الإمارات في أسبوع.. شراكة شاملة مع أوكرانيا وتعاون مع أفضل الجامعات في العالم
بصفتها قوة إقليمية ذات ثقل اقتصادي وسياسي كبيرين في المنطقة العربية والشرق الأوسط، يحرص كثير من متصفحي المواقع الإخبارية على الاطلاع على أخبار المملكة العربية السعودية بشكل دوري، وهو ما نقدم لقرائنا في السطور التالية.
محمد بن زايد: حريصون على بناء شراكات مع أفضل المؤسسات التعليمية والجامعات في العالم
استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وفد جامعة ماكغيل الكندية.
ورحب ، خلال اللقاء الذي جرى في قصر البحر في أبوظبي، بالوفد الذي ضم عدداً من مسؤولي الجامعة، مؤكداً حرص دولة الإمارات على بناء شراكات مع أفضل المؤسسات التعليمية والجامعات في العالم لإعداد الكوادر الوطنية النوعية خاصة في مجالات العلوم والتكنولوجيا الحديثة، وأوضح سموه أن الاستثمار في الشباب المؤهل الذي يمتلك مهارات الإبداع والابتكار يمثل أولوية رئيسية في رؤية الإمارات التنموية التي ترتكز على أن شباب الوطن هم الثروة الدائمة التي ينبغي تنميتها وتعظيم الاستفادة منها.
من جانبه أعرب الوفد عن سعادته بلقاء رئيس الدولة، مشيداً بالاهتمام الذي توليه دولة الإمارات بمجالات العلوم والتكنولوجيا الحديثة في إطار رؤيتها المستقبلية لتحقيق التنمية المستدامة.
وكان ديوان ولي العهد في أبوظبي، قد أطلق خلال عام 2015 بالتعاون مع جامعة ماكغيل، برنامج «زمالات ماكغيل الإمارات» في مجال العلوم والهندسة، والذي يهدف إلى دعم الكوادر الوطنية لاستكمال تعليمهم في كليات العلوم والهندسة في جامعة ماكغيل في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وتُمنح الزمالة إلى طلبة الماجستير والدكتوراه المتفوقين فيما يقوم البرنامج بدعم الطلبة للاستفادة من فرص تدريبية في شركات علمية وهندسية متميزة إضافة إلى زيارات مدنية داخل كندا وخارجها تحت إشراف الجامعة.
حضر مجلس قصر البحر، الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، وسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل حاكم أبوظبي في منطقة الظفرة، ومعالي صقر غباش، رئيس المجلس الوطني الاتحادي، وسمو الشيخ سرور بن محمد آل نهيان، وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، وسمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، وسمو الشيخ زايد بن محمد بن زايد آل نهيان، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، ومعالي الشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، مستشار الشؤون الخاصة في ديوان الرئاسة، وعدد من الشيوخ وكبار المسؤولين والمواطنين.
الإمارات وأوكرانيا تبرمان اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة
أنجزت دولة الإمارات وأوكرانيا مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بينهما، والتي تعد أحدث اتفاقية ضمن الأجندة الاقتصادية لدولة الإمارات والهادفة إلى زيادة حجم التجارة الخارجية غير النفطية إلى 4 تريليونات درهم بحلول العام 2031.
وقّع كل من وزير الدولة للتجارة الخارجية الإماراتي ثاني بن أحمد الزيودي، والنائبة الأولى لرئيس مجلس الوزراء ووزير التنمية الاقتصادية والتجارة في أوكرانيا يوليا سفيريدينكو، في مقر وزارة الاقتصاد بأبوظبي بياناً مشتركاً لإعلان إنجاز المفاوضات الخاصة باتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة والتوصل إلى بنودها النهائية تمهيداً للتوقيع عليها رسمياً في وقت لاحق، ومن ثم استكمال إجراءات دخولها حيز التنفيذ.
وبعد تطبيق اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وأوكرانيا سيتم إلغاء أو تخفيض الرسوم الجمركية على المنتجات الرئيسية وإزالة الحواجز غير الضرورية أمام التجارة وتعزيز وصول المصدّرين من كلا الجانبين إلى الأسواق وفق وكالة أنباء الإمارات”وام”.
كما ستسهم الاتفاقية في دعم تعافي أوكرانيا وإعادة بناء صناعاتها الرئيسية في ضوء سعيها إلى إعادة إحياء اقتصادها، كما ستساعد في تعزيز سلاسل التوريد إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في ما يخص الصادرات الرئيسية لأوكرانيا، مثل الحبوب والآلات والمعادن.
وقال الزيودي “ تعد أوكرانيا جسراً لصادراتنا إلى أوروبا، ومصدراً مهماً لوارداتنا المتعلقة بالأمن الغذائي وبعد دخول اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة حيز التنفيذ، فإنها ستوفر للشركات ورواد الأعمال الأوكرانيين منصة جديدة تتيح لهم التوسع نحو أسواق النمو في آسيا وأفريقيا عبر دولة الإمارات، وذلك بالتوازي مع فتح مسارات استثمارية جديدة يمكنها إعادة تشكيل قطاعاتها الحيوية، مثل الخدمات اللوجستية والتصنيع وتكنولوجيا المعلومات إلى جانب إعادة بناء بنيتها التحتية الأساسية”.
وأكد أن الاتفاقية من شأنها أن تقوم بدور فاعل في تنشيط الاقتصاد الأوكراني، وستوفر فرص جديدة لمجتمعي الأعمال في البلدين الصديقين”.
و أكدت يوليا سفيريدينكو أن اختتام محادثات الشراكة الاقتصادية الشاملة بين أوكرانيا والإمارات بنجاح يمثل محطة تاريخية مهمة في العلاقات الثنائية بين الدولتين.
وأعربت عن ثقتها في أن مجتمعي الأعمال الأوكراني والإماراتي سيستفيدان بشكل كامل من الفرص التي توفرها هذه الشراكة الاقتصادية الواعدة، التي ستطلق العنان للإمكانات الهائلة في التعاون التجاري والاقتصادي بين الجانبين.
يوسف العتيبة: مستقبل الذكاء الاصطناعي تشكله الإمارات والولايات المتحدة
أكد يوسف العتيبة، سفير دولة الإمارات في الولايات المتحدة، أنه كما كان النفط يمثل الثروة في القرن الماضي، فإن البيانات هي قدر هذا القرن.
وأضاف في تعليق لـ«بلومبيرج» أن عصر الذكاء الاصطناعي قد وصل، وأصبحنا نعيش في لحظة تحول تمس كل مجالات الحياة الحديثة والشؤون الدولية، ولفت إلى أنها أيضاً لحظة يمكن أن تفلت من بين أصابعنا، فالذكاء الاصطناعي تكنولوجيا يمكن أن تتكاثر بسرعة لم يكن من الممكن تصورها قبل عقد من الزمن فقط، بعيداً عن ضوابط وحدود العالم المادي.
وقال: تعمل الصفقات التجارية، مثل تلك الصفقة التي تم الإعلان عنها مؤخراً بين مايكروسوفت وشركة G42 في أبوظبي، على زيادة السرعة التي سيتم بها نشر الجيل القادم من الذكاء الاصطناعي لتحقيق الفوائد في جميع أنحاء العالم. وتمثل هذه الاتفاقية، التي تتضمن استثماراً بقيمة 1.5 مليار دولار، تتويجاً لشراكة استراتيجية شاملة بين الكيانين من شأنها تعزيز حلول الذكاء الاصطناعي الإقليمية وتطوير القوى العاملة في الذكاء الاصطناعي، والتوسع إقليمياً ودولياً.
وأضاف: للحصول على مزايا الذكاء الاصطناعي، يجب على الحكومات أن تتسابق لتحقيق الممكن بهذه التكنولوجيا، والحد من أضرارها. من يتحكم في البيانات وقوة الحوسبة؟ ما هي القواعد الضرورية لخلق وصول عادل ومسؤول في كل من الأسواق الناشئة والناضجة؟ أين الطاقة النظيفة اللازمة لتشغيل مراكز البيانات التي تعتبر العقل والعضلات للذكاء الاصطناعي؟ ولمواجهة هذه التحديات، تعمل الإمارات مع أمريكا وشركاء آخرين لكتابة قواعد جديدة لهذه التكنولوجيا المتقدمة، التي تنطوي على إعادة ضبط الأنظمة الحكومية، وإعادة تصور التعاون بين القطاعين العام والخاص، وإعادة تشكيل علاقاتنا في العالم. وهو تعاون يقوم على مبادئ أساسية تمكن الذكاء الاصطناعي من الازدهار، في حين تضع إطاراً تنظيمياً لضمان استخدامه العادل والأخلاقي:
أولاً، يجب أن يكون هناك المزيد من التعاون بين الحكومات. وفي حالة الإمارات والولايات المتحدة، فبينما نطرح وجهات نظر مختلفة على الطاولة، لدينا توافق أساسي في رؤيتنا للذكاء الاصطناعي. ومن الجدير بالذكر أننا نتفق على أن عصر الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون أكثر إنصافاً. ويعد تضييق الفجوة الرقمية ومنح البلدان المزيد من السيطرة على بياناتها من الأولويات الرئيسية. وكجزء من هذا، تتعهد الإمارات بتعزيز مكانتها كمصدر مفضل لـ«الحوسبة» التي يمكن الوصول إليها – القوة الحسابية والسرعة اللازمة لمعالجة كميات هائلة من البيانات – إضافة إلى النماذج مفتوحة المصدر والدعم المالي لجنوب العالم. ونحن نعمل أيضاً مع الولايات المتحدة لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية ثنائية للاستخدام الأخلاقي والعادل للذكاء الاصطناعي. وسيتضمن هذا الإطار المشترك معايير لحماية البيانات والأمن والموثوقية إضافة إلى دعم البحوث المشتركة بين القطاعين العام والخاص والتعليم والتمويل، كما أنه سيخلق أساساً المزيد من التعاون التجاري.
ثانياً، سيتطلب عصر الذكاء الاصطناعي كميات كبيرة من الطاقة لمعالجة البيانات وإدارة تدفقها، وهنا يجب ألا نتنازل عن أولويات المناخ الخاصة بالتقدم التكنولوجي. ومرة أخرى، يقدم التعاون بين حكومة الإمارات والولايات المتحدة نموذجاً من خلال تشجيع استخدام مصادر الطاقة المتجددة منخفضة الكربون لتشغيل مراكز البيانات المتعطشة للطاقة. وسيتم تشغيل البنية التحتية الرقمية لدولة الإمارات بواسطة بعض أكبر المصفوفات الشمسية في العالم وأقلها تكلفة، وبرنامج الطاقة النووية المدنية، وشبكة كهربائية مصممة خصيصاً لهذا الغرض خالية من الاختناقات. وأصبحت شركة الطاقة المتجددة المحلية «مصدر» واحدة من أكبر المستثمرين العالميين في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأكثر من 40 دولة.
ثالثاً، ينبغي نشر هذه التكنولوجيا الجديدة بطريقة تعود بالنفع على المجتمع. وهذا يعني تطبيق فوائد الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل الرعاية الصحية والتعليم والمناخ. ويجب أن تضمن السياسة العالمية وصول القوى المتوسطة والجنوب العالمي.
وأخيراً، سيتطلب هذا التحول، رأس مال يتطلب التعاون بين القطاعين العام والخاص. وستخصص الإمارات مئات المليارات من الدولارات لهذه المهمة.
وقد قدمت الإمارات الدعم المالي لشركات التكنولوجيا القائمة والشركات الناشئة الواعدة، والعديد منها في الولايات المتحدة. على سبيل المثال، قامت مبادلة، باستثمار لمدة 17 عاماً في شركة جلوبال فاوندريز ومقرها نيويورك، ما ساعد على إعادة تنشيط صناعة أشباه الموصلات في الولايات المتحدة مع تطوير الخبرة الإماراتية في هذا القطاع. وتعاونت شركة G42 مع شركة سيريبراس سيستمز في كاليفورنيا لبناء أكبر كمبيوتر فائق السرعة في العالم للتدريب على الذكاء الاصطناعي.
وأكد يوسف العتيبة أن قطاع الذكاء الاصطناعي في الإمارات يعد من بين القطاعات الأكثر تقدماً في العالم. فلقد قمنا بتعيين أول وزير للذكاء الاصطناعي في العالم عام 2017، وقمنا بإنشاء أول جامعة مختصة في أبحاث الذكاء الاصطناعي في عام 2020، وأطلقت Falcon، وهو نموذج لغة كبير مفتوح المصدر الأعلى تقييماً في العام الماضي. وضاعفنا القوى العاملة متعددة الجنسيات العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي أربع مرات على مدى السنوات الثلاث الماضية.
وختم قائلاً: الذكاء الاصطناعي بمثابة شريان الحياة للمجتمعات المستقبلية، وسيكون له تأثير عميق يعمل على قلب القواعد القديمة للعبة بسرعة، وستكون الولايات المتحدة والإمارات شريكتين في طليعة تقنيات الحوسبة المتقدمة. ولكننا نحتاج إلى أن تجلس الحكومات في مختلف أنحاء العالم معنا على الطاولة إذا أردنا تسخير إمكانات الذكاء الاصطناعي الهائلة لتحقيق الخير. ولضمان أن البيانات هي المصير الحقيقي في العصر الجديد، يجب علينا أن نتكاتف لتعزيز الفوائد الأخلاقية والعادلة للذكاء الاصطناعي للجميع.