الرئيسيةنوافذ الفكر

محمد فتحي الشريف يكتب.. قراءة تحليلية في أفكار الشرفاء الحمادي التنويرية (1-19)

الكاتب رئيس مركز العرب للدراسات والأبحاث

ملخص الحلقة التاسعة عشرة

لقد فرق الأستاذ علي الشرفاء بين الخطابين الإلهي والديني بقوله: الخطاب الإلهي الواجب اتباعه هو نصوص قرآنية مقدسة محفوظة يشع منها النور والرحمة والإحسان والسلام والتعاون والمساواة والعدل والحرية لصالح الإنسانية، والخطاب الديني الواجب تركه هو خطاب اعتمد على الأقوال البشرية التي لا يمكن بأية وسيلة التأكد من مصداقيتها، وخاصة أن الله أكد أن الرسول لا يتحدث بأي قول يخالف القرآن.. قال تعالى “تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ” الآية.. إنه فرق واضح بين الاستقامة والانحراف.

التفاصيل

في الحلقة التاسعة عشرة من القراءة التحليلية التي أقدمها كل أسبوع حول أبرز ما جاء في كتاب (المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي) للمفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، تحدث الكاتب عن طرح مجمل لكل التناول السابق الذي طرحه في الفرق بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي، حيث قال: لقد تمَّ فيما سَبَقَ استعراضُ الفَرْقِ بينَ الخطابِ الدينيِّ والخِطابِ الإلهيِّ، حيثُ إنَّ الخِطابَ الدينيَّ اعتمدَ على رواياتٍ وأقوالٍ بشرية، لا يمكن بأية وسيلة التأكد من مصداقيتها، بالإضافة إلى تأكيد القرآن الكريم استحالة أن يقول الرسول عليه الصلاة والسلام قولاً إلا ما أنزله الله عليه من آيات القرآن ليبلغ الناس بها كما قال سبحانه مخاطبًا رسوله الكريم (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ).

القرآن نور لصالح الإنسانية

وأوضح الكاتب أن الخِطاب الإلهي اعتمدَ على نصوصِ القرآن الكريم وآياته التي تشع نورًا لصالح الإنسانية كلها، فيها الرحمة والعدل والحرية والإحسان والسلام والتعاون والمساواة بين الناس جميعًا. وتمَّ عرضُ بَعضِ الأمثلةِ من الرواياتِ التي سُميت زُورًا وبُهتانًا بـ «الأحاديثِ»، منسوبة لبعض الصحابة من أجل إضفاء الشرعيةِ الدينية عَليها، بالرغم من تَنَاقُضِهَا مع التَشْريعِ الإلهي، حيثُ اختصَّ الله سُبحانهُ وَحدُهُ بالتشريعِ لعبادهِ، وكلّفَ الأنبياءَ والمرسلينَ بإيصالِ رسالته للناسِ، وتعليمِهِم وإرشادهم حكمة مراد الله في آيَاته وتوَضيحِ مَعانيهِ، وقد قَالَ اللهُ في كتابِهِ الكريم ﴿وَجَعَلناهُم أئِمَّةً يَهدونَ بِأمرِنا وَأوحَينا إِلَيهِم فِعلَ الخَيراتِ وأقام الصَّلاةِ وَإيتاءَ الزَّكاةِ وَكانوا لَنا عابِدينَ﴾.

تفرق المسلمين

ثم عرج الكاتب على قضية أخرى في الحلقة غاية في الأهمية، وهي الفرقة التي حدثت للمسلمين بسبب الخطاب الديني المتطرف الذي تسبب في أنهم انقلبوا، حسب وصف الكاتب، على كتاب الله -عز وجل- حيث قال: يذكر انقلاب المسلمين على الكتابِ حِينمَا تحوَّلوا إلى فِرَقٍ، كلٌّ لَهُ مَرجعيتُهُ ومنهجُهُ، لا تَستَنِدُ إلى شرعِ اللهِ الّذي جَاء في كِتابِهِ الكريمِ، وأدَّى بِهم إلى الاقتتال بسببِ تَعصُّبِ كلِّ طائفةٍ لمنهجِها وقادَتِها من أئمة وشيوخ الدين.

خلافات فقهية وصراعات

وأضاف الكاتب في التعليق على تلك القضية قائلا: إضافةً إلى ما أجّجته الخلافاتُ الفقهيةُ بانتماءاتها لمرجعيات متنافسةٍ إلى الصِراعِ بين الفرق والطوائف الإسلاميّة، والتسابق لإرضاء الخلفاء والسلاطين لتحقيق مكاسب دنيوية وحب السُّلطة، وتحقيق مكانة اجتماعية ترضي الذات، وتستمتع بكثرة الأتباع، تؤمِّن لهم إشباع طموحِ النفسِ والاستعلاء على الأدنى منهم، مستخدمين الرِّواياتِ المُختَلَقَةِ لتبرير أفعالَهم، مستندين إليها حجةً في صحة فتاواهم وأنشأوا مرجعيات متنافسة فيما بينهم، كل يستعلي على غيره غرورًا وعزة بالباطل، مما أجّجَ الصراع بين الأفكار المتناقضة، وأدى للصراع بينهم، ثم الاقتتال بين الطوائف الإسلامية والمذاهب المختلفة، ويبرهن الكاتب أن الله سبحانه وتعالى أمرنا جميعا بالاعتصام بكتاب الله القرآن الكريم.

شيوخ يشبهون الكهنة

وأوضح الكاتب هذا الأمر حيث قال: إنّنا نَرَى في عصرِنا هذا كلَّ مَنْ يُسمَّوْنَ بِعلماءِ الدّينِ ومن أطلقوا عليهم شيوخ الإسلام وضعوا لأنفسهم مكانةً خاصةً في المجتمعات الإسلامية وتحوَّلوا إلى ما يشبه الكهنة، وأمسكوا بزمام رسالة الإسلام بأيديهم ووقفوا سدا منيعا أمام كلَّ مَن يحاول مخلصًا تصحيح المفاهيم الدينية وتقويم المصطلحات التي تناقلتها الزعامات الدينية على مدى أربعة عشر قرنًا، حيث يرون التدبّر في كتاب الله تجاوزًا على مكانتهم وتعديًا على مكانتهم ومعتقداتهم التي تعلَّموها وحفظوها على مرِّ السنين من روايات مستحدثة وإسرائيليات محبطة، لا تتفق مع العقل والمنطق وتصطدم مع الآيات الكريمة.

غياب الاجتهاد والتدبر

وتساءل الكاتب قائلا: لماذا لا يتدبّرون القرآن ويتعرفون على مقاصد الآيات لخير الإنسان ولا يجتهدون في استنباطِ تَشريعاتٍ مِنْ آيات اللهِ لِخلقِهِ، وهم يعلمون أنَّ التفكّر والتدبّر في القرآن فريضة إلهية على كلّ مسلم أن يستخدم عقلَه وفكرَه حتى يتبيّن له الحق من الباطل ولا يصبح إمّعةً يؤمن بما يُعرضُ عليه من مفاهيمَ باليةٍ أكل الدهر عليها وشرب، آمن بها الناس في عصور غارقة في الجهل والأمية حين اعتمدوا على ما جَاءَهُم مِن اجتهاداتٍ وفلسفات ومَفَاهيمَ مَضَتْ عليها القرونُ، تتعارض مع حَركة التطَور الإنسانيِ، فالناسُ ليسوا مُلزمين بها باتّباع آراءِ ومفاهيمَ ضلتْ الطريقَ وأضلت منَ اتّبعها.

إلجام العقول

ويضيف: إنّ عقيدتَهم في إتباع الأقدمين ألجمت عقولَهم وأسَرتْ تفكيرهم من التدبر في كتاب الله الكريم، فانعزلوا عن الواقع الذي يعيشون، ولا سبيل لهمُ للتكيف مع متطلبات عصرهم وعقيدتهم.

عجز العقول عن التحرر

ويؤكد الكاتب قائلا: لقد عجزت عقولهم عن التحرر من الماضي وترسباته للتدبر في القرآن وآياته، فكلما دعوناهم إلى التفكر في آيات الله ومقاصدها لخير الإنسان وصلاحه فكانت إجابتهم كما وصفهم الله سبحانه في الآيات التالية: (بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ) (الزَخَرف: 22) وقال تعالى (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا ألْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أوَ لَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ) (البقرة: 170).

مذاهب لا أساس لها

ويوضح أن كل المذاهب الدينيّة بمختلف مؤسّسيها وفقهائِها وأتباعِها والتي استظلّت بمصطلحات لا أساس لها من القرآن ولا ممّا بلغه رسولُ الله للناس من آيات بينات، تلك المصطلحات مثل السُّـنَّـة والجماعة بمختلف فرقها والشِّـيعة الاثني عشريّة وفرقها المختلفة التي نشأت لخدمة أغراض سياسية واستحقاقات دنيوية، ومكاسب أنانية تؤسس للفرقة بنيانًا وتعِدُ للصدام أسبابًا، يرفعون شعارات تستثير العصبيّة والنعرات الطائفيّة يترتّب عليها القتال وسفك الدماء بينهم، والله سبحانه يؤكّد في منهج كتابِه الكريمِ بقوله تعالى: (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْموْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) (الحج 78).

الجهاد في التفكر والتدبر

حيث تؤكّد هذه الآيةُ أن على المسلمين الجهاد بالتفكر والتدبر في القرآن ودعوة الناس بالكلمة والموعظة الحسنة بشرح رسالة الإسلام لغير المسلمين، وأن يجاهد المسلم نفسه ليكون قدوة بتعامله وسلوكه، ملتزمًا بقيم الفضيلة والأخلاق الكريمة التي يدعو إليها القرآن حين يدعو الناس في الدخول إلى الإسلام عندما يرى الإنسان الأفعال الطيبة عند المسلمين من رحمة وعدل وإحسان وخلق كريم، مما يشجع غير المسلمين على الاقتناع برسالة الإسلام أنَّ الدينَ عند الله الإسلام، فلا مكان يوم القيامة لمذاهب أو لجماعة أو لأهل البيت أو للأشراف، بل في ذلك الموقف سيكون الإنسان إمّا مسلمًا وإما كفورًا، فيجب اتباع أمر الله كما قال سبحانه: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (آل عمران 85).

إثارة الفرقة والتمزُّق

فليحرص المسلمون جميعًا على عدم استخدام أية مسمّيات ومصطلحات تثير الفرقة والتمزُّق، متبعين مذاهب شتى حتى لا يكونوا في الآخرة من الخاسرين، لذا فعليهم اتباع رسالة الخالق والإيمان بالقرآن تنزيلًا من الله لرسوله، والإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم رسولًا وإمامًا، أقام تكاليف العبادات واستبق الخيرات وعامل الناس بخلق حسن، فهو مسلمٌ وكفى به عند الله عبدًا مؤمنًا وسيكون جزاؤهم كما قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ) (فصلت: 30).

الدين عند الله الإسلام

كما تؤكد الآية التالية أنَّ الله سبحانه أرسل رسوله بدعوة الإسلام فقط بقوله سبحانه تَعَالىَ: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإسلام وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ (آل عمران 91).

الرسول إمام وسراج منير

لقد جاءت رسالةُ الخالقِ لعبادهِ يدعوهم للإسلام دينًا، والإيمان برسوله إمامًا وسراجًا منيرًا وهاديًا للناس. إيمانا برسالة الإسلام والتزاما بتكاليف العبادات واتباع ما أمر الله به قولًا وعملًا، حيث كرَّمنا المولى عز وجل بأن سمّانا المسلمين تشريفًا لمَن اتّبع قرآنه وتدبَّر آياته وقد وعدهم الله بقوله: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة: 277).

لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أحَدٍ مِّنْهُمْ

وقال تعالى ﴿مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَـكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وُمَا كَانَ مِنَ الْمُشُرِكِينَ﴾ (آل عمران 6٧)، وقال تعالى تَعَالىَ ﴿قُل آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسى وَعِيسى وَالنَّبِيُّونَ مِن رِّبّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ (آل عمران 84)، وقال تعالى (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (البقرة 132).

وحدةَ الرسالة

تؤكّد لنا الآيات المذكورة أعلاه وحدةَ الرسالة التي حملها كل الأنبياء الذين كُلّفوا بتبليغها للناس، فهم كلهم مسلمون، لقد ارتضى الله للناس الإسلام دينًا وكرَّمهم بتسمية مَن آمن برسالته بـ«المسلمين» واتبع خاتم النبين محمدًا صلى الله عليه وسلم، فكيف تجرّأ من تصدوا للدعوة الإسلامية ومن يسمون بعلماء المسلمين وأئمة الإسلام في الماضي والحاضر بأن يبتدعوا مسمّيات تتعارض مع مراد الله لعباده بتسميته لنا بالمسلمين وأن يعصوا أمرَ الله في تكريمه لعباده، يحذرنا سبحانه بقوله: ﴿وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإسلام دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ (آل عمران 85).

يومُ الحسابِ

فإذا جاء يومُ الحسابِ وجاء الناس جميعًا يرجون رحمتَه ويأملون مغفرته وهم قد جاءوا بمسمّياتٍ مذهبيّةٍ متعددة، سنيّةٍ، تتبعها عشرات الفرق بعقائد مختلفة، وكذلك شيعيّةٍ، واتباعها بمدارسها المتعددة أو إباضيّةٍ وخلافه، فلن يستقيم أمرهم مع مراد الله الذي جاءت رسالته بالاعتصام بحبل الله محذرًا إياهم من التفرق والتحزب الذي يدعو كل منهم لمنهجه الديني الخاص بفرقته، ولن يقبل الله يوم القيامة منهم أعذارهم ولن يسمح لهم تفرقهم، ولن يغفر لهم انصرافهم عن القرآن الكريم ليتخذوه مرجعًا وحيدًا لتشريعاتهم وسلوكيّاتهم، وسيكون الحكم لله وحده حين يقضي بينهم بعدله عندما يقبل أعمال المسلمين الذين آمنوا به وصدّقوا رسوله وأدّوا تكاليف العبادات كما أمر الله ورسوله، واتبعوا أوامره وعملوا الصالحات وامتنعوا عن النواهي واتقوا الله واتخذوا الخير سبيلًا والإحسان سلوكًا والرحمة عملًا والسلام طريقًا والتعاون هدفًا والعدل نظامًا يضبط العلاقات الاجتماعية بين الناس.

رفض المسميات

لذا فإنّه يجب على المسلمين التزامًا وإيمانًا بتطبيق أمر الله عدم استخدام أي مصطلح غير الإسلام أو شعاراتٍ دينيّةٍ تتعارض مع ما أمر الله به، بل يظلّ مسمّى الإسلام هو الصفة الوحيدة التي يجب على المسلمين التعامل بها إذا كانوا يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبمحمد رسول الله وخاتم النبيين. كي لا يتفرّق المسلمون إلى فرق وطوائف وأحزاب كما حدث في الماضي ويحدث الآن، تأكيدًا لقوله (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإسلام دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (آل عمران 85).

مسميات تفرق

وفي النهاية أقول إن الكاتب أراد أن يضع ركائز للخطاب الإلهي الصحيح الذي يجب اتباعه، ويوضح بعض النقاط التي أصابت المسلمين بسبب التطرف والبعد عن القرآن والذهاب إلى الخطاب الديني المتطرف الذي تسبب في متاعب للإسلام والمسلمين، ومجمل القول في الإسلام هو الإيمان بالله ورسوله، والسير على منهج القرآن الكريم الكلام الواضح المبين، وترك كل ما يخالفه، والتخلص والتخلي عن المسميات التي تفرق وتمزق الأمة، فليس في الإسلام سني ولا شيعي، أو خوارج ومرجئة وإخوان وسلفية وصوفية كلها مسميات تفرق، بل جماعة المسلمين.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى