الرئيسيةنوافذ الفكر

الرسول قدوتنا في الأعمال والأفعال والسلوك.. تأملات في كتاب (رسالة الإسلام) للشرفاء الحمادي (الحلقة السادسة)

حلقات أسبوعية يكتبها محمد فتحي الشريف

المخلص

في حلقة اليوم نواصل الحديث عن بعض الأطروحات والرؤى التي قدمها المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي في كتاب (رسالة الإسلام) رحمة وعدل وحرية وسلام، إذ تحدثنا في الحلقات السابقة عن القرآن والسنة، ووضحنا كيف أصبح الرسول صلى الله عليه وسلم قرآنا يمشي بين الناس، يحمل كتاب الله ويعلمهم ما فيه.

الرسول قدوتنا في الأعمال

أخلاقيات الرسول

واليوم نستكمل ما جاء في هذا الباب من طرح ملخص نفصلها في السطور التالية، إذ يقول الشرفاء الحمادي، في باب (القرآن والسنة): (لقد أصبح الحديث حديث الله وقوله، والعمل والسلوك هما أخلاقيات الرسول عليه الصلاة والسلام، فلا قول يتجاوز ما قاله الله سبحانه، وتلك الأخلاقيات هي سنته والسنة عمل وليست أقوالا كما قال تعالى لما أخبرنا عن الأحداث التاريخية وما مرت به أقوام مضت في صراع وعذاب، فتلك أعمال وأفعال، وليست أقوالا حين جاء أمر الله فعاقبهم، حيث يقول سبحانه وتعالى (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا) (الأحزاب 62).

السنة أفعال وأعمال

إن مجمل القول السابق الذي تحدث به الشرفاء الحمادي في هذا الطرح يجعلنا نؤكد على أمر مهم للغاية، وهو أن جوهر السنة الشريفة يكمن في الأعمال والأفعال الصادرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم التي يجب أن نطبقها بشكل صحيح وواضح، بعيدا عن الأقوال غير المطابقة لصحيح الدين، وخاصة التي تهدم كل ركائز الرحمة والسلام والمغفرة، فالسنة الحقيقية هي اتباع ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم، وهنا يقول الكاتب (السنة عمل وليست قولا)، واستشهد الشرفاء بقول الله تعالى (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا) .

الرسول قدوتنا

إذاً فالسنة أفعال وليست أقوالا، لذلك قال سبحانه وتعالى (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) (الأحزاب 21).

اقتفاء أثر الرسول

ويشير الكاتب إلى أمر جوهري مهم، وهو في الأسوة التي يجب علينا أن نسير على دربها ونمضي في طريقها فقط، فيقول: “الأسوة هي القدوة، ولم تكن القدوة بالأقوال على الإطلاق، ولكن القدوة بالأعمال والأفعال والسلوك، ويريد الله للمؤمنين أن يقتفوا أثر الرسول صلى الله عليه وسلم ويعملوا عمله وأسلوب عبادته ومعاملته مع الناس جميعا، بالرحمة والعدل والخلق الكريم والإحسان والتسامح والدفع بالتي هي أحسن، فهناك كثير من الصفات النبيلة التي كان يترجمها الرسول صلى الله عليه وسلم على أرض الواقع سلوكا وتعاملا، أما القول فقد قال تعالى فيه “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ” (الأنبياء 107)”.

اتباع المنهج الصحيح

فتلك كانت سنته وأفعاله وسلوكه ومعاملاته وعدله وإقامته للشعائر في عبادته لما يرضي الله متبعا آياته ومتمسكا بكتابه وتطبيقا لقوله سبحانه وتعالى (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (الزخرف 43/ 44).

أخلاق الرسول منهج واضح

في ختام حلقة اليوم لابد وأن نؤكد على أمر مهم للغاية وهو اتباع أفعال وأعمال الرسول هو السنة الصحيحة التي تطابق المنهج الإلهي الصحيح، بعيدا عن الأقوال التي تخالف ما جاء في كتاب الله عز وجل وتهدم قيم الإسلام السمحة التي كانت واضحة في سلوك رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، لذلك علينا أن نتبع ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم فهو الأسوة الحسنة والقدوة الصالحة.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى