الرئيسيةنوافذ الفكر

القرآن (خطاب الهدى) وهجره أخل برسالة الإسلام.. تأملات في كتاب (رسالة الإسلام) للشرفاء الحمادي

حلقات أسبوعية يكتبها محمد فتحي الشريف (الحلقة التاسعة)

المخلص

القرآن الكريم (خطاب الهدى) وأحد أهم عناصر رسالة الإسلام الذي يرسم للمسلمين خارطة الطريق الصحيح، وهجر القرآن لصالح الروايات أخل برسالة الإسلام ونال من سماحته.. تابع التفاصيل.

التفاصيل

عناصر الرسالة

في الحلقة الـ(9) من حلقات تأملات في كتاب (رسالة الإسلام) للمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي أحاول أن ألقي الضوء على ما جاء في الفصل الثاني من هذا الكتاب والذي حمل عنوان (عناصر الرسالة)، وهنا يشير الكاتب إلى العناصر الأساسية في رسالة الإسلام والتي بدأها بأهم وأبرز ركائز هذا الدين، وهو كتاب الله عز وجل الذي يضم الخطاب الإلهي الواضح المبين الذي جاء ليرسم للبشرية خارطة الطريق الواضحة التي تجعلهم يسيرون في طريق الرحمة والعدل والحرية والسلام.

خطاب الهدى

لذلك وضع الكاتب في هذا الباب عناوين فرعية لكل أسس هذا الدين، ووضح كل ركيزة بالآية الكريمة التي توضح معناها، فالباب كله يسمى عناصر الرسالة، وكل عنصر له نص واضح في القرآن الكريم والذي لا يحتاج إلى فلسفة وتأويلات باطلة، فالعنصر الأول هو خطاب الهدى واستشهد الكاتب بقول الله عز وجل: (الم ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُولَٰئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (البقرة 1: 5).

خطاب للناس

هنا أراد الكاتب أن يوضح للناس أن الخطاب الحقيقي الذي فيه الهدى للناس هو كلام الله عز وجل الذي لا يعتريه الباطل ولا يعرف الشك والريبة، فهو خطاب للناس جميعا، من يستمع إليه يهده إلى التقوى، ومن يعمل بما فيه يحقق النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة.

نص واضح

فلقد أراد الكتاب أن يضع النص القرآني الواضح للناس حتى يتدبروا ما فيه من معان، فالقرآن كتاب مقدس خالد معجز، منظم للكون وحياة الناس، فيه كل أنواع البلاغة والفصاحة، كلام معجز، لا يضاهيه كلام، نزل في أهل الفصاحة والبلاغة وهم (العرب ) فأعجزهم.

كتاب السعادة

كتاب فيه السعادة لمن اتبعه، وصار على ما فيه من أحكام وقواعد وعبادات، فهو دليل هديه، من اتبعه نجا وفلح، ومن أعرض عنه وتكبر وأشرك معه نصوصا وأقوالا تخالفه هلك وخسر.

تعظيم القرآن

القرآن كما وضحت الآيات السابقة، هو هدى لكل الناس الذين يتبعونه ويعرفون قدره، ويعظمون أحكامه ويلتزمون بأوامره ونواهيه.

القرآن الكريم كما قال الرسول صلي الله عليه وسلم للإمام علي بن أبي طالب عنه: “كتاب الله، فيه نبأ ما كان قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحُكْم ما بينكم، وهو الفصل، ليس بالهزل، مَن تركه من جبار قصمه الله، ومَن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق على كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، مَن قال به صدق، ومَن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم”.

المنهج الإلهي

وهذا الكلام يتفق مع المنهج الإلهي الصحيح الذي يستند إلى القرآن الكريم والذي تخلى عنه المسلمون لصالح الروايات التي تخالف كلام الله فهجر القرآن لصالح الروايات نال من سماحة الإسلام.

خطاب الفلاح

وفي النهاية يصبح الخطاب الإلهي هو خطاب الهدى الذي يحقق للبشرية السلامة والنجاة في الدنيا والفلاح في الآخرة، إذا تم اتباع هذا الخطاب الواضح المبين، ولذلك وضع الكاتب أول العناصر الخاصة بالرسالة وهو (القرآن الكريم) خطاب الهدى.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى