رأي

رامي زهدي يكتب.. قبل أيام قليلة من ذكري النكبة الفلسطينية .. مازال الجرح الغائر ينزف لكن في القلب نبض وحياة

الكاتب عضو الهيئة الاستشارية لمركز العرب للدراسات والأبحاث

ذكرى النكبة 15 مايو من كل عام, هو يوم إحياء الذكرى السنوية لنكبة الشعب الفلسطيني، حيث يتذكر الفلسطينيون ما حل بهم من مأساة إنسانية وتهجير وقتل وتشريد وسرقة لأموالهم وأراضيهم وبيوتهم, سنوات طويلة من العقاب الجماعي لشعب ذنبه الوحيد انه لم يتنازل عن ارضه وعرضه ووطنه وهويته

ورغم النزيف الدامي للجرح الغائر إلا أن القلب ينبض بالحياة, ومازالت الآمال قائمة بإستفاقة يوما ما , إن لم تكن بأيدينا , كانت بأيدي آبنائنا او ابناء ابنائنا , لكنه وعدا محتوما , يقضي به الله أمرا كان مفعولا, ولو بعد حين.

اتفق على أن يكون يوم الذكرى هو اليوم التالي لذكرى إعلان قيام دولة إسرائيل وذلك في رمزية إلى أن كل ما قامت به المجموعات المسلحة الصهيونية في حق الشعب الفلسطيني كان من أجل التمهيد لقيام هذه الدولة التي أريد منها أن تكون دولة لليهود فقط تقام علي انقاض الشعوب وعلي اكتافهم بإستغلال ثروات الأمم ومقدرات الشعوب.

نحن شعب سلام , لم نرغب أبدا في حرب الآخر او استهداف فنائه , لكن الآخر ذلك لم يستوعب الدرس أبدا.

ومن حيث المنطق وقواعد العمل الدولي وحق الجيران، يمكن لنا إستعياب الآخر وإحترام الإختلاف، وقبول بالأمر الواقع طالما انه واقع لا محالة ولكن نقبل بالواقع العادل القائم علي نفس الدرجة من الإحترام والتقدير، وتشاركية الأرض والسماء والبحر والماء مع ضمان الحقوق واحترام القانون الدولي، حيث يبدو ان لاهدف للإنسانية أسمي من حياة هادئة آمنة مستقرة , لكن مصالح ومطامع بعض الدول والجماعات والشعوب وقياداتها هي تلك المحرك الآثم للشر ومعاداة الإنسانية.

دائما وأبدا، يظل حق وجود الدولتين بكامل السيادة والحقوق هو الحل الواقعي الذي يراعي معايير مختلفة ويضمن التعايش السلمي الآمن، الذي وإن حدث فإنه قد يغيير شكل المنطقة لما فيه صالح سكانها من الشعوب والأعراق المختلفة، وبالتأكيد الرخاء الإقتصادي يبدأ دائما بالسلام والآمن وحق الحياة تحت راية الوطن وإحترام وجود وحياة وآمن الآخر طالما هو أيضا إحترم ذلك.

أخيرا , مازالت الفرص قائمة لسلام عادل شامل يضمن حياة الشعوب , أو الخيار الصعب بمصير محتوم عكس ذلك.

رامي زهدي: ذكرى النكبة

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى