الرئيسيةنوافذ الفكر

محمد فتحي الشريف يكتب.. زوايا بحثية من كتاب (الطلاق) للشرفاء الحمادي.. ركائز أساسية ومعالجة واقعية (1-1)

الكاتب رئيس مركز العرب للأبحاث والدراسات.. خاص منصة العرب الرقمية

ملخص الحلقة الأولى

(الطلاق يهدد أمن المجتمع)، كتاب للمفكر العربي علي الشرفاء الحمادي، يطرح ويعالج أزمة الطلاق وفق ما جاء في التشريع الإلهي الذي يهدف لبناء مجتمع آمن ومستقر ومطمئن ومحصن من الفتن والمكائد، وذلك عبر تكوين أسرة متماسكة، يربى فيها الأبناء على القيم الإسلامية الفاضلة والنبيلة، ليحققوا لمجتمعهم الإسلامي التقدم والرخاء والسلام والترابط.

الشريف الطلاق الشرفاء الحمادي

التفاصيل

بفضل الله تعالى وتوفيق منه انتهيت منذ أيام قليلة من حلقات القراءة التحليلية في أفكار الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي التنويرية والتي خصصتها لكتاب (المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي)، واستمرت على مدار عشرين أسبوعا، ونشرت حصريا في منصة مركز العرب الرقمية، ومجلة العرب الورقية، ثم ضمت في كتاب بعنوان (قراءة في أفكار الشرفاء الحمادي) والذي صدر مؤخرا عن دار المفكر العربي.

قراءة موضوعية في كتاب الطلاق

واليوم أقدم طرحا جديدا وقراءة موضوعية لأحد مؤلفات المفكر العربي الكبير علي محمد الشرفاء الحمادي، وذلك من خلال كتاب (الطلاق يهدد أمن المجتمع)، والذي يعد امتدادا للركائز الفكرية التي انطلق منها المفكر في طرح ومعالجة عدد من القضايا الاجتماعية المرتبطة والمسببة بشكل مباشر في الأوضاع التي يعيشها المسلمون من تردٍ وتراجع وفرقة وتحزب وقتال باسم الدين.

الانسياق وراء خطاب متطرف

وتلك الأحداث جاءت جراء انحراف المسلمين عن الطريق المستقيم، بعد أن هجروا (القرآن الكريم) الخطاب الإلهي الصحيح للإسلام، مصدر التشريع القويم، وانساقوا وراء خطاب ديني متطرف مكتظ بالروايات والأساطير والخرافات المخالفة صراحة للقرآن الكريم، ومع ذلك حظي هذا الخطاب الآثم المتطرف المخالف لمنهج الإسلام بالتقديس من العوام الذين غيب شيوخ الفتنة عقولهم لصالح هذا الخطاب المنحرف.

اهتمام غير مسبوق

وبفضل الله تعالى أشرع اليوم في كتابة وتقديم حلقات جديدة بعنوان قراءة موضوعية في كتاب (الطلاق يهدد أمن المجتمع)، أحد أطروحات المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، هذا الطرح الذي حظي باهتمام غير مسبوق من المفكرين والمثقفين وعلماء الاجتماع في الوطن العربي.

ركائز كتاب الطلاق

ولذلك كما تعودت في الحلقة الأولى أن أقدم للقارئ رؤية شاملة وعامة ومختصر عن الكتاب محل القراءة والتحليل والعرض، وبعدها نبدأ في النظر إلى ما جاء في الكتاب بشكل مفصل وواضح، ولذلك سوف أكتفي في حلقة اليوم بعرض الركائز الأساسية في الكتاب التي وضعها المؤلف، وبعد ذلك نعرج بالتوضيح والشرح والتفصيل خلال الحلقات من خلال إلقاء الضوء على كل النقاط التي احتوى عليها الكتاب.

الطلاق والخروج من العصمة

الطلاق في أبسط تعاريفه هو التحرّر من الشيء والتحلّل منه، وطلاق المرأة من زوجها هو خروجها من عصمته، ويعني بهذا إزالة عقد النكاح الذي يربط الرجل بالمرأة، بعيدا عن المصطلحات التي أدخلت على الطلاق من خلال الفقه وأنواعه، وهو موضوع سوف يتم أتناوله فيما بعد وتوضيح ما به من أخطاء ساهمت في هدم المجتمع.

الطلاق يهدد أمن المجتمع

لذلك سأبدأ الحديث في كتاب (الطلاق يهدد أمن المجتمع) من أهم وأبرز الركائز التي بنى عليها الشرفاء الحمادي هذا الطرح ووضع تلك المعالجة البديعة.

وضعيات غير سوية

الطلاق هو إحدى المشاكل الحقيقية التي تهدد المجتمع، لأنها تضع الأسرة في وضعيات غير سوية، وتتسبب بشكل مباشر في تقطيع أوصال المجتمع، وتخلق جيلا مشوها يساهم في نشر الجهل والجريمة والأنانية، لأن هذا النشء ولد وعاش في صراع بين الأم والأب بسبب الانفصال والطلاق.

معالجة الخلل

لذلك أطلق الشرفاء الحمادي في هذا البحث صرخة مدوية موجهة لكل أصحاب الفكر والثقافة وكل الراغبين في تقدم واستقرار المجتمع العربي، لعلاج هذا الخلل الذي يهدد أمن المجتمع العربي بشكل عام والأسرة هي محل العلاج.

الأسرة أولى لبنات البناء

الأسرة هي النواة والركيزة الأساسية ولبنة البناء الأولى للمجتمع، وتفكك الأسرة والصراع بين الأب والأم بعد الطلاق يخلق أسرة هشة لا تساهم في بناء المجتمع، لذلك سوف أطرح التشريح المنطقي الذي وضعه الكاتب وكيف تغافلنا عن معالجة الخطاب الإلهي لتلك الأزمة من خلال تشريع إلهي محكم بعيدا عن أهواء رجال الدين الذين نجحوا من خلال فتواهم في هدم الأسرة العربية والإسلامية والنيل منها حتى أصبح وضعنا هكذا.

معالجات منطقية

الكتاب يرصد المشاكل الحقيقية التي تحدث عقب الطلاق، بالإضافة إلى وضع الكاتب معالجات منطقية لتلك الأزمة بشكل تنويري مستند على التشريع الإلهي.

أسباب الطلاق أول مفاتيح الحل

ارتكز الكتاب على عدد من الأسس التي عالجت الطلاق كما جاء في القرآن والتي بدأت بمعالجة الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الطلاق، وفي النظر إلى الأسباب تأتي المعالجة، ولذلك سوف نضع للقارئ بعض الركائز الأساسية في مشكلة الطلاق في النقاط التالية:

المساواة بين الرجل والمرأة

أولا: المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات والتي أغفلها الخطاب الديني عندما اتبعوا فتاوى وخرافات لرجال دين كلهم من الرجال دون النساء.

التغافل عن القاعدة الأساسية للتشريع

ثانيا: تغافل الناس عن القاعدة الأزلية في التشريع الإلهي التي وضحت المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة وتقسيم الواجبات عليهما بين القوامة والإنفاق وحماية الأسرة للرجل، وفي حين اختصت المرأة بأمور وصفها الكاتب في كتابه بأنها أصعب من ما يتحمل الرجل، وهي تبدأ بالحمل وكل ما فيه من صعاب ثم الولادة والرضاعة والعناية والرعاية والسهر والتربية حتى تعد جيلا قادرا على تحمل المسؤولية ومواصلة الحياة بشكل يخرج لنا أجيالا صالحة تساهم في تنمية وبناء الأوطان والمحافظة عليها لتظل سيرة متواصلة نحو أعمار الأرض بالخير والمحبة والسلام.

الإمعان والفهم والتطبيق

ثالثا: إن التشريع الإلهي اختص النساء بسورة كاملة حوت الكثير من التشريعات الإلهية في ميدان الأحوال الشخصية، بشكل مفصل واضح لا لبس فيه، يحتاج فقط إلى الإمعان والتأني والتطبيق بالحكمة والفهم.

نظرة على حقوق المرأة

رابعا: وضع المؤلف نظرة على حقوق المرأة في الإسلام، والأضرار التي وصفت بالكارثة للطلاق، وخاصة خطورة الطلاق الشفوي، قبل أن يقدم خاتمة تلخص ما ورد فيه، ليلحق بالكتاب عقدا نموذجيا من مواد قانونية تلزم كلا الطرفين بواجباته تجاه الآخر، وتجاه مؤسسة الزواج.

التربية الجيدة

خامسا: التربية الجيدة التي تربي جيلا قادرا على تحمل المسؤولية والإلمام بالحقوق والواجبات وأهمية ومحاولة تخطي عقبات الحياة من خلال الأخلاق والدين السليم الذي يدعو إلى الرحمة والسلام والحب والمودة.

الطلاق يفكك المجتمع

سادسا: أضرار الطلاق لابد أن تكون حاضرة في ذهن المقدمين على الطلاق، فالطلاق سبب مباشر لتشتيت الأسرة وتفكيك روابط المجتمع، ولذلك علينا أن نعود إلى التشريع الإلهي والخطاب الإلهي كما قال المؤلف.

الطلاق الشفهي

سابعا: إعادة النظر في الطلاق الشفهي الذي يخرج عند ساعة غضب فيدمر الأسرة ويشرد الأبناء، هنا يؤكد الكاتب في ركائز مؤلفه أن الحكمة الإلهية تقرر أن الطلاق مشروع بالتراضي بين الزوجين والتشاور عند تيقنهما استحالة عيشهما المشترك، في ظروف هادئة بعيدة عن الغضب والتشنج، ولإتاحة المجال بينهما لتجاوز الخلاف فإن القرآن ينص على أن تقضي الزوجة عدتها في بيت الزوجية، وفي حال ما إذا استمر الزوجان في قرارهما يتم الانفصال مع رعاية الأبوين لأبنائهما، وقيام المطلق بواجباته نحوهم مطلقته.

حجم المسؤولية

وفي الختام سأعرض عليكم مقتطفات مما كتبه الأستاذ علي الشرفاء في كتابه (الطلاق يهدد أمن المجتمع) وسوف أتناولها بالعرض والتحليل في الحلقة الثانية إن شاء الله تعالى، يقول الكاتب نصا: لو قارنّا حجم المسؤولية الملقاة على الأنثى، لنجدها أضعاف مسؤولية الرجل المحددة في جلب الرزق والصرف على الشؤون المنزلية ومتطلبات الأسرة، مع فارق المسؤولية بينهما، وبالرغم من ذلك نجد الذكور طغوا على حق المرأة في تشريعاتهم وفيما ابتدعوه من فقه ظالم صادرَ حق المرأة بالكامل واعتبرها مجرد متعة للرجل وخادمة في البيت ومربية لأطفاله، وله الحق أن يطردها من بيته وقتما يشاء بكلمة (طالق) دون حقوق لها.

حقوق المرأة

ويضيف قائلا: لو تدبرنا في القرآن الكريم لوجدنا العدد الكبير من الآيات تتعلق بحقوق المرأة والتي تجاوزت سبعين آية، تتضمن تشريعات وأحكاما وعظات لحماية المرأة من أي تعسف في معاملتها من قِبَل الزوج، بالرغم مما تتحمله من مسؤولية جليلة من حمل ورضاعة وتربية وسهر، علاوة على مسؤولية البيت حيث تصبح مسؤولياتها ثلاثة أضعاف مسؤولية الرجل.

التجربة تحكم على نجاح الطرح والمعالجة

هذا ما سيتم مناقشته في الحلقة الثانية إن شاء الله تعالى من خلال بعض الأمثلة التي تطابق ما يقوله الكاتب، فالتجربة هي التي تحكم على نجاح الطرح والمعالجة.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى