الرئيسيةساحة الفكرمقالات الشرفاء الحمادي

المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي يكتب.. الخطاب الديني يكتظ بمفاهيم بالية عجزت العقول عن التحرر منها

الكاتب مفكر عربي إماراتي.. خاص منصة العرب الرقمية

علماء الدين

إنّنا نَرَى في عصرِنا هذا كلَّ مَنْ يُسمَّوْنَ بِعلماءِ الدّينِ ومن أطلقوا عليهم شيوخ الإسلام وضعوا لأنفسهم مكانةً خاصةً في المجتمعات الإسلامية وتحوَّلوا إلى مايشبه الكهنة.

سدا منيعا

وأمسكوا بزمام رسالة الإسلام بأيديهم ووقفوا سدا منيعا أمام كلَّ مَن يحاول مخلصًا تصحيح المفاهيم الدينية وتقويم المصطلحات التي تناقلتها الزعامات الدينية على مدى أربعة عشر قرنًا.

 روايات مستحدثة

حيث يرون التدبّر في كتاب الله تجاوزًا على مكانتهم وتعديًا على مكانتهم ومعتقداتهم التي تعلَّموها وحفظوها على مرِّ السنين من روايات مستحدثة وإسرائيليات محبطة، لا تتفق مع العقل والمنطق وتصطدم مع الآيات الكريمة.

لا يتدبّرون القرآن

لماذا لا يتدبّرون القرآن ويتعرفون على مقاصد الآيات لخير الإنسان ولا يجتهدون في استنباطِ تَشريعاتٍ مِنْ آيات اللهِ لِخلقِهِ وهم يعلمون أنَّ التفكّر والتدبّر في القرآن فريضة إلهية على كلّ مسلم أن يستخدم عقلَه وفكرَه حتى يتبيّن له الحق من الباطل ولا يصبح إمّعةً يؤمن بما يُعرضُ عليه من مفاهيمَ باليةٍ أكل الدهر عليها وشرب.

مفاهيم بالية

لقد آمن الناسٌ بتلك المفاهيم البالية في عصور غارقة في الجهل والأمية حين اعتمدوا على ما جَاءَهُم مِن اجتهاداتٍ وفلسفات ومَفَاهيمَ مَضَتْ عليها القرونُ، تتعارض مع حَركة التطَور الإنسانيِ، فالناسُ ليسوا مُلزمين بها بإتباع آراءِ ومفاهيمَ ضلتْ الطريقَ وأضلت منَ اتّبعها.

إتباع الأقدمين

إنّ عقيدتَهم في إتباع الأقدمين ألجمت عقولَهم وأسَرتْ تفكيرهم من التدبر في كتاب الله الكريم، فانعزلوا عن الواقع الذي يعيشون، ولا سبيل لهمُ للتكيف مع متطلبات عصرهم وعقيدتهم.

عجزت العقول عن التحرر

عجزت عقولهم التحرر من الماضي وترسباته للتدبر فى القرآن وآياته   فكلما دعوناهم إلى التفكر في آيات الله ومقاصدها لخير الإنسان وصلاحه فكانت إجابتهم كما وصفهم الله سبحانه في الآيات التالية: (بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ(الزَخَرف:22) وقال تعالى (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا ألْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ(البقرة:170).

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

************

تعريف بالكاتب

شعل المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي ،منصب المدير الأسبق لديوان الرئاسة بدولة الإمارات العربية، ورئيس مؤسسة رسالة السلام العالمية، الكاتب لديه رؤية ومشروع استراتيجي لإعادة بناء النظام العربي في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، وينفذ مشروع عربي لنشر الفكر التنويري العقلاني وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام التي أدت إلى انتشار التطرف والإرهاب والعنف الذي يُمَارَس باِسم الدين،وقدم الكاتب للمكتبة العربية عدداً من المؤلفات التي تدور في معظمها حول أزمة الخطاب الديني وانعكاسه على الواقع العربي.

 

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى