بروين بولدان رئيسة حزب الشعوب لـ«العرب»:أردوغان اعتقل 5000 سياسي كردي بينهم رؤساء مشاركون ونواب
مصر قوة حاسمة في الوطن العربي والشرق والأوسط.. ونهتم بقدرة القيادة السياسية في تأمين استقرار الإقليم
الوفود العربية شاهد عيان على قمع وعنصرية شرطة حزب العدالة والتنمية الإخواني الحاكم في تركيا
الإعلام الكردي يهتم بالقضايا العربية وخاصة الشعوب المحتلة والمضطهدة مثل فلسطين
الأكراد لا يسعون لإقامة دولة لأن هذا الأمر غير واقعي.. نحن ندعو إلى ضمان دستوري لحقوقنا الثقافية والسياسية والاقتصادية
تركيا سجن مفتوح للأكراد.. وانتهاكات أردوغان جريمة ضد الإنسانية
أجرى المقابلة في (ديار بكر) بتركيا – محمد فتحي الشريف
نائبة تمثل الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي ثالث أكبر كتلة معارضة في البرلمان التركي، تتمتع بحنكة سياسية وذكاء حاد أهلها لأن تكون أحد أبرز الشخصيات الكردية التي تناضل من أجل انتزاع حقوق الشعب الكردي في تركيا الذي يتعرض كل يوم حسب قولها لاعتداء من شرطة أردوغان، وتعد أول امرأة تمثل نائبا في أغدير.
كما أسست جمعية تحت اسم (جمعية التضامن والتعاون مع ضحايا الأسر المغدور بهم) وعندما أغلقت هذه الجمعية في 2002 فقد شرعت في تأسيس جمعية (التضامن ومساعدة العائلات الذين فقدوا أقاربهم وأولادهم) وتولت رئاسة الجمعية.
وفي عام 2002 أصبحت عضوا بالبرلمان في الانتخابات العامة التي أجريت عن دائرة حي 3 بإسطنبول، وفي عام 2005 رشحت لجائزة نوبل للسلام من بين 1000 امرأة، واليوم تمثل حزب الشعوب الديمقراطي في برلمان تركيا.. إنها السيدة بروين بولدان التي حلت ضيفة على مجلة مركز العرب في عددها الرابع لنتحاور معها في عدد من القضايا والملفات الشائكة في السطور التالية.
* في البداية نرحب بالسيدة بروين بولدان صاحبة التاريخ النضالي الكبير من أجل القضية الكردية على صفحات مجلة مركز العرب (2030) للأبحاث والدراسات بالقاهرة.. ونطرح السؤال الأول حول قراءة الأوضاع الآن في تركيا وخاصة تعاطي أمن أردوغان مع الشعب الكردي.
نرى إنكار وجود الشعب الكردي اجتماعيا وسياسيا طوال تاريخ جمهورية تركيا، التي أسست من خلال النضال المشترك للشعوب التي كانت تعيش في الأناضول بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية، وتعرض الشعب الكردي للاستعمار والاستيعاب الثقافي، وتستمر سياسات الإنكار والاستيعاب إلى يومنا هذا بأشكال مختلفة.
ورغم كل ذلك يقاتل الأكراد من أجل الاعتراف بهويتهم الثقافية وحقوقهم السياسية ضد هذه السياسات.
لقد توقفت محاولات الأكراد للحصول على حقوقهم السياسية والثقافية من خلال الوسائل الديمقراطية بأسباب مستندة للسياسات التركية تجاه الأكراد التي تعتمد على عمليات القمع والانقلابات العسكرية.
منذ عام 1991 تمت محاكمة الأحزاب التي أرسلها الشعب الكردي كممثلين لها إلى البرلمان وإغلاقها لأسباب غير قانونية. كما تستمر اليوم العملية التي تقام بتوجهات حكومة حزب العدالة والتنمية من أجل المحاكمة والإغلاق لحزب الشعوب الديمقراطي الذي تأسس بجهود مشتركة من قبل الشعب الكردي والتركي والشعوب الأخرى والطبقات الاجتماعية المختلفة.
لقد تم سجن أكثر من 5000 من الإداريين التنفيذيين والأعضاء في حزب الشعوب الديمقراطي حاليًا، بما فيهم الرؤساء السابقون للحزب ومجموعة النواب البرلمانية ورؤساء البلديات المنتخبة من قبل الشعب منذ أن أسست الحزب في عام 2015 وذلك لمجرد قيامهم بحملات سياسية أو مشاركتهم فيها.
على الرغم من هذه الضغوط فإن حزب الشعوب الديمقراطي يزيد قوته كل يوم، وهو الحزب الرئيسي الذي يمكنه تحديد النتائج من خلال تغيير التوازن السياسي بأكمله في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
* كيف شاهدت مشاركة الوفود العربية في احتفالات النيروز في ديار بكر؟ وما أهمية المشاركة؟
نعتبر مشاركة الدول الأعضاء من الدول العربية في نيروز آمد (ديار بكر) لها قيمة عالية للغاية.
بصفتنا حزب الشعوب الديمقراطي، نولي أهمية كبيرة لإرادة الشعبين الشقيقين الكرد والعرب، اللذين عاشا معًا منذ آلاف السنين ويتجاورون مع بعضهم البعض، أردنا المشاركة من السياسيين والصحفيين والأكاديميين والكتاب من الدول العربية للاحتفال بمهرجان نيروز في (آمد) رغم الظروف الصعبة والتوترات السياسية التي تمر بها الشرق الأوسط، نيروز عيد يعبر عن دعوة الناس إلى الحرية ضد الظلم.
وبدلاً من أن نشرح بالكلمات ما يعنيه أن تكون كرديًا في تركيا فضلنا أن يشهدوا ذلك شخصيًا.
وكذلك أردنا أن يشاهد من قبل جميع ضيوفنا السياسات القمعية والعنصرية للدولة ووقف الأكراد إلى جانب السلام والحل السياسي كأحد الشعوب العريقة وجزء من الشرق الأوسط وتركيا. نحن نعتبر نيروز 2022 مرحلة مهمة للغاية من أجل تكثير وتطوير وإدامة علاقاتنا مع ضيوفنا العرب.
* في الكلمات التي ألقيت من السادة ومسؤولي حزب الشعوب الديمقراطي أثنت على دور مصر والرئيس جمال عبد الناصر وكذلك موقف الإدارة المصرية في عهد الرئيس السيسي كيف ترين دور مصر التاريخي تجاه الشعب الكردي؟
مصر هي دولة تمكنت تاريخيًا من الحفاظ على هويتها على الرغم من الاستعمار السياسي والاقتصادي والثقافي للقوى الإمبريالية المختلفة.. وهي اليوم من القوى الحاسمة في العالم العربي خاصة وجغرافيا الشرق الأوسط عامة.
إننا نعتبر مصر إحدى جهات فاعلة مهمة في الحل السلمي للنزاعات الإقليمية وضمان بيئة السلام مستدامة.
على سبيل المثال من الممكن أن تلعب مصر دورًا بنّاءً في تطوير وتعزيز العلاقات بين الأكراد والحكومات المركزية في سوريا والعراق وذلك قد تكون تطوراً قيّماً للغاية من أجل السلام الإقليمي. وكذلك من الممكن أن يقام علاقات مع الممثلين السياسيين للأكراد الذين يخوضون النضال الديمقراطي ومع المجتمع المدني والإعلام في تركيا.
أدت التوترات والصراعات السياسية التي بدأت في تونس عام 2011 وانتشرت إلى الشرق الأوسط بأكمله إلى حدوث تصدعات خطيرة بين الطبقات الاجتماعية والسياسية.
وكان لهذا تداعيات في مصر أيضًا، كما أن التدخلات المختلفة للعديد من الجهات الفاعلة الإقليمية والعالمية في مصر جعلت الأمور أكثر تعقيدًا.
اليوم، رغم أن الحكومة المصرية تحاول تطبيع البلاد وإرساء الاستقرار يبقى العديد من القضايا الصعبة على أجندة الدولة مثل الحرب الأهلية الليبية، والقضية الفلسطينية الإسرائيلية والأزمة السورية وأزمة مشاركة الطاقة في شرق البحر المتوسط والتوتر المائي مع السودان وتواصل جماعة الإخوان المسلمين نفوذها في جغرافيا الشرق الأوسط بدعم من الخارج… وبصفتنا كحزب الشعوب الديمقراطي نهتم بقدرة مصر على تأمين استقرارها الداخلي والإقليمي مستدامًا.
وكل خطوة ستتخذها الحكومة المصرية في مجال التحول الديمقراطي والحريات ستحظى بتقدير كبير من جانبنا وستجعل مصر قوة أكثر فاعلية واحتراماً في المنطقة.
* كيف يمكن تنمية وتقوية العلاقات العربية الكردية في المستقبل؟
نعتقد أن العلاقات الكردية العربية يمكن أن تدخل في عملية تطبيع مع حل سياسي يقوم على حقوق متساوية في سوريا والعراق.
إن التقاط هذه العملية ليس بالأمر الصعب على الإطلاق، إنها مجرد مسألة إرادة.
وأعلن أكراد في سوريا أنهم منفتحون على التفاوض وخيار التعايش السلمي.
وستكون العلاقات الكردية – العربية التي يمكن حلها مع تبني إدارة دمشق موقفاً مماثلاً العامل الأساسي للاستقرار الإقليمي.
وكذلك حالة مماثلة تنطبق على العراق أيضا، ويمكن الحد من التوترات السياسية من خلال تنفيذ مواد الاستفتاء المحددة في الدستور العراقي لبعض المناطق وباحترام متبادل.
يقوم حزب الشعوب الديمقراطي بزيارات متكررة إلى دول الشرق الأوسط ونهدف إلى زيادة زياراتنا إلى دول عربية وخاصة مصر مع وفودنا رفيعة المستوى.
وكذلك فإن الزيارات من الدول العربية إلى أجزاء مختلفة من كردستان ستساهم بشكل كبير في تطوير التعاون في مجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمدنية والثقافية والفنية.
*كيف يتم طرح وعرض حقوق الأكراد على الإعلام العربي؟ وهل المؤسسات الإعلامية الكردية الموجهة للشعوب العربية كافية لعرض القضية أم هناك ترتيبات بهذا الشأن؟
بصفتنا كحزب الشعوب الديمقراطي نؤمن بوجوب انعكاس حقائق قضية الكردية وقضايا جميع المجتمعات المضطهدة في الرأي العام بطريقة موضوعية سواء كانت في داخل البلاد أو في خارجها.
وهكذا نعتقد بأن التأثيرات السلبية للخطابات السياسية الاستقطابية الموجهة إلى الجمهور ستنخفض.
وعلى الوسائل الإعلامية العربية والمؤسسات الصحفية الدولية أن تعكس الحقائق من خلال التواصل المباشر مع الكرد في إطار المبادئ الإعلامية.
وبالتالي فإن المظالم والفوضى غير القانونية التي يتعرض لها الشعب الكردي ستظهر بشكل أوضح.
وفي هذا السياق سوف يتم تقليل العقبات التي نتعرض لها في تشكيل السلام الاجتماعي.
يخوض الأكراد منذ مائة عام كفاحًا صعبًا من أجل البقاء وحماية هويتهم الثقافية وضمان حقوقهم السياسية؛ إن الشعب الكردي يريد أن يعيش في مساواة وحرية وسلام مع جميع الشعوب الأخرى في الشرق الأوسط.
نرى أن المؤسسات الإعلامية الكردية تتابع الأحداث في البلاد العربية وتنشرها في الرأي العام الكردي.
نحن نتابع ما يحدث من التطورات في فلسطين ولبنان والعراق وسوريا وليبيا واليمن من الإعلام الكردي والتركي المعارض.
ويتابع الشعب الكردي على وجه الخصوص الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني من خلال مقارنته بما تتعرض له.
ومع ذلك فإن كلاً من الصحافة الكردية والساسة الأكراد بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لبناء جسور أقوى بين الشعبين العربي والكردي في الشرق الأوسط وننتظر نفس الجهود من أصدقائنا العرب.
* ما أبرز المضايقات التي يتعرض لها الشعب الكردي في تركيا وفي سوريا وفي العراق وفي إيران وفي بعض الدول التي يوجد بها أكراد؟
في كل جزء من الأجزاء الأربعة تستمر مشاكل الأكراد فيما يتعلق بالهوية والثقافية والتنظيم الإداري والاعتراف السياسي بأشكال مختلفة.
نظرًا لاختلاف الديناميكيات التاريخية والسياسية لكل بلد، فهناك اختلافات وكذلك أوجه متشابهة بين مشاكل الأكراد الذين يعيشون في بلدان مختلفة.
على سبيل المثال يكفل الدستور وجود الأكراد في العراق وحقوقهم في الإدارة الإقليمية فإن لديهم برلمان إقليمي وجميع أنواع الحقوق الثقافية بينما لا يسمح الدستور للأكراد في تركيا حتى بتلقي التعليم بلغتهم الأم، كاتجاه عام، يسعى الأكراد إلى العيش معًا بسلام في بلدانهم (ما عدا العراق قد تغير الوضع قليلاً مع استفتاء 2017) دون تغيير حدود بلادهم.
وفي هذا السياق تعتبر علاقة المحاور بين الإرادة السياسية التي تمثل الأكراد والحكومات المركزية في غاية الأهمية.
نضال الشعب الكردي من أجل السلام والديمقراطية والازدهار هو في الواقع نضال الشعوب العربية والفارسية والتركية ويجب أن يتحدوا بلا حدود.
بالتضامن بين الشعوب قد تكون الحلول القائمة على المفاوضات السياسية ممكنة في الشرق الأوسط من إيران إلى المغرب.
إن سياسات الاستيعاب والتمييز والعنف المطبقة ليس فقط ضد الأكراد، ولكن أيضًا ضد جميع الهويات الاجتماعية ترهن مستقبل الشرق الأوسط.
ما مطالب الشعب الكردي من المجتمع الدولي؟ وهل ترغبون في وجود كيان مستقل للأكراد ويتجمعون في دولة واحدة، أم تريدون الحصول على حقوقكم في بلادكم؟
أعتقد أنني أجبت عن هذا السؤال في إجاباتي السابقة، باختصار، لا ينتهج الأكراد سياسة الاتحاد في دولة واحدة وإعلان دولة مستقلة، لأن مشروعا مثل هذا غير واقعي.
نحن ندعو إلى الضمان الدستوري للحقوق السياسية والثقافية والاقتصادية للأكراد من خلال التفاوض مع الحكومات المركزية في البلدان التي يعيشون فيها دون تغيير الحدود القائمة.
* هل هناك أجندة معينة لحزب الشعوب لوقف العنف ضد الأكراد كما حدث في الاحتفالات واعتقال أكثر من 250 شابا وسعي الحزب للوقوف معهم وتم الإفراج عنهم؟ كيف يمكن محاسبة النظام التركي على تلك الجرائم؟
لا تقتصر الاعتقالات ضد أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي على يوم نيروز فقط، بل يتم اعتقالات العشرات من أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي كل يوم تقريبًا.
بالطبع أصبح العنف الغاشم والتعذيب أيضاً جزءاً من ممارسة الدولة التركية ضد الشعب الكردي.
بصفتنا كحزب الشعوب الديمقراطي فإننا ننفذ سياسات نشطة ضد هذه الممارسات غير القانونية في كل من الرأي العام التركي والدولي.
وليس هناك اعتقالات فحسب، بل هناك اعتداءات على آلاف الرهائن السياسيين المحتجزين في السجون التركية. ومن الأمثلة الواضحة على ذلك وفيات الانتحار المشبوه في السجون في الأشهر الأخيرة.
ومن أولويات حزب الشعوب الديمقراطي كشف إجراءات حكومة حزب العدالة والتنمية التي تستخدم وتطبق القانون والقضاء لقمع المعارضة في تركيا وخاصة حزب الشعوب الديمقراطي.
إن الانتهاكات العلنية لحكومة حزب العدالة والتنمية في القضاء والدستور التي تعتبر جريمة ضد البشرية قد تحول تركيا إلى سجن مفتوح.
إذا أعيد إنشاء سلطة قضائية مستقلة يوما ما فسيتم محاكمة المسؤولين عن هذه الممارسات والجرائم التي ارتكبت ضد البشرية بلا شك.
* من هو أوجلان بالنسبة لحزب الشعوب الديمقراطي بشكل خاص والأكراد بشكل عام؟
قدم الأكراد عريضة بعنوان “أوجلان هو إرادتي السياسية” الموقعة من قبل أكثر من 3 ملايين إلى البرلمان التركي في عام 2006.
إن هذه الحملة وحدها تعبر عما يعنيه السيد أوجلان للشعب الكردي، حزب الشعوب الديمقراطي المدعوم من الأغلبية الساحقة من الأكراد يهتم ويتابع بعناية تامة الأفكار السيد أوجلان حول كل من قضيا دمقرطة الشرق الأوسط وتركيا وحل القضية الكردية أيضاً.
العالم يعلم أن السيد أوجلان له دور رئيسي في الحل الديمقراطي للمشكلة الكردية كما يعلم الحكومة التركية وحكومة حزب العدالة والتنمية التي التقت بسيد عبدالله أوجلان مرات عديدة لحل القضية الكردية.
رغم كل ذلك منع السيد أوجلان عن ممارسة حقوقه الطبيعية مثل الالتقاء بالمحامين وأفراد أسرته خلال السنوات القليلة الماضية.
لا يمكن إنهاء حالة الحرب والصراع المستمرة منذ 40 عاماً من أجل القضية الكردية في تركيا إلا من خلال المفاوضات السياسية. ويجب على كل من يفضل الحل الديمقراطي للقضية الكردية والسلام أن يلفت الانتباه إلى وضع السيد أوجلان ويضعه على جدول أعماله.
* لديكم شباب قادرون على التواصل مع العرب بشكل كبير وهم من الأكراد مثل السيد سيف الدين والسيد محمد أمين اللذين نعتبرهما سفراء فوق العادة للشعب الكردي، لماذا لا يتم الاتفاق مع مراكز عربية للتدريب والتعاون لنشر حقوق الأكراد عربيا وأعتقد أن هذا الأمر سيكون له رد فعل إيجابي لصالح القضية؟
تأسس حزب الشعوب الديمقراطي عام 2014، ولكن لم يبذل مجهوداً كافياً في التواصل مع العديد من الشعوب وخاصة الشعوب العربية وممثليهم في الشرق الأوسط. إن هذا الواقع مرتبط بنا وبتطورات الشرق الأوسط أيضاً.
ومع ذلك خلال مكتب شؤون الشرق الأوسط الذي أنشأناه في عام 2020 عززنا إيماننا بضرورة التعامل مع العالم العربي.
وأن الشعوب الكردية والتركية والعربية يجب أن تتحد على أرضية مشتركة وتكافح من أجل الديمقراطية في الشرق الأوسط. لقد زار نوابنا وقادة الحزب بعض الدول العربية مثل الأردن ولبنان وتونس في السنوات الخمس الماضية واجتمعوا بممثلي الأحزاب المختلفة والمنظمات غير الحكومية.
وعقدنا اجتماعات عبر الإنترنت مع ممثلين عن العديد من الأحزاب السياسية في الشرق الأوسط. وفي المستقبل القريب نريد أن نزور العديد من الدول العربية، وخاصة مصر والعراق والجزائر، وكذلك نريد فتح المكاتب في بعض العواصم العربية التي سوف تخدم علاقاتنا مع الشعوب العربية. لا شك أننا نريد تطوير التعاون في مصر، ليس فقط في السياق السياسي، ولكن أيضاً في المجالات الاجتماعية المدنية والثقافية والفنية والتعليمية. نظراً لأن مصر هي أحد أهم مراكز القوى السياسية في الشرق الأوسط، فهي مركز مهم جداً لشعوب الشرق الأوسط وللشعب الكردي في مجال الثقافة والتعليم أيضاً.
الشعبان الكردي والعربي جيران ورفاق وأقارب منذ آلاف السنين. لدينا تعاون قديم، ومن مسؤوليتنا إنشاء مستقبل سلمي لأطفالنا وفقاً لهذا، أتمنى أن تجد شعوبنا طريقة للتعايش معا في سلام في كل دولة من دول الشرق الأوسط. كل جهودنا من أجل تحقيق هذا الهدف العظيم.
في يونيو القادم سنعقد مؤتمرنا الدوري الرابع في أنقرة مع أصدقائنا من جميع أنحاء العالم.
سندعو العديد من أصدقائنا من الشرق الأوسط ومن مصر.
نريد أن نعطي أكبر رد على الدمار والمآسي في الشرق الأوسط من خلال بناء جسور قوية بين شعوبنا.
وأود أن أغتنم هذه الفرصة لأدعوكم إلى مؤتمرنا.