الرئيسيةليبيانشرة الأخبار

رمضان في ليبيا.. روحانية عالية وتقاليد متوارثة

طرابلس- مركز العرب

يعتبر شهر رمضان في ليبيا مناسبة دينية واجتماعية مميزة، حيث يجمع بين الروحانية والتقوى من جهة، وبين العادات والتقاليد المتوارثة من جهة أخرى. خلال هذا الشهر، يعيش الليبيون أجواءً خاصة تتجسد في العبادات، التجمعات العائلية، والعادات الغذائية التي تميز المجتمع الليبي عن غيره من الدول العربية والإسلامية. فرغم التحديات التي مرت بها ليبيا، يظل رمضان مناسبة للتسامح والتكافل الاجتماعي، وفرصة لتعزيز الهوية الثقافية والدينية بين أفراد المجتمع.

ويجمع الشهر الفضيل بين روحانية العبادة وكرم الضيافة والتحديات المعاصرة التي فرضتها الظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد. وتتجسد مظاهر الاحتفال بهذا الشهر الكريم في العديد من العادات والتقاليد التي تميز المجتمع الليبي.

اقرأ أيضا: ليبيا في أسبوع.. حفتر يتمسك بوحدة البلاد والمبعوث الأممية الجديدة تبدأ عملها من طرابلس


مراسم استقبال الشهر الكريم
مع اقتراب حلول رمضان، تستعد العائلات الليبية لاستقبال الشهر بطريقة مميزة، حيث يتم تنظيف المنازل، وشراء المواد الغذائية الأساسية، والتجهيز لتحضير الأكلات التقليدية التي تشتهر بها المائدة الرمضانية الليبية. كما تبدأ المساجد بالاستعداد لاستقبال المصلين عبر تنظيم حملات تنظيف وتجهيز المصاحف وإعداد برامج التلاوة والدروس الدينية.

وتبدأ الاستعدادات لشهر رمضان قبل حلوله بأسابيع، حيث تتزين المساجد والمنازل بالفوانيس الملونة، وتُقام الأسواق والمعارض لبيع المستلزمات الرمضانية، مثل الياميش والمكسرات والتوابل. كما تستعد الأسر الليبية لإعداد الموائد الرمضانية العامرة بأشهى المأكولات والمشروبات.

 

الصلوات والعبادات
يحرص الليبيون على أداء الصلوات الخمس في المساجد خلال رمضان، وخاصة صلاة التراويح التي تُقام بعد العشاء، حيث تمتلئ المساجد بالمصلين من مختلف الأعمار. وتتميز هذه الصلوات في ليبيا بالخشوع والتضرع، حيث يُقبل المصلون على قراءة القرآن وختمه أكثر من مرة.

العادات والتقاليد الرمضانية:

تتميز ليبيا بعادات وتقاليد رمضانية عريقة، من بينها الإفطار الجماعي حيث تجتمع العائلات والأصدقاء حول مائدة واحدة لتناول وجبة الإفطار. وتزخر المائدة الرمضانية بأشهى المأكولات والمشروبات، مثل الكسكسي والبازين والملوخية والحلويات مثل الغريبة والكنافة. ولا يزال المسحراتي يقوم بدوره في إيقاظ المسلمين لتناول وجبة السحور، حيث يجوب الشوارع والأزقة، ويقرع على طبلته، وينادي بأعلى صوته “اصحوا يا نيام، وحدوا الديان”.

وتحرص المساجد في ليبيا على إقامة صلاة التراويح طوال شهر رمضان، ويشارك فيها عدد كبير من المسلمين. وتتميز هذه الصلاة بأجوائها الروحانية العالية، وتلاوة القرآن الكريم بأصوات ندية.

وتنتشر في ليبيا الموائد الرمضانية، وهي موائد عامة يتم فيها تقديم وجبات الإفطار المجانية للصائمين المحتاجين. وتعد هذه الموائد من مظاهر الكرم والجود، وتعزز روح التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع.

ويتبادل الليبيون التهاني والتبريكات بمناسبة شهر رمضان، ويتمنون لبعضهم البعض شهرًا مباركًا مليئًا بالخير واليمن والبركات.

وتسود ليبيا خلال شهر رمضان أجواء روحانية عالية، حيث يكثر الناس من قراءة القرآن الكريم، وإقامة الذكر، والاستماع إلى الأحاديث النبوية الشريفة. وتفتح المساجد أبوابها للمصلين طوال النهار والليل، وتقام فيها الدروس الدينية والمحاضرات الوعظية.

ويبقى رمضان في ليبيا شهرًا لا يُنسى، لما يحمله من أجواء روحانية عالية، وعادات وتقاليد أصيلة، وكرم وجود. ويترك هذا الشهر الفضيل بصمات لا تمحى في قلوب الليبيين، ويظلون يتذكرونه بفرح وشوق حتى رمضان القادم.

ويتسابق الناس في هذا الشهر الفضيل، على برامج التوعية والتثقيف الأسري، التي تقيمها الجمعيات الخيرية المنتشرة في ليبيا، وعن هذا الجانب “تقام في هذا الشهر الكريم موائد الرحمن في جميع مناطق الجماهيرية بمبادرات من جمعيات أهلية وبعض النوادي، هذا بالإضافة إلى الشركات من أجل إطعام المحتاجين وعابري السبيل”.

ويعتبر شهر رمضان بالنسبة للأسر الليبية شهر التلاقي والتسامح والبركة والإيمان ويبين اللافي بأن “الأولاد يجتمعون يومياً (اللمة) في منزل الوالد لتناول طعام الإفطار سوياً مع العائلة طوال الشهر الفضيل”

ويعد شهر رمضان فرصة لصلة الرحم حيث يؤكد اللافي بأن “الليبيين يحرصون في شهر رمضان على زيارة الأهل والأقارب والأصدقاء”.

وعلى غرار كثير من البلدان العربية والاسلامية يبدأ افطار الليبيين على حبة التمر ولكنهم يختلفون عن باقي الدول بحسب اللافي بأنهم يشربون الحليب مع التمر حين يحين موعد الآذان وهي الوجبة الرئيسية.

رمضان في ليبيا.

الأطعمة والمشروبات الرمضانية

تشتهر ليبيا بالعديد من الأطباق الرمضانية المميزة، مثل الكسكسي والبازين والملوخية والحلويات مثل الغريبة والكنافة.

وتستخدم وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لنشر التهاني والتبريكات، وتبادل الوصفات الرمضانية، وتنظيم الفعاليات الخيرية.

يُعتبر الكسكسي من الأطباق الرئيسية على المائدة الرمضانية في ليبيا، ويُعد بطرق متنوعة، مثل الكسكسي باللحم أو الدجاج أو الخضار، أيضا البازين وهو  طبق ليبي تقليدي مصنوع من الشعير، ويُقدم مع مرق اللحم أو الخضار.

الملوخية: تُعد الملوخية من الأطباق الشعبية في ليبيا، وتُطهى بطرق مختلفة، مثل الملوخية باللحم أو الدجاج أو الأرانب.

الغريبة: حلويات ليبية تقليدية تُصنع من الدقيق والسكر والزبدة، وتُعد من أشهر الحلويات الرمضانية.

الكنافة: تُعد الكنافة من الحلويات الرمضانية الشهيرة في ليبيا، وتُحضر بطرق متنوعة، مثل الكنافة بالجبنة أو بالقشطة.

 

وتشمل المشروبات الرمضانية في ليبيا التمر هندي والكركديه والجلاب وقمر الدين.

رمضان في المدن الليبية:

 

  1. طرابلس:

تشتهر طرابلس بوجود العديد من المساجد التاريخية والأثرية التي تشهد خلال شهر رمضان إقبالًا كبيرًا من المصلين، مثل مسجد قرجي، ومسجد المرادي، ومسجد سيدي حمودة. وتُعد أسواق طرابلس القديمة، مثل سوق المشير وسوق الذهب، وجهة مميزة للتسوق خلال شهر رمضان، حيث يمكن للزوار شراء المنتجات التقليدية، مثل الملابس، والعطور، والتوابل، بالإضافة إلى المستلزمات الرمضانية.

 

وتنتشر في طرابلس العديد من المقاهي الرمضانية التي تُقدم المشروبات والحلويات الرمضانية، وتُعد مكانًا مناسبًا للاسترخاء والتواصل الاجتماعي خلال ليالي رمضان، وتُقام في طرابلس العديد من موائد الرحمن التي تُقدم وجبات الإفطار المجانية للصائمين المحتاجين، وتُعد هذه الموائد من مظاهر الكرم والجود في المدينة.

 

  1. بنغازي:

تشتهر بنغازي بوجود العديد من المساجد التي تُقام فيها صلاة التراويح والدروس الدينية خلال شهر رمضان، مثل مسجد الشهداء ومسجد بن كيران، ويُعد كورنيش بنغازي مكانًا مناسبًا للاسترخاء والتنزه خلال ليالي رمضان، حيث يُمكن للزوار الاستمتاع بالهواء الطلق والمنظر الجميل للبحر.

 

وتنتشر في بنغازي العديد من المقاهي الرمضانية التي تُقدم المشروبات والحلويات الرمضانية، وتُعد مكانًا مناسبًا للاسترخاء والتواصل الاجتماعي خلال ليالي رمضان، وتُطلق في بنغازي العديد من المبادرات الخيرية خلال شهر رمضان، مثل توزيع وجبات الإفطار على المحتاجين، وتقديم المساعدات المالية والعينية للأسر المتعففة.

 

  1. مصراتة:

تُقام في مساجد مصراتة صلاة التراويح والدروس الدينية خلال شهر رمضان، مثل مسجد جامع مصراتة ومسجد سيدي عبد السلام، وتُشتهر مصراتة بتقديم المأكولات البحرية خلال شهر رمضان، مثل الكسكسي بالسمك والملوخية بالجمبري.

 

وتُعد أسواق مصراتة وجهة مناسبة للتسوق خلال شهر رمضان، حيث يُمكن للزوار شراء المنتجات التقليدية والمستلزمات الرمضانية.

 

4- الزاوية وصبراتة وغات

تشتهر مدينة الزاوية بوجود العديد من المساجد التي تُقام فيها صلاة التراويح والدروس الدينية خلال شهر رمضان، وتُعد مدينة صبراتة مدينة تاريخية تشتهر بوجود العديد من الآثار الرومانية، وتُقام فيها بعض الفعاليات الثقافية خلال شهر رمضان، وفي مدينة غات الصحراوية تشتهر بوجود العديد من المناظر الطبيعية الخلابة، وتُقام فيها بعض الفعاليات الرمضانية التي تعكس ثقافة المنطقة.

رمضان في ليبيا.

تحديات تواجه المدن الليبية في رمضان:

 

تُعد الظروف الأمنية غير المستقرة في بعض المدن الليبية تحديًا كبيرًا خلال شهر رمضان، حيث تُعيق الفعاليات الرمضانية وتُقلل من عدد الزوار في الأسواق والمساجد، كما يُؤثر الوضع الاقتصادي الصعب في ليبيا على مظاهر الاحتفال بشهر رمضان، حيث يُقلل من قدرة الأسر على شراء المستلزمات الرمضانية والمشاركة في الفعاليات المختلفة.

 

ويُعد انقطاع التيار الكهربائي المتكرر في العديد من المدن الليبية تحديًا كبيرًا خلال شهر رمضان، حيث يُؤثر على الحياة اليومية ويُعيق بعض الفعاليات الرمضانية.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى