الرئيسيةدراساتسياسية

دول جوار الأزمة السودانية.. هل يملكون تداخل ايجابي للحل؟

"الأزمة في السودان....تتجاوز آثارها حاجز الدولة السودانية الي 7 دول جوار مباشر بالإضافة للبحر الأحمر وأكثر من 10 دول جوار غير مباشر" 

رامي زهدي- مركز العرب

السودان، واحدة من اعرق الدول الإفريقية وأعمقها تأثيرا في القارة، بينما يتحدث البعض كثيرا علي ان مصر “بوابة افريقيا” يبدو ان التعبير او الوصف غير دقيق بالنسبة لمصر، فمصر تمثل محور الربط الأهم والأكثر تأثيرا فيما بين افريقيا والعالم بينما تعبير “بوابة افريقيا” ينطبق أكثر علي السودان التي مثلت عبر قرون طولية مدخل حقيقي ونافذ للقارة السمراء وكانت ومازالت السودان محور تأثير قوي في كل القارة الإفريقية ومنطقة البحر الأحمر، السودان التي تقع شمال شرق أفريقيا. تحدها مصر من الشمال وليبيا من الشمال الغربي وتشاد من الغرب وجمهورية أفريقيا الوسطى من الجنوب الغربي وجنوب السودان من الجنوب وإثيوبيا من الجنوب الشرقي وأريتريا من الشرق والبحر الأحمر من الشمال الشرقي، وتحمل السودان الهوية العربية والإفريقية، وتمثل جزء من الشرق الأوسط الكبير ومجتمع ديني ذو غالبية مسلمة، ثم نسب أقل للمسيحية وأقل للديانات الأخري.

الأزمة في السودان لم ولن تتوقف داخل حدود السودان، ولكن امتدد الأثر الأمني والإقتصادي الي دول الجوار السبعة بالإضافة لإقليم البحر الأحمر ككل بشكل غير مباشر، بل ان الأمر امتد ليشمل عشرة دول أخري علي الأقل تمثل محور جوار غير مباشر للسودان.

دول جوار الأزمة السودانية

چيوسياسية السودان، جعلتها مؤثرة في محيط واسع ممتد، حركة التجارة ومن وإلي وعبر السودان في حد ذاتها مثلت اولي ازمات دول الجوار، بينما التهديد الأمني او احتمالية تطور الصراع المسلح خارج السودان، بالإضافة لتدهور الوضع الأمني علي النقاط الحدودية، بالإضافة للفارين من ويلات الحرب الذين تحركوا الي دول الجوار وكان النصيب الاكبر للجارة الشمالية مصر وهي دولة الجوار الأبرز والأكثر عناية واهتمام بالشان السوداني عبر التاريخ، كذلك تحركت اعداد غير قليلة الي تشاد، افريقيا الوسطي، اثيوبيا وجنوب السودان، بل ان هناك اعداد فرت من السودان سيراََ علي الأقدام لأقرب خط حدودي.

كذلك تأثر المؤسسات المالية القارية والعالمية بالأزمة السودانية وتأثير نتائج الحرب علي الجهات الدولية المانحة وأثر ذلك سلبيا علي دول افريقية اخري كانت تلتمس برامج تمويل وتنمية مختلفة، وليس ذلك فحسب وانما الأزمة في السودان اثرت علي عدد من القضايا بالمنطقة مثل الأمن المائي وملف سد النهضة وعلي مستوي القارة الامن الغذائي والطاقي وأزمات التغيير المناخي التي تعاني منها معظم دول القارة.

عدد سكان دول الجوار ودول جوار الجوار يتجاوز حاجز 500 مليون نسمة وهو مايوضح حجم الأزمات المتوقعة ليس فقط الان ولكن خلال السنوات القادمة وحتي بعد انقضاء الحرب السودانية في حالة افتراض انتهائها في الأمد القريب.

كل ما فات، يعني ان دول الجوار او علي الاقل دول الجوار المباشرة لم تعد تمتلك خيار غض الطرف عما يحدث في السودان، لانها تحولت لطرف غير مباشر في الازمة، وجميعها تعاني بسبب الحرب دون استثناء كل منها حسب امكانياتها ودرجة اقترابها من الأزمة، لذلك يبدو بأن دول جوار الازمة السودانية الان لابد وان يمثلوا تكتل سياسي قوي يمتلك خيارات استخدام وسائل متعددة من اجل التداخل الايجابي للتأثير في انهاء الأزمة مع الحفاظ علي مبدأ عدم التداخل او التوجيه للإرادة الشعبية السودانية، لو أمكن لهذه الدول توحيد الرأي نحو انهاء العدائيات ووقف الحرب بشكل نهائي وادارة عملية سياسية يقودها الشعب ومؤسسات الدولة السودانية التي يجب الحفاظ علي تماسكها، وكذلك حشد الجهود المشتركة لتقديم دعم انساني واقتصادي لمواجهة الوضع الإنساني المدمر تماماََ، وربما يذهب بعض المحللين لأبعد من ذلك بفكرة تشكل قوة حفظ سلام خاصة بمهمة محددة وهي حماية المدنيين في السودان والسعي قدما لوقف الحرب، يفترض بأن كل الخيارات وبكامل الحق الأصيل لهذه الدول ان تدافع ان سيادتها التي اصبحت في وضع تهديد مباشر بسب استمرار الحرب وطول امد الصراع، بقي ان تستجيب القوي السياسية واطراف الصراع لكل مسارات الإصلاح التي قد تقود لأمن وسلم وعودة الإستقرار للسودان.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى