مصطفى الزائدي يكتب.. في ديمقراطية طغيان الأقلية
الكاتب سياسي ليبي ورئيس حزب الحركة الوطنية الليبية.. خاص منصة العرب الرقمية
الربيع العربي وقبله ربيع براغ، وبعده ربيع كاراكاس وماناجوا ولاباز الفاشل، والآن ربيع المآتا، كلها قائمة على أكذوبة الانتصار للديمقراطية ضد أنظمة الحكم الشمولى وسطوة الأقليات! وسخرت ماكينة دعائية ضخمة مصاحبة لعمليات استخباراتية وعسكرية معقدة وسرية، وفي حالات ليبيا والعراق وسوريا وحشية! أجريت انتخابات هلل لها الغرب، وتشكلت حكومات عميلة في كل الدول التي نجحت بها المؤامرة، فماذا كانت النتيجة؟
هل نجحت فبراير في إقامة نموذج ديمقراطي؟ أتصور أن عتاة الفبرايريين سيجيبون بالنفي، وسيسوقون تبريرات لا تنطلي على الأطفال، إلا أن الواقع الأليم يبين أن ما حدث هو طغيان لإقلية امتلكت النفوذ بالمال والسلاح بدعم الراعي الغربي!
دعنا من الآخرين، ولنبقَ في وضعنا المأساوي، ونطرح السؤال: هل نجحت فبراير في إقامة نموذج ديمقراطي؟ أتصور أن عتاة الفبرايريين سيجيبون بالنفي، وسيسوقون تبريرات لا تنطلي على الأطفال، إلا أن الواقع الأليم يبين أن ما حدث هو طغيان لإقلية امتلكت النفوذ بالمال والسلاح بدعم الراعي الغربي!
كان في ليبيا قبل 2011 نظام ديمقراطي مهما اختلف الناس في تقييمه، فكانت كل السلطات المحلية تشكلها أغلبيات الناس في المناطق في تصعيدات مباشرة، وعلى المستوى العام للدولة كان مؤتمر الشعب العام هو من يصدر القوانين ويشكل السلطات المركزية،
لا يمكن وقتها لأي دولة أجنبية أن تفكر في تعيين هذا الأمين أو ذاك، وكان الناس يناقشون القوانين لأسابيع بما فيها الميزانيات مهما كانت تصوراتنا عن تلك المناقشات، لكن لم يكن ممكنا لأية دولة أجنبية أن تفكر في مناقشة ميزانية الدولة الليبية!
فماذا حدث بعد 2011؟
لقد تشكلت سلطة انتقالية لا يعرف من سماها ولا من هم كامل أعضائها إلى اليوم، وفرضت نفسها وأصدرت قوانين وإعلانا دستوريا هو سبب كل ما نحن فيه، سلطة أقلية مجهولة إن لم نقل سلطة نكرات!، وفي مسرحية سمجة أجريت عام 2012 انتخابات في ظل قوانين غريبة، منها العزل والنزاهة والوطنية، وقانون انتخاب مكن لمن لم يفز فيها بدخول المؤتمر المنتخب وفقا لقاعدة الاستبدال، لقد منع أكثر من ثلث السكان من المشاركة بالترشح والانتخاب، ومع هذا ظهرت النتائج بعكس ما خططوا له، ففاز تحالف القوى الوطنية وهزم الإسلاميون! لم تمض سوى بضع أسابيع حتى تحول المؤتمر الوطني إلى أغلبية من الخاسرين في الانتخابات! الغريب أن هذا الجسم الذي يمثل أقلية الليبيين، وغير المنتخب لا يزال إلى اليوم صاحب القول الفصل!
في 2014 تحت ضغط شعبي أجريت انتخابات لمجلس النواب حصل فيها الإسلاميون على 12 مقعدًا فقط، إلا أن رعاة ديمقراطية الربيع العربي أصروا على فرض الأقلية ومكّنوها من التحكم في العاصمة، من خلال عمليات سياسية هزلية نظمت حوارات الصخيرات وجنيف
في 2014 تحت ضغط شعبي أجريت انتخابات لمجلس النواب حصل فيها الإسلاميون على 12 مقعدًا فقط، إلا أن رعاة ديمقراطية الربيع العربي أصروا على فرض الأقلية ومكّنوها من التحكم في العاصمة، من خلال عمليات سياسية هزلية نظمت حوارات الصخيرات وجنيف، وتشكلت حكومة السراج وبعدها الدبيبة لتصبح الأقلية سلطة الأمر الواقع!
بعد سبع سنوات عجاف شهدت حروبا طاحنة هنا وهناك، أعاد الغرب نفس اللعبة، فأعلنوا عن انتخابات، وحددوا موعدها ووضعوا شروطها، وعندما أزف الموعد وبدون مقدمات توقف كل شيء وأعيدت اللعبة إلى المربع الأول! لماذا؟ لأنهم أيقنوا أن أدواتهم سيكونون خارج المنافسة، لذلك لم يهتموا كثيرا بإرادة ملايين الليبيين الذين سجلوا في القوائم، والذين زكّوا المترشحين.
هذه رسالة لمن كان يتوهم أن الغرب ينشرون الديمقراطية ويهتمون بحقوق الإنسان ويهمهم حال المدنيين وحمايتهم! وهذه رسالة إلى شعبنا العظيم ونخبنا الوطنية في كل ليبيا أن ساعة العمل دقت وعلينا افتكاك بلادنا من براثن الأعداء لنصوغ حياتنا بما يناسبنا.
بعد ان تناولنا موضوع ثورات الربيع العربي يمكنك قراءة ايضا
برتوكول تعاون بين الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة وجامعة التراث العراقية ببغداد
المفكر العربي الكبير علي محمد الشرفاء يكتب.. ثورة الروح
يمكنك متابعة منصة العرب 2030 على الفيس بوك
المجد للوطن.