الرئيسيةنوافذ الفكر

إخراج الزكاة وفق منهج الله يحقق الأمن الاجتماعي (قطوف من كتاب الزكاة) (الحلقة السادسة)

حلقات يكتبها (محمد فتحي الشريف) حول كتاب (الزكاة) للمفكر (علي الشرفاء الحمادي)

الملخص

إذا أُخرجت الزكاة بشكل صحيح وفق منهج الله عز وجل، عالجت الفقر وسدت الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وجعلت المجتمع في أمان واستقرار في كل الجوانب، واختفى الفقر والعوز والمرض من بين المجتمعات الإسلامية وتحقق الاستقرار بشكل حقيقي، هذا ما تحدث به المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي في كتاب (الزكاة) في باب (الزكاة صمام أمان الأوطان).. فإلى شرح وتحليل ما جاء في تلك الجزئية.

التفاصيل

 

الزكاة شراكة لسد الفجوة

قال الشرفاء الحمادي في كتاب (الزكاة) صدقة وقرص حسن في باب (الزكاة صمام أمان الأوطان): (إن الزكاة شراكة بين الفقير والغني للحفاظ على الأوطان ونسبة 2.5% غير صحيحة، ذلك أن الزكاة ليست قضية معايير ونسب مالية أو كميات عينية، وإنما الزكاة جعلها الله فرضا على كل مسلم لتحقيق الأمن الاجتماعي والاكتفاء الذاتي داخل المجتمعات لسد الفجوة بين الفقراء والأغنياء، حيث يترتب على ذلك قيام مجتمع مسالم لا جائع فيه ولا سائل، ولا مريض لا يجد الدواء.

الهدف الحقيقي للزكاة

لقد وضع الكاتب استراتيجية حقيقية لتوضيح المفهوم والمراد الحقيقي من الزكاة، والذي يكمن في كونها شراكة بين الغني والفقير، تلك الشراكة هدفها خلق مناج اجتماعي يتحقق فيه التكافل وتسود أركانه المودة والمحبة.

وهذا الأمر لن يتحقق دون إعادة النظر في نسبة الزكاة التي تطبق في الإسلام حاليا وهي (2.5) %، فهي نسبة غير صحيحة ولا تتفق مع منهج الله عز وجل.

الزكاة والأمن المجتمعي

ثم يتطرق الكاتب إلى قضية جوهرية وهي المقصد من الزكاة، فالزكاة ليست معايير ونسبا مالية أو كميات عينية، وإنما الزكاة جعلها الله فرضا على كل مسلم لتحقيق الأمن الاجتماعي، أي أن الأمن الاجتماعي مرتبط ارتباطا وثيقا بالزكاة حتى يسد حاجة الفقراء ويسود التكاتف في المجتمع ويختفي الحقد والكراهية بين الناس ويتحقق الأمن الاجتماعي وهو الذي يخلق استقرارا مجتمعيا حقيقيا.

الزكاة والاكتفاء الذاتي

وبعد ذلك وضح المفكر العربي أهم الجوانب التي يجب النظر إليها والعمل عليها في قضية إخراج الزكاة بشكل صحيح يحقق التوازن المجتمعي، وهو تحقيق الاكتفاء الذاتي للأفراد داخل المجتمع، فالقضاء على العوز والفقر مقصد مهم وأساسي من مقاصد الزكاة في الإسلام، كما أن سد الفجوة بين الفقراء والأغنياء أحد أركان استقرار المجتمع، حيث يكون المجتمع حسب وصفه مجتمعا مسالما لا جائع فيه ولا سائل، ولا مريض لا يجد الدواء، وتلك هي قمة الاستقرار المجتمعي والسلام الذي يحققه إخراج الزكاة بشكل صحيح.

النسبة الصحيحة للزكاة

وفي الشق الثاني من أطر المعالجة الصحيحة التي وضعها المفكر في هذا الباب هو الجانب الصحيح لنسبة الزكاة التي تتوافق مع كتاب الله عز وجل حيث قال الكاتب نصا: (تأتي الزكاة لتزكية مال الغني المقتدر وتطهيره، فيبارك الله له فيه، ويضاعف ما نفق من صافي أرباحه ومكاسبه حسب النسبة المقررة في التشريع الإلهي وهي 20 % تماشيا مع قول الله تعالى: ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (الأنفال 41).

الزكاة والصدقة

وبعد أن وضح الكاتب النسبة الصحيحة التي تتوافق مع كتاب الله، عز وجل، كما وضحتها الآية السابقة يختم الكاتب تلك الجزئية حول النسبة الخاصة بالزكاة التي جاءت في التشريع الإلهي ويقول: (تلك هي النسبة التي قررها التشريع الإلهي، يتم استقطاعها وإنفاقها لصالح الزكاة| الصدقة، تمشيا مع قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) (البقرة 267).

الزكاة واستقرار المجتمع

وفي ختام الحلقة السادسة التي وضح فيها المفكر العربي في كتاب الزكاة وفي هذا الفصل النسبة الصحيحة للزكاة وفق كتاب الله، عز وجل، ومنهج الإسلام الصحيح التي تهدف إلى استقرار مجتمعي يظهر فيه التكافل الصحيح، ونستكمل في الحلقة المقبلة إن شاء الله تعالى.

 

 

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى