رأي

عبدالله ميلاد المقري يكتب.. المجموعة الدولية أداة التآمر

الكاتب صحفي وسياسي ليبي.. خاصة منصة العرب الرقمية

المجموعة الدولية أداة التآمر

هناك خلط مقصود في الشعارات الدولية التي تترجم لغير معناها الصحيح في المدلولات السياسية، حيث تتعدد ما بين اللغات الرسمية المعتمدة في منظمة الأمم المتحدة، وقد ترجع الصياغات في أغلبها إلى اللغة الإنجليزية كمصدر أساسي، ومن حيث إن العرب لا يدققون في المصطلحات وصيغ القرارات التي تصدر عن الجمعية العامة ومجلس الأمن ضدهم، ومثال ذلك جميع القرارات حول إدانة العدو الصهيوني ومنعه من العدوان على الدول العربية، كانت تصدر تحت البند السادس من الميثاق، أي غير رادعة لهذا الكيان، ولسنوات والعرب يستدلون على قوة هذه القرارات حتى اتضح لهم في الأخير وبعد خراب مالطا، أنهم كانوا ضحية للعقل السياسي العربي المهزوم فكريا، فليس هناك مجتمع دولي، هناك منظمة الأمم المتحدة التي تجمع الدول المستقلة وتعترف بالميثاق، وغيرها من الوكالات والمفوضيات التي تقدم الدعم الدولي للدول غير القادرة على حل مشاكلها، ومحاربة الفقر والتصحر والهجرة غير الشرعية، وفض النزاعات العنصرية دون تدخل خارجي.

فيما يتعلق بليبيا هناك تحالف دولي قام بعدوان على ليبيا، وجر المنظومة الدولية ومجلس الأمن إلى تشريع العدوان، بعدما أعطته الجامعة العربية الإذن لذلك، ومن هنا أصبحت هذه المجموعة الدولية والتي تتكون من دول إمبريالية، ومن يسير في ركبها والتي تملك حق النقض على قرارات مجلس الأمن، هي من تدير الشأن الليبي، وتتنازع فيما بينها والتي أضعفت موقف الأمم المتحدة بفكرة إعادة الدولة الليبية، وتحقق لهذه المجموعة أهدافها في إسقاط النظام السياسي الوطني، وتدمير البنية العسكرية، وخلق ميليشيات أيديولوجية إرهابية وجماعات جهوية عسكرية.

إن الحرية وإرادة الشعب الليبي في خطر طالما لم ترفع هذه المجموعة الدولية يدها عن اختيارات الشعب الليبي، وهي واضحة برحيل القوات العسكرية التركية وميليشياتها من العاصمة طرابلس ومدينة مصراتة وكذلك القوات الإيطالية والمرتزقة، ويصبح من الأهمية أن يقوم مجلس الأمن الدولي وليبيا تحت البند السابع، وضمن مسؤوليته إصدار قرار تحت هذا البند الطلب من الدول وهي خارج الدول الخمس صاحبة حق النقض أن تنسحب تركيا من ليبيا ومنع غيرها من التدخل في الشأن الليبي، والمشاركة مع القوات المسلحة العربية الليبية والأجهزة الشرطية والأمنية في تفكيك التنظيمات والميليشيات التي تحمل السلاح، والتي تهدد الأمن المحلي والدولي، بتكتل المجموعة الدولية ضد المصلحة الليبية في إجراء انتخابات رئاسية ونيابية إذا كانت هذه المجموعة تهدف إلى تصحيح سياستها العدوانية والكف عن التآمر على الشعب الليبي وإرادته الوطنية في بناء دولته الحرة المستقلة، وهذا مكسب للأمن والسلام الدوليين.

بعد ان تناولنا موضوع المجموعة الدولية أداة التآمر يمكنك قراءة ايضا

محمد أرسلان علي يكتب.. العرب والكرد.. الحوار طريق المستقبل المشترك  

دار المفكر العربي تشارك في معرض القاهرة بدورته الـ53

يمكنك متابعة منصة العرب 2030 على الفيس بوك

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى