شكري شيخاني يكتب.. النظام السوري أحرق مراكب الحوار
الكاتب سياسي سوري ورئيس التيار السوري الإصلاحي.. خاص منصة العرب
أحدى عشر عاما” مضت ونحن لازلنا نراوح في مكاننا ,وبدون اي تقدم …. بيد أنه لاننكر أننا أسقطنا عامل الخوف من .. وأفرغنا الحالة الامنية المقيتة من حجمها المتغول في قلوبنا. لا ننكر أيضا” أننا استطعنا تعرية النظام أمام الاشفاء والاصدقاء وحتى الاعداء بأعماله الاجرامية والارهابية بحق الشعب السوري كافة . ولنعترف أيضا” ان الحديث عن هذه الامور معروف لدى الجميع..ومع كل هذا . فالنظام لازال متمسكا” بمواقفه المشينة والسيئة لسمعته كنظام ,والمهينة بنفس الوقت للشعب والوطن .
وبقينا نتمسك بحبال المسرحية الهزلية تحت عنوان اللجنة الدستورية ونجد ان المبعوث الاممي غير بيدرسون (( ماشاء الله عليه )) متفاخرا” جدا” بهذا الانجاز الهزلي, والذي لم يقدم للقضية شىء.
بل على العكس تماما”, هو عمل على تأخير الوصول للحل السياسي السلمي .علما” أن الجهة التي أرسلته ( الامم المتحدة ) قد أصدرت في العام 2015 قرارا” امميا” برقم 2254 واضحا” مثل عين الشمس , وموقعا” من كافة الاعضاء دون استثناء.. والذي يدعو انتقال سياسي وانتخابات ومن ثم دستور ولا يهم اي بند من البنود قبل او بعد المهم . الانتقال السياسي أولا”.. ومع هذا يبدو ان غير بيدرسون ومن سبقه من المبعوثين الممثلين على خشبة مسرح سوتشي واستانا.تجاهلوا تماما” هذا القرار وقفزوا دفعة واحدة الى موضوع اللجنة الدستورية , ومع هذا فقد اخترع النظام مصطلحا” خنفشاريا” يبعث على الضحك . ان الوفد, والذي هو مفترض انه وفد النظام ,فان هذا الوفد لا يستطيع الاقرار بشىء ,ولا حتى الموافقة على شىء. اي ليست لديه صلاحيات.
لانه كما تمت تسميته وفد مدعوم من الحكومة السورية. يعني … أشخاص من مجلس الشعب , والحكومة, يركبون بالطائرة من مطار دمشق, بعد أن يعملوا مسحة الكورونا على حساب الحكومة وتذاكر الطائرة, من خزينة الحكومة .هذا عدا عن مهمة السفر بالدولار. وبعد كل هذا يتضح ان الوفد غير رسمي بل مدعوم من الحكومة .. يعني ان اي قرار لا يعجب النظام ولا يروق له فالسلطة في دمشق غير ملزمة به لماذا ..لان الوفد لايمثل النظام بل هو مدعوم من الحكومة وهنا تكمن مشاهد المسرحية الهزلية . مع ان ثلث وفد المجتمع المدني الذي اخترعته روسيا مع ممثل الامم المتحدة الاجير بيدرسون.
ثلث هذا الوفد من مخبري الفروع الامنية.. وتتوالى مشاهد المسرحية بالعرض على مسرح استانا.. وطبعا” بوجود الكومبارس المؤلف من 150 عضوة وعضو… السؤال الذي يطرح نفسه … وهو موجه لوفد المعارضة هل تم حل كل المشاكل مع النظام وبقيت فقط مشكلة الدستور….هل أفرج النظام عن المعتقلين ..؟؟ هل أصدر قوائم شهداء الاعتقال والذين قضوا في السجون .. ؟؟ هل تعهد ببناء ما تهدم .. وقبل كل هذا ….. هل قدم النظام اعتذارا” صريحا” للشعب السوري عن اجرامه وارهابه بحقه وعبر بث مباشر امام العالم … إذا” على ماذا تفاوضون …….هل مشكلة الشعب السوري بالدستور فقط ؟؟ هل قمنا بالثورة من أجل تغيير الدستور ؟؟هل حقا” انكم كوفد معارضة تجلسون مع وفد مدعوم من النظام . وهم ليسوا سوى مندوبي فروع الامن مهما غلي سعرهم … هل سقوط الشهداء والجرحى وتهدم المدن وتهجير نصف الشعب من أجل تغيير الدستور… اخاطبكم انتم.. من الاساس كيف تقبلون بهكذا وفد وتجلسون معه .
أخاطبكم أنتم وفد المعارضة ……تعتبرون أنفسكم ممثلي الشعب السوري ..على من تضحكون أنتم … .. وهل ظننتم حقا” أن الشعب السوري قد صدق هذه المسرحية البلهاء ..أفيقوا .. أفيقوا فقد دخلنا في العام الثاني عشر للمأساة … فالمشكلة ليست في الدستور ..المشكلة مع الذين صنعوا ووضعوا وطبقوا الدستور….ولتعلموا جميعا” ان التاريخ لن يرحم.
وسيذكر أن السياسي فلان الوطني الشريف ..قد رفض هذه المهزلة ولم يشترك بها .وبالمقابل سيذكر السياسي علان هو متخاذل وانتهازي , باع قضية شعبه ووطنه من أجل مصلحته الشخصية …أفيقوا وفتشوا عن حلول قوية ومجدية فيها كبرياء وكرامة ….. فالنظام… وطيلة 11 عاما” لم يتنازل. وهو يرى ويسمع عن الحالة المزرية البشعة التي وصل اليها الشعب بكل مكوناته موالاة ومعارضة. ومع ذلك لم يتنازل عن مواقفه الاجرامية والعدائية تجاه هذا الشعب. لأن الزمن بالنسبة للنظام قد توقف عنده في العام 2011 …. وليس في نيته ان يهادن او يصالح او يسامح او يتنازل لاننا نحن الشعب بنظره ولاننا قلنا لا فنحن ارهابيون وانفصاليون ونعمل على توهين عزيمة الامة.
وأقولها بكل صراحة عبثا” نحاول ونحاول ان نفتش عن حل سياسي … لقد أن الاوان ان نفتش عن حلول لها علاقة بالقول الرائع والحقيقي أن ماأخذ بالقوة لايسترد ولا يمكن أن يعود إلا بالقوة …فالحرية والديمقراطية والذي تم تم دفنهما بقوة السلاح والمعتقلات والنفي والتهجير .. والتجويع والاذلال والاهانة كل هذا تم تحت وقع ازيز الرصاص وحمل البنادق والقاء البراميل المتفجرة…….الحل السياسي كان ممكنا” مع نظام قد أبقى بعض الخيوط من أجل الحوار والتصالح والوصول الى حل .. ولكن في حالتنا هذه ان النظام قد قطع كل الخيوط وأحرق كل المراكب .بل و كما يقال لقد قطع النظام حتى شعرة معاوية .. وأحرق كل المراكب التي تؤدي الى الحوار.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب