رأي

د. سيد عيسى يكتب.. المشاركة الانتخابية بناء للوطن ومعيار للوعي

الكاتب نائب رئيس حزب "مصر الحديثة" للشؤون الدولية

صناعة المستقبل

في 15 أغسطس تنطلق انتخابات مجلس الشوح المصري، وتليها انتخابات مجلس النواب، تحديدًا في يوم 12 نوفمبر المقبل، حسب الجدول الزمني المحدد، وقبل ذلك يتم ترتيب العملية الانتخابية من قبل اللجنة الوطنية للانتخابات، وحسب المادة 106 من الدستور المصري، فإن مدة عضوية المجلسين هي خمس سنوات ميلادية من تاريخ أول جلسة، وتعد الانتخابات المرتقبة لعام 2025 – 2026 حدثًا سياسيًا بالغ الأهمية في مسيرة الديمقراطية المصرية، فالمشاركة في هذا الاستحقاق الوطني ليست مجرد حق دستوري فحسب، بل هي واجب وطني يعكس وعي المواطن وإيمانه بدوره في صناعة مستقبل الوطن ومواطنيه.

اقرأ أيضا: د. سيد عيسى يكتب.. قيمة الإخوة ومرارة الفقد

الوعي والمشاركة

وبعيدًا عن موعد إجراء الانتخابات والنظام الانتخابي والترتيبات الأخرى، يأتي الدور الأبرز والأهم في نجاح العملية الانتخابية، وهو دور المواطن، لأن الانتخابات دون مشاركة المواطن تفقد قيمتها، وكلما كانت نسب المشاركة مرتفعة دلل ذلك على وعي المواطن، وتكمن أهمية المشاركة في الانتخابات البرلمانية في كونها الآلية الرئيسية لاختيار ممثلي الشعب الذين سيتولون مهام التشريع والرقابة على أداء الحكومة، فمجلس النواب هو المنبر الذي تناقش فيه قضايا الوطن وهمومه، وتصاغ القوانين والتشريعات التي تنظم كل جوانب حياة المواطنين، لذلك فالمشاركة الفعالة واجب وطني حتى يتم اختيار ممثل الشعب بدقة، ويكون لدينا برلمان وطني فعال.

الانتخاب حق

وحتى نتحدث عن المشاركة، لا بد أن نوضح عددًا من النقاط المهمة؛ أولاها التوعية بحق المواطن الأصيل في المشاركة والاختبار، وهو حق أصيل كفلة له الدستور، وعلى الرغم من ذلك نجد أن نسبة العزوف حسب آخر الإحصائيات، كبيرة، ولذلك نحتاج مجهودًا سياسيًا حقيقيًا من الأحزاب والمؤسسات الوطنية، لحث المواطنين على المشاركة.

مواجهة التحديات

كما نطالب المسؤولين عن العملية الانتخابية بمواجهة التحديات اللوجيستية، ومعالجة بشكل سريع وفعال والقضاء على البعد الجغرافي لمقار اللجان الانتخابية في بعض المناطق، أو صعوبة استخراج بطاقات الانتخاب لدى بعض الفئات، كما نؤكد ضرورة قيام الأحزاب السياسية بنشر الثقافة الانتخابية، وأهمية المشاركة من خلال ندوات وفعاليات حقيقية يتم فيها شرح أهمية المشاركة وخطورة العزوف الانتخابي، كم يتم وضع برامج شارحة من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة، ويتم خلالها توضيح أهمية المشاركة وتوضيح أهمية القوائم والفردي والفرق بينهما، وكذلك شروط الترشح والبرنامج الانتخابي ودور النائب التشريعي، وهذا دور يجب أن تعمل عليه الأحزاب السياسية ودور مؤسسات المجتمع المدني، وإن شاء الله تعالى بصفتي الحزبية كنائب لرئيس “حزب مصر الحديثة”، سأقوم بتقديم مقترح حول برامج التوعية المختلفة التي يقوم بها الحزب خلال الفترة المقبلة جنبًا إلى جنب مع الاستعدادات لخوض الانتخابات والترتيب لها، وسوف نطلق الفعاليات للحث على المشاركة، فهي عنوان التقدم والتحضر والوعي، ولتكن الفعاليات والبرامج التوعوية بمشاركة واسعة وبشعار “المشاركة الانتخابية بناء للوطن”.

ولذلك يجب علينا أن نعمل على تعزيز المشاركة من خلال المحاور التالية:

  • حملات التوعية الإعلامية من خلال ندوات وفعاليات متنوعة.
  • تقديم مقترحات لتيسير عملية التصويت، وزيادة عدد اللجان الانتخابية في كل مناطق الجمهورية.
  • تفعيل وإشراك الشباب والمرأة في العملية الانتخابية ومنحهم الفرص كاملة.
  • حث المواطن على المشاركة الإيجابية والاختيار الواعي للمرشحين الأكفاء.
  • تقدم الأحزاب السياسية برامج انتخابية واقعية تلامس هموم المواطنين وتطلعاتهم.
  • تسهم مؤسسات المجتمع المدني في التوعية الانتخابية ومراقبة العملية الانتخابية.
  • تنشر وسائل الإعلام الوعي الانتخابي، وتقديم تغطية متوازنة ومهنية للعملية الانتخابية.

وفي النهاية أقول إن المشاركة في الانتخابات البرلمانية المصرية 2025 – 2026، تمثل فرصة حقيقية للمساهمة في رسم ملامح المستقبل السياسي والاقتصادي والاجتماعي لمصر. فليست الانتخابات مجرد صندوق اقتراع، بل هي تعبير عن إرادة شعب حر واعٍ يسعى لبناء وطن متقدم ومزدهر. واختتم بمقولة شهيرة للمفكر الكبير الدكتور طه حسين حينما قال: “الديمقراطية ليست نظامًا سياسيًا فحسب، بل هي أسلوب حياة”.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى