ليبيا في أسبوع.. الجيش الليبي يغلق الحدود مع السودان.. والانقسام يطال موعد عيد الفطر في البلاد
أهم وأبرز الأخبار في ليبيا تأتيكم كل سبت.. خاص منصة العرب الرقمية
تعج الساحة الليبية، بالأخبار والتفاعلات السياسية، خصوصا مع بدء مشاورات سياسية لإنهاء الانقسام الحكومي الذي بدأ منذ إعلان مجلس النواب الليبي تكليف فتحي باشاغا برئاسة الحكومة الليبية، وهو ما استدعى عقد لقاءات رسمية بين وفود ممثلة لأطراف الصراع السياسي في البلاد في الداخل والخارج لكن لم تحسم أي منها الخلافات حتى الآن.
الجيش الليبي يغلق الحدود المشتركة مع السودان
أغلقت القيادة العامة للجيش الوطني، الحدود المشتركة مع دولة السودان خلال الساعات الماضية، حسبما أفاد مصدر ليبي مسؤول لـ «الاتحاد»، مشيراً إلى إرسال الجيش الليبي تعزيزات عسكرية إلى مدينة الكفرة جنوب شرقي ليبيا، في ظل حالة استنفار واسعة في القواعد الجوية بتلك المنطقة.
وأشار المصدر إلى انسحاب عناصر قوات الدعم السريع الذين كانوا يتمركزون في منطقة المثلث الحدودي خلال السنوات الماضية، لافتاً إلى أن مسؤولين عسكريين ليبيين بارزين زاروا مدينة الكفرة للوقوف على احتياجات المدينة التي تعتبر خط الدفاع الأول عن ليبيا في منطقة الجنوب الليبي.
في السياق نفسه، أكدت السفارة الليبية في السودان إجلاءها عدد 83 شخصاً من العالقين من أفراد الجالية الليبية في الخرطوم إلى مدينة بورتسودان الآمنة، وذلك تمهيداً لتسفيرهم إلى ليبيا في وقت قريب.
ونفت القيادة العامة للجيش الليبي، أمس الأول، تقديم الدعم لأي طرف ضد الآخر في السودان، مؤكدة دعمها استقرار الدولة السودانية وأمنها وسلامة شعبها، مشيرة إلى استعدادها القيام بدور الوساطة لوقف القتال فوراً، وفتح المجال للحوار بالطرق السلمية.
إلى ذلك، أقيمت صلاة عيد الفطر المبارك صباح أمس الجمعة في بعض المدن والمناطق الليبية دون غيرها، وذلك بعد التباين في تحديد موعد دخول شهر شوال بين الهيئة العامة للأوقاف في بنغازي، ودار الإفتاء في طرابلس. ففي حين قالت الأولى إن الجمعة هو أول أيام العيد، أعلنت دار إفتاء طرابلس أن الجمعة هو المتمم لشهر رمضان، واليوم السبت غرة شهر شوال وهو أول أيام العيد.
وعبر مواطنون ليبيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن امتعاضهم واستيائهم الشديدين، من حالة الانقسام بين المؤسسات، والتي انعكست سلباً على حياتهم المعيشية والخدمية والاجتماعية، ولتصل لأول مرة حالة التأزم إلى الانقسام حول العيد.
وحث رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عبد الله باتيلي، القيادات كافة على الاصطفاف خلف مساعي الأمم المتحدة لإجراء الانتخابات قبل نهاية العام الجاري.
ليبيا تفطر شرقاً وتصوم غرباً… وباتيلي يدعو لـ«كلمة سواء»
انعكس انقسام المؤسسات المحتدم منذ سنوات بليبيا على موعد عيد الفطر لهذا العام، وبينما تبنت مدن شرق ليبيا رأي «الهيئة العامة للأوقاف» باعتبار الجمعة أول أيام العيد، تمسكت مناطق في غرب البلاد برأي «دار الإفتاء» التي أصرت على أن الجمعة متمم لصيام شهر رمضان.
وفي إطار التهنئة بعيد الفطر، دعا عبد الله باتيلي، المبعوث الأممي لليبيا، «جميع الفاعلين السياسيين والقادة العسكريين والأمنيين، والأعيان وممثلي المجتمع، والمؤسسات والسلطات، إلى الاجتماع على كلمة سواء، والتحلي بروح التوافق من أجل إرساء مسار واضح وموحّد نحو السلام الدائم والاستقرار».
وأمضى الليبيون ليلة من البلبلة واللغط، بشـأن موعد عيد الفطر، فبينما كان (الجمعة) عيداً بشرق البلاد، اعتمدته مدن td الغرب كآخر أيام رمضان، غير أن التعارض لم يمنع مساجد في العزيزية، والهضبة، وعين زارة في طرابلس (غرب) من إقامة صلاة العيد.
وفور إعلان «دار الإفتاء»، موقفها من رؤية الهلال، سارع عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة الوطنية»، بالقول إن «(الجمعة) هو المتمم لرمضان».
وفي مقابل ذلك، انحاز فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار»، إلى رأي «هيئة الأوقاف»، مهنئاً الليبيين بعيد الفطر.
ليبيا.. مخاوف أمنية في الجنوب بسبب أحداث السودان
أثارت المواجهات الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان، المخاوف بشأن الوضع في الجنوب الليبي الذي يعاني من تحديات أمنية واجتماعية كبيرة بالفعل.
وتمثل السودان ثقلا “جيوسياسيا” مهما في المنطقة، وسقوطها في صراع طويل ومدمر “سينعكس سلبا على ليبيا”، كما يحذر الباحث السياسي الليبي محمد قشوط، الذي يخشى أن تؤدي المواجهات إلى فرار المسلحين إلى الجنوب الليبي “كملاذ آمن لهم”.
تحذير من الجماعات الإرهابية
ويمكن أن تسعى الجماعات الإرهابية إلى استغلال الاضطرابات الأمنية الكبيرة في السودان، والوضع الهش في الجنوب الليبي، من أجل تنفيذ عمليات تستهدف عدة دول في الإقليم، واستهداف مصالح للدول الكبرى في المنطقة الحيوية بالبحر الأحمر، وفق قشوط.
كما أن استمرار الصراع وتوسع نطاقه، يعني انطلاق موجات من اللاجئين والمهاجرين من أماكنهم، حسب قشوط، حيث سيمثل الأمر عبئا مضافا، ولذلك من مصلحة الجميع في المنطقة أن تستقر الأوضاع سريعا.
تشديد الحدود
وخرجت دعوات من النشطاء السياسين في الجنوب، وبينهم أحمد هميل، للجيش الليبي من أجل التحرك وتشديد التأمين بالمواقع الحدودية مع السودان، وذلك لمنع تسلل أي مقاتلين أو أسلحة، بما قد يتسبب في تأزيم الوضع في البلاد.
ويشهد الجنوب الليبي استقرارا نسبيا خلال الفترة الماضية بسبب الجهود المضنية للجيش الوطني، لكن تلك النجاحات مهددة في ظل الصراع الدائر حاليا في السودان، والانفلات الأمني الذي تشهده نتيجة المواجهات، وفق هميل، الذي يرى أن حربا طويلة الأمد هناك ستنعكس سلبيا وتمثل “خطرا حقيقيا” على فزان.
باشاغا يدعو الليبيين لتناسي الخلافات والالتفاف لبناء ليبيا والوصول بها للاِنتخابات الرئاسية والبرلمانية
دعا رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا، الليبيين كافة إلى تناسي الخلافات وإعلاء مبادئ العفو والصفح والتسامح، والالتفاف لبناء ليبيا والوصول بها للاِنتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وذكرت بوابة إفريقيا الإخبارية الليبية أن ذلك جاء خلال مشاركة باشاغا، مع مشايخ وأعيان قبائل وأهالي سرت وجبة الإفطار الرمضانية، وذلك بحضور نوابها وأعضاء مجلسها البلدي وقياداتها ومسؤوليها.
وأضاف باشاغا أن اللقاء “كان على المحبة والإخاء التي تجمع أهالي وقبائل ومكونات سرت وتوحدهم رغم ما شهدته مدينتهم من معاناة وحروب، وهو ما نطمح أن يجتمع عليه كل الليبيين تحقيقا للمصالحة ولملمة لشمل الوطن”.
باتيلي يهنئ الليبيين بعيد الفطر ويدعو جميع الأطراف للتوافق لإجراء الانتخابات
هنأ الممثل الخاص للأمين العام رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عبدالله باتيلي، مساء اليوم الخميس، الليبيات والليبيين بمناسبة عيد الفطر المبارك، معبراً عن أمانيه أن تكون فرحة العيد التي تلي شهر رمضان حافزاً لتعزيز التضامن من أجل السلام والوحدة الوطنية بين أبناء الشعب الليبي الواحد، وفق بيان نشرته البعثة الأممية عبر موقعها على الإنترنت.
ودعا المبعوث الأممي بهذه المناسبة، جميع الفاعلين السياسيين الليبيين، والقادة العسكريين والأمنيين، والأعيان وممثلي المجتمع، والمؤسسات والسلطات إلى الاجتماع على كلمة سواء، والتحلي بروح التوافق من أجل إرساء مسار واضح وموحد نحو السلام الدائم والاستقرار والازدهار في ليبيا.
كما دعا النساء والشباب إلى اغتنام هذه المناسبة لتجديد التزامهم بالمشاركة الكاملة في العملية الانتخابية للمساهمة بشكل فعال في إعادة بناء السلام والأمن وإرساء دعائم الاستقرار والرخاء في وطنهم.
وجدد باتيلي في بيانه الدعوة إلى ” الإفراج عن كافة المعتقلين خارج نطاق القانون في جميع أنحاء ليبيا”، معتبرًا “ذلك عاملاً حاسمًا في بناء الثقة وإقامة مصالحة وطنية شاملة قائمة على الحقوق”.
وحث المبعوث الأممي أيضًا بالمناسبة “جميع الأطراف الليبيين على الاصطفاف خلف مساعي الأمم المتحدة والمسار الشامل للتمكين من إجراء الانتخابات خلال هذا العام”.
وقال في ختام البيان “إن الشعب الليبي حريص على طي صفحة المعاناة والانقسام، ويتطلع إلى تدشين فصل جديد من السلام والاستقرار والازدهار في وطنهم العزيز. دعونا لا نخذلهم”. عيد فطر سعيد وكل عام والجميع بخير!