رأي

 علي السعيدي يكتب.. لماذا نطالب بحكومة جديدة؟

الكاتب عضو مجلس النواب الليبي.. خاص منصة العرب الرقمية

علي السعيدي لماذا نطالب بحكومة جديدة

البعض ينتقد دعواتنا المتكررة المطالبة بتغيير حكومة تصريف الأعمال الحالية، ويرى أنها يجب أن نمدد لها، لكن على أي أساس يمكن أن نمدد لهذه الحكومة التي فشلت في تطبيق أي شيء من المهام التي كلفت بها، قبل قرابة عام من الآن.

الحكومة الحالية لم تنفذ حرفًا واحدًا من مهمتها التي حددت في خارطة الطريق التي أقرتها البعثة الأممية للدعم في ليبيا، فكانت المهمة الأولى هي توحيد المؤسسات الليبية، وأعتقد أن الجميع يلمس حجم الفشل في هذا الملف فلا يوجد أي مؤسسة توحدت خلال الفترة الماضية، ولا زال كافة الأعمال في هذا الشأت عالقة بدون أي تقدم يذكر، بل بالعكس كادت الحكومة نفسها أن تنقسم بين شرق وغرب بسبب تعنت رئيس الحكومة الواضح.

أما الملف الثاني الذي كان يجب أن تعمل الحكومة على حلحلته هو ملف التحضير للانتخابات، وكذلك الجميع شاهد ولمس حجم العرقلة التي كانت الحكومة أيضا جزء منها، وحتى الآن لم تجرى الانتخابات. لهذا كله بات من الضروري فتح باب الترشح للحكومة الجديدة، وأن يختار مجلس النواب حكومة جديدة بمهام محددة.

ويمكننا القول أن الحكومة الحالية لم تنفذ حرفًا واحدًا من مهمتها ولن تنفذ لأنها تستشعر أنها فوق المساءلة ورأينا ذلك صراحة حينما وقف عبد الحميد الدبيبة رئيس الحكومة في ميدان الشهداء، ليقول “يسقط مجلس النواب” أي أن الرجل لا يحترم المجلس الذي منحه الثقة، ويصادر عليه في قراره في سحب الثقة، ويرى حكومته فوق المجلس، وبالتالي فإن وجود هذه الحكومة الآن غير شرعي ولا يخدم المرحلة الحرجة حاليا، لأن هذه الحكومة لا تريد أن يكون هناك انتخابات بل تريد أن تبقى في السلطة لسنوات عديدة كما حدث مع الحكومات السابقة التي فرضت من قبل المجتمع الدولي.

بعد كل هذا لا أعرف كيف يدافع البعض عن هذه الحكومة رغم كل هذا الفشل، ولا أعرف يعقل أن يذهب مجموعة من نواب البرلمان للقاء رئيس الحكومة في طرابلس وترافقهم قنوات تابعة لبعض التيارات الإسلامية من سلم الطائرة حتى لقاء الدبيبة، أين عقولنا يا سادة، هل يعقل ذلك؟ 

أنا هنا أقدم أسباب رفضي لبقاء هذه الحكومة، فالقضية ليست شخصية كما يتصور البعض، ولكن الأمر متعلق بحجم الأداء ومعيار الإنجاز الذي ظهر للعلن، خلال السنة الماضية، والفشل الواضح في إدارة كافة الملفات، بالإضافة إلى القرارات المتلاحقة الصادرة عن النائب العام الليبي في حق وزراء هذه الحكومة، لو كانت هذه الحكومة تحترم نفسها فعلا لتقدمت باستقالته منذ اليوم الأول الذي وجهت فيه تهم الفساد لوزرائها ومسؤوليها، وهذه التهم هنا موثقة بقرارات حبس من قبل النائب العام الليبي، فكيف يعقل أن يقف هؤلاء  الوزراء مرة أخرى لنيل الثقة من البرلمان.

بعد ان تناولنا موضوع علي السعيدي لماذا نطالب بحكومة جديدة يمكنك قراءة ايضا

علي عمر التكبالي يكتب.. الوقوف بين الراوي والمدعي

عوض محمد عوض يكتب: لا تخدعكم قبلة الدبيبة!!

يمكنك متابعة منصة العرب 2030 على الفيس بوك

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى