رأي

عماد اليماني يكتب.. تأثيرات القرار الزمنية.. والإيجابيات والسلبيات المستقبلية الحلقة الـ(18)

الكاتب هو العميد عماد اليماني الأمين العام لمركز العرب للأبحاث والدراسات

دراسة القرار

نستكمل اليوم الحديث عن (إستراتيجية بناء الإنسان واكتشاف المهارات)، وفي الحلقة الـ(18) نواصل الحديث عن اتخاذ القرار من جوانب جديدة منها، التفكير في تأثير القرار على المدى البعيد والقصير، بالإضافة إلى سلبيات وإيجابيات القرار بشكل عام، وهذا يتطلب دراسة مستفيضة للقرار قبل اتخاذه.

تداعيات القرار

يجب عليك قبل اتخاذ القرار أن تركز على نتائج هذا القرار البعيدة والقريبة على حد سواء، لأن تركيزك على المغانم القريبة لهذا القرار قد يجعلك في المستقبل تندم على اتخاذ القرار، ولذلك عليك أن توازن بين تداعيات القرار الذي تم اتخاذه على مستقبل المؤسسة القريب والبعيد، وهذا الأمر يتوافق مع الاستراتيجيات طويلة المدى التي تضعها المؤسسات وقد يوثر فيها القرار الذي تم دراسة نتائجه القريبة، وعندما تطول الفترة الزمنية يكون القرار غير مناسب ويكبد المؤسسة خسائر كثيرة.

تأثيرات القرار

وحتى يفهم المتابع أهمية نتائج القرار على المدى البعيد والقصير، لابد أن نضرب مثالا للتوضيح، إذا فرضنا أن مديرك المباشر طلب منك إعداد دراسة عن موضوع ما ومنحك فرصة حتى نهاية الشهر، وبعد أن شرعت في إعداد المطلوب منك وجدته يتطلب كل الوقت حتى نهاية الشهر، وفي هذا التوقيت طلب منك أحد الأصدقاء أن تذهب معه في رحلة ترفيهية لمدة يومين.

نتائج القرار

هنا لابد أن تقرر وتنظر إلى تداعيات قرارك على المدى البعيد والقريب، فلو نظرت إلى نتائج القرار على المدى القريب سوف تجدها جيدة بالنسبة لك، إذ إنك سوف تتمتع بإجازة ورحلة ترفيهية جيدة تعيد لك النشاط، ولكن النتائج على المدى البعيد سوف يكلفك هذا الوقت المقتطع من العمل عدم إنجاز المهمة، وقد تتعرض لجزاء من مديرك، وقد يؤدي قرار للفصل من العمل، إذا القرار على المدى القريب ممتاز ولكن على المدى البعيد سيئ للغاية وسلبي.

قرار يخدم المصالح

لذلك عليك أن تفكر في الأمر جيدا قبل اتخاذ القرار وقتها سوف تتخذ القرار السليم الذي يخدم مصالحك ولن تندم عليه مستقبلا.

السلبيات والإيجابيات

بعد النظر إلى نتائج القرار على المدى البعيد والقريب، لابد أن ننظر إلى زاوية أخرى من زوايا تداعيات اتخاذ القرار وهو سلبيات وإيجابيات القرار المتخذ، وهذا يتطلب إجراءات عديدة منها أن تكتب كل السلبيات وأيضا كل الإيجابيات ثم تقارن بينها لتصل في النهاية إلى اتخاذ القرار المناسب.

 أمثلة توضيحية

فمثلا عندما يعرض عليك وظيفتان في توقيت واحد وعليك ان تختار بينهما في وقت محدد، هنا يجب أن تشرع في كتابة مميزات وعيوب كل وظيفة على المدى القريب والبعيد، وتضع لكل وظيفة إطارا محكما من حيث الاستفادة، وبعد المقارنة تظهر النتائج.

المقارنة

فمثلا تقارن بين دخل الوظيفتين، الوقت الذي تمضيه في كلتيهما، المعارف الجديدة على مستوى المعلومات والأشخاص، التطور في الوظيفة والترقي والنمو، درجة الأمان الوظيفي، والمسافة الزمنية التي تضاف إلى الوقت، طبيعة العمل، الأضرار الصحية الناتجة عن العمل، تحقيق الذات في العمل، وفي النهاية يبقى القرار السليم بعد حصر كل الإيجابيات والسلبيات.

وفي الختام يبقى الحديث متصلا في الحلقة القادمة لشرح وتوضيح جوانب أخرى مهمة من جوانب اتخاذ القرار.. حفظ الله مصر وشعبها العظيم.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى