السودان في أسبوع.. قتلى الحرب يتخطون 150 ألف والجيش يستعيد مدينة سنجة
نشرة إخبارية تهتم بأحداث السودان.. تنشر الإثنين من كل أسبوع
تعج الساحة السودانية بالأخبار والتفاعلات السياسية، خصوصا بعد اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع وفشل الاتفاق بين المكونات السياسية والعسكرية لاستكمال المرحلة الانتقالية لم يكتمل حتى الان، في ظل تطلعات رسمية وسياسية لإنهاء المرحلة الانتقالية واختيار حكومة منتخبة للبلاد.
- اقرأ أيضا: السودان في أسبوع.. مطالب دولية بوقف الحرب.. وتحذيرات من خطورة انهيار البنية التحتية في البلاد
مجموعة دولية: السودان نحو “سقوط حر” وقتلى الحرب 150 ألفا
وصفت لجنة الإنقاذ الدولية ما يجري في السودان بـ”السقوط الحر”، وحذرت من أن الأزمة الإنسانية في البلاد ستتفاقم أكثر ما لم يتخذ المجتمع الدولي إجراءات حازمة لمعالجة الوضع الذي مزقته الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وأشارت اللجنة في تقرير أصدرته في نيويورك، أمس الثلاثاء، إلى أن تقديرات ضحايا الحرب في السودان تصل إلى 150 ألف شخص، أي أعلى بكثير من التقديرات المعلنة والتي تتحدث عن 15 ألف قتيل.
وقالت اللجنة “بدون تحول في النهج الدولي من الجمود إلى العمل، فإن السودان يواجه خطر التمزق بسبب الصراع، مع ما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة على ملايين المدنيين والأمن الإقليمي”.
وأضاف أن السودان يواجه بالفعل أزمتين مزدوجتين تتمثلان في أكبر عدد من النازحين داخليا في العالم، حيث فر 12 مليون شخص من بيوتهم منذ بدء الاشتباكات، منهم 10 ملايين داخل السودان ومليونان إلى بلدان مجاورة. كما أن 25 مليون شخص من سكان البلاد البالغ عددهم نحو 42 مليون نسمة في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية والحماية، في حين يواجه 18 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الحاد في ظل نقص في الغذاء والمياه والدواء والوقود.
وألقت اللجنة باللوم على جنرالات الجيش السوداني والقوى الإقليمية والمجتمع الدولي في “خذلان شعب السودان، مما أدى إلى كارثة إنسانية متفاقمة”.
ودعت اللجنة إلى دفع دولي أكبر نحو تعزيز السلام في السودان وإعادة ضبط الاستجابة الإنسانية بشكل عام.
وأضافت: “من المتوقع أن يموت أكثر من 222 ألف طفل جوعا في الأشهر المقبلة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات سريعة”.
وفي سياق متصل، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” إن السودان يواصل الانزلاق نحو الفوضى مع تفاقم الأزمة الإنسانية.
واوضح “حياة 800 ألف شخص، من النساء والأطفال والرجال والمسنين والأشخاص ذوي الإعاقة، معلقة على المحك مع استمرار القصف في المناطق المكتظة بالسكان، مما يتسبب في أضرار واسعة النطاق وطويلة الأمد للمدنيين”.
الجيش السوداني يعلن استعادة سيطرته على مدينة سنجة بولاية سنار
قال الجيش السوداني إنه استعاد مواقعه في مدينة سنجة بولاية سنار بعد أن كانت قوات الدعم السريع أعلنت أنها سيطرت السبت على عاصمة ولاية رئيسية في جنوب شرق البلاد، ما دفع بالآلاف إلى الفرار بحسب ما أفاد شهود.
وأعلنت قوات الدعم السريع التي تحارب الجيش النظامي السوداني منذ أكثر من عام على منصة إكس أن قواتها سيطرت على الفرقة 17 مشاة التابعة للجيش في مدينة سنجة بولاية سنار.
وأكد سكان لوكالة فرانس برس أن “قوات الدعم السريع انتشرت في شوارع سنجة”، فيما أفاد شهود عيان بأن طائرات تابعة للجيش تحلق في سماء المدينة إضافة إلى سماع إطلاق نيران مضادات أرضية.
قبل ذلك وصل رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش عبد الفتاح البرهان إلى الخطوط الأمامية في الولاية ذاتِها. ونشر المجلس صورا للبرهان مع الجنود في الولاية التي تشهد اشتباكات متقطعة بين الجيش والدعم السريع.
وفي وقت سابق السبت، تحدث شهود آخرون عن اشتباكات تدور في الشوارع و”حالة من الهلع بين المواطنين الذين يحاولون الفرار”.
ويشهد السودان منذ 15 نيسان/ابريل العام الماضي حربا دامية بين القوات المسلحة النظامية بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أعقبتها أزمة إنسانية عميقة.
وهذا الاختراق الأخير لقوات الدعم السريع يعني أنها ستشدد الخناق على بورتسودان الواقعة على البحر الأحمر، حيث يتمركز الآن الجيش والمؤسسات الحكومية ووكالات الأمم المتحدة.
وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد ومنطقة غرب دارفور الشاسعة إضافة إلى جزء كبير من كردفان إلى الجنوب. وتؤوي ولاية سنار أكثر من مليون نازح سوداني، وهي تربط وسط السودان بجنوب شرقه الذي يسيطر عليه الجيش.
وأظهرت منشورات على وسائل التواصل آلاف الأشخاص وهم يفرون بالسيارات وسيرا على الأقدام، بينما قال شهود لوكالة فرانس برس إن “آلاف الأشخاص لجأوا إلى الضفة الشرقية لنهر النيل الأزرق” شرق سنجة.
وتحاصر قوات الدعم السريع أيضا مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.
ونقلت الأمم المتحدة عن تقرير الخميس أن قرابة 26 مليون شخص في السودان يواجهون مستويات عالية من “انعدام الأمن الغذائي الحاد”.
مديرو وكالات تابعة للأمم المتحدة يؤكدون أن السودان يواجه كارثة جوع غير مسبوقة
تُظهِر توقعات جديدة مثيرة للقلق بخصوص الأمن الغذائي في السودان نُشرت اليوم أن السودان يواجه كارثة مجاعة مدمرة لم يسبق لها مثيل منذ أزمة دارفور مطلع العقد الأول من القرن الحالي، وذلك بحسب تحذيرات أطلقها مديرو ثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة.
فقد حذرت ثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة وهي منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي من التدهور السريع في أوضاع الشعب السوداني، وخصوصاً الأطفال، مع انهيار الأمن الغذائي جراء الحرب التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من عام. وقد عمدت الوكالات المذكورة بشكل جماعي إلى حشد مساعدات إنسانية واسعة النطاق داخل السودان وفي البلدان المجاورة التي لجأ إليها أكثر من مليوني نسمة بحثاً عن الأمان.
وهناك ضرورة ملحة لوقف فوري لإطلاق النار وتجديد الجهود الدولية – الدبلوماسية والتمويلية – وكذلك إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق وبشكل مستدام، لتمكين توسيع نطاق أعمال الإغاثة الإنسانية والسماح للوكالات بإنجاز عملها بالسرعة المطلوبة.
ووفقاً لأحدث بيانات التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، أسفر التدهور السريع في الأمن الغذائي في السودان عن وصول 755,000 شخص إلى أوضاع كارثية (المرحلة 5 في التصنيف) حيث يلوح خطر المجاعة في 14 منطقة. وتوجد أسوأ الظروف في المناطق الأشد تضرراً من القتال والتي يتجمع فيها النازحون جراء المعارك. ويكابد قرابة 25.6 مليون شخص مستويات عالية من الجوع الحاد (المرحلة 3+ من التصنيف). وهذا يعني بالنسبة لنصف سكان السودان المتضررين من الحرب، أن عليهم الكفاح كل يوم لإطعام أنفسهم وأسرهم.
هذه هي المرة الأولى، منذ إنشاء التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي في عام 2004، التي يتم فيها تأكيد وصول السودان إلى الأوضاع الكارثية (المرحلة 5 من التصنيف). وعلى عكس أزمة دارفور قبل عشرين سنة، فإن الأزمة الحالية تشمل السودان بأكمله، حيث وصلت مستويات الجوع الكارثية حتى إلى العاصمة الخرطوم وإلى ولاية الجزيرة التي كانت سلة غذاء السودان ذات يوم.
تُظهر هذه البيانات الجديدة أيضاً تدهوراً صارخاً لأوضاع سكان السودان مقارنة بآخر التوقعات (ديسمبر 2023)، حيث بينت أن 17.7 مليون شخص يواجهون الجوع الحاد (المرحلة +3 من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي). وبين هؤلاء قرابة خمسة ملايين شخص وصلوا مستوى الطوارئ من الجوع (المرحلة الرابعة). ويُتوقع اليوم أن يصل 8.5 مليون شخص إلى مستويات المرحلة الرابعة.
يقول شو دونيو، المدير العام للفاو: “كشف التحليل الجديد للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي عن تدهور عميق وسريع في أوضاع الأمن الغذائي في السودان حيث تتعرض حياة الملايين من الناس للخطر. نحن نقوم الآن بإيصال البذار الضروري جداً لموسم الزراعة الرئيسي. فالوقت يمر بسرعة بالنسبة للمزارعين السودانيين. وتحتاج منظمة الأغذية والزراعة بشكل عاجل إلى 60 مليون دولار أمريكي لتغطية الأجزاء غير الممولة من خطة الوقاية من المجاعة لضمان قدرة السكان – وخصوصاً في المناطق التي يتعذر الوصول إليها – على إنتاج الغذاء محلياً وتجنب نقص الغذاء في الأشهر الستة المقبلة. علينا العمل بشكل جماعي، وعلى نطاق واسع، ودون معيقات من أجل إيصال المساعدات إلى ملايين الأشخاص الذين باتت حياتهم على المحك”.
وتقول سيندي ماكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي: “يعمل فريق برنامج الأغذية العالمي في السودان ليل نهار وفي ظروف شديدة الخطورة لتقديم المساعدات المنقذة للحياة، لكن هذه الإحصاءات تؤكد أن الوقت اللازم لمنع المجاعة ينفد بسرعة. فمقابل كل شخص أوصلنا له المساعدة هذه السنة، هناك ثمانية آخرون بحاجة ماسة إلى المساعدة. نحن بحاجة ملحة لتوسيع نطاق إيصال المساعدات الإنسانية وزيادة تمويلها حتى نتمكن من توسيع عملياتنا الإغاثية، ووقف انزلاق السودان نحو كارثة إنسانية تهدد بزعزعة استقرار المنطقة بأكملها”.
وقالت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسف: “توضح البيانات الأخيرة الأثر المدمّر الذي يخلفه الصراع في السودان على أطفاله. فالجوع وسوء التغذية ينتشران بمعدلات مخيفة، وبدون تضافر دولي في العمل والتمويل، هناك خطر حقيقي بأن يخرج الوضع عن السيطرة. لا وقت لنضيّعه. فأي تأخير في إيصال المساعدات بلا قيود إلى السكان المعرضين للخطر سيعني خسارة في أرواح الأطفال”.
تقود منظمة الأغذية والزراعة واليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي جهود الوقاية من المجاعة في قطاعات متعددة والتي تصل إلى سكان جميع مناطق السودان
لقد نجح برنامج الأغذية العالمي حتى الآن هذا العام في إيصال مساعدات إلى أكثر من ثلاثة ملايين شخص نازح ومعرض للخطر في السودان، ويعمل على زيادة المساعدات لإيصالها إلى خمسة ملايين شخص آخر بحلول نهاية العام. ويبذل البرنامج جهوداً عاجلة لتوسيع نطاق إيصال المساعدات وفتح ممرات إنسانية جديدة – من البلدان المجاورة وعبر جبهات القتال. وسلم البرنامج هذا العام مواد غذائية وتغذوية لنحو نصف مليون شخص في إقليم دارفور بواسطة قوافل تعبر من تشاد – ومن المقرر إرسال مزيد من هذه القوافل لنحو 250 ألف شخص في الأسابيع المقبلة. ويقوم برنامج الأغذية العالمي أيضاً بتخزين المساعدات عند المعابر الرئيسية وطرق الإمداد قبيل بدء موسم الأمطار الذي يجعل الكثير من الطرق غير سالكة في دارفور ومناطق أخرى عديدة في السودان.
بعد إيصال اللقاحات وبذار المحاصيل الشتوية إلى 3.8 مليون شخص في النصف الأول من العام، تستعد منظمة الأغذية والزراعة الآن لدعم أكثر من 1.8 مليون أسرة سودانية تعمل في الزراعة والرعي، أي نحو تسعة ملايين شخص، لاستئناف أنشطة كسب العيش وإنتاج الغذاء محلياً. وقامت المنظمة بشراء قرابة 8000 طن من البذار (لزراعة الذرة البيضاء والدخن) وستوزعها على أكثر من 870,000 أسرة زراعية في مختلف مناطق السودان، بما فيها دارفور وكردفان، حيث بلغ انعدام الأمن الغذائي مستويات كارثية. وتظهر تجربة المنظمة أن المزارعين يستطيعون إنتاج الغذاء، حتى في ظروف النزاع، إذا تمكنوا من الوصول إلى الأراضي والحصول على المواد الأولية.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب