الحلقة السابعة من كتاب «المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي» للكاتب علي محمد الشرفاء الحمادي
الكاتب مفكر عربي إماراتي.. خاص منصة العرب
سنتحدث عن الجزء الأول من “أركان الإسلام بين الاختزال والاستغفال” وفي هذه الحلقة والتي يليها سيتحدث الكاتب عن كيفية اختزال أركان الإسلام في معاملات خمس فقط سميت بأركان الإسلام، بينما غاب عن الناس أصل الدين ومقاصده العليا، تلك التي يدعو إليها القرآن، والتي تجسّد في حقيقتها الإسلام الذي جاء به النبي عليه الصلاة والسلام والأنبياء من قبله، بما شملته الرسالة من تقويم للفرد وبناء شخصية المسلم بمجموعة من الأخلاق والفضائل والقيم النبيلة لخلق مجتمعات مسالمة يتحقق فيها العدل والرحمة والحرية والتعاون فيما بين أفرادها ويتمتعون بما منحهم الله سبحانه من نعم مختلفة من زروع وثروات متعددة ليعيشوا في رغد من العيش وتوافر الرزق والحياة الكريمة، يعمها الأمن والرخاء والسلام و العديد من القيم ، وإليكم الحلقة السابعة.
أركانُ الإسلام بَينَ الاختِزالِ والاستِغفَالِ
إنَّ أول ما يتبادر إلى الذهن ونحن بصدد هذا العنوان الذي نوجّه به تحذيرًا وفي غاية الأهمية، من أن هجر القرآن والانصراف عنه، واتباع الروايات الملفّقة، هو الوقوف على ما راج وشاع وتناقله المسلمون منذ قرون على أنها مسلّمات لابدّ من الإذعان لها من دون مراجعة أو تدبّر أو تحقّق..
فمن ذلك القول إن أركان الإسلام الرئيسية قد انحصرت فيما أسموها الأركاَنَ الخَمسةَ للإسلام، حيث تربت عليها أجيال ونشأت على تعليم أركان الإسلام بأنها تنحصر فقط في «النطق بالشهادتين وتأدية الصلاة والزكاة والصوم والحج»، إذ اعتبروها إسلامًا في حد ذاتها، وليس في المبادئ التي تدعو إليها، ولم يكلف العلماء- الذين روَّجوا وادعوا اختزال الإسلام فيما أسموه بالأركان الخمسةأنفسهم مشقّة تبيان الأركان الحقيقية للإسلام الذي تضمنته آيات القرآن الحكيم. إنَّ كلَّ ما فعله دعاة الإسلام وشيوخه الأقدمون وقاموا به أنّهم نقلوا إلينا مفاهيم وتأويلات فقهية واجتهادات بشرية حوّلت الوسائل التي هي الشعائر وجعلتها غايات، فالتبس الأمر وغاب عن الناس أصل الدين ومقاصده العليا، تلك التي يدعو إليها القرآن، والتي تجسّد في حقيقتها الإسلام الذي جاء به النبي عليه الصلاة والسلام والأنبياء من قبله بما شملته الرسالة من تقويم للفرد وبناء شخصية المسلم بمجموعة من الأخلاق والفضائل والقيم النبيلة لخلق مجتمعات مسالمة يتحقق فيها العدل والرحمة والحرية والتعاون فيما بين أفرادها ويتمتعون بما منحهم الله سبحانه من نعم مختلفة من زروع وثروات متعددة ليعيشوا في رغد من العيش وتوافر الرزق والحياة الكريمة، يعمها الأمن والرخاء والسلام فقد وعدهم الله سبحانه اذا اتبع المسلمون أوامره فقد وعدهم بقوله (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ )( فصلت :30).
فلا عجب إذن ولا غرابة في أن نجد المسلمين اليوم يفتقدون كثيرًا من الأخلاق والقيم والمبادئ الإنسانية، فنرى غالبية المسلمين ممَّنْ يصلّون ويصومون ويحجون، لكن سلوكهم ليس من الإسلام في شيء ذلك لأنَّهم شبّوا على الاعتقاد الخاطئ، بأنَّ الطقوس أوالممارسات التعبدية هي الغايات والأهداف، أما الأخلاق والمبادئ والقيم الإنسانية العليا فليست من الأركان أو من الأصول الإسلامية.
ولم يخرج حتى يومنا هذا مَن يطلقها جلية واضحة صريحة ويعتمدها في مقرَّرات التعليم، ويعلن بصوت مسموع أنَّ الشعائر الدينية وسيلة لأجل هدف وغاية سامية ترتقي بالفرد لمصاف الإنسانية العليا، تلك التي ينشدها هذا الدين من تقويم لشخصية الفرد ليكون عضوًا صالحًا في المجتمع يساهم في كل ما ينفع الناس ويصلح حالهم تربى على الفضيلة والخلق النبيلة التى يدعو اليها الخطاب الالهي فى كتابه الكريم .
فالمبادئ والقيم والأخلاق من أجلها جُعلت الصلاة والزكاة والصيام والحج، وأن ما أطلقوا عليها أو حصروا تسميتها بالأركان الخمسة للاسلام تجاهلوا أو غفلوا عن أنَّها مجرد وسائل موصِّلة لمقاصد وغايات عليا هي الأخلاق والقيم والمبادئ السامية التي ترتقي بسلوك الإنسان وتعامله مع الناس.
إنَّ جملة الممارسات والشعائر التعبدية من صلاة وصيام وزكاة وحج، هي في الأساس وسائل تدفع بالإنسان إلى الوصول إلى الإسلام.. الذي هو جملة الأخلاق التي جاء بها القرآن، ودعا إليها النبي عليه الصلاة والسلام والأنبياء من قبله، وهذه الوسائل تكمن قيمتها في التدبر في القرآن لمعرفة مرادالله فى آياته لصالح عباده من التربية بالأ خلاق النبوية والتزكية بطهارة القلب وكبح جماح النفس عن الظلم والاعتداء على الناس والافتراء بدافع القوة أو الثروة أو السلطة والمكانة الاجتماعية.
فغاية التذكير والتربية والتزكية عبادة الله، وتفعيل دور الأخلاق في الممارسات البشرية لصلاح المجتمع الإنساني، والاستخلاف في الأرض وعمارتها، ليصلوا بذلك إلى تحصيل السعادة حينما يتحقق للناس الرحمة والعدل والحرية والسلام وتكون الكلمة الطيبة وسيلة التخاطب بين الناس لتتحقق الألفة والمودة والتراحم وليعيش جميع الناس فى أمن وسلام .
وان ما يردّدونه ويطلقونه في شعار أركان الإسلام المختزلة ليس بمستغرب ألا يوجد نص فى كتاب الله، القرآن المجيد يدل عليه ولاتوجد آية تتحدث عنه في الخطاب الإلهي والذي يصادم مفهومًا قرآنيًّا واضحًا، حين لا تكون الأخلاق والمبادئ والقيم الإنسانية العادلة موجودة ضمن أركان الإسلام التي تدعو لها رسالة الإسلام والتي أنزلها الله على رسوله الكريم مما يعنى بأنناتعبدنابالمظهر وتركنا الجوهر الذى هو الغاية السامية لرسالة الاسلام.
إن مصطلح الاركان الخمسة للاسلام إنّما هو من قبيل الوضع الإصطلاحي، وَضَعَه الفقهاء استنادًا لرواية البخاري ومسلم، منقولًا عن ابن عمر بن الخطاب.. قال: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان».
هذا هو سند ا لروايات بحصر أركان الإسلام في شعائر العبادات وتلك هي حجة ما يسمونهم بعلماء الدين الذين صدقوا الروايات بلا نصٍّ من كتاب الله لتتحولَ تلك الروايةَ لرسم ملامح الدين بكامله، بل ينسفون بهذه الرواية منهجًا قرآنيًّا واضحًا فيما يتعلق بمنهج إلهي متكامل لسعادة الإنسان في التشريع الذي يستنبط منه القوانين لتنظيم العلاقات الاجتماعية بين الناس وتقنين كافة المعاملات المدنية وما فيه من دعوة لاتباع قيم الفضيلة والأخلاق الكريمة في التعامل بين الناس وفيه قواعد الحدود وأسس حماية المجتمع من الاعتداء على الحقوق والممتلكات الذى يحقق الامن الاجتماعي .
وحيث إن الأصل في الدين أن يقوم على العدل والأخلاق والمبادئ الإنسانية السامية تأتي هذه الرواية لتقول عكس ذلك. بل وتختزل أركان الإسلام في ممارسات تعبدية وشعائر، إنْ أقامها الفرد حَسُنَ إسلامه واستقام دينه ولو كان سارقًا أو خائنًا أو كاذبًا أو حتى قاتلًا، ما دام قد أدّى الأركان المذكورة، ومن هنا نرى أنَّ القرآن الكريم حدَّد معالم الإسلام لرسالته للإنسانية التي تبيّن للناس حقيقة الرسالة بقوله تعالى (لَيْسَ الْبِرَّ أنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتْى الُزَّكَاةَ وَالْموُفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأسِ أولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)(البقرة: 177.
وقال تعالى (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأرض هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجاهلون قَالُواْ سَلاَماً).
وقال تعالى ( وَلَا تَسْتَوِى الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِى هِى أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِى حَمِيمٌ)( فصلت (34).
وقال تعالى (وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا) وقال تعالى {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيراً* رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأوَّابِينَ غَفُوراً} (23ـ25). الاسراء ( 24) وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26: الاسراء)
وقوله تعالى (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا) (الاسراء :29) وقوله تعالى (وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا : 31) وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32) وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا (33) وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ۚ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ۖ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (34 ) وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلً (35 ) وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36 ) وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولً )(37: الاسراء)
وقال تعالى (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ) (20) سورة لقمان.
وقال تعالى (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) النحل (90)
وقال تعالى (وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) الانعام (151)
وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ )( الحجرات :12)
وقال تعالى (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا )( النساء :58 ).
الامثلة كثيرة للآيات التى تدعو على التمسك بالاخلاق والقيم القرآنية النبيلة فأين المسلمون من تلك الاخلاق والسلوك التى اراد الله باتباعها لبناء مجتمعات حضارية متحابة متراحمة متعاونة على العمل الصالحوكيف أسقط من أركان الاسلام المنهج الالهي المتاكامل لصالح الانسانوتم التعتيم عليه وهو من اهم الاسس فى التربية الانسانية
والامثلة كثيرة للآيات التى تدعو على التمسك بالاخلاق والقيم القرآنية النبيلة فأين المسلمون من تلك الاخلاق والسلوك التى اراد الله باتباعها لبناء مجتمعات حضارية متحابة متراحمة متعاونة على العمل الصالحوكيف أسقط من أركان الاسلام المنهج الالهي المتاكامل لصالح الانسانوتم التعتيم عليه وهو من اهم الاسس فى التربية الانسانية لاعداد الانسان الصالح الذى يشارك فى بناء مجتمع التعاون والمحبة والسلام ليعيش الناس جميعا فى أمن ورخا واستقرار فعلى المسلمين أن يستعيدوا القيم القرآنية النبيلة ليشاركوا الانسانية جمعاء بالنهوض فى بناء مجتمع الفضيلة والتطور الحضارى حماية لحقوق الانسان فى الحياة والحرية وحق السعي للرزق والعيش الكريم .
تلك كانت بداية الطامة الكبرى لأمتنا، إذ رأينا المساجد عامرة بالمصلّين والملايين في موسم الحج والعمرة، والتباري في دفع الزكاة، والصيام على أشده. وإلى جانب ذلك وجنبًا إلى جنب رأينا الغش، والفساد، والسرقة، والاقتتال بين المسلمين رأينا البيئة الحاضنة للتردي الأخلاقي والسلوكي هي بيئة ومحيط ملتزم كل الالتزام بالأركان المختزلة المدّعى بأنها هي فقط أركان الإسلام.
نعم، رأينا كل ذلك ما دامت الانطلاقة والقاعدة التعريفية لأركان الإسلام قد اختزلت أركانه في الشعائر الدينية، وسنرى أكثر من ذلك مادمنا مصرِّين على عدم مراجعة الأمر وتصويبه وفق الخطاب الإلهي في القرآن الكريم والذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.