الرئيسيةساحة الفكرمقالات الشرفاء الحمادي

مساحة تنويرية للشرفاء الحمادي.. (الإسلام له وجه واحد وخطاب واحد فيه الرحمة وما عداه شر وتطرف)

مساحة تنويرية نلقي فيها الضوء على قضية مجتمعية مهمة من واقع أطروحات المفكر العربي الكبير الأستاذ علي الشرفاء الحمادي، كل خميس، حصريا في منصة مركز العرب

الملخص

يطرح المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي في حلقة اليوم من مساحة تنويرية، قضية شائكة غاية في الأهمية، طرحت في العقود الماضية، وهي تجديد الخطاب الديني، وبدأ الكاتب طرحه بسؤال استفهامي تعجبي حيث قال: أي دين المطلوب تجديده؟!، ليؤكد أن الدين الإسلامي له وجه واحد، وهو الوجه الذي نزل من السماء على قلب رسول الله، ومحفوظ في القرآن الكريم، النص المقدس الذي يضم كل أفعال الخير والرحمة، وصالح لكل زمان ومكان، وفيه السعادة والخير والبركة للبشرية، وخطاب آخر منحرف، فيه التطرف والعنف والإرهاب والفرقة والتحزب، قسم المسلمين إلى فرق، وأشعل الصراعات بينهم.

ويشير المفكر العربي إلى دعوة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي التي طالب فيها بإعادة النظر فيما يجري على الساحة العربية والدولية من جرائم ضد الإنسانية والضمير باسم الإسلام، وهنا يؤكد الكاتب على أن الخطاب المتطرف لا يمثل الإسلام، ولم يأت من عند الله، ولم يقره الرسول، بل إن الرسول اشتكى قومه هجر القرآن، فوصلنا إلى ما نحن فيه، ولذلك يجب علينا العودة إلى المسار الصحيح للدين من خلال الخطاب الإلهي، هذا ملخص الطرح، وإلى التفاصيل التي كتبها صاحب المساحة التنويرية.

مصادر متعددة ودوائر مختلفة

لقد تعددت المصادر والدوائر المختلفة، وعلى رأسهم سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي طالب بإعادة النظر فيما يجري على الساحة العربية والدولية من جرائم ضد الإنسانية والضمير باسم الإسلام، حين نادى عام 2013 جميع المختصين والمفكرين بدءًا من الأزهر وغيره من المؤسسات الدينية والعلمية ودعاهم للتدبر فيما يحدث من قتل وتدمير في العالم العربي، وما يصاحبه من تشويه مقصود لدين الإسلام، دين الرحمة والسلام، دين التعاون والتسامح والإحسان، دين العدالة والفضيلة والقيم النبيلة، ليطلب من الجميع البحث في المراجع الإسلامية وأهمها القرآن الكريم الذي أنزله الله على رسوله، واكتمل في حجة الوداع بقوله سبحانه (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) (المائدة 3).

خير وصلاح للإنسانية

فكان الخطاب الإلهي للناس أن يتبعوا ما أنزله الله على رسوله فقط، وأن يتدبروا فيما يتلوه عليهم من آياته، وما تدعو إليه من خير وصلاح للإنسانية في كل مكان، فكيف انقلبت الموازين من الرحمة إلى القسوة، ومن العدل إلى الظلم، ومن التسامح إلى البغضاء، ومن الوداعة إلى التوحش، ومن احترام حق الحياة إلى قتل الأبرياء، فأثارت تلك المواقف الشاذة ومن يمارسها سيادة الرئيس، حين وصل إلى يقين بأن ما يجري من إجرام لا يستقيم مع دعوة الله للناس بكل ما سبق من عظاته وتشريعاته، والتمسك بقيم القرآن وأخلاقياته، فنادى أيها الناس.

اغتيال الأبرياء

تعالوا لنتفكر وندرس ونبحث في كتاب الله، وعلاقته بما يجري من اغتيال الأبرياء، وقطع الطرق، والفساد في الأرض وتدمير المدن، وتشريد الناس يهيمون على وجوههم في الأرض حيارى لا يعلمون إلى أين يتجهون، وذلك من أجل الوصول إلى مكمن الداء، ومرجعيات الفكر المنحرف الذي تم توظيفه من قبل أعداء الإسلام لضرب المسلمين، وتشويه صورة الإسلام، ولم يجد صدى لدعوته، لأن السبب تراكم الروايات والعادات التي طغت على الآيات، وأصبح العقل مرتهنا لها، دون استطاعته التحرر من ظلمتها، والسعي نحو النور الإلهي، والتدبر في كتابه الكريم والعودة إلى الله، دون ولي أو شيخ، أو وسيط، أو كاهن، وحين يقر المسلمون بأن الله لم يرسل غير محمد بن عبدالله برسالته التي أوحى الله بها جِبْرِيل لرسوله، وأنه لم يبعث رسولا بعد محمد عليه السلام، وتكون كلمات الله هي المرجع الوحيد لرسالة الإسلام، نكون عندئذ بدأنا الخطوة الأولى نحو النور، وتحرير الفكر من الأسر لدى من سبق من الأموات، الذين قال فيهم سبحانه (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (البقرة 134).

حق الحياة للناس جميعًا

توجيه واضح بأن يعتمد كل جيل على فكر أبناء عصره، وليستنبطوا من منبع الرحمة والنور والعدل كتاب الله المبين بتصحيح مسار الإنسانية نحو الخير والمحبة والسلام والحرية والعدل والتكافل والحفاظ على حق الحياة للناس جميعًا، دون ظلم، أو قهر أو عدوان، ومن أجل تصحيح المصطلح تجديد الخطاب الديني، ليتفق مع مقاصد النداء الذي وجهه الرئيس ليكون تصويب فهم الخطاب الإسلامي، لأنه مصطلح ديني يشمل كل الأديان السماوية، بما فيها من عقائد قوم آخرين، فتحديد المصطلح ليتفق مع المقصد أمر ضروري، لتجنب الالتباس بأن ما يعنيه سيادته هو الدين الإسلامي الذي تم تشويه فهمه، والإساءة إلى دعوته والطعن في مقاصده العظيمة لخير الإنسانية جمعاء، ومن يتأخر عن الاستجابة لدعوته فقد ظلم نفسه، وتهاون في قضية مقدسة ترفع الظلم عن رسالة الإسلام، ويكون من الذين وصفهم الله سبحانه بقوله (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا) (النساء 61).

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى