الرئيسيةكوادر عربية

تحالف الأحزاب المصرية.. بحث  في الرؤية والأهداف..  حلقات يكتبها محمد فتحي الشريف



ثورة 30 يونيو أربكت المتربصين

بعد ثورة 30 يونيو عام 2013، والتي كانت مفاجأة غير متوقعة أربكت جميع المتربصين بمصر والوطن العربي، إذ هدمت الثورة مخططاتهم وخلطت أوراق أجنداتهم السياسية التي أعدت لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد، من خلال استغلال سيطرة التنظيمات المتطرفة غير الوطنية، والتي ولدت من رحم الاستعمار والتي تسعى دائما وأبدا إلى تمكين الكيانات غير الوطنية من مفاصل الدولة.

ميلاد قوى وطنية يساندها الشعب

في هذا التوقيت كان لابد للمتربصين بمصر وشعبها أن يغيروا من إستراتيجيتهم حتى تتماشى مع مرحلة ميلاد قوى وطنية يساندها الشعب المصري بشكل غير مسبوق، وكان المسار الأول هو استغلال كل خونة الأوطان في الخارج لخلق رأي عام مضاد لثورة 30 يونيو الشعبية، والنيل منها والنيل من قيادتها وخاصة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

تحالف الأحزاب المصرية

المساندة الشعبية للرئيس

وبدأت دول عديدة من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية تعلن موقفها المعادي لمصر وثورتها ورئيسها، ولكن المساندة الشعبية للقيادة السياسية في مصر جعلت الرئيس يعمل بهدوء نفسي وتفكير استراتيجي محكم حتى تدرك القوى الدولية التي تقودها أمريكا أن الشعوب لا تهزم وأن ما حدث في مصر ثورة شعبية تاريخية، خرجت فيها قوى الشعب تساند جيشها الوطني، وهو الأمر الذي جعل العديد من الدول والقيادات في العالم تغير سياستها مع مصر رويدا رويدا، ثم طلبوا (ود) مصر وكان الرئيس حاضرا في كل المناسبات العربية والدولية.

نجاح مصر داخليا وخارجيا

إن نجاح الدولة المصرية داخليا وخارجيا في الفترة الماضية يرجع إلى إيمان الشعب بالقيادة السياسية، وهذا الأمر حطم كل الصخور التي وضعها المتربصون على مدار عقود من الزمن لعرقلة استقرار مصر.

 مليارات الدولارات

لقد أنفق المتربصون مليارات الدولارات على التعبئة النفسية للشعب المصري ليتخلى عن دعم قادة ثورة 30 يونيو، فدشنت القنوات في تركيا وبريطانيا وأمريكا، ومولت الحملات على وسائل التواصل الاجتماعي ضد مصر، ولكن الشعب المصري لا يغير عقيدته تجاه وطنه، وحتى وقت إنجاز التقرير لا تزال دول ومنظمات تنفق المليارات للنيل من القيادة السياسية، ولكن الشعب، وأقول فقط الشعب، يعرف وطنية القيادة ويؤمن بها إيمانا لا يتزعزع.

معاول الهدم

الإعلام الدولي يملك (معاول هدم) يستطيع من خلالها النيل من أكثر الدول استقرارا سياسيا واقتصاديا، وهذا الأمر حدث في عدد من الدول التي خربت بعد عام 2011، وكانت مصر في مقدمة المستهدفين، ولكن الشعب المصري المحب لبلاده والذي يعرف قيمة الوطنيين استطاع أن يساند قيادات ثورة 30 يونيو وفوت الفرصة على هؤلاء المجرمين.

الإعلام المصري الوطني

في ظل هذا المشهد نجد الإعلام المصري يحاول مساندة الدولة المصرية، ولكن ما حدث له أثناء فترة الغيوم السياسية من عام 2011 إلى 2013 أفقده الكثير من قوته وتأثيره، حتى يتم معالجة التراجع الإعلامي الوطني كان لابد من وضع حلول عاجلة لدفع عجلة الإعلام الوطني حتى يستطيع الرد على الحملات الخارجية التي أنفق عليها المليارات، والتي صنعت محتوى مكذوبا باحترافية، ورغم ذلك لعب الإعلام المصري دورا جيدا.

قوة الإعلام

والإعلام في العصر الرقمي يشكل قوى كبيرة تتفوق على الأسلحة، وصناعة الشائعات أصبح علما يدرس، وأصبح يشكل أهم أدوات هدم الدول والشعوب، وخاصة إذ غاب الوعي، ولقد تم استخدام الشائعات في هذا العقد بشكل مكثف حتى أن الإعلام الوطني أنهك في الرد على تلك الشائعات التي أطلقت وصيغت باحترافية شديدة، فهم يأخذون جزءا ضئيلا من الحقيقة والواقع، وأجزاء عديدة ومشاهد من الأكاذيب، حتى يلتبس الأمر على الناس، لأن مطلق الشائعة يركز على الجزء الذي يحتوي على الحقيقة، وهذا موضوع سوف أفرد له عددا من المقالات في المستقبل إن شاء الله.

الظهير السياسي

ويبقى السؤال الدائم وهو كيف تشكل ظهيرا سياسيا وطنيا يساند الدولة ويفعل من دور الإعلام الوطني؟ للإجابة عن السؤال لابد أن ندشن إعلاما جديدا بمنظور احترافي وطني يملك ضربة البداية ويكون هو الفعل وليس رد الفعل، وهذا الأمر يتطلب معالجة أوضاع الإعلام الحالي باحترافية بعيدا عن أخبار الشكر والتأييد والتثمين والإشادة، التي تصدر للقارئ صورة ذهنية سيئة عن أصحاب تلك التصريحات تصنف في قالب (النفاق الواضح) ولن يكون لها جدوى، ولذلك لابد من وجود إعلام حقيقي يعالج ويؤيد ويكشف باحترافية، كما أن التنوع في طرح الموضوعات وعدم التكرار أمر مهم جدا، بالإضافة إلى احترافية التسويق الإعلامي، وتلك هي الأمور التي عمل عليها الإعلام المعادي لمصر، ولذلك صناعة إعلام قوى أمر مهم، وهذا يتطلب محاضرات وتدريبات للإعلاميين والصحفيين، وهذا الأمر موضوع في اعتبار وحسابات أمين عام تحالف الأحزاب الذي سيكون محور الحلقة الأولى.

تحالف الأحزاب المصرية

تحالف الأحزاب

تلك المقدمة التي توضح للقارئ المشهد السابق الذي شاهدته مصر في الفترة الماضية، وهو تمهيد مطلوب للحديث عن موضوع الحلقة الأولى التي ننشرها في (العدد التاسع) من مجلة العرب الورقية ومنصة مركز العرب للأبحاث والدراسات الرقمية وهو فكرة (تحالف الأحزاب المصرية) التي تهدف لخلق ظهير سياسي قوي متناغم من توجه وسياسة الدولة المصرية.

تحالف الأحزاب

تيسير مطر وفكرة التحالف

البداية كما يقول صاحب الفكرة، النائب تيسير مطر وكيل لجنة الصناعة بمجلس الشيوخ ورئيس حزب إرادة جيل وأمين عام تحالف الأحزاب المصرية لـ(مجلة العرب)، إن الفكرة تقوم على هدف مهم وهو مساندة الدولة المصرية وتشكيل ظهير سياسي قوي يعمل على الوقوف خلف الرئيس عبد الفتاح السيسي في تنفيذ استراتيجية الجمهورية الجديدة التي تواجه تحديات جمة في الخارج والداخل، فالأحزاب السياسية بوابة شرعية لكل الشعب في المشاركة في صنع القرار السياسي.

رؤية موحدة للتحالف

ويضيف النائب تيسير مطر قائلا: لذلك أردنا صياغة رؤية موحدة وهدف محقق لتكوين تحالف سياسي قوي يضم عددا كبيرا من الأحزاب التي أسست بهدف وطني من أجل مساندة الدولة في تلك المرحلة الحرجة التي تحتاج إلى تكاتف حقيقي.

اختلاف الأيدلوجية والاتفاق على الهدف

ويكمل أمين عام تحالف الأحزاب، ويقول إن البداية كانت صعبة جدا، وكانت هناك مشاورات مع عدد من الأصدقاء والمقربين لخروج الفكرة إلى النور، حتى تستطيع أن تقيم تحالفا سياسيا قويا يساند الدولة ويعمل بشكل جماعي في إطار واحد وقرار واحد وهو أمر صعب للغاية، وخاصة أن هناك اختلافا في إيديولوجية بعض الأحزاب، والجميل في هذا التحالف أن استطعنا أن نجمع الأفكار المختلفة في مكان واحد، وهو التحالف.

انضمام الأحزاب

ويواصل النائب تيسير مطر الحديث قائلا: كانت البداية في العام 2017، وكان العدد المشارك في التحالف قليلا، ولكن بعد وضع أسس ومحددات للفكرة نالت استحسان الجميع، خاصة أن الهدف وطني والظرف يحتاج إلى الاتحاد، حتى لو اختلفت الرؤية، ولذلك وجدنا عددا كبيرا من الأحزاب يرغب في الانضمام.

نضوج الفكرة

ويؤكد رئيس حزب إرادة جيل وأمين عام التحالف، أن الفكرة نضجت وأصبح لها تأثير في فترة وجيزة، حتى وصل العدد إلى 52 حزبا سياسيا مشاركا، وبعد مرور فترة، وعندما استقرار الأمر تم استبعاد بعض الأحزاب وضم أخرى حتى وصلنا إلى العدد الحالي وهو (42) هو قوام التحالف في الوقت الحالي، وهذا يشكل أكثر من نصف أحزاب (مصر).

تحالف الأحزاب المصرية

فاعلية وتأثير التحالف

وحول الفاعلية والتأثير يقول النائب تيسير مطر: مما لاشك فيه أن مراحل البدايات تكون في تحقيق الأهداف، ولكن الإصرار على الوصول للهدف يحقق نتائج جيدة، فعلى الرغم من التغييرات التي مرت بالتحالف منذ التأسيس حتى اليوم إلا أن التأثير الحالي للتحالف على الصعيد المحلي في مصر أصبح واضحا ولنا رؤية ومشاركة في كل الفعاليات السياسية وآخرها المشاركة في الحوار الوطني، بالإضافة إلى أن التحالف لديه العديد من المشروعات السياسية والإعلامية ستكون أكثر تأثيرا في المستقبل، وخاصة أن التحالف به كوادر تستطيع أن تؤثر بشكل كبير.

التأثير الخارجي

وعلى صعيد التأثير الخارجي، فالأمر واضح، إذ كان التحالف متواجدا بشكل مكثف في المشهد الخارجي، سواء من خلال التصريحات الإعلامية لمنابر ووكالات وصحف دولية لتوضيح بعض الحقائق، أو مساندة القيادة السياسية في تحركاتها الخارجية الإيجابية التي أزعجت المتربصين بمصر وخاصة أن مصر أصبحت تشكل ركيزة أساسية في معالجة بعض الملفات العربية والإقليمية.

مشروعات سياسية وإعلامية للتحالف

ويختتم النائب تيسير مطر حديثة قائلا: إن التحالف لديه استراتيجية ومشروعات سياسية وإعلامية سيتم الإعلان عنها في الاحتفال السنوي بتأسيس التحالف والذي يوافق يوم 17 ديسمبر من كل عام، إذ سيكون لدى التحالف عدد من المشروعات التي تساند الدولة المصرية والقيادة السياسية، خاصة أن الدولة المصرية لا تزال مستهدفة، وأن الحرب الإعلامية التي تقوم بها المنظمات الدولية ضد مصر والتي أنفقت عليها المليارات تحتاج إلى مساندة ووعي من الأحزاب السياسية والإعلام والشعب المصري، وسوف نسخر كل إمكانيات التحالف للدفاع عن الدولة المصرية، فنحن ظهير سياسي وطني لمصر وقيادتها الحكيمة، وسيكون الاحتفال بيوم تحالف الأحزاب رسالة قوية للمتربصين بمصر مفادها أن مصر بشعبها وأحزابها في تحالف واتحاد.

نفادي: الإعلام هو السلاح الأقوى

إلى ذلك يكمل الحديث الكاتب الصحفي الكبير محمود نفادي أمين عام إعلام التحالف ويقول: إن الإعلام هو السلاح الأقوى في العصر الحديث، ولذلك حرص النائب تيسير مطر أن يدشن تحالفا إعلاميا قويا يضم كل المنتسبين للأحزاب الـ(42) أعضاء التحالف ونشكل منهم إعلاما وطنيا، ومن هنا جاءت فكرة إنشاء عدد من وسائل التواصل الإعلامي منها قناة حزب إرادة جيل على اليوتيوب، كما تم إنشاء استديو بمواصفات عالية وذلك لبث البرامج والنشرات بالإضافة إلى عدد كبير من المنصات الإلكترونية التي يضمها أحزاب التحالف.

الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. البرلمانيون العشرة المرشحون للاستمرار فى ”المطبخ البرلمانى” | المقالات | بوابة الدولة

ندوات لرفع الوعي

وأضاف (نفادي) إن التحالف سيقوم بعقد عدد من الدورات المجانية لرفع الوعي لدى المواطن المصري، بالإضافة إلى المشاركة في عدد من الفعاليات السياسية، ومنها الحوار الوطني الذي نشارك فيها بعدد من المعالجات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تساهم في خروج الحوار بشكل جيد يخدم الوطن ويساهم في استقراره.

لغة حوار راقية بين الأعضاء

وأكمل مسؤول الإعلام بالتحالف قائلا: إن رؤساء أحزاب التحالف يتمتعون بلغة حوار راقية، ويطرحون رؤى وطنية تستحق التقدير، مضيفا، إن التناغم الذي تتمتع به القوى السياسية المشكلة للتحالف سوف يخدم الدولة المصرية بشكل مباشر وستكون له نتائج طيبة في المستقبل.

مصر: مبادرة لـ«عودة المعارضين» ومطالبة بتوسعة «الحوار الوطني» | الشرق الأوسط

التحالف ظهير سياسي قوي

واختتم (نفادي) قائلا: إن التحالف سوف يقوم بتشكيل ظهير إعلامي وطني يساند الدولة من خلال مواجهة الشائعات وكشف المتآمرين الذين يروجون الأكاذيب ليل نهار من خلال منابرهم الخبيثة ومموليهم الجبناء.

التحالف يضم (42) حزبا

وفي نهاية الحلقة الأولى من حديثي عن تحالف الأحزاب المصرية لابد أن أوضح للقارئ أن تحالف الأحزاب فكرة تهدف إلى مساندة الدولة المصرية في هذا التوقيت الحرج، وانضم إلى تلك الفكرة أكثر من نصف الأحزاب المصرية (42) رغم اختلافهم في التوجه والأيدلوجية إلا أنهم متفقون على حب ومساندة الوطن والقيادة السياسية، إذ يشكلون في الواقع ظهيرا سياسيا يمثل حائط صد ضد الخونة والمتآمرين، وسوف نكمل في الحلقة الثانية الحديث مع بعض أعضاء التحالف من الأحزاب التي أذكر منها على سبيل المثال حزب إرادة جيل، صوت الشعب، التحرير، السادات الديمقراطي، الأحرار الاشتراكيين، المصريين، الحركة الوطنية، مصر بلدي، الشعب الديمقراطي، أبناء مصر، الغد الجديد، مصر المستقبل، حقوق الإنسان والمواطنة، النهضة، الخضر، العدالة الاجتماعية، الريادة، الاتحاد الديمقراطي، صوت مصر، البداية، بالإضافة إلى (22) حزبا آخر سيتم إلقاء الضوء عليها في الجزء الثاني.

حفظ الله مصر.. تحيا مصر – تحيا مصر – تحيا مصر.

 

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى