محمد فتحي الشريف يكتب.. قطوف من كتاب الزكاة للشرفاء الحمادي (العطاء والاستقرار المجتمعي) (الحلقة الاولى)

الملخص

يقول الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي في كتاب (الزكاة صدقة وقرص حسن)، إن الله عز وجل وجه دعوة لمن آمن واتقى، ونهى النفس عن الهوى، وصدق عهده مع الله، وآثر الله على ماله، والتزم بطاعة أمره، وأيقن بوعد الله في مضاعفة ماله إذا تصدق وتزكى وأقرض الله قرضا حسنا، وذلك في قوله تعالى (فأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (٦) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (٧) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (٨) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (٩) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (١٠)﴾، وفي تلك الآية الكريمة وهذا الطرح المبارك تظهر الجوانب الاجتماعية العظيمة للزكاة.

• اقرأ أيضا: محمد فتحي الشريف يكتب.. مناقشات ثرية لأفكار الشرفاء الحمادي في جناح (رسالة السلام) العالمية بمعرض الكتاب

التفاصيل

العطاء بالمفهوم الصحيح

لقد أراد الأستاذ علي الشرفاء الحمادي أن يوضح حقيقة الزكاة وكيف تخلق التكافل الاجتماعي الحقيقي، إذا تم تنفيذها كما جاءت في كتاب الله عز وجل، وهنا يسلط الضوء على العطاء بالمفهوم العام الصحيح، وهو العطاء من أجل مرضاة الله عز وجل، وأن يكون هذا العطاء بالحسنى دون الإساءة أو المن من المعطي إلى المعطى له.

الزكاة ترسخ ركائز الاستقرار

فكل ما نملكه هو ملك لله، والإحسان يزيد العطاء بهاء ويخلق المودة والمحبة بين الناس ويرفع الضغينة والحسد والحقد بين الفقراء والأغنياء، وهذا هو التكافل الاجتماعي الحقيقي الذي ينمي المجتمع ويثبت ركائز الاستقرار، وهو ما جاء في قوله تعالى (وأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى).

جزاء المنفقين بإحسان

ومع ذلك يوضح الكاتب أن الجزاء سيكون كبيرا من الله عز وجل لهؤلاء المعطين الذين ينفقون بإحسان، وهو أن الله عز وجل سوف يسهل عليه أمره في الدنيا ويمنحه الجزاء الأكبر في الآخرة، ويكون دائما في خير وسعادة، لأنه يسر على عباد الله في الدنيا وأعطاهم دون منٍّ أو أذى، وفي ذلك يقول الله عز وجل (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى).

فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى

في المقابل يؤكد الله عز وجل في كتابه العزيز جزاء البخلاء الذين لا ينفقون فيقول (وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى).

الزكاة قرض حسن يزيل الحقد

وهنا يؤكد الأستاذ على الشرفاء في كتاب (الزكاة قرض حسن) على أن الإنفاق يخلق التآلف والمودة بين الناس، فيما يخلق البخل والشح والإمساك كل الشرور من الحقد والغل والحسد والشحناء، فمن بخل بالمال وامتنع عن الإنفاق في أوجه البر والخير واستغني عن خالقه، وكذب بالحسنى فسيكون مصيره إلى الشر والعسرة تصديقا لقوله تعالى (وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى).

حقوق الفقراء في أموال الأغنياء

ويختتم الكاتب طرحه ومعالجته لـ(الإنفاق) وإعطاء الفقراء حقوقهم والتصدق عليهم بالحسنى وبين البخل والاستغناء عن الله فيقول إن الله عز وجل وجه دعوة لمن آمن واتقى ونهى النفس عن الهوى وصدق عهده مع الله وآثر الله على ماله والتزم بطاعة أمره وأيقن بوعد الله في مضاعفة ماله إذا تصدق وتزكى وأقرض الله قرضا حسنا.

معالجات تتوافق مع كتاب الله

وفي النهاية أقول إن الأستاذ علي الشرفاء وضع في كتاب (الزكاة قرض حسن) عددا من المعالجات التي تتوافق مع ما جاء في كتاب الله عز وجل والتي تهدف إلى الخير لكل الناس لذلك سوف نستعرض بعض أطروحات الكاتب ونلقي عليها الضوء كل يوم خميس من خلال تلك النافذة بعنوان (قطوف من كتاب الزكاة للشرفاء الحمادي).

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب