الانتخابات الأمريكية علي الابواب “السيئ والأسوأ- الديموقراطي والجمهوري- ترامب وكامالا -الفيل والحمار “
إعداد/ محمود ناصر جويدة
مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية في الخامس من نوفمبر يبدو المشهد الأمريكي شديد الانقسام، شديد التوتر، بسبب التباين الكبير في برامج المرشحين الرئاسيين على معظم القضايا التي تشكل اهتمامات الناخب الأمريكي نتيجة الانتخابات الأمريكية هذا العام سيكون لها تبعات غير عادية على العالم وعلى الشرق الأوسط تحديدا .
كاميلا هاريس تمثل أجندة وسياسات واشنطن المعتادة والتقليدية، أما صعود ترامب سيعني تغير جذري في التعامل مع الملفات الساخنة من أوكرانيا إلى إيران إلى حرب إسـرائيل في فلسطين ولبنان وسوريا واليمن ولذا فإن متابعة نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية تهم العالم أجمع وليس فقط الناخب الأمريكي. هي بمعنى آخر انتخابات تنصيب رئيس العالم لأربع سنوات قادمة.
اقرأ أيضا: أمريكا وظفت مصطلح الإرهاب ضد العرب والمسلمين لصالح إسرائيل.. ومضات على الطريق
الصراع بين ترامب وهاريس يمثل تنافس بين حزبين متناقضين
هما الجمهوري والديموقراطي لهما رؤي وأوليات متباينة مختلفة حول القضايا السياسية الداخلية والخارجية لامريكا ترامب مرشح الجمهوريين يطمح لولاية ثانية لحكم العالم وكامالا هاريس نائبة بايدن مرشحة عن الديموقراطين تطمح لفترة رئاسية اولي لحكم العالم ايضا الصراع علي الحكم يعكس انقسام كبير في المجتمع الامريكي خاصة في ظل الاختلاف الكبير بين الحزبين في المواقف حول العديد من القضايا كالتفرقة بين البيض والسود وكذالك ملف الهجرة والسياسات تجاه اوكرانيا والشرق الاوسط
الملف الداخلي والاقليات
كامالا هاريس تتقدم في ولايات محورية وتراهن على الأقليات والمهاجرين خلافا لترامب تتقدم المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس على منافسها الجمهوري دونالد ترامب بفارق خمس نقاط في ولايتين حاسمتين في سباقهما المتسارع إلى البيت الأبيض، وفق استطلاعات الرأي الأخيرة وفيما يستمر ترامب بمهاجمة المهاجرين وتأليب الرأي العام ضدهم، تحاول هاريس على خلافه كسب ورقة الأقليات وضمان أصواتهم لزيادة حظوظها في السباق الرئاسي المحموم إلى البيت الأبيض تركز في حملتها علي تعزيز العدالة الاجتماعية وتحسين علاقاتها مع الاقليات سواء اللاتنية او العربية وغيرها من الاقليات وقد وعدت هاريس بتقديم المساعدات والدعم للفلسطينين وتهدئة الصراع في الشرق الاوسط
يركز ترامب على بناء قاعدة جماهيرية قوية داخل الطبقات المحافظة، لكنه يسعى أيضًا لاستمالة أصوات الجاليات اللاتينية والعربية المسلمة، مستخدمًا لغة تصالحية رغم مواقفه السابقة وعلى الرغم من أن اتهامات ترامب بالعنصرية، هي الدافع الرئيسي للأميركيين البيض للتصويت للديمقراطيين، إلا أنها لم تمتلك نفس التأثير على المصوتين السود واللاتينيين يبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وضع جيد جدا مع المصوتين من أصول أفريقية ولاتينية، على الرغم من الاتهامات العديدة التي طالته بتجاهل قضايا الأقليات خلال فترة رئاسته.
سياسات الشرق الاوسط
يمثل ترامب التيارالصعب حيث يركز ترامب علي تصعيد الامور وفي الفترة الرئاسية السابقة اتخذ ترامب مواقف صعبة وجريئة اهمها الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان المحتل واتخاذ خطوات جدية في نقل السفارة الي القدس وتمثل هاريس التيار التقليدي ذو السياسات التقليدية وتركز علي التحالفات الدبلوماسية وتهدئة الاوضاع دون الدحول في صراع مباشر وتدعم ايضا التوصل الي حلول دبلوماسية في النزاعات الدولية ولكنها يتفقان في الدعم اللا محدود للكيان الصهيوني واستخدام امريكا لحق الفيتو في مجلس الامن ضد وقف العدوان علي غزة
السياسة مع العالم واوربا
تختلف مواقف هاريس وترامب حول دور الولايات المتحدة العالمي؛ حيث تميل هاريس إلى تعزيز التحالفات التقليدية مع أوروبا والعمل مع المنظمات الدولية، بينما يسعى ترامب إلى سياسات انعزالية تخدم مصالح أمريكا أولًا، ويدفع نحو إعادة تشكيل التحالفات الاقتصادية والعسكرية.
الناخب الامريكي العربي والمسلم
بين سيئين يحاول كل منهم الي جذب صوته له في ظل حكم بايدن وهو ديموقراطي مستمرة الحرب علي غزة لمدة اكثر من ثلاثة عشر شهرا في ظل دعم كامل وتأييد مطلق من بايدن وحكومته من دعم عسكري وسياسي واستخدام حق النقض والاعتراض اكثر من مرة داخل مجلس الامن وايضا ترامب العنصري الذي صرح كثيرا بتصريحات عنصرية ضد الاقليات والعرب والمسلمين وله مواقف كثيرة ضد الشعب العربي من نقل سفارة وان القدس عاصمة اسرائيل وزيارات للمسجد الاقصي وحائط البراق و تُولي الحملات الانتخابية في الولايات المتحدة اهتمامًا متزايدًا بجذب الناخبين العرب والمسلمين، خاصةً في الولايات المتأرجحة ذات الكثافة السكانية العالية من الجاليات العربية والمسلمة، مثل ميشيغان وأوهايو ونيفادا. يمثل هؤلاء الناخبون شريحة مؤثرة قد تساهم في ترجيح الكفة لصالح أحد المرشحين، نظرًا لتأثير قضايا السياسة الداخلية والخارجية على اهتماماتهم و يرى البعض أن أصوات العرب والمسلمين قد تكون حاسمة في الولايات المتأرجحة، خاصة إذا استطاعت الحملات الانتخابية كسب ثقتهم وتقديم برامج واضحة تتناول قضاياهم. ومع ازدياد الوعي السياسي لهذه الجاليات، يتوقع أن تسهم أصواتهم في تشكيل سياسات أكثر توازنًا تهم الداخل الأمريكي والسياسات الخارجية على حد سواء.