عماد اليماني يكتب.. اتخاذ القرار بين البدائل والحلول المتعددة.. الحلقة الـ(19)
الكاتب هو العميد عماد اليماني الأمين العام لمركز العرب للأبحاث والدراسات
تفاصيل القرار
ويستمر الحديث عن (إستراتيجية بناء الإنسان واكتشاف المهارات)، وفي الحلقة الـ(19) نخصصها لبعض الجوانب المتعلقة باتخاذ القرار الصحيح، وخاصة عندما تكون هناك أوجه للمفاضلة بين قرارين بهما تشابه كبير في النتائج المتوقعة، وهنا يظهر الدور الحقيقي لتحليل بعض التفاصيل الصغيرة المتعلقة بالقرار الصحيح.
عوامل الترجيح
وتظل الأولويات أحد أهم التفاصيل المتعلقة بالقرار الصائب، فعندما تبدأ مرحلة اتخاذ القرار فعليك أن تحرص على ترتيب الأولويات المتعلقة بالقرار من حيث درجة الأهمية، ولتكون الأهمية هي أحد عوامل الترجيح، فقد يخدم اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب تحقيق الهدف من القرار بشكل دقيق.
- اقرأ أيضا: عماد اليماني يكتب.. تأثيرات القرار الزمنية.. والإيجابيات والسلبيات المستقبلية الحلقة الـ(18)
تفاصيل دقيقة
فعندما يكون لدى متخذ القرار إدراك ووعي بترتيب الأولويات التي تخدم القرار فسوف تكون عملية اتخاذ القرار سهلة ميسرة وتحقق النتائج المرجوة، إن التدقيق في التفاصيل الصغيرة قبل اتخاذ القرار يحقق نتائج جيدة، وقد يصل بدرجة صحة القرار إلى 100% لتحقيق الهدف.
ترتيبات معنية
فعلى سبيل المثال، عندما تريد أن تطور نفسك في أي مجال من مجالات الحياة، فلا بد أن تتخذ القرار بناء على ترتيبات معينة قبل اتخاذ القرار، فمرحلة تطوير الذات والحصول على تدريب وتأهيل ودورات لتطوير الأداء تتطلب أولا أن تؤمن دخلا ثابتا بشكل شهري، هذا الدخل لا يخضع للمتغيرات الحادة التي قد تجعلك تفقد المصدر الأساسي للدخل، ويترتب على ذلك التوقف عن برامج التطوير التي ترغب في الحصول عليها.
الاستقرار والأمان
مثال آخر في اتخاذ القرار الصحيح وفق الأولويات فمثلا عرض عليك عمل إضافي في توقيت يؤثر على عملك الأساسي الثابت المنتظم، هنا لابد أن تدرس القرار بكل تفاصيله، وتضع الأولويات محل اهتمام واعتبار، حتى لو كان العمل الإضافي يوفر دخلا أكبر من الأساسي بكثير، إلا أن خطوة المحافظة على الدخل الأساسي تبقى القرار السليم، حتى لو لم يكن له نتائج إيجابية في الوقت الحالي لكن على المدى البعيد هو الأكثر أمانا واستقرارا، فلا تفقده مهما كانت المغريات والفوائد الوقتية للعمل الإضافي.
المنحة المشروطة
ومثال آخر عندما تحصل على منحة دراسية مجانية مشروطة، لابد أن يكون قرارك هو المحافظة على التفوق وبذل كل الجهد حتى تستفيد من المنحة وتحقق الهدف الذي ترغب في تحقيقه من وراء المنحة، ولذلك سيكون أي قرار يعطل هذا التفوق هو قرارا خاطئا وغير دقيق، لأن قرار العمل سوف يفقدك المنحة المشروطة بالتفوق، ولذلك مهما كان قرار العمل فلا بد أن يؤجل، حتى لو ظهر للجميع أن تأجيل العمل أو الإلغاء قد يجعلك تحقق خسائر.
تأهيل النفس
وتبقى الأمثلة متنوعة وكثيرة حول القرار الصحيح من حيث الأولوية، فهناك أولويات تتطلب منك تطوير وتأهيل نفسك والمحافظة على كل ما يخدم توجهك في المستقبل، ومن خلال العمل على تطوير علاقتك بالآخرين حتى لو لم تجن من ورائها ثمارا وقتية، فقد تحتاج إلى شخص في فترة ما مع أنك كنت تظن أنك لن تحتاج إليه أبدا.
المنطقة الرمادية
وأستكمل الحديث عن جانب آخر من جوانب اتخاذ القرار الصحيح وهو بدائل القرار، فهناك نوع من الناس لهم منهج في الحياة واتخاذ القرار وهو الأبيض والأسود، ليس هناك طرق أخرى، وهؤلاء قد يخسرون في مواقف عديدة، لأن المواقف قد تتطلب أن تكون في المنطقة الرمادية بين الأبيض والأسود، ولكن هذا ليس في كل القرار، وليس في كل أمور الحياة، ولكن هناك مواقف تحتم عليك أن تذهب إلى تلك المنطقة الرمادية، ولذلك لا تخرجها من حساباتك أثناء اتخاذ القرار لأنك قد تلجأ إليها.
حلول وبدائل
وفي النهاية أقول إن الاعتقاد في أن الإنسان يملك حلين فقط للمشكلة قد يكون اعتقادا خاطئا، وخاصة في ظل تحليل المشكلة من كل الجوانب قبل اتخاذ القرار، وهنا يظهر لك حلول متعدد وبدائل كثيرة قد تكون هي الحل الصحيح، ويبقى الحديث متصلا في الحلقة القادمة لشرح وتوضيح جوانب أخرى مهمة من جوانب اتخاذ القرار قد تكون غير معلومة.. كل عام ومصر وأهلها بخير بمناسبة ثورة 23 يوليو المجيدة.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب