الرئيسيةنوافذ الفكر

تأملات في كتاب (رسالة الإسلام)(الحلقة الأولى).. (تتجلى الرحمة ويتحقق العدل)

تأملات في كتاب(رسالة الإسلام ) للشرفاء الحمادي يكتبها محمد فتحي الشريف

الملخص

الدين الإسلامي يدعو إلى الرحمة والعدل والحرية والسلام، وكل ما يتعارض مع تلك الركائز والمضامين ليس من الإسلام في شيء، ولذلك أسس المفكر العربي الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي كتاب (رسالة الإسلام) على تلك المقاصد، ثم وضحت بشكل بليغ كيف نجح أعداء الله كما سماهم الكاتب، في إنشاء روايات تخالف منهج الله القويم الذي جاء به القرآن حتى نالت تلك الروايات المكذوبة التقديس من العوام.. إلى التفاصيل..

التفاصيل

يقول المفكر الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي في مقدمة كتاب (رسالة الإسلام): (لقد استطاع المتآمرون على رسالة الإسلام وأعداء الله أن ينشئوا روايات تتعارض مع قيم القرآن وسماحة الدين، فقد تمكنوا من تمزيق وحدة الرسالة الإلهية إلى مرجعيات متناحرة ومتصارعة ومتقاتلة من خلال ترسيخ مبادئ الخطاب الديني على حساب الخطاب الإلهي).

طمس جوهر الدين

إن الكاتب استطاع أن يلخص الأزمة الحقيقية التي يعيشها المسلمون منذ وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وحتى اليوم، وتتلخص في نجاح المؤامرة التي نفذت للنيل من الدين الإسلامي وطمس جوهر الدين، ونزع الصفات الأساسية لتلك الرسالة، والتي لخصها الكتاب في شرح توضيحي مقتضب بجوار عنوان البحث، وهو أن الإسلام الحقيقي يحتوي على تلك المفردات المهمة بكل تفاصيلها ومعانيها وتطبيقاتها في الحياة، فالإسلام الحقيقي الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم قبل تحريفه يحتوي على المضامين التالية (الرحمة والعدل والحرية والسلام).

تتجلى الرحمة ويتحقق العدل

هنا يؤكد الكاتب على حقيقة هذا الدين الحنيف الذي يعرف كل المعاني النبيلة، ففيه تتجلى الرحمة ويتحقق العدل ويتنفس الناس الحرية ثم ينعمون بالسلام، وما عدا ذلك هو عارض تم الزج به من خلال الأكاذيب والإسرائيليات في الخطاب المسمى بالديني.

النيل من سماحة الإسلام

هذا الخطاب الديني نال من الدين وسماحته، ونجحت المؤامرة بعد أن تم استغلال جوانب قصور عديدة في المسلمين على مدار قرون من الزمان، من أهمها غياب الوعي الحقيقي وقتل التدبر عن قصد وتخويف، والنيل من الذين يحاول تدبر الروايات أو نقدها، سواء التي تخالف القرآن بشكل صريح أو ضمني، وهذا التآمر ليس وليد اليوم، بل إنه منذ أربعة عشر قرنا من الزمان يوم وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى اليوم.

منشئو الروايات أعداء الله

لقد وصفهم الأستاذ علي الشرفاء في المقدمة وصفا بليغا حيث قال: (لقد استطاع المتآمرون على رسالة الإسلام وأعداء الله أن ينشئوا روايات تتعارض مع قيم القرآن وسماحة الدين)، نعم إن من يفعل هذا الإجرام ويحول الرحمة إلى قسوة وعنف وتطرف، والعدل إلى ظلم وجور، والحرية إلى عبودية وتقديس أفراد، والسلام إلى قتال وتناحر وفرقة وخلاف فهم بحق يستحقون أن يسموا أعداء الله، لأن الله هو العدل والسلام، وهؤلاء مجرمون مخربون لا يعرفون العدل ولا يؤمنون بالسلام.

روايات تعارض القرآن

ثم وضح الكاتب في إيجازه البليغ الذي جاء في صدر الكتاب، أن الروايات هي السبب الرئيس في ما نحن فيه من ضعف وفرقة، وأن من أنشأ تلك الروايات التي تعارض القرآن يهدف إلى هدم الدين والنيل من الإسلام.

ترسيخ الخطاب الديني المغلوط

ثم يقول الكاتب: (لقد تمكنوا من تمزيق وحدة الرسالة الإلهية إلى مرجعيات متناحرة ومتصارعة ومتقاتلة من خلال ترسيخ مبادئ الخطاب الديني المنحرف المغلوط على حساب الخطاب الإلهي).

تمزيق وحدة الرسالة

نعم لقد تمزقت وحدة الرسالة الإلهية، وأصبحنا فرقا وأحزابا، نختلف في جل المسائل، ونقدم على القتال والتصارع والتناحر، ولا نقبل الآخر، فمن يخالفك كافر، ومن يدعوك إلى كتاب الله جاهل، ومن ينتقد شيخا خارج عن الملة، وهم وحدهم من يملكون الحق وكلامهم هو الصدق المطلق وإن خالف كتاب الله.

هدفنا فصل الخلط وتوضيح اللبس

في النهاية أقول إن كتاب رسالة الإسلام هو بحث واضح المعالم، كل كلمة كتبت فيه لها مدلول وقصد، ونحن سوف نحاول في تلك المساحة أن نلقي الضوء على هذا البحث الفريد لنوضح حقيقة رسالة الإسلام كما قصدها الأستاذ علي الشرفاء، ونحاول أن نسلط الضوء على أسباب الانحراف الذي أصاب المسلمين عندما هجروا كتاب الله.

إن مقدمة البحث تدل على عمق الكاتب وقوة المفردات وإصابة الهدف، فهدفنا تصحيح المفاهيم وفصل الخلط وتوضيح اللبس، فالخطاب الإلهي هو حقيقة الدين، والخطاب الديني المكتظ بالروايات هو مؤامرة نحج فيها أعداء الإسلام إلى حين أن يتبين الحق من الباطل، وهو مشروع رسالة السلام التنويري وهدف كل منتسبيها.. وحتى نكمل في الحلقة القادمة ألقاكم على خير ومحبة وعدل وسلام ورحمة، تلك هي مضامين رسالة الإسلام.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى