هاني الجمل يكتب استقالة جواد ظريف .. والرد الإيراني المنتظر
“سئمنا من كوننا فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم .. يجب أن نساعدهم ولكن لا نقاتل نيابة عنهم “!
قد تكون هذه الكلمات التي قالها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من منصبه كنائب لرئيس الجمهورية الإسلامية للشؤون الاستراتيجية في تسجيل فيديو قديم له مسرب أحد أهم الأسباب التي دفعت ظريف لهذه الاستقالة المبكرة وحتي وإن ما تم الإعلان عنه باعتراضه علي تشكيل حكومة الرئيس الإيراني الاولي ” بزشيكان” و التي ضمت ثمانية وزراء محسوبين على التيار المتشدد في إيران إلا أن خروج محمد جواد ظريف من المشهد السياسي في إيران بعد 11 يوماً فقط من تعيينه نائبا للرئيس أظهر مدى عمق الخلافات بين المحافظين والإصلاحيين ليس فقط في الاعتراض علي الحكومة الجديدة ولكن وضع إيران في موقف محرج فى ظل تعتلي الأصوات في الداخل الايراني والخارج عبر أزرع المقاومة بالرد القاسي علي اغتيال السيد إسماعيل هنية في حضن طهران فشعور الإحباط لدى ظريف وصل مستويات كبيرة ظهر ذلك في مذكراته التي دعا فيها “أولئك المعارضين للانشغال بأنفسهم.
اقرأ أيضا: هاني الجمل يكتب استقالة جواد ظريف .. والرد الإيراني المنتظر
وتركه يعمل لتحرير الإيرانيين من العقوبات الأميركية الظالمة” فقد كان رفع شعارات من قبل أنصار المحافظين ضد وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف الذي يلعب دوراً محورياً في تشكيل الحكومة الإيرانية الجديدة له أثر واسع في المبادرة بتقديم استقالته معبرا عن استيائه من تشكيل الحكومة الايرانية الجديدة والتي قدمها الرئيس الايراني ” بزشيكان ” لقيادة البلاد في فترة دقيقة من تاريخ إيران كونها تأتي في ظل الاختراق الأمني الكبير الذي نال من سمعة إيران علي المستوى الإقليمي والدولي وكان وقعهما مرا علي دولة تتهيأ أن تعتلي الوضع الإقليمي ودق باب عضوية النادى النووي ومقارعة الكبار في هذا المضمار وهذا ما يضر بدولة إيران التي تستعد لرد قوى وحاسم علي اغتيال السيد اسماعيل هنية علي أرضها صبيحة تنصيب الرئيس الإصلاحي ” بزشيكان” مقاليد الحكم في إيران خلفًا لإبراهيم رئيسى
فهل حُسم الأمر بقرار حتمية الرد الايراني علي إسرائيل ؟
يترقب العالم الرد الايراني الحاسم علي “تل ابيب ” بل هناك خطوات استباقية اتخذتها الولايات المتحدة الاميركية وحلفائها في أوروبا بدعم إسرائيل ومواجهة إيران في حال تحركها عسكريا ضد إسرائيل وهو مايزيد الضغوط علي إيران فالعالم يعلم أن إيران بحاجة لرد جدي ومؤثر مزلزل يتناسب مع ما جرى على أرضها من مساس بسيادتها واغتيال ضيفها وكسر هيبتها الأمنية في المنطقة وإلا سيكون الهدف القادم من أمريكا و إسرائيل هو استهداف المفاعل النووي الإيراني والقضاء على حلم إمتلاك سلاحًا نوويًا تميل معه القوى لصالح إيران وتوسيع نفوذها من مضيق هرمز إلي مضيق باب المندب وساحل الخليج العربي وجنوب البحر الأحمر والعبور إلي شرق أفريقيا
فترة “وعرة” لبزشكيان .. فهل رسب في أول اختبار له ؟
ام تمض فترة طويلة فبعد أقل من شهر ونصف من فوزه بالانتخابات الرئاسية في إيران تبدو مؤشرات الخلاف بين الرئيس “مسعود بزشيكان”وحلفائه من الإصلاحيين والمعتدلين أكثر وضوحا وحدة فهناك خلافات خرجت إلى العلن مع تقديم بزشكيان لتشكيلة حكومته والتي ضمت عددا من السياسيين المحسوبين على التيار المحافظ بشكل دفع ظريف لإعلان استقالته من منصبه، معربا عن شعوره بالخجل لعدم تمثيل النساء والشباب والاقليات بالحكومة كما انتقدت رئيسة جبهة الاصلاح ” آذر منصوري” حكومة بزشكيان المقترحة معتبرة أن أكثر من 80 بالمئة من سلطة البلاد ستكون في أيدي الفروع الأخرى للسلطة على حد وصفها فيما اعتبرت أصوات إصلاحية أخرى أن بزشكيان رسب في أول اختبار له كرئيس.
وتأتي تلك الانتقادات بعد أن قدم رئيس البرلمان الإيراني ” محمد باقر قاليباف ” قائمة الوزراء المقترحة من قبل بزشيكان ومن بينهم نحو 8 وزراء من بين 19 حقيبة وزارية لسياسيين ينتمون للتيار المحافظ فيما ضمت الحكومة المقترحة امرأة واحدة فقط لوزارة الطرق. وعلي الرغم من أن بزشكيان كان قد قدم وعودا خلال حملته الانتخابية بتشكيل حكومة شابة ومتنوعة وشاملة إلا أن البعض يرى أن الرئيس الإصلاحي الذي مثل فوزه على مرشحي التيار المحافظ مفاجأة للكثيرين لن يكون قادرا على الخروج من محددات السياسة التي يضعها السيد خامنئي المرشد الأعلى
هل أسباب استقالة محمد جواد ظريف واقعية ؟
استقال محمد جواد ظريف نائب الرئيس الإيراني من منصبه ولكنه لم يخرج بصمت حيث أشار إلى “حملة تخوين” ومحاولات لعرقلة عمل حكومة الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان والضغط عليه من أجل تمرير اختيار نوعية الوزراء
وفي تغريدة على منصة ” إكس “قال ظريف: إنه لم يستقل من منصبه بسبب خلافات مع الرئيس بزشكيان بل بسبب شكوكه حول مدى فائدته في المنصب وأشار إلى أن بعض الأشخاص استخدموا منصبه كذريعة للضغط على الحكومة ولمّح أيضا إلى وجود حملة تخوين بحقه وأشار ظريف إلى تعرضه لضغوط وانتقادات بسبب امتلاك أولاده الجنسية الامريكية مشيرا إلى أنه وأسرته يقيمون في إيران ولا يمتلكون أي عقارات خارجها وأنه سيستمر في دعم بزشكيان وحكومته.
وفي رأى أن هذه الاستقالة جاءت بعد ضغوط واسعة مورست علي “جواد ظريف “بعد تصريحاته المسربة و التي خرجت في وقت غير مناسب لها وهو ما أشعل صيحات متابعي منصات التواصل الاجتماعي حول دعم إيران للقضية الفلسطينية وتعرية حقيقة استغلالها للقضية الفلسطينية من أجل تحقيق مكاسب سياسية واسعة لها في المنطقة بل والتذكير بمواقف وزير الخارجية السعودى “سعود الفيصل ” من إيران وموقفها الانتفاعي فقط من القضية الفلسطينية وخذلان إيران لازرع المقاومة في لبنان وسوريا واليمن والعراق وهو ما يؤثر بشكل سلبي علي معدلة الصراع بين إيران من جهة و إسرائيل و أمريكا من جهة أخرى ومن ثم فقدان هذا الزخم و أوراق الضغط التي تمكن إيران من تمرير حلمها في المد الشيعي بالمنطقة و دخولها النادى النووى من أوسع أبوابه
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب