أمريكا لا تعرف حقوق الإنسان ولا يسكن قلوب مسؤوليها سوى الحقد والكراهية للعرب.. وفلسطين خير دليل.. أطروحة جديدة للشرفاء الحمادي
الملخص
عندما تنحاز أمريكا وبريطانيا بشكل واضح إلى الاحتلال الإسرائيلي وتساندهم وتدعمهم بشكل معلن في إجرامهم بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، إذ تم استهداف المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ، ووصل إجرامهم إلى مداه عندما استهدفوا المستشفيات والمدارس في غزة، وهو عمل إجرامي وحشي لم يشهد التاريخ له مثيلا، ويذكرنا بتاريخهم المظلم في هيروشيما ونجازاكي، وقتها لا بد أن ندرك أن هؤلاء لا يعرفون (الديمقراطية ولا حقوق الإنسان)، لأن قلوبهم قاسية لا يسكنها سوى الحقد والكراهية للعرب، وحديثهم عن الديمقراطية حديث كاذب واضح للعوام من الناس، ويشهد الماضي والحاضر على ذلك، هذا مجمل ما تحدث به المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي في أطروحة اليوم بعنوان حقوق الإنسان عند الأمريكان.. فإلى التفاصيل..
- اقرأ أيضا: مصر في أسبوع.. اتفاق على دخول المساعدات لغزة والقاهرة ترفض تهجير الفلسطينيين أو تصفية القضية
التفاصيل
أين حقوق الإنسان عند الأمريكان؟
الحكومة الأمريكية الجديدة قررت نشر الديمقراطية في العالم، ولم تحدد معالم الديمقراطية وأهدافها وقيمها ومبادئها.. وهنا نطرح السؤال التالي: أين حقوق الإنسان، ومنها حقوق الشعوب في اختيار أنظمتها؟ أين العدالة من الديمقراطية الأمريكية؟!
عودة للتاريخ الأمريكي
تاريخ العصابات في أمريكا بدأ بذبح سكانها الأصليين من الهنود الحمر، وأبادوهم تقريبًا، وماذا فعلوا بالزنوج الذين خطفوهم من بين أسرهم في إفريقيا؟ ما موقف الديمقراطية وحقوق الإنسان من إلقاء القنبلة الذرية على الشعب الياباني في كل من هيروشيما ونجازاكي؟، وما مفهوم العدالة في الديمقراطية الأمريكية التي شنت حربًا ظالمة على الشعب الفيتنامي وقتلت عشرات الآلاف من أبنائه؟
إجابة أقبح من الفعل
ولما تم سؤال ليندون جونسون الرئيس الأمريكي آنذاك: هل بينكم وبين الفيتناميين صراع مصالح أو يشكلون خطورة على أمن الحكومة الأمريكية؟ فكانت الإجابة أقبح من الفعل، إن السبب كان الخوف من قفل مصانع السلاح في أمريكا وازدياد البطالة.
شن الحروب
تلك ديمقراطية أمريكا تشن حربًا عبثية مجنونة أكلت الأخضر واليابس لمصلحة تصنيع السلاح الأمريكي، خوفًا من أن يتم إقفالها دون احترام لحقوق الإنسان.
إسقاط الأنظمة
إذًا.. أين حقوق الإنسان عندما تتولى (سي آي إيه) إسقاط أنظمة الحكم في الكثير من دول العالم، وتعريضها لحروب أهلية وفوضى كما حدث في ليبيا وتونس، ومحاولتهم الخائبة في مصر التي فشلت؟
غزو العراق
فبأي حق قامت بغزو العراق واستباحت أرضه وإعدام قائده؟! لترسل رسالة للقادة العرب، من لم يَسِرْ في ركابنا فسيكون هذا مصيره.
قتل الآلاف
أين حقوق الإنسان وما قام به الجيش الأمريكي في العراق من قتل الآلاف، وعمليات التعذيب التي قاموا بها انتقامًا من الشعب العراقي وسرقة آثاره وتدمير مدنه، والجرائم التي ارتكبوها في الآمنين نهبًا وقتلًا وتشريدًا؟
ديمقراطية أمريكا
كيف تعاملت الديمقراطية الأمريكية مع الأسرى في (جوانتانامو)؟ حولوهم إلى حيوانات وأفقدوهم الشعور بالإنسانية، وكيف استخدموا أبشع وسائل التعذيب في أبناء العراق في سجن أبو غريب.. من إهانة للإنسانية، واستباحة حق الحياة للمواطن العراقي، أو الغطاء الذي تحاول أن تخفي تحته جرائمها ضد الإنسانية وحقوق الإنسان، وما ارتكبته من قسوة وجرائم ضد الشعوب العربية ومواقفها المستمرة لحماية الذي يقوم بالاستيلاء على الأراضي العربية، والتأكيد المستمر بأنها تحمي كل تصرفات المغتصبين؟
أمريكا وداعش
ألا يعطي هذا الموقف دلالة على أن الأمريكان لا يقلون عن ممارسة نفس الجرائم التي تقوم بها داعش، وتسخر كل فرق الإجرام، للتدمير ونشر الفتن والفوضى في الوطن العربي ليسهل عليهم نهب ثرواته واستباحة حقوق شعوبه واحتلال أراضيه؟!!
فأي ديمقراطية تريد الإدارة الأمريكية الجديدة أن تنشرها في العالم؟
استبداد
إنها ديمقراطية الاستبداد وتعريض كل من يخالفها للعقوبات الاقتصادية، أو محاولات إسقاط النظم المستقرة كما حدث في فنزويلا!
قنابل الأمريكان
كم أعداد الأبرياء الذين سقطوا تحت قنابل الأمريكان الفتاكة؟ وكم شردت ملايين الأسر؟
ثم تتحدث عن حقوق الإنسان، إن الدولة الوحيدة في العالم التي لا يحق لها التحدث عن حقوق الإنسان هي الولايات المتحدة الأمريكية التي تتعامل مع دول العالم كأنها عبيد وخدم، عليها السمع والطاعة.
فلسفة الكاوبوي
فلسفة الكاوبوي والمجرمين تنفذها أمريكا تحت غطاء الديمقراطية وحقوق الإنسان، حتى في نقضهم العهود مع حلفائهم، ماذا فعلوا في حليفهم الأوحد في الشرق الأوسط شاه إيران؟ حتى حينما احتاج إلى العلاج في أمريكا رفضوا السماح له.
نقض العهود
وكم نقضوا عهودهم مع حلفائهم، وكم هددوا حلفاءهم من بعض الدول العربية باستباحة ثرواتهم بالتهديد والوعيد.. دولة عصابات، كيف تسمح دول العالم باحترامها والتعامل معها وهي تمثل الغدر وعدم الوفاء والإخلال باحترام الاتفاقيات.
أنقاض وخراب
ماذا تتوقع الدول العربية من دولة دمرت بعض الدول العربية وجعلت مدنها أنقاضًا وخرابًا؟! ألا تخشى الدول العربية التي تتقرب لأمريكا بأن تغدر بها يومًا، كما سبق أن غدرت بأشقائها وحرضت على الفوضى لإسقاط النظام فيها؟!
إن التاريخ شاهد على جرائم أمريكا ومؤسساتها الأمنية وهي تخطط ليل نهار للانقضاض على دولة معينة، أو إثارة القلاقل فيها والفوضى باسم حقوق الإنسان.
فقد البصر والبصيرة
وكأن شعوب العالم فقدت البصر والبصيرة ولم تكتشف ما قامت به حكومات الولايات الأمريكية المتعاقبة من جرائم ضد حقوق الإنسان.
صراخ الأبرياء
سيظل كل الضحايا الذين سقطوا تحت طغيان الأمريكان وجبروتهم، يسمعون أصوات صراخهم يطال عنان السماء وكأنه يخاطبهم بأن الله لن يغفر لهم ما ارتكبوه من الجرائم ضد الإنسانية وسيصيبهم عقابه كما أصاب أممًا قبلهم سادت ثم بادت وتوارت بما ظلموا ويحذرهم سبحانه بقوله: «وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا» (59: الكهف).
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب