رأي

عفاف الفرجاني تكتب.. لندن وأنقرة.. والسباق الماراثوني

الكاتبة رئيسة تحرير صحيفة الموقف الليبية الإلكترونية

لندن وأنقرة والوضع الليبي

من يظن أن تركيا الدولة الأجنبية الوحيدة التي تحاول عرقلة العملية السياسية في ليبيا، وأنها الوحيدة التي تدعم جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا فهو “واهم!”، فهناك شيطان أزلي غيرها، له عدة وجوه يتلون على حسب الظروف، بعد إبعاد الأيادي الإنجليزية عن تراب ليبيا منذ خمسة عقود من الزمن ترجع تلك الأيادي السوداء، لتلعب بمصير الشعب الليبي، فمخابراتها تغلغلت في العاصمة طرابلس والمدن الغربية، حتى أصبحت هي المحرك الأساسي لسياستها في ليبيا، وإن تدخلاتها السافرة المتمثلة في تصريحات سفيرتهم في طرابلس.

ما هي إلا انعكاس لمدى سطوتهم في البلد، للحد الذي يسمح لهم بإصدار بيان يعد تعديًا صارخًا على السيادة الوطنية المتمثلة في إرادة الشعب، والبرلمان صاحب القرار الأول، عندما طالبت بالإبقاء على حكومة الوحدة الوطنية، فبريطانيا ذات المخالب الناعمة في كل مناسبة تصر على ترسيخ مبدأ الانقسام الذي يخدم مصالحها بطريقة دبلوماسية، فالإبقاء على حكومة الدبيبة سيخلق لها بيئة خصبة لنشوب نوع من الصراع المحلي، وتدوير جديد لسيناريو حكومة الصخيرات التي قسمت ليبيا شرقًا وغربًا.

والمستفيد الأول منها جماعة الإخوان المسلمين والميليشيات المسلحة المجرمة، وأسهم الدعم الأجنبي في تنافس مكوكي بين أنقرة ولندن لتعميق الانقسامات المناطقية والجهوية في البلاد عن طريق حليفهم – التنظيم الإخواني – وإدخال كافة الأطراف المتصارعة وغير المتصارعة على السلطة في صراعات كفيلة بإشغال المواطن عن قضاياه الأساسية، فالتعاون الفضفاض بين السلطات الشرعية وغير الشرعية، والتشكيلات المسلحة التي تتبعها السفيرة الإنجليزية في ليبيا، تترجم ذاك الزواج السري بين الحكومة البريطانية والتنظيم الإخواني الذي تمتد جذوره إلى منتصف القرن الماضي، إلا أنه تم تحجيم هذا الدور الذي يعمل على التمويل والتخطيط لإفشال أي مشروع وطني يفكر في النهوض بالبلد عام 1970.

لقد عملت بريطانيا على أن تكون الجماعة سلاحًا فتاكا يمكن استخدامه في أي وقت، فقد حاربت به الحكومات العربية القومية، ولها دور أسود في محاولة إسقاط نظام الحكم الناصري، واستمرت في دورها التخريبي إلى هذا اليوم في ليبيا مستعملة في ذلك ذراعها الإخوانجي الذي يحمي مصالحها في ليبيا، فحسب تقديري فإن أول خطوة لقطع رأس التنظيم الإخواني الإرهابي في ليبيا قطع دابر التواجد الإنجليزي في البلاد، فلولا المال الفاسد وسطوة النفوذ الخارجية لكان هذا التنظيم في عداد المفقودين والموتى.

بعد ان تناولنا موضوع لندن وأنقرة والوضع الليبي يمكنك قراءة ايضا

 عبد الله ميلاد المقري يكتب .. الانتخابات اختيار الشعب الليبي

ماذا حدث في 2021؟ ترامب يغادر والمغرب وتونس يلفظان الإخوان وطالبان على عرش أفغانستان

يمكنك متابعة منصة العرب 2030 على الفيس بوك

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى