رأي

عفاف الفرجاني تكتب.. لا لفكر حرملك الحكومة

الكاتبة صحفية ليبية ورئيس وحدة الدراسات بمركز العرب للأبحاث

حرملك الحكومة

طوال عقد من الزمن غابت فيه المرأة عن ممارسة دورها الفعال والحقيقي في الحياة السياسية، ورجح الجميع أن غيابها مقترن بالبيئة السياسية المواتية والمفروضة عليهن في هذه الظروف الراهنة، وبالرغم من أن ليبيا لديها من الكفاءات النسائية التي عرفت منذ مراحل سابقة من تاريخنا المعاصر جعلت منهن رائدات في العمل السياسي، إلا أنه وفي خطوة غير مسبوقة من عمر فبراير ومن خلال تشكيل حكومة الوحدة الوطنية تصدرت المرأة فيها المشهد بتمثيلها بعض الوزارات السيادية، واقتحمت العمل السياسي والدبلوماسي بشكل غير مسبوق.

استبشرت نساء ليبيا بهذا الزخم الإيجابي وهللت وسائل الإعلام بهذا الاستحقاق الذي من شأنه بناء أنظمة سياسية مستدامة، وكانت أيضا خطوة مهمة من أجل إعادة المرأة لمنصة صنع القرار رغم تحفظنا على سلوك بعضهن الذي أساء في يوم إلى المرأة الليبية بشكل مباشر أبان أحداث 2011، فمثلما استبشرنا بحكومة الوحدة الوطنية خيرا وحدث العكس حدث ذات الشيء مع بعض الوجوه النسائية المحسوبة على هذه الحكومة، فالأمر كان صادما ومنافيا لتطلعاتنا، فالمرأة في حكومة الوحدة الوطنية لم تخفق على المستوى الشخصي بل جرت معها تبعات أخرى ستحمل ليبيا المزيد من الفساد المهني والإداري.

في الوقت ذاته لم يستمع أحد لأصوات الكفاءات من النساء اللاتي طالبن بتصحيح مسار عمل بعض الوزيرات قبل أن يتورطن وتتورط وزاراتهن في الاختلاسات والعمالة والتجنيد، وهذا لم ينبثق من عدم الثقة في عمل المرأة بل نابع من قناعة أن السيدة غير المناسبة في المكان المناسب، وإن واقع الحال اليوم لن يفرز إلا من هم على شاكلة رأس الهرم، ففي هذه الفترة الوجيزة من حكومة الوحدة الوطنية صدرت قرارات لمهام سيادية لبعض السيدات تسببت في امتعاض وسخط بعض النشطاء من السياسيين والقانونيين والإعلاميين حتى من المرأة الليبية البسيطة التي تحمل فكرا وطنيا محبا لليبيا.

هذه القرارات ليست بريئة وقائمة على الكفاءة والمهنية، بل هي ممنهجة ومدروسة استهدفت بعضا من الشخصيات النسائية السهل اقتيادها وتوجيهها، وفي الوقت ذاته تتبنى مشروعات ضد مبادئنا وقيمنا الوطنية، نحن لا نريد تمثيلا سياسيا يسيء إلى المرأة الليبية بقدر ما نريد إرادة قوية نابعة من الإيمان بدور المرأة الوطني والعقائدي الذي يعمل على ترسيخ القيم الوطنية العليا التي عاشت بها المرأة الليبية حتى جاءت مجموعة الهجين التي سخرت كحرملك للفكر السلطاني وذيل لحكومة غايتها استنزاف ما تبقى من قوت الشعب الليبي.

بعد ان تناولنا موضوع حرملك الحكومة يمكنك قراءة ايضا

محمد أرسلان علي يكتب.. العرب والكرد.. الحوار طريق المستقبل المشترك  

دار المفكر العربي تشارك في معرض القاهرة بدورته الـ53

يمكنك متابعة منصة العرب 2030 على الفيس بوك

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى