رأي

رامي زهدي يكتب.. السودان.. ما بين الثروات الطبيعية والجوع القاتل.. واقعيا شعب يسدد فاتورة أخطاء الحكومات

(أكثر من ثلث الشعب السوداني لا يجد غذائه الأساسي، بينما يتحدث حكامه وسياسيه عبر سنوات طويلة عن أسطورة “السودان سلة غذاء العالم”..!)

(الحديث عن حكومة مدنية او عسكرية… لايمكن أن يكون هدفا في حد ذاته…. المفترض أن يكون الهدف حكومة قوية تنقذ السودان مما هي فيه بغض النظر عن هويتها مدنية، عسكرية او مختلطة).

 

السودان، دولة عريقة، من أهم دول العالم تاريخيا، قدمت وأسهمت كثيرا في صنع حضارات مجاورة، وشاركت في تقدم وتطور أمم، السودان الدولة ذات الإلتزامات تجاه العالم وتجاه مواطنيها، يعاني ثلث شعبها من نقص الغذاء، حيث قال برنامج الأغذية العالمي يوم الخميس، إن أكثر من ثلث سكان السودان يواجهون حالياً انعدام الأمن الغذائي الحاد، مع عدم كفاية الأموال لمواجهة هذا الخطر.

في وقت إستمر حكام السودان عبر اكثر من ستون عاما يتحدثون فقط دون أن يعملون، الحديث دائما علي أن السودان” هي او تصلح أن تكون سلة غذاء العالم”.. لا نشكك أبدا في هذه المعلومة.. لكن ما الجدوي عبر سنوات من إستمرار هذا الطرح دونما أي تقدم، الشعب السوداني يعيش قبل الثورة وبعد الثورة والأن في ظروف صعبة، لا يجد قوت يومه من أبسط الإحتياجات، بعضهم يملك المال ولايجد مايحتاجه من بضائع لشرائها، والبعض لا يملك  المال ولا الشراء، بينما يتحدث الجميع داخل السوداني وسط حالة من الضبابية السياسية وإنشقاق سياسي، في دولة عانت في أفضل مراحل إستقرارها من تدهور في الخدمات الأساسية، وتراجع في مبادئي الحياة الكريمة من ماء نظيف، صرف صحي آمن وغير ذلك، والأن مع تنامي الأزمة السياسية وسط إنشغال العالم، يعاني الشعب السوداني ولا يجد من يلتفت لحاله سواء من الداخل او الخارج، ويستمر الصراع السياسيى الغير مبرر، مابين رفض الحكم العسكري او رفص الحكم المدني، بينما يضع الكثير هدف الحكم المدني هدفا مصيريا في ذاته، ولابد من التخلص من هذه الفكرة، لابد من العمل من أجل حكم قوي ولو بحكومة قوية مؤقتة تتجاوز الأزمات، بغض النظر عن هوية هذه الحكومة،كانت مدنية او عسكرية او مختلطة توافقية.

إن عدد من يواجهون خطر الجوع بلغ 15 مليون شخص بزيادة سبع نقاط مئوية عن العام. ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 18 مليوناً أي 40 بالمئة من السكان بحلول سبتمبر في حالة استمرار المؤشرات الحالية.، وأي كارثة أكبر من ذلك، في دولة إشتهرت بكونها الحلم المنتظر لتكون “سلة غذاء العالم”

إيدي رو، ممثل برنامج الأغذية العالمي في السودان، في بيان أعلن أن “الآثار المجتمعة لتضافر عوامل الصراعات والكوارث الطبيعية والأزمات الاقتصادية والسياسية وارتفاع التكاليف وضعف المحاصيل تدفع الملايين إلى الجوع والفقر.. ومع ذلك، لا تتناسب مستويات التمويل مع الاحتياجات الإنسانية”.، ومن ناحية أخري أخطار مجتمعية وأمراض سواء عضوية او نفسية سوف تجتاح المواطنين، بالإضافة الي إنتشار الجريمة ثم الجريمة المنظمة والعابرة للحدود، وتجارة البشر، بالإضافة بالتأكيد الي الإستقطاب الفكري وتنامي عمل الجماعات الإرهابية التي تجد في مثل هذه الظروف بيئة خصبة للتمدد وتهديد أمن السودان والمنطقة، وربما العالم.

 

رامي زهدي السودان


يتركز الجوع في مناطق الصراع، وخصوصاً في ولايات دارفور. وكانت أعلى نسبة في منطقة كرينك التي تعرضت لموجات عنف متعددة.، لكن أيضا توقف حركة التجارة الداخلية والخارجية مع إستمرار الإعتصامات والإجراءات الأمنية المتبعة بإغلاق الطرق والممرات والكباري، أدي إلي أن حتي الأهالي أصحاب المال لايجدون بضائع للشراء.

وفي بيان منفصل، حذرت منظمات بلان إنترناشونال وإنقاذ الطفولة وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وورلد فيجن من أن ثلاثة ملايين طفل سوداني دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد وأن حوالي 375 ألفا قد يموتون هذا العام دون علاج.، بمعني أننا علي مشارف كارثة إنسانية، مالم يتحرك العالم، ويؤمن أهل السودان أنفسهم، بأنهم يملكون المشكلة والحل في ذات الوقت.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب 

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى