الرئيسيةدراسات

خليفة حفتر.. الرهان الأرجح في سباق الانتخابات الرئاسية الليبية 

رؤية لـ"الصحفية " علياء العبيدي خاص منصة «العرب 2030 »الرقمية

خليفة حفتر..الانتخابات الرئاسية الليبية

قبيل شهر ونصف فقط على انطلاق مارثون الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا لا يزال المشهد الليبي مرتبكا، فمع بدء تلقى طلبات الترشح من قبل المفوضية العليا للانتخابات،  لم تحسم أي من الشخصيات الأكثر حضورا  وتأثيرا في البلاد التي عانت من ويلات الحرب الأهلية منذ فبراير 2011 وحتى أكتوبر 2020، الترشح رسميا للانتخابات، بل حتى الآن الجميع ينطبق عليه وصف المرشح المحتمل.

وسط سخونة الأجواء وحدة التفاعلات على الساحة الليبية، ومحاولة أصحاب النزعات الأيديولوجية الإسلاموية فرض رؤيتهم قصرا على المشهد الانتخابي في البلد الغني بالنفط، تبدو الغالبية العظمى من الليبيين راغبين في الذهاب إلى صناديق الاقتراع يوم 24 ديسمبر 2021، لكن تساؤلا يفرض نفسه على المشهد” هل يكون للجنرال الليبي خليفة حفتر حضورا في هذا المشهد المعقد، وهل يعول عليه الكثيرين للخروج من المأزق الحالي؟

 من قراءة واقع الأزمة الليبية، يمكن القول صراحة أن الإجابة على هذين السؤالين في الغالب ستكون نعم؟

 

هذا القول ليس تأييدا أو قطعا اعتباطيا بتوفر فرض حفتر في المشهد  الانتخابي الرئاسي الليبي، لكن  الدلائل على هذه الإجابة يمكن استنباطها بسهولة من التفاعلات الليبية، ومدى إدراك الناخب الليبي  للمشكلات التي تواجه بلده، ومدى تطلعاته لتغير المشهد الحالي، خصوصا وأن الجميع بات تواقا للتخلص من أخطاء العشر سنوات الماضية، التي حولت حياة ملايين الليبيين لجحيم مقيم، حتى الذين أيدوا تحركات 17 فبراير وانخرطوا في تفاعلاته، بات غالبيتهم نادما على ما حدث في البلاد خلال العشرية الأخيرة.

 التحدي الأمني

أكبر التحديات التي تواجه ليبيا حاليا والتي يلمسها سكان المدن والمقاطعات الليبية هي غياب الأمن والاستقرار في البلاد، إذ تعاني البلاد بشدة من سيطرة المجموعات  المسلحة، والميليشيات الخارجة عن القانون، هذا المشهد كان زاد من تعقيده وجود مرتزقة أجانب متحالفة مع هذه الميليشيات المسلحة، جنى من وجودها المواطنين خصوصا في المنطقة الغربية ويلات كثيرة، خصوصا بعدما رصدت تقارير إعلامية في الأشهر الماضية، استيلاء مجموعات سورية وتركمانية على منازل بعض العوائل الليبية في ضواحي طرابلس، ووقوع جرائم اغتصاب وتعدي على الحرمات وهو ما لم ينساه الليبيون حتى لو حاولت الآلة الإعلامية التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، تغيير الصورة الذهنية  عن هذه المجموعات، والادعاء بأنهم ساهموا في حماية طرابلس من زحف الجيش الليبي نحوها، وتصوير الحرب على أنها كانت ضد الأهالي وليست ضد المجموعات المسلحة.

في هذا التحدي يبرز دور خليفة حفتر بامتياز، كون الرجل صنع تجربة على الأرض، خصوصا في مدن إقليم برقة وبعض مدن الجنوب الليبي، ومن السهولة بمكان تعميها على كامل التراب الليبي، لو أتيحت له الفرصة، وحاز  على الدعم الشعبي والشرعية الدولية المطلوبين لممارسة دوره القيادي من على مقعد الرئيس.

التدخلات الخارجية

هذا الأمر يراه كثير من الباحثين هو أكبر التحديات التي تواجه الدولة الليبية، وتعقد من خيوط الأزمة ومع الأيام تجعل الحل يكاد يكون محالا، لأن هذه الأطراف الدولية لا يهمها وجود  استقرار في ليبيا من عدمه، ولا  يشغلها المواطن الليبي، هي فقط تتصارع مع بعضها البعض للحفاظ على المكتسبات والنفوذ.

 المتأمل للمشهد الليبي يلمس أن أكثر الأطراف السياسية الليبية ارتباطا بالخارج، هم جماعة الإخوان وحلفائها، ومجموعاتها المسلحة، وتحالفاتها المالية التي باتت مرتبطة بشكل كامل بتركيا، خصوصا بعد تضخم النشاط المالي والتجاري لبعض الشخصيات الليبية التي تعمل لحساب تركيا، هؤلاء ربما لن يسمحوا بالتخلى عن نفوذهم المالي والسياسي بسهولة، خصوصا وأن بعضهم قد يواجه قضايا فساد واعتداء على المال العام في حال وصل إلى الحكمة حكومة منتخبة رشيدة، تتمتع بالتأييد الشعبي.

وفي هذا التحدى أيضا تثقل كفة خليفة حفتر، كونه لا يتلقى  الأوامر من الخارج كغيره من القوى السياسية، ويتعامل مع الأطراف الدولية بأداء يظهر فيه الندية، التي ستترسخ في حال انتخابه رئيسا للبلاد، خصوصا وأن الرجل يبدوا منفتحا على كافة الأطراف الدولية، وعلى تواصل مع القوى الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، والقوى الإقليمية العربية، وقد يكون السهل بناء علاقات جيدة سريعا مع كل من مصر والسودان والنيجر ونيجيريا ومالي وتونس، والمغرب والسعودية، والأردن، والإمارات العربية، وربما قطر التي انفتحت على  محيطها العربي مؤخرا بشكل أكثر براغماتية.

مأزق المرتزقة

في قضية المرتزقة لنكن منصفين قليلا، ولينضم إلى وصف «المرتزقة» كافة من يحملون السلاح في ليبيا وهو لا يتمتعون بالجنسية الليبية، وفي ذلك سنجد أن حفتر هو الفائز أيضا، وهذا يراه الناخب الليبي بوضوح، فحتى لو اعترفنا رمزيا بوجود قوات أجنبية في المنطقة الشرقية، فإن عملية خروجهم البلاد، ليست صعبة، ولا يجد خليفة حفتر غضاضة في اتخاذ أمر فوري بخروج مثل هذه المجموعات، بل بالفعل القوات التابعة له (الجيش الوطني الليبي) يقاتل حاليا في الجنوب المجموعات التشادية، والمرتزقة الافارقة.

 بينما الجانب الآخر، يتمسك بوجود المرتزقة التابعون لتركيا، ويستميت في الدفاع عن وجودهم، لأنه يعلم أنه لا يمتلك جيشا منظما ومؤسسة عسكرية نظامية، كالتي يديرها المشير حفتر، فالرجل هو الوحيد حاليا الذي يمكنه بناء مؤسسة عسكرية ليبية موحدة، خالية من المسلحين المطلوبين للقضاء والمتورطين في جرائم حرب.

 هذه المحددات الثلاث ستكون مصيرية في توجيه خيارات الناخبين الليبيين، مع الأخذ في الاعتبار، موجة الاشتباكات الأخيرة التي وقعت في المنطقة الغربية، والتي كان الغرض الرئيسي فيها هو الصراع الشخصي، وليس الصراع على قضايا وطنية، في المقابل تشهد المنطقة الشرقية وغالبية مدن الجنوب، استقرارا ملحوظا، بالإضافة لتدخل القيادة العامة لحل مشكلات الخدمات التي يعاني منها سكان الجنوب مرارا.

بعد ان تناولنا موضوع خليفة حفتر..الانتخابات الرئاسية الليبية يمكن قراءة ايضا

هؤلاء.. أبرز المعرقلين للانتخابات الليبية المقبلة

نهر الكونغو .. أين المعضلة؟

يمكنك متابعة منصة العرب 2030 على الفيس بوك

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى