الهلالي: الشرفاء الحمادي مفكر ورجل دولة وهو ما يجعل نظرته للأمور فاحصة ودقيقة ومختلفة
خلال ندوة في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ(55)
القاهرة – مركز العرب
ثمن الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، مؤلفات المفكر العربي علي الشرفاء الحمادي، قائلا: إن الشرفاء الحمادي مفكر ورجل دولة، وهو ما يجعل أفكاره دقيقة ومتميزة عن غيره، إذ إنه كان في دائرة صنع القرار في دولة الإمارات ويشهد ويرى الأمور بوضوح.
وأضاف الهلالي خلال مناقشة كتاب (ومضات على الطريق) للشرفاء الحمادي التي عقدت في معرض القاهرة الدولي للكتاب الأسبوع الماضي في دورته الـ(55)، أن كتاب (ومضات على الطريق) أحد أهم المؤلفات الفكرية التي تضع معالجات حقيقية لقضايا كثيرة مرت على وطننا العربي وتحديات جسيمة، منها كيفية التقارب وتوحيد الصف في ظل الظروف الحالية.
وأوضح الأستاذ بجامعة الأزهر، أن الشرفاء الحمادي، وضع استراتيجية تتضمن عدة محاور، اقتصادية، سياسية، وأمنية، تدعم وتواجه تحديات النظام الدولي، لافتا إلى أن المرحلة القادمة تتطلب تنفيذ مثل هذه الاستراتيجيات التي تعيد بناء النظام العربي ليتحقق للدول العربية ما تطمح إليه شعوبها من تطور وتعاون بين أقطارها لحماية مصالح الأمة العربية ومواجهة ما يهددها من أخطار تسعى لطمس هويتها واسترقاق شعوبها ونهب ثرواتها.
وكان المفكر العربي الكبير الأستاذ علي الشرفاء الحمادي قد وضع عددا من الاستراتيجيات والمعالجات في كتاب (ومضات على الطريق) أبرزها:
(1) لا بد من وضع ميثاق جديد تتحدد فيه العلاقات العربية بأسلوب واضح وملتزم مع تحديد صريح لواجبات كل دولة عربية بما لها من حقوق وما عليها من التزامات في وقت السلم أو في وقت الاعتداء على إحداها من خارج المجموعة العربية.
(2) وضع إطار لأسلوب التعامل فيما بين الدول العربية على أساس الاتصال المباشر والحوار المستمر لإنهاء أي خلاف، وأن تتم معالجته بالسـرعة التي تجعل الأمـر محصـورًا بيـن القـادة منعًـا لأية تداعيات تنعكس سـلبًا على الشعوب وتزيد من ابتعـاد هـذه الأمة عن أهدافها ويساعد ذلك أعداءها على استغلال أية نقطة ضعف.
(3) تلتـزم الـدول العربية باجتماعـات منتظمة لمؤتمرات القمة في مكان مقر الجامعة العربية، ولا يجوز تحت أية مبررات أو حجج أو طوارئ تأجيل اجتماعات القمة، حتى تثبت الدول العربية جدية اللقاءات وما ستسفر عنها من نتائج لها بالغ الأثر على مصالح الأمة العربية.
(4) إعـادة النظر في قانون الجامعة العربية لتفعيله وإعادة هيكلته بحيث تكون لديها القـدرة علـى تحمل مسـؤوليات القرن القادم، وما يتطلبه من مؤهلات وإمكانات وسياسات تستوعب متطلباته كما يلي:
(أ) تعيين الأمين العام للجامعة يكون دوريًّا حسب الحروف الأبجدية على أساس ثلاث سنوات فقط لا تجدد وتتاح الفرصة لأمين آخر بالتسلسل الأبجدي لتأخذ كل دولة عربية فرصتها بأسلوب يضمن عدالة التناوب للأمين العام.
(ب) تعديل ميثاق الجامعة العربية بما يحقق المصلحة العربية العليا، على أن يكون نظام التصويت على القرارات بالأغلبية وليس بالإجماع، الذي تسبب في تعطيل تنفيذ قرارات الجامعة منذ سنة 1948 إلى اليوم، وتمت به مصادرة مستقبل الأمة العربية وما تتطلع إليه الشعوب العربية من تقدم وتطور وحماية للأمن القومي العربي.
وتحقيق التعاون المشترك في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والعسكرية وتنفيذ اتفاقية الدفاع العربي المشترك لتفادي العدوان على الدول العربية كما حدث ويحدث في العراق وسوريا واليمن وليبيا والصومال؛ حيث تقطعت أواصر الأخوة العربية فاتحين المجال للثعالب والبغال لاجتياح الوطن العربي ونهب ثرواته وتدمير حضارته وتشريد أبنائه وتسخيرهم لخدمة أعداء الأمة العربية.
(ج) تشكيل لجنة حكماء مكونة من ثلاثة رؤساء دولٍ عربية تغطي جغرافية الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، أحد الأعضاء من المغرب العربي: (الجزائر، موريتانيا، المغرب، تونس، وليبيا).
والعضو الثاني يغطي المشرق العربي (سوريا لبنان، مصر، السودان، والأردن).
والعضو الثالث يغطي الخليج (السعودية، الكويت، قطر، البحرين، الإمارات، عمان، واليمن).
وتكون مهمة لجنة الحكماء التواصل المباشر مع قادة الدول العربية الذين حدث بينهم سوء تفاهم وخلاف، ثم اللقاء بأطراف النزاع لوأد الضرر وما ينتج عنه من تصعيد يصعب حله.
ومبادرة لجنة الحكماء تستطيع تقديم الحلول العادلة للإصلاح بين الإخوة تيمنًا بقول الله تعالى: «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ» (الحجرات: 10).