رأي

محمد جبريل العرفي يكتب.. لن نترك معرقلي الانتخابات يقطفون ثمار انتصارهم

 نجحت عصابة الرشوة والتزوير في إجهاض الانتخابات بمساعدة العالم الخارجي الذي خشي من قيام الليبيين باستعادة سيادتهم، وانتخاب رئيس وبرلمان وطنيين.

إجهاض الانتخابات الليبية

حدثت جريمة تآمر على إرادة الليبيين، 2.8 مليون لهم حق التصويت، قام منهم 2.5 بالتسجيل وسحبوا بطاقاتهم، أي 80% ممن لهم حق التصويت أظهروا حرصهم على الانتخابات، كما قام مليون ناخب بتزكية مرشحين للرئاسة والنواب، أي اختاروا رئيسهم والنائب عنهم، لكن بدون مقدمات تم اقتراف جريمة في حق هؤلاء جميعًا، وفي حق الوطن عمومًا.

علم الإجرام يقول: لكي تكتشف المجرم ابحث عن المستفيد، المجرمون واضحون  وهم الذين  يستولون على السلطة في شرقستان وغربستان، تتزعمهم سلطة الرشوة والتزوير المتشكلة من ائتلاف المقاتلة والإخوان ومافيات نهب المال العام، وبعض أعضاء مجلس النواب ساهموا في اقتراف الجريمة لأنهم أصحاب مصلحة في استمرار مزاياهم التي اكتسبوها في غفلة من الزمن، فرأينا الطالب المطرود من كلية الهندسة يتبجح بأنه وسيط رشوة في تنصيب العصابة الإرهابية المافاوية المزورة، وتجرأ لإعلان ذلك على الملأ بصوته وصورته دون خشية من عقاب محتمل أو حياء من موقف مخز.

وجب الاعتراف بأن عصابة الرشوة والتزوير قد انتصرت ونجحت في إجهاض الانتخابات، وذلك الانتصار تحقق لهم بأدوات عديدة؛ منها أن العالم الخارجي خشي من قيام الليبيين باستعادة سيادتهم، وأنهم سيختارون رئيسًا وطنيًا وبرلمانًا وطنيًا، فما زال يخيم عليهم كابوس النظام الوطني الذي ظنوا أنهم أسقطوه، ومنها أيضًا أن المفوضية لم تتقِ الشبهات ولو بإثبات أنها خائفة وليست خائنة، نحن نميل إلى أنها استعملت التقية و(جرت) بالليبيين بينما كانت تخفي عمداً انتماءها للجماعة، وأبرزت في الوقت الضائع ورقة القوة القاهرة المؤدية لإجهاض الانتخابات، التي  ذكرتنا بالقوة التي (فوق) عند السراج، والمهم ألا نمكن هذا اللوبي من قطف ثمار انتصارهم، وهذا يتطلب أولًا: معرفة نواياهم المتمثلة في حرصهم على عدم انتخاب رئيس من الشعب، أو جعله رئيسًا بروتوكوليًا، أي رئيسًا منزوع الدسم، وهم يسعون لتحقيق هذا الهدف بأربع سبل، فإما تسبيق الانتخابات البرلمانية عن الرئاسية، لأنهم يؤمنون بقدرتهم على التحكم في إرادة 200 برلماني بالإغواء أو الترهيب أو الاستغفال، وبالتالي ستستمر سيطرتهم على السلطة، للأسف هذه الخدعة  قد تنطلي على الكثيرين، فقد سمعنا أصواتًا تدعو لإجراء انتخابات برلمانية، أي انتخاب برلمان يفصل بقية المرحلة على مزاج المتحكمين فيه وتغييب الشعب، والوسيلة الثانية تقييد الشعب بدستور مفخخ بإجراء تعديلات شكلية على دستور (تورابورا) للدخول في دوامة الصراع على صياغة مواده، والوسيلة الثالثة تمديد المرحلة الانتقالية، وهذا متوقع لأنه من المستحيل التوافق على دستور أثناء حالة الاضطرابات، وقبل كل ذلك وبعده التمديد لسلطة الرشوة والتزوير.

بوادر هذه السيناريوهات بدأت بتشكيل اللجان، وباللقاءات الثنائية بين المستفيدين من الوضع من مختلف المناطق، كما أن المافيات المسيطرة على المصرف المركزي مكنت زعيم المافيا العائلية من حشد المزيد بفعل الطمع أو الحاجة أو الجهل، والأخطر من ذلك أنه يسعى لتقوية الميليشيات، وقريبا سيتحول إلى (جعجع) ليبيا يسطر على طرابلس مما سيعيق قيام القوات المسلحة بنزع سلاح الميليشيات، وبالتالي استحالة إجراء الانتخابات، وإن جرت فلا يمكن أن تكون حرة وشفافة ونزيهة، لأنها ستكون تحت حراب البنادق، والسبيل الأجدى هو تنظيم القوى الوطنية لتأخذ زمام الأمور وانتزاعها من أيدي هؤلاء المجرمين، وقد يحتاج الأمر لإشعال ثورة شعبية تحميها القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، لتلعب دور قوات تحرير لتخليص الوطن من هذا الكابوس الجاثم على أنفاسه طيلة أكثر من عقد، وخلق تحالفات مع شركاء المصير في الداخل ودول الجوار، وبناء علاقات استراتيجية مبنية على أسس علمية، وليس بناء على التصريحات الإعلامية الاستهلاكية.

مصر صاحبة مصلحة في استقرار ليبيا، وخاصة أنها بدأت تنهض بسرعة فائقة، مصر قريبا ستصبح دولة نفطية وصناعية وستحقق نهضة علمية، مصر بعد سبع سنوات أخرى، ستكون بيئة جاذبة للعمالة التركية والليبية والكويتية، وسيكمل الاقتصاد الضلع الثالث لمثلث القوة في مصر، ليبيا مجال حيوي لمصر، والهدف الثابت لمصر أن لا يقوم بجوارها نظام معاد لها، هذا الهدف يتسق مع توجهات القوى الوطنية؛ لكون جماعة الإخوان وأتباع ابن لادن أعداء تاريخيين للشعب العربي، مصر طوت عصر الانبطاح والخنوع والتفريط والعمالة والفقر والتسول، وتعود بقوة لقيادة الوطن العربي على أسس العدالة الاجتماعية والازدهار والهيبة والمنعة واحترام الإنسان العربي، مصر هي اللاعب الرئيس في المنطقة، فقد شاهدنا دولا عظمى وأخرى إقليمية تسعى لودها، من ناحية أخرى ليبيا ملعب لصراع القوى الأجنبية، فلا يمكن فصل ما يجري في ليبيا عما يجري في الجزائر والمغرب وفلسطين، أو أمريكا والصين، والتسلح والغاز والهجرة والإرهاب والحشد الروسي على حدود أوكرانيا، لكن مستشاري الفيس في ليبيا يعانون من الإعاقة السياسية والتاريخية والاستشرافية، فمن يرد الخير لليبيا وللعرب فليلتحم مع ثورة يونيو (الفريدة).

بعد ان تناولنا موضوع إجهاض الانتخابات الليبية يمكنك قراءة ايضا

برتوكول تعاون بين الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة وجامعة التراث العراقية ببغداد

المفكر العربي الكبير علي محمد الشرفاء يكتب.. ثورة الروح

يمكنك متابعة منصة العرب 2030 على الفيس بوك

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى