الدبلوماسيي الليبي إشتيوي الجدي يكتب.. لماذا نحتفل بذكرى ثورة الفاتح العظيمة؟
للأمم والشعوب الحُرّة تواريخ ومواقيت تعد من المحطات المهمة في مسيرة التاريخ الإنساني..
و بالنسبة لليبيين الشرفاء الفاتح من سبتمبر 1969 يأتي على رأس قائمة المحطات المشرّفة في مسيرة تاريخ ليبيا الحديث.
فثورة الفاتح من سبتمبر 1969، جاءت تتويجاً لكفاح الأباء والأجداد، فكان أولى اولوياتها تخليص ليبيا من براثن المستعمر القديم الجديد واستعادة السيادة الوطنية الكاملة، حيث أنجزت في زمن قياسي، في أقل من عام؛ إجلاء القواعد والقوات البريطانية والأمريكية وبقايا الطليان الفاشيست، ووزعت ما كان في حوزتهم من مزارع ومساكن ومحلات تجارية وورش صناعية على المواطنين الليبيين. وفوق ذلك حررت الإقتصاد الليبي من ربقة الاحتكار والاستغلال عبر تأميم المصارف والشركات النفطية الأجنبية.
وظلت ليبيا -لأكثر من أربعة عقود- في عهد ثورة الفاتح من سبتمبر 1969 بلاد آمنة ومستقرة ومزدهرة، ودولة حرّة مستقلّة ذات سيادة، دولة مُهابة الجانب في الوطن العربي وأفريقيا والعالم.
لكن، البعض يقول ماذا يجدي الإحتفال بذكرى ثورة الفاتح من سبتمبر العظيمة، وقد آلت الأمور في ليبيا اليوم إلى ما آلت إليه بفعل مؤامرة فبراير اللعينة سنة2011؟.
لهولاء أقول: ان الإحتفال بهذه الذكرى العظيمة يعني أنها ورغم استشهاد قائد الثورة معمر القذافي، فإن حواريوه وأنصاره والشرفاء من شعبه ومعهم أحرار العالم يرون في يوم انبلاج فجر ثورة الفاتح من سبتمبر 1969 لحظة تاريخية فارقة في حياة اجدادهم وابائهم وحياتهم ومحطة مهمة في مسيرة تاريخ ليبيا الحديث و تاريخ العالم.
كما أن الإحتفال بذكرى ثورة الفاتح من سبتمبر 1969 يعني وبصريح اللفظة العاميّة طُز في حُكام التحالف الغربي الصهيوني وألف طُز في الفبرايريين الخونة الجواسيس عملاء الخارج، فلا ثورة بعد ثورة الفاتح العظيمة، والقائد المفكر الثائر معمر القذافي حتى وإن استشهد سيظل الرمز التاريخى الخالد، وستظل قيم ومبادئ ثورة الفاتح العظيمة نبراساً يهتدي به شرفاء ليبيا واحرار العالم في مسيرة حياتهم وتاريخهم.
بإختصار .. ثورة الفاتح من سبتمبر 1969 سجّلها التاريخ بأحرف من نور؛ فقد جاءت بالحرية والاستقلال الحقيقي لليبيا، وعاش الليبيين في كنفها إثنين وأربعين عاماً في وئام وسلام واستقرار وأمن وأمان. وستبقى ذكرى خالدة على مدار العصور لأجيال وراء أجيال.
أما بخصوص ما آلت إليه الأمور في ليبيا منذ فبراير الأسود سنة2011، نقولها بملءِ الفَم وعلى رؤوس الأشهاد: الإحتفال بذكرى ثورة الفاتح العظيمة معناه ان معركتنا مع حُكام التحالف الغربي الصهيوني وأذنابهم الفبرايريين الخونة الجواسيس عملاء الخارج، لن تنتهي إلى أن ينعم الله على ليبيا بالنصر المؤزر وتعود كما كانت في ظل ثورة الفاتح العظيمة دولة حرة مستقلة ذات سيادة، دولة مُهابة الجانب بين دول العالم.