رأي

عماد اليماني يكتب.. مصر والقضية الفلسطينية

منذ أن وقع هجوم طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر عام 2023 لعبت الدولة المصرية أدوارًا محورية في مسرح الأحداث في قطاع غزة، إذ كانت حاضرة منذ البداية لوقف الحرب وإنهاء معاناة سكان قطاع غزة، حيث تنظر مصر إلى القضية الفلسطينية ليس باعتبارها دائرة من دوائر سياساتها الخارجية فحسب، بل قضية تدخل في حسابات أمنها القومي المباشر.

اقرأ أيضا: عميد عماد اليماني يكتب.. رؤية حول ترشيد الاستهلاك وتغيير نمط الحياة

وبذلت الدولة المصرية عبر أجهزتها المختلفة جهودًا متعددة المستويات والأبعاد، لخدمة ملفات القضية الفلسطينية في كل جوانبها السياسية والإنسانية، للوصول إلى الهدف النهائي وهو إقرار تسوية عادلة للصراع وإقامة دولة فلسطين المستقلة من خلال مبدأ حل الدولتين على حدود 1967 عاصمتها القدس، وإقرار كامل الحقوق للشعب الفلسطيني لبناء دولته.

وحرصت مصر طوال السنوات الماضية على تغطية كافة مراحل القضية الفلسطينية. وتتنوع الجهود المصرية على كافة الأصعدة، أي الصعيد السياسي والاقتصادي التنموي والأمني وكذلك المجتمعي – الإنساني، لإنهاء معاناة الأشقاء، فعلى الصعيد السياسي، تنقسم الجهود المصرية إلى 3 مستويات، المستوى الثنائي المصري-الفلسطيني، والمستوى الإقليمي، وأخيرًا المستوى الدولي.

وتعددت الزيارات الثنائية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وكانت بهدف تدعيم السلطة الفلسطينية والإبقاء على شرعيتها.. كما أشرفت الدولة المصرية على ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل، من خلال دعم مسار الانتخابات العامة والرئاسية والخاصة بالمجلس الفلسطيني الوطني.

كما أشرفت على مسار المصالحة الفلسطينية-الفلسطينية، بهدف بدء مسار المفاوضات المباشرة مع الإسرائيليين. ووقعت الفصائل الفلسطينية ميثاق شرف تأكيدًا على سير العملية الانتخابية بكافة مراحلها بشفافية ونزاهة وفى ظل تنافس شريف بين القوائم تحت إشراف الدولة المصرية.

وتكثِّف مصر دائمًا اتصالاتها على جميع المستويات لوقف جولة المواجهات العسكرية، حقنا لدماء الشعب الفلسطيني، وحماية المدنيين، فضلًا عن الاتصال بالأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة، من أجل احتواء التصعيد الراهن، محذِّرة من خطورة تردِّي الموقف وانزلاقه إلى مزيد من العنف وتدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، ودخول المنطقة في حلقة مفرغة من التوتر تهدد الاستقرار والأمن الإقليميين.

وتؤكد مصر دائمًا أن السلام العادل والشامل، القائم على حل الدولتين، هو السبيل لتحقيق الأمن الحقيقي والمستدام للشعب الفلسطيني، وأن مصر لا تتخلى عن التزاماتها تجاه القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وتعد مصر هي الدولة الكبرى التي قدمت مساعدات للدولة الفلسطينية والتي آخرها ما دشنه الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال فعالية “تحيا مصر.. استجابة شعب تضامنًا مع فلسطين” التي عقدت باستاد القاهرة الدولي، وعبَّرت رسائل الرئيس بالمؤتمر الرافضة بشكل قاطع التهجير القسري عن قدرة الدولة المصرية على حماية أرضها وسيادتها، التي لا يمكن المساس بها وحرصها على عدم تصفية القضية الفلسطينية.

ومن خلال هذه الجهود تثبت القاهرة قولًا وفعلًا أن فلسطين هي قضيتها المركزية الأولى، وأنها لن تقبل أبدًا بأي مقترحات تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وتهدد الأمن القومي المصري، وأنها ستلجأ إلى كل السيناريوهات المتاحة لتنفيذ هذا الهدف.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى