الرئيسيةالسوداننشرة الأخبار

رمضان في السودان.. شهر عبادة وكرم والحرب تحرم الصائمين من طقوسه

الخرطوم- مركز العرب

رمضان في السودان له نكهة خاصة مميزة، حيث يمتزج فيه الطابع الديني العميق بالعادات والتقاليد السودانية الأصيلة، ويستقبل الشعب السوداني شهر رمضان المبارك ببهجة وسرور، حيث تبدأ الاستعدادات قبل حلول الشهر الكريم بأسابيع. وتتزين الشوارع والمساجد، وتتزين البيوت بأجمل المفروشات، وتتغير مظاهر الحياة في السودان خلال هذا الشهر الفضيل، حيث تسود روحانية عالية، وتتكاتف الأسر، وتزداد أعمال الخير والبر.

الاستعداد لرمضان

تبدأ النساء السودانيات في تحضير المشروبات الرمضانية التقليدية، مثل “الأبريق” و”المديدة”، وهما مشروبان أساسيان على المائدة الرمضانية. كما يتم إعداد “الآبري” وهو نوع من الخبز المحضر من الذرة، ويستخدم في وجبة الإفطار. وتجتمع الأسر لإعداد هذه المأكولات والمشروبات، وتبادلها مع الجيران والأقارب، مما يزيد من روح التواصل والتكافل الاجتماعي.

رمضان في السودان

عادات سودانية في رمضان

تتميز السودان بعادات وتقاليد رمضانية فريدة، من بينها، ومن أبرز مظاهر رمضان في السودان الإفطار الجماعي في الشوارع والميادين، حيث يجتمع الناس حول موائد عامرة بأشهى المأكولات والمشروبات، ويتناولون وجبة الإفطار معًا. وتعد هذه العادة من مظاهر الكرم والجود، وتعزز روح التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع.

وتزخر الموائد الرمضانية في السودان بأشهى المأكولات والمشروبات التقليدية، مثل “الثريد” و”العصيدة” و”البليلة” و”الكمونية”، بالإضافة إلى المشروبات الرمضانية الشهيرة، مثل “التمر هندي” و”الكركدي” و”الجلاب”. وتعد هذه الموائد فرصة للعائلة والأصدقاء للتجمع والتواصل، وتبادل الأحاديث الودية.

مساجد عامرة طوال الشهر

وتحرص المساجد في السودان على إقامة صلاة التراويح طوال شهر رمضان، ويشارك فيها عدد كبير من المسلمين. وتتميز هذه الصلاة بأجوائها الروحانية العالية، وتلاوة القرآن الكريم بأصوات ندية.

ولا يزال المسحراتي يقوم بدوره في إيقاظ المسلمين لتناول وجبة السحور، حيث يجوب الشوارع والأزقة، ويقرع على طبلته، وينادي بأعلى صوته “اصحوا يا نيام، وحدوا الديان”. وتعد هذه العادة من التقاليد الرمضانية الأصيلة في السودان.

ويتبادل السودانيون التهاني والتبريكات بمناسبة شهر رمضان، ويتمنون لبعضهم البعض شهرًا مباركًا مليئًا بالخير واليمن والبركات، وتسود السودان خلال شهر رمضان أجواء روحانية عالية، حيث يكثر الناس من قراءة القرآن الكريم، وإقامة الذكر، والاستماع إلى الأحاديث النبوية الشريفة. وتفتح المساجد أبوابها للمصلين طوال النهار والليل، وتقام فيها الدروس الدينية والمحاضرات الوعظية.

 

ويعد شهر رمضان شهر الكرم والجود في السودان، حيث يتسابق الأغنياء على تقديم المساعدات للمحتاجين، وتوزيع الصدقات، وإفطار الصائمين. وتنتشر في هذا الشهر موائد الرحمن في مختلف أنحاء البلاد، حيث يتم تقديم وجبات الإفطار المجانية للصائمين المحتاجين.

رمضان في السودان

**رمضان في السودان مناسبة اجتماعية**

ويعد شهر رمضان في السودان مناسبة اجتماعية بامتياز، حيث تجتمع الأسر والعائلات حول الموائد الرمضانية، ويتبادل الأفراد الزيارات والتهاني. وتزداد في هذا الشهر الفعاليات الاجتماعية والثقافية، مثل المحاضرات الدينية، والأمسيات الشعرية، والمسابقات الرمضانية.

ويعد شهر رمضان في السودان شهرًا للتغيير والتوبة، حيث يسعى المسلمون إلى تصحيح أخطائهم، والتوبة إلى الله تعالى، والتقرب إليه بالأعمال الصالحة. ويحرص الكثيرون على قضاء أوقاتهم في العبادة، وتلاوة القرآن، والاستغفار، والدعاء.

أشهر الأطعمة السودانية في رمضان:

الأبريق: مشروب رمضاني شهير في السودان، يتم تحضيره من الذرة المخمرة، ويتميز بطعمه المنعش.

المديدة: نوع من العصيدة المصنوعة من الدقيق، وتعد من الأطباق الرئيسية على المائدة الرمضانية.

البليلة: طبق يتكون من القمح المسلوق، ويضاف إليه الحليب والسكر.

الكمونية: نوع من الحساء الحار، ويعد من الأطباق التقليدية في السودان.

التمر هندي: مشروب منعش مصنوع من التمر الهندي، ويشتهر في رمضان.

الكركدي: مشروب بارد مصنوع من أزهار الكركدي، ويتميز بلونه الأحمر وطعمه الحامض.

الجلاب: مشروب حلو مصنوع من التمر والزبيب، ويعد من المشروبات الرمضانية الشهيرة.

الفعاليات الرمضانية:

المحاضرات الدينية: تقام في المساجد والمراكز الإسلامية طوال شهر رمضان، وتتناول مواضيع مختلفة تتعلق بالدين الإسلامي.

الأمسيات الشعرية: تقام في بعض المدن السودانية، ويشارك فيها شعراء يلقون قصائد تتناول مواضيع مختلفة.

المسابقات الرمضانية: تقام في بعض المساجد والمدارس، وتشمل مسابقات في القرآن الكريم والسنة النبوية.

السودان تنديد بالعقوبات الأمريكية

دور المرأة في رمضان:

تقوم المرأة السودانية بدور كبير في تحضير الأطعمة والمشروبات الرمضانية، وتعد المائدة الرمضانية بأشهى الأطباق، وتشارك المرأة في صلاة التراويح، وحضور المحاضرات الدينية، والمشاركة في الأنشطة الخيرية.

ويبقى رمضان في السودان شهرًا لا يُنسى، لما يحمله من أجواء روحانية عالية، وعادات وتقاليد أصيلة، وكرم وجود. ويترك هذا الشهر الفضيل بصمات لا تمحى في قلوب السودانيين، ويظلون يتذكرونه بفرح وشوق حتى رمضان القادم.

الحرب تطفئ بهجة رمضان

وتسببت الحرب في غياب كثير من الأجواء الاحتفالية المبهجة المعتادة عن السودان، وسط نزوح الملايين من ديارهم ومعاناتهم من الجوع مع استمرار الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع التي تقترب من إتمام عامها الأول.

وفي هذا الصدد قال محمد علي الذي تناول وجبة الإفطار في مركز للنازحين في مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر، وهي مدينة فر إليها الكثيرون من العاصمة الخرطوم وغيرها من مناطق تستعر فيها الحرب “ممكن أقول إنه تغير تماما أي معنى أو أي ضبط، الضبط النفسي بتاع البني آدم تغير، متعود ياكل كيف يشرب كيف يقابل مين في رمضان يخطط لرمضان كيف.. المشكلة إن زمان إنت كان فيه ناس كتار تقدر تشوفهم حتى لو فيه القليل اللي تقدر تقدمه للناس، الآن إنت نفسك بقيت محتاج”.

 

وكان شهر رمضان في السودان يتميز في المعتاد بالتجمعات المسائية الكبيرة، والآن يعتمد محمد علي مثل ملايين آخرين من السودانيين على الموائد الخيرية التي يقدمها المتطوعون لتناول وجبة إفطار بسيطة.

 

واندلعت الحرب في السودان في شهر رمضان الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع نتيجة لتوترات طويلة الأمد على مدار 4 سنوات من تقاسم السلطة.

 

وتقول رويترز إن الحرب وضعت سمعة السودانيين المعروفين بالكرم وكرم الضيافة في اختبار. وتنقل عن الشيخ خالد عبد الرحمن، وهو إمام مسجد في مدينة أم درمان التي شهدت قتالا عنيفا في الأسابيع القليلة الماضية قوله: “الحرب دي قللت وخوفت شوية، لكن ما منعت أن هنالك أناسا على ما هم عليه وأن هنالك أناسا فاتحين أبوابهم ودورهم لكل إنسان يأتي إليهم يستقبلونه ويقدمون له المتاح”.

 

وكانت الولايات المتحدة عبرت عن أملها في استئناف محادثات السلام بعد شهر رمضان، على الرغم من أن الجولات السابقة لم تنجح في تحقيق وقف دائم لإطلاق النار.

 

وقالت حنان حسن في مطبخ يقدم الوجبات الخيرية في أم درمان “المفترض يكون فيه إن شاء الله بقدرة الله يوقف الحرب كله كله، الهدنة دي ما بتعمل شي”.

ومن جهته دعا أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، إلى وقف تدفق الأسلحة إلى السودان.

 

وقال غوتيريش أمام «المؤتمر الإنساني رفيع المستوى لدعم شعب السودان» الذي أُقيم على هامش قمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا: «لا بد من وقف الدعم الخارجي وتدفق الأسلحة، اللذين من شأنهما أن يساعدا على استمرار الحرب والدمار الكبير الذي يلحق بالمدنيين وسفك الدماء في السودان».

 

وأعلن غوتيريش إطلاق الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة الوطنية والدولية خطة الاستجابة للاحتياجات الإنسانية في السودان لعام 2025، التي تتطلب، حسب إشارته، نحو 6 مليارات دولار، تُخصص لدعم نحو 21 مليون شخص داخل السودان ونحو 5 ملايين لاجئ إلى دول الجوار، وأضاف: «السودان يعيش أزمة بالغة الخطورة والوحشية».

وأبلغ وزير الخارجية السوداني على يوسف وزراء خارجية الدول الأعضاء بمجلس السلم والأمن الأفريقي، بأن الجيش والقوات المتحالفة معه «بسطوا سيطرتهم» على ربوع البلاد، وذلك في رسالة خطية قبيل اجتماع المجلس المقرر الجمعة في أديس أبابا.

وقالت الرسالة إن القوات المسلحة السودانية والقوات المشتركة التي تمثل الحركات الموقعة على اتفاق جوبا «تصدت لعدوان (قوات الدعم السريع) ونجحت في بسط سيطرتها على ربوع البلاد».

ودعت الرسالة مجلس السلم والأمن الأفريقي إلى «إعادة النظر في تقييم الاتحاد الأفريقي للأوضاع بالسودان على ضوء المستجدات الأخيرة»، مطالبة بضرورة عودة السودان إلى مكانه الطبيعي في المنظمة القارية واستئناف دوره في العمل الأفريقي.

وقال بيان أصدرته وزارة الخارجية، إن «رسالة الوزير دعت مجلس السلم والأمن الأفريقي إلى إعادة النظر في تقييم الأوضاع في السودان على ضوء المستجدات الأخيرة وضرورة عودة السودان إلى مكانه الطبيعي في المنظمة القارية».

وكان الاتحاد الأفريقي قرر تجميد عضوية السودان في المنظمة القارية في 27 أكتوبر 2021.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى