رأي

عوض محمد عوض يكتب.. لا تخدعكم قبلة الدبيبة!!

تواجه ليبيا أصعب مراحلها الآن بعد أن تعلق الليبيون بانتخابات ربما تغير الواقع المأسوي الذي يعيشونه، إلا أنها سرعان ما تبددت بسب أخطاء لم يتم تداركها في خارطة الطريق التي وضعتها لجنة الحوار السياسي برعاية أممية، فتحت شهية منْ على رأس السلطة التنفيذية بالاحتفاظ بمناصبهم لأطول فترة ممكنة- على خطى حكومة الوفاق السابقة- من خلال وضع العراقيل أمام عملية إنجاز الانتخابات بدلا من الإعداد الجيد لها والإشراف على تنظيمها بالشكل اللائق، فتلك السلطة لم تأتِ إلا من أجل هذا فقط.
لكن حكومة الدبيبة دأبت على توظيف أموال الشعب الليبي، الذي يعاني وطأة الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة، في الدعاية الانتخابية لها والترويج لنفسها من خلال برامج خدمية واجتماعية ليست مدروسة بالشكل الصحيح، ولا تصلح إلا لـ«الشو الإعلامي» ولا تغني ولا تثمن من جوع، بل استخدمها عبد الحميد الدبيبة للإعلان عن نفسه مرشحا رئاسيا في حال إفشال المخطط الأول المتعلق بعرقلة العملية الانتخابية، وتلميع صورته من خلال ماكينات إعلامية يشرف عليها وليد اللافي وزير الدولة لشؤون الاتصالات، لتقديم الدبيبة كـ«حصان طروادة» من أجل إنقاذ الشعب الليبي من أزماته مستخدما نظرية المؤامرة والتخوين لتبرير حنثه بالقسم الذي قطعه على نفسه أمام ملتقى الحوار بعدم الترشح للسلطة، والالتزام بدوره في إنجاز العملية الانتخابية فقط.
جنون الدبيبة من أجل السلطة دفعه لادعاء بطولات زائفة آخرها إعلانه أن أجهزته الأمنية شاركت في قهر عناصر داعش جنوب بلدية القطرون، متجاهلا دور القوات المسلحة، التي قطع رواتبها ولم يراعِ حتى التضحيات التي يقدمها أبناؤها في مواجهة الإرهاب، حتى لم يكن صادقًا مع الشعب في تقديم مؤهلاته الدراسية، فضلا عن شبهات الفساد التي تلاحق عملية اختياره لتولي السلطة التنفيذية، فكيف لشخص يملك كل أدوات الكذب والرياء والتلاعب والخدعية أن يقبل به الليبيون رئيسًا لهم؟
الغريب أن الدبيبة يقدم نفسه كمنقذ وملهم للشعب الليبي، رغم أن الذي يقوم به هو دوره ومهمته التي تم اختياره من أجلها ويحاسب ولو قصر فيها دون مقابل أو شكر من الشعب الليبي، فإن لم يكن أهلا لها وعبئها ثقيل عليه، كان بإمكانه التخلي عن منصبه، وليس التمسك به حتى بعد انتهاء مهمة حكومته رسميا في 24 ديسمبر الماضي، ويطمح بأن يكون رئيسًا للبلاد.. أليس هذا كله يبرهن أنه هو المستفيد من التواجد في السلطة وليس الشعب الليبي.. فما الذي يجبر الدبيبة على تمويل وسائل إعلام مقروءة ومرئية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لخداع الشعب وتلميع صورته من أجل فترة جديدة زائفة يحصل من خلالها على ثقة الليبيين؛ ليكون أول رئيس للبلاد منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي؟ أو خلق انقسام شعبي ينفرد من خلاله بسلطة الغرب كما فعلت حكومة السراج بضع سنوات كانت عجافًا على الشعب المسكين.
الدبيبة كلف وزيره وليد اللافي بتولي مهمة تجميل وتحسين صورته، والذي يلعب الآن دور «فتحي نوفل» في فيلم «طيور الظلام» الذي قدمة الفنان المصري عادل إمام، الذي تولى مهمة تلميع صورة المرشح الفاسد «رشدي الخيال» الذي قدم دوره الفنان الراحل جميل راتب، فالدبيبة واللافي يذكراني بالمشهد السينمائي الذي طلب فيه اللافي -أقصد فتحي- من الدبيبة -عفوا رشدي الخيال- أن يُقبل أحد الأطفال بملابسه الرثة، وقال له جملته الشهيرة «بوسو من بوقه» لخداع الجماهير المتواجدة، تعبيرا عن بساطته وشعوره بالفقراء وتقديم نفسه كأنه أحد أبناء الطبقة الكادحة.. فلا تخدعكم قبلة الدبيبة «رشدي الخيال سابقا».

بعد ان تناولنا موضوع عوض محمد عوض لا تخدعكم قبلة الدبيبة يمكنك قراءة ايضا

علي عمر التكبالي يكتب.. الوقوف بين الراوي والمدعي

عوض محمد عوض يكتب: لا تخدعكم قبلة الدبيبة!!

يمكنك متابعة منصة العرب 2030 على الفيس بوك

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى