاهتمام بالأنظمة القائمة على الببتيد وبلورات هيدروكسيباتيت النانوية ومجموعة من فوسفات الكالسيوم كعوامل أخرى لإعادة التمعدن، ومع ذلك ما زالت الدراسات تجرى حول تجميع أدلة بحثية إضافية حول ذلك.

شيرين مختار: معاجين الأسنان

يجب الحرص عند اختيار نوع المعجون المناسب، حيث لوحظ من خلال دراسات أنه عند استخدام معجون الأسنان الذي يحتوي على مادة الكلوروهكسيدين والتي سببت تلونا لسطح الأسنان كأثر جانبي عند استخدامه بالرغم من أن مادة الكلوروهيكسيدين المعروفة كمكون فعال كغسول للفم مفيدة لحالات التهابات اللثة وإزالة البلاك. يتأثر بعض المرضى بشكل سلبي مع بعض المكونات الموجودة في بعض معاجين الأسنان لذلك من المهم تجربة عدة معاجين حتى تجد المعجون المناسب لابتسامتك لتفادي الحساسية التي قد تنشب عند استخدام بعض الأنواع، لذلك يجب أن يتم تغيير معجون الأسنان فورا في حال ملاحظة ازدياد التجاويف وازدياد تهيج الشفاه من آثار الطبقة اللزجة التي قد يتركها المعجون، ومن العلامات التي تشير للحساسية هي ملاحظة لثتك ضعيفة أو تنزف بشكل متكرر أثناء تنظيف أسنانك بالفرشاة، وهذا قد يشير إلى تهيج اللثة وحساسيتها الشديدة ضد نوع معين من المعاجين، مع العلم أيضا أن أكثر الأسباب شيوعا وراء التهابات اللثة هو تراكم البكتيريا أو تنظيف الأسنان بقوة شديدة، أو إذا شعرت بألم في الخدين من الداخل أو ألم باللسان أو طفح جلدي حول فمك أو تقشر الشفتين، كما أن هناك حساسية ضد درجة الحرارة والتي تكون في شكل ألم لاذع عند تناول طعام أو شراب ساخن أو بارد للغاية، وهي علامة مبكرة تحذيرية تدل على احتمال تلف طبقة المينا بسبب تعرية الجذور الدقيقة ونهايات الأعصاب داخل أسنانك، في هذه الحالة ينصح بتبديل معجون الأسنان بآخر مخصص للأسنان الحساسة، وهناك أيضا عرض تشقق الشفتين بشكل حاد فتظهر ملتهبة مشققة وهو ما يعرف باسم التهاب الشفة، وهو علامة على أنك قد تكون مصابا بالحساسية تجاه معجون الأسنان الخاص بك بسبب احتواء المعاجين على المنكهات مثل النعناع البروبيلين جليكول أو بنزوات الصوديوم، لذلك يجب عليك التدقيق عند قراءة المحتوى، وابتعد عما قد يسبب لك الحساسية.

ينصح بالتنوع عند اختيار معاجين الأسنان ومراجعة الطبيب خاصة إذا داومت على خطة علاجية بأحد أنواع المعاجين لفترة من الوقت، كما يجب أن تعرف أيضا أن المحافظة على صحة الأسنان لا تكمن في وجود المعجون وحده لأنه كما للمعجون أهمية بالغة في قدرته على حماية الأسنان واللثة أيضا يجب اصطحاب فرشاة الأسنان ذات النوع المناسب لكل حالة والاعتناء بالتقنية المستخدمة أثناء التنظيف بالفرشاة وبذلك تضمن فاعلية التنظيف كما يجب.

شيرين مختار: معاجين الأسنان

بعض التقنيات المتبعة أثناء تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون:

تقنية ستيلمان أو ستيلمان المعدلة:

هذه التقنية من أفضل التقنيات المستخدمة لتنظيف الفراغات بين الأسنان، حيث إنها مناسبة لمرضى التهابات اللثة أو الأشخاص المصابين بأعناق أسنان مكشوفة، وتتم هذه الطريقة بوضع شعيرات الفرشاة بزاوية 70-80 درجة على جذر السن مع ضغط ببعض المليمترات تحت خط اللثة ثم تبدأ الحركات الاهتزازية الدائرية ويتبع ذلك مع الأسنان العلوية والسفلية مع المحافظة على تغيير الاتجاهات.

تقنية باس 1954:

تعتبر تقنية باس مناسبة أكثر للمرضى الذين يعانون من مشاكل اللثة، حيث تعمل على تنظيف الفراغات بين الأسنان جيدا عن طريق وضع شعيرات الفرشاة على خط اللثة بضغط خفيف بزاوية 45 درجة على جذر السن، ثم يتم تحريك راس الفرشاة بطريقة اهتزازية ثم حركة المسح والتي تتجه فيها الشعيرات ناحية الأسطح الماضغة، وبذلك يتم التخلص من بقايا الطعام والترسبات من الفراغات التي بين الأسنان مع التكرار لهذه العملية عدة مرات في نفس الموضع ثم اتبع قوس الأسنان.

التقنية الأفقية:

وهذه الطريقة مناسبة للأطفال الصغار والتي تعتمد على الفرك وتكون فيها الشعيرات متعامدة على أسطح الأسنان الخارجية ثم يحرك الطفل ذهابا وإيابا، وعند الوصول لسن الرابعة يتم تغيير هذه التقنية بوضع شعيرات الفرشاة بزاوية 90 درجة على أسطح الأسنان، ويتم تمرير الفرشاة بشكل دائري فوق الأسنان.

شيرين مختار: معجون الأسنان

تقنية المواثيق:

وبهذه الطريقة توضع الشعيرات بزاوية 45 درجة على خط اللثة ثم تدفع شعيرات فرشاة الأسنان باتجاه الفراغات بين الأسنان مع المحافظة على الحركات الاهتزازية، وهذه التقنية مناسبة لمن يعانون من التهابات اللثة.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب 

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى