الرئيسيةمشروع الوعي

محمد فتحي الشريف يكتب.. حصاد (9) سنوات لـ (القادة) في معركة (الوعي، التدريب، التأهيل، التمكين) للشباب

في احتفالها بمناسبة مرور (9) أعوام على تدشينها ونجاحها في تدريب وتأهيل وتمكين 850 ألف شاب على مستوى الجمهورية

ميلاد مؤسسة (القادة)

قبل عقد من الزمان وعقب ثورة (30) يونيو ((2013 المجيدة، وتحديدا في منتصف عام (2014) فكر الدكتور أحمد الشريف ومعه مجموعة من المخلصين في تدشين مؤسسة شبابية تحمل اسم (القادة)، وهي كلمة مفردها قائد، وإفراز قائد أمر يتطلب مجهودا جبارا، ويحتاج إلى مواصفات خاصة، وخاصة عندما يكون المستهدف هو الشباب في المرحلة العمرية من نهاية العقد الثاني حتى نهاية العقد الخامس.

مرحلة فارقة

في الحقيقة لم تكن فكرة الدكتور أحمد الشريف والذين معه من المؤسسين، فكرة للتواجد في قلب الأحداث، وخاصة أن تلك الحقبة الزمنية كانت ضبابية، وكانت تظهر فيها المبادرات والمؤسسات والجمعيات بشكل عشوائي من أجل اللقطة والشو الإعلامي، وكانت مصر تمر بمرحلة فارقة من تاريخها المعاصر، وظهر في هذا التوقيت، ضوء وأمل من بعيد جاء مع ثورة (30) يونيو التي قادها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو الأمل والضوء الذي تعلق به الشعب المصري المحبط من تجارب قاسية عقب عام (2011).

نشر الوعي

ولذلك كان هناك أهداف يسعى لتحقيقها مجموعة من الشباب الذين أسسوا (القادة)، فلم تكن مؤسسة (القادة) سوى فكرة واضحة من خلال الهدف المرسوم من المؤسسين، وهو نشر الوعي في المقام الأول من خلال عدد من العوامل، أولها التدريب والتأهيل حتى نصل إلى الهدف، وهو تمكين الشباب، وخاصة أن المؤسسين قد عقدوا جلسات مطولة حول الشباب المصري، وكيفية الوصول إليهم من خلال برامج مجانية بمعاونة الجهات المعنية في الدولة، سواء وزارة الشباب والرياضة الشريك البارز أم المؤسسة الوطنية مثل هيئة الاستعلامات ووزارة التضامن والمكتبات العامة، حتى نستطيع أن نحقق الحلم ونرسي قواعد العمل الشبابي من خلال المجتمع المدني.

تحديات جسيمة

فكانت أمام المؤسسين تحديات جسيمة، وخاصة أن تمويل هذا العمل يتطلب أموالا طائلة ومجموعة عمل محترفة، ولكن التفكير الإيجابي خارج الصندوق يحقق المستحيل، وهو النهج الذي سار عليه أحمد الشريف ومن معه، إذ تكونت مجموعات عمل متطوعة تهدف إلى الارتقاء بالعمل الأهلي، تلك المجموعات كانت النواة الأولى.

معركة الوعي

وكان هؤلاء المؤسسون في معركة حقيقية، معركة لا يخوضها سوى الأبطال، وهي لا تقل أهمية عن المعارك العسكرية في ميادين القتال، إنها معركة الوعي، قد يتصور البعض أن نشر الوعي أمر سهل يسير، وهو في الحقيقة أمر صعب للغاية، لا يصل إليه إلا أصحاب العقيدة الراسخة المؤمنون بأن بناء الشعوب يبدأ من الوعي.

فكرة تحاكي الواقع

لقد بدأت مؤسسة القادة للعلوم الإدارية أعمالها في عدة جوانب بهدف واحد وهو تشكيل وعي المواطن من خلال برامج متعددة متشابكة تهدف لإعداد شخص يمتلك من المهارات الأساسية ما يؤهله لأن يكون (كادرا قادرا) مؤثرا في محيطه، من خلال التدريب والتأهيل.

القادة الوعي التدريب التأهيل

الانطلاقة

بدأت مؤسسة القادة للعلوم الإدارية في العام 2014، وكان مولد المؤسسة في توقيت تعيش فيه الدولة المصرية تحديات جساما، وذلك عقب ثورة 30 يونيو عام 2013 والتي استطاع الشعب والجيش المصري فيها اقتلاع جذور جماعة الإخوان الإرهابية التي عششت في أرض مصر الطاهرة زهاء 70 عاما، وكان اقتلاع جذور الإرهاب له تداعيات خطيرة على كافة الملفات، وخاصة الملف الأمني والاقتصادي في ذلك التوقيت.

أجواء ضبابية

في ظل أجواء ملتهبة (ضبابية) وتحديات حاضرة ولدت فكرة مؤسسة القادة، في البداية رسم القائمون على هذا العمل خطة لتنفيذ الفكرة وكانت تلك الفكرة تبني على الحضور في المشهد المصري بشكل مختلف، وهو نشر الوعي بين ربوع الشعب المصري، ولتحقيق هذا الهدف كان لزاما علينا أن ننهج نهج التطوع بالوقت والجهد والعرق لنشارك في بناء مصر الجديدة التي كنا نحلم بها، وخاصة بعد الأجواء التي مرت علي كل المصريين بين عام 2011 وعام 2013، وهي الحقبة الأسوأ في تاريخ مصر الحديثة، إذ تمكن الإرهاب من مفاصل الدولة وغاب الأمن وحل التطرف.

القادة الوعي التدريب التأهيل

قطار التنمية

ومع ذلك استطاع الرئيس عبدالفتاح السيسي قائد ثورة 30 يونيه أن يؤسس لدولة فتية قوية وأن يتجاوز كافة التحديات بشكل إعجازي، فحل الأمن وبدأ قطار التنمية في الانطلاق وفشل المتآمرون والخونة وصناع الفوضى في الداخل والخارج أن ينالوا من الشعب المصري.

الهدف المنشود

لقد وضع القائمون على المؤسسة الشباب في مقدمة الأهداف، فهم كل الحاضر والمستقبل، ونشر الوعي بين هؤلاء الشباب يساهم بشكل كبير في تعافي الدولة المصرية.

القادة الوعي التدريب التأهيل

شركاء النجاح

وحتى أكون منصفا في الطرح والشرح لابد أن أسرد أسماء صناع الفكرة والذين يتجاوز عددهم (520) ألف شاب وفتاة رجلا وامرأة من كل المحافظات المصرية على مدار 9 سنوات من العمل المتواصل مع كل جهات الدولة بداية من وزارة الشباب والرياضة ومرورا بالهيئة العامة للاستعلامات وأكاديمية السادات للعلوم الإدارية وأكاديمية ناصر العسكرية وعدد من الجامعات المصرية بينهم جامعة القاهرة العريقة والأحزاب السياسية الفاعلة في المشهد والمعاهد والأكاديميات الخاصة وعدد من المحافظات بينهم القاهرة والجيزة والقليوبية والإسكندرية وبورسعيد وسوهاج وقنا والأقصر والفيوم وبني سويف والسويس والشرقية حتى وصلت القادة إلى أكثر من 25 محافظة وأخيرا وليس آخرا وزارة التضامن.

صناعة الكوادر

لقد أقامت القادة فعاليات تدريبية وتأهيلية لصناعة كادر قادر على مواجهة التحديات من خلال برامج رفع الوعي التي كنت شاهد عيان على بعضها، مثل برنامج ألف قائد أفريقي وعربي مع جامعة القاهرة وبرنامج سفراء الوعي مع وزارة التضامن وبينهم مئات البرامج التدريبية والتأهيلية.

القادة الوعي التدريب التأهيل

300 ألف شاب صنعوا فكرة القادة

لقد شهدت القادة محطات صعبة وخاصة أن برامج رفع الوعي والتدريب والتأهيل مكلفة للغاية وتقوم بها الدول إلا أن شباب القادة ويتقدمهم الدكتور أحمد الشريف رئيس مجلس الأمناء والدكتور محمد يحيى غيدة الأمين العام وأعضاء الهيئة العليا وكل المنتسبين لهذا الكيان وعددهم 520 ألف قدموا ملحمة بطولية من خلال نشر ثقافة التأهيل والتدريب ورفع الوعي بشكل إعجازي.

التدريب والتأهيل

إن التدريب والتأهيل في أي زمان ومكان هو ما يخلق الفارق ويحقق النتائج فشعب مدرب مؤهل يساوي شعبا منتجا ناجحا متقدما، وثقافة التدريب والتأهيل تحتاج إلى مجهود كبير حتى تزرع في أي مجتمع لا يعرف عن التدريب والتأهيل شيئا، وأعتقد أن أوروبا نجحت وسبقت الجميع بفضل ثقافة التدريب والتأهيل لديهم، فالعلم يلزمه تجربة والتجربة تحتاج إلى أسس وقواعد علمية تبني عليها حتى تحقق النجاح وتأتي بالنتائج المأمولة.

القادة فكرة

ولذلك فكر مؤسسو القادة في تدشين كيان لتأهيل وتدريب المصريين عموماً والشباب خصوصاً على كل التجارب الحياتية (مجانا)، وكان هذا النهج سيراً وتماشيا مع فكر الرئيس عبدالفتاح السيسي نحو تدريب وتأهيل وتمكين الشباب في المرحلة المقبلة.

القادة الوعي التدريب التأهيل

عام القادة

من هنا جاءت فكرة تدشين مؤسسة (القادة) يوم 14 يونيه عام 2014 لتنفيذ استراتيجية قومية تساعد في بناء الدولة المصرية بعد عام 2011 الذي أفرز وعيا سياسيا مشوها لدى الجميع وتتماشى مع التوجه العام للدولة في تدريب وتأهيل النشء والشباب، ولذلك نسعى من خلال (القادة) إلى التأهيل حتى التمكين.

أهداف المؤسسة

تسعى القادة إلى تنفيذ المشروع القومي لـ(إعداد القادة) والذي يهدف إلى.

إعداد القيادات

الهدف الأول: إعداد قيادات لخوض الانتخابات البرلمانية والمجالس المحلية من خلال منح هؤلاء الشباب دورات تدريبية تمهيدية ومتخصصة لكافة أبناء الشعب المصري دون تمييز أو تفرقة تحت شعار (لكل أبناء الشعب المصري الحق في التدريب والتأهيل المجاني.

القيادات الرفيعة

الهدف الثاني: دورة في تأهيل الشباب على التجارب (الحياتية) والوظائف بشكل عام إلى تأهيل الشباب للوصول إلى سدة الوظائف (المرموقة) من محافظين ونواب وزراء ورؤساء مدن ومسئولي شركات كبرى ولذلك تم تدشن دورات تأهيلية مختلفة في الشكل والمضمون والمادة العلمية والمحاضرين والمتدربين، إذ وضعنا شروطا قوية لقبول المتدرب في الوظائف الرفيعة، إذ لابد من أن يكون المتدرب حاصلا على مؤهل جامعي، ولا يقل عمرة عن 21 عاما وقت التقدم، وأن يجيد لغة أجنبية بالإضافة إلى تمكنه من اللغة الأم العربية، وأن يكون مصري الجنسية ولديه الحق في مباشرة حقوقه السياسية، بالإضافة إلى كونه حسن السمعة ومحمود السلوك والمظهر، لديه خبرة سابقة في العمل التطوعي والعام لا تقل عن عام كامل، وأن يجتاز المقابلة الشخصية التي تعقدها اللجنة قبل بداية الفعاليات، وستكون الأولوية للحاصلين علي دراسات عليا (ماجستير – دكتوراه).

وظائف مرموقة

وكانت مدة الدورة 15 يوما، وحاضر فيها خبراء وأستاذة جامعيون على مستوى علمي عال وملمون بالشأن السياسي والقانوني والاجتماعي والاقتصادي ومخاطبة الجماهير، مع عقد ورش عمل واقعية تطرح فيها مشاكل خاصة كل في تخصصه بهذا الشأن وكيفية التعامل فيها، إذ نعول على من يمنح هذه الدورة أن تكون لديه الخبرة الكافية لتولي المنصب دون تعثر، ويكون لديه آليات العمل ووضع الخطط ورسم السياسيات الخاصة بعمله، ونجحت تلك الدورات نجاحا كبيرا وكان هناك عدد من منتسبي القادة في وظائف مرموقة اليوم من نواب وزراء ومحافظين.

القادة الوعي التدريب التأهيل

برنامج الوعي

الهدف الثالث: برنامج الوعي الذي وضعته المؤسسة والذي كان له مردود إيجابي على تشكيل وعي الشباب على مستوى الجمهورية وخلق كوادر مجتمعية شبابية لتولى المسئولية الإدارية في شتى المجالات السياسية والحزبية، والمناصب التنفيذية، ويخلق جيلا جديدا (صف ثاني وثالث) يكون لديه قدر من العلم والمعرفة ومدرب وقادر على الإدارة ليكون ماثلا أمام الإدارة السياسية والسلطة التنفيذية داخل مصر، للاستعانة به في رفع شأن المجتمع.

القادة في (9 ) أعوام

برامج متنوعة

على مدار 9 سنوات عقدت مؤسسة القادة فعاليات تدريبية متنوعة وصلت إلى أكثر من 25 محافظة مع كافة الجهات والمؤسسات وساهمت في تدريب ما يقرب من 820 ألف شاب وفتاة، وأطلقت وشاركت في مبادرة متنوعة أهمها مبادرة تأهيل ألف قائد أفريقي وتبعها ألف قائد آسيوي وألف قائد عربي وسفراء الوعي، وبرامج إعداد القيادة الرفيعة والتأهيل للمحليات وغيرها من البرامج المختلفة.

مشاركة في استحقاقات متنوعة

كما شاركت مؤسسة القادة في كافة الاستحقاقات التي مرت بها مصر من عام 2014 حتى عام 2023 وكانت من أبرز عناصر مؤسسات المجتمع المدني خلال تلك الفترة.

القادة والإبداع

القيادة إبداع، والقائد وحده من يحقق (النجاح) وحتى نجعل من القيادة أسلوب حياة لبناء الأجيال الجديدة لابد أن نزرع في شبابنا أهمية الثقافة والفكر وفنون الإدارة الحديثة وكيفية تطبيقهم في حياتهم بشكل عام وفي أعمالهم على وجه الخصوص، فالقيادة والثقافة والإبداع والمهارة خصائص يمتلكها أصحاب المواهب والإرادة، فهم وحدهم القادرون على قيادة المستقبل ومسايرة التطور وتحقيق النتائج المبهرة.

أضلاع القادة

(القادة) مربع يحتوي على أضلاع أربعة بينها كل حكايات النجاح والتحدي.. الضلع الأول منهج تدريبي وفكر تأهيلي، والثاني تخطيط متقن وتنفيذ محكم، والثالث شباب واعد ومستقبل أفضل، والرابع انتماء راسخ ونحاج محقق.

التمكين والطموح

ما بين الأضلاع قل ما تشاء من حكايات التحدي والنجاح والإصرار والعلم، فالقادة تنزع منك الجهل والتخلف والعشوائية والطاقة السلبية وتمنح الثقافة والتدريب والتأهيل والطاقة الإيجابية وتصل بك إلى التمكين والطموح والشموخ، إنها معادلة بسيطة للنجاح وخطوات قريبة للتقدم، يجد فيها كل متطلع ما يرغب فيه فتزرع الأمل في أهل التشاؤم وتمنح أهل النشاط والتفاؤل المقدمة إنها (القادة) التي أعرفها أنا.

القادة الوعي التدريب التأهيل

 (القادة) وترسيخ الوعي

الثقافة ترسخ الوعي والفكر نتاج تجارب، فلن تستطيع أن تهزم أصحاب العقول إلا إذ سيطرت عليهم فكرياً وخلقت داخلهم وعيا مشوها، فالحرب الحالية والقادمة هي حرب الفكر والثقافة وطمس الوعي، ولذلك أصبح الغزو الحالي للوطن العربي والعالم الإسلامي غزوا فكريا، والحرب حرب معلومات موجهة لتنفيذ المخطط المرسوم وهو ما يطلق عليه حروب الجيل الرابع والخامس.

تثقيف سياسي ونشر الوعي

استطاعت القادة أن تقدم للمجتمع المصري برامج فريدة في التوعية والتثقيف السياسي والاجتماعي والقانوني والتنمية البشرية.

ختاما

في النهاية أقول إن تنمية فكرة القيادة والقائد وما يمتلك من قيم وثقافة ووعي ومهارة وعلم هي السبيل الوحيد للقضاء على الجهل، لأنه بمنتهى الوضوح لا يوجد مكان للجهلة وسط شعب يمتلك من الوعي والثقافة والقيم والعلم والمهارات ما يسد الباب أمام هدم الأوطان وتمكين الخونة والمتآمرين.

حفظ الله مصر وشعبها.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى