الكرد في أسبوع.. اعتقال دواعش بعد الهجوم على مخيم الهول والكريلا تسقط مسيرة تركية
باتت قضايا الأكراد جزء أصيل من تفاعلات منطقة الشرق الأوسط، خصوصا وان هناك تداخلات قديمة بين العرب والأكراد على المستوى التاريخي، ما يجعل هناك مسنقبل جديد يمكن صناعته في مناطق الجوار العربي الكردي، خصوصا بعدما أصبحت المكونات السياسية الكردية جزء أصيل في دولها خصوصا في سوريا والعراق كبلدان عربية، بالإضافة إلى النضال الكردي في كل من تركيا وإيران ضد استهداف السلطات في أنقرة وإيران لهذه القومية القديمة والأصيلة في المنطقة.
وفاة المعتقلين داخل السجون جريمة
تواصل عائلات المعتقلين المرضى والمعتقلين الذين تأخر إطلاق سراحهم مناوبة العدالة في نقابة محامين وان لليوم الـ 105.
واستلمت مناوبة اليوم من قبل ذوي المعتقلين وهم كل من زبيدة أبي، وناجية أبي، وشهدت مناوبة العدالة زيارة أعضاء ومسؤولون تنفيذيون من حزب الشعب الديمقراطي(HDP) في ناحية قلقلي وعمدة مدينة قلقلي، يعقوب ألماش، الذي تم تعيين وكلاء عن الاحتلال مكانه.
وأكدت ساكينة كوتبينار، الرئيسة المشتركة لحزب الشعوب الديمقراطي عن ناحية قلقلي، خلال الزيارة بوجود مشاكل خطيرة في السجون بسبب السياسات المفروضة على السجون.
واضافت: “هناك عزلة خطيرة في السجون، تم إخراج جثمان صديقنا شرفان جودر من السجن قبل أيام قليلة، على الرغم من أنهم يقولون إنه مر في أزمة قلبية، إلا أننا ما زلنا نعلم أنه قُتل، نحن نعلم أنه لا يوجد عدالة في تركيا، العزل في السجون يجب أن تنتهي على الفور”.
ومن جانبه ذكر رئيس بلدية قلقلي، يعقوب الماش، أن الشعب الكردي يتخذ نضاله المقاوم من السجون، الاحتلال التركي ينتهج سياسة حرب داخل البلاد وخارجها، فالاحتلال يخوض هذه الحرب ضد الشعب الكردي على وجه الخصوص. فليكن جميع أفراد شعبنا على إدراك في هذا الأمر، فسياسات الحرب لا تفيد أحدا، ويجب كسر العزلة على الفور، وإطلاق سراح رفاقنا.
المعتقلون في سجن آمد يتعرضون لأشد أنواع العنف
أفادت مصادر عن تعرض المعتقلين في سجن آمد الشديد الحراسة (رقم 1) ، للتعذيب الشديد والتهديد.
وبحسب المعلومات فقد تم تغيير زنازين بعض المعتقلين في سجن آمد الشديد الحراسة رقم 1 وتعرضوا للعنف الشديد والتهديد.
وذكر السجين زنار غولمز في المكالمة الهاتفية التي أجراها مع شقيقه أمر لله، وذكر أنهم تعرضوا لأعمال العنف الجسدي وتهديدات في 27 آذار.
وذكر امرلله جولمز أن شقيقه البالغ من العمر 16 عامًا قد اعتقل في عام 2017 بتهمة الانتماء إلى “المنظمة” ويواجه انتهاكات مختلفة لحقوق الإنسان منذ 5 سنوات.
وفي حديث زنار جولمز عبر الهاتف في 28 آذار، قال: “أخي، لتكونوا على علم بهذا، نحن المعتقلون نواجه العنف الذي كان يتعرض له رفاقنا في سنوات ‘الثمانينيات’، انهم دخلوا الزنزانات الثلاثة، وبدأوا بممارسة أشد أنواع العنف على معتقلين، لقد تم جرنا على الأرض واقتادونا إلى زنازن مختلفة، وقيل لنا: (ما زالت هذه أيام جيدة بالنسبة لكم).”
وأكد امرلله انه ذهب لرؤية شقيقه في 29 آذار، وكانت معنوياته جيدة.
“مراجعة تسجيل الكاميرات”
وأكد جولمز أنه إذا تم فحص تسجيلات الكاميرا، فسوف تظهر مدى قساوة العنف الذي قام الاحتلال بممارسته ضد السجناء، كما اضاف جولمز انه على عائلات السجناء أن يكونوا صوتا واحدا، من أجل تمثيل صوت السجناء ومطالبة بحقوقهم. وأكد جولمز أنه سيكون دائما صوت شقيقه زناز، وجميع رفاقه.
قوات الكريلا تسقط مُسَيّرة تركية
تمكن مقاتلو قوات الدفاع الشعبي (HPG) من إسقاط طائرة مسيرة بدون طيار (درون) ونشروا فيديو مصور بعنوان (تمكننا من تدمير التقنيات العسكرية للعدو التركي).
نشرت قناة (Gerila TV) مقطع فيديو مصور، يظهر فيه مقاتلو الكريلا في قوات الدفاع الشعبي (HPG) وأمامهم طائرة مسيرة تركية (درون).
وقال أحد مقاتلي الكريلا: هذه طائرة مسيرة تركية بدون طيار، حيث تعتمد دولة الاحتلال التركي حربها على هذه التقنية العسكرية؛ وقد تمكنت قواتنا من إسقاط هذه الطائرة المسيرة في إثبات للعالم أجمع بأن التقنية العسكرية للعدو التركي لن تفعل شيئاً أمام تكتيكات الكريلا ومقاومتهم.
وذكر المقاتل أن دولة الاحتلال التركي استخدمت عشرات الطائرات بدون طيار في مناطق قوات الكريلا في السنوات الأخيرة، وقال: لا يمكن لأي تكنولوجيا عسكرية حديثة الوقوف في وجه تكتيكات ومقاومة الكريلا، ونريد التأكيد على ذلك مجدداً؛ إذا كانت لدولة الاحتلال التركي طائراتها المسيرة، فنحن لنا فن الحرب وتكتيكاتها؛ لا شيء يمكن أن يعيق مقاومة الكريلا.
القضاء التركي يتساهل مع مرتزق في جريمة اعتداء على فتاة كردية قاصرة
أطلقت محكمة تركية سراح المدعو فائق دورال أحد عناصر حراس القرى التابعة لدولة الاحتلال التركي، الذي ارتكب جريمة اغتصاب بحق إحدى الفتيات الكرديات القاصرات، بحجة أن ما فعله الجاني هو “تحرش جنسي” وليست جريمة اغتصاب.
في يوم الـ 23 من كانون الثاني 2021 وفي ناحية باييز آفا التابعة لولاية وان الكردستانية تهجم المرتزق فائق دورال وقريبه المدعو محمود هوندور على الفتاة الكردستانية القاصر (هـ. د) والتي لم تبلغ بعد السادسة عشرة من عمرها.
وتم إلقاء القبض على المرتزق دورال وقريبه هوندر بتهمة الاغتصاب بعد تقديم شكوى ضدهما، ولكن المسؤولين في حزب العدالة والتنمية تدخلوا وقاموا بتهديد عائلة الفتاة القاصر، مما دفع بعائلة الفتاة إلى التنازل عن الحق الشخصي في القضية وإطلاق سراح المرتزق الجاني في الـــ 15 من شباط بعد تساهل القضاء التركي معه دون تقديمه إلى المحكمة.
وبعد تنازل عائلة الفتاة عن الحق الشخصي ضد المرتزق الجاني، قررت النيابة العامة التركية فتح دعوى بحق الجاني وتحويل القضية إلى قضية رأي عام.
وبعد اعتراف المرتزق دورال بالتهم الموجهة له بالاعتداء الجنسي في الجلسة الأولى من محاكمة دورال وهوندر في 23 آذار 2022 في المحكمة الجزائية السابعة في ولاية وان، طلبت هيئة الدفاع تبرئة المتهم وإخلاء سبيله فوراً…!
كما قررت المحكمة فصل ملفي دورال و هوندر، ومحاكمة المرتزق دورال بتهمة “التحرش الجنسي” وإحالة ملف القضية إلى المحكمة الجنائية في باييز آفا، و استمرار مقاضاة هوندور في المحكمة الجزائية السابعة في ولاية وان الكردستانية.
و أقرت المحكمة توقيف هوندر وتحديد يوم الأول من نيسان لعقد جلسة النطق بالحكم.
آمد: نقابة المحامين تتقدم بشكوى جنائية ضد اعتقال طفلين خلال احتفال نوروز
تقدمت نقابة المحامين في آمد بشكوى جنائية ضد الشرطة والمدعي العام للتحقيق بشأن اعتقال طفلين أخوة يبلغان من العمر خمس سنوات بسبب ارتدائهما لملابس تقليدية كردية خلال احتفالات نوروز.
قامت دولة الاحتلال التركي في ناحية بسميل بولاية آمد الكردستانية، بوضع العراقيل أمام المشاركين باحتفال عيد نوروز، يوم 19 آذار، حيث أقدمت سلطات الاحتلال على اعتقال العديد من الأشخاص الذين ذهبوا إلى نوروز بملابسهم التقليدية.
وكان من بين من تم إلقاء القبض عليهم الطفلان آرين وإيسين البالغان من العمر خمس سنوات، حيث تم القبض على والدتهم زينب بيجر خلال الاحتفال، كما اصطحبت الشرطة أطفالها إلى مقر شرطة بسميل.
وبدأت الشرطة تُحقق مع زينب بيجر، “من أين لك هذه الملابس؟ ألا تعلمي أن هذه الملابس ممنوعة؟”، قالت الأم زينب بيجر: “اعتدنا الذهاب إلى نوروز بهذه الملابس، هذه ملابسنا التقليدية”، بعدها أخذت الشرطة بصمات أصابع الطفلين بعد الاعتقال وتم إطلاق سراحهم.”
وردت نقابة المحامين في آمد، وأعلنت عن أنها تقدمت بشكوى جنائية ضد الشرطة والنائب العام.
وذكرت نقابة المحامين في آمد على حسابها على وسائل الإعلام الرقمية، أن الأطفال وأمهم اعتقلوا “دون أي اشتباه في ارتكابهم جريمة”، وقالت إن سبب اعتقالهم هو بذريعة ارتداء الملابس التقليدية.
وجاء بيان نقابة المحامين في آمد على النحو التالي:
لقد منعت الشرطة الاطفال من دخول ساحة نوروز، وتم نزع ملابس الاطفال منهم واعتقال والدتهم زينب ونقلها الى مركز الشرطة مع طفليها، وعلى الرغم من الإشارة بوضوح إلى أن الأطفال دون سن 12 عامًا لا يتم القبض عليهم لارتكاب جرائم ولا يتم استخدامهم لتحديد الجرائم، بحسب المادة 19 من اللائحة الخاصة بالقبض وتقديم الإفادات، والحق في الحرية الشخصية و أمن الشخص، ولكن مع اعتقال واحتجاز أطفال في الخامسة من العمر، يعتبر ذلك انتهاك للقانون، يؤكد هذا بأن عمليات التوقيف والاحتجاز تتم دون تهمة أو اشتباه، كما يُنتهك حظر التعذيب والمعاملة أو العقوبة اللاإنسانية أو المهينة لخلع ملابس الأطفال التقليدية، والحق في التجمع السلمي والحق في الحرية والأمن.
ففي 19 آذار 2022، ألقي القبض على طفلين لارتدائهما ملابس عامة وزخارف شخصية بالأحمر والأخضر والأصفر. ونُفِّذ حوالي 94 جريمة تعذيب و 109 (حرمان من الحرية)، لقد قمنا نحن كالنقابة المحامين في آمد ومركز حقوق الطفل في نقابة المحامين في آمد، قمنا بتوجيه تهم جنائية ضد الشرطة والمدعي العام.
نحن، بصفتنا نقابة المحامين في آمد ومركز حقوق الطفل في نقابة المحامين في آمد، نتعهد للرأي العام بأننا سنتابع الإجراءات القانونية ونتابع الإجراءات القضائية.
دائرة العلاقات الخارجية في الادارة الذاتية تسلم 27 طفل و10 نساء من أسر داعش إلى وفد الخارجية الألمانية
سلمت دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، 27 طفل و10 نساء من أسر تنظيم داعش الإرهابي، لوفد الخارجية الألمانية بموجب وثيقة رسمية.
زار وفد من الخارجية الألمانية في 30 آذار دائرة العلاقات الخارجية للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، حيث يتكون الوفد من مدير الشؤون في السفارة الخارجية في وزارة الخارجية الألمانية كورت جورج شتوكل ستيلفريد، ومساعدة القنصلية الخارجية الألمانية مانجا كليز.
واستقبل الوفد من قبل الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية عبد الكريم عمر، ونائبي الدائرة فنر الكعيط وعبير إيليا وممثل مكتب علاقات وحدات حماية المرأة لانا حسن.
عقب الاستقبال تباحث الجانبان، الوضع السوري وسبل حل الأزمة السورية بشكلٍ عام، ووضع شمال وشرق سوريا بشكلٍ خاص من الناحية الاقتصادية والصحية ووضع المخيمات والنازحين، بالإضافة للمخاطر والتهديدات الإقليمية التي تواجهها الإدارة الذاتية.
وأكد الوفد الألماني الذي ترأسه مدير الشؤون القنصلية الخارجية في وزارة الخارجية الألمانية كورت جورج شتوكل ستيلفريد أن الدولة الألمانية مستمرة في دعمها الإنساني والاقتصادي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
بدروها حثت دائرة العلاقات الخارجية ألمانيا بممارسة ضغوط على دول الاتحاد الأوروبي من أجل الإسراع في حل ملف أسر وأطفال داعش في المخيمات ومعتقلي مرتزقة داعش.
وفي ختام اللقاء، سلمت دائرة العلاقات الخارجية 27 طفلاً و10 نساء من أسر داعش ممن يحملون الجنسية الألمانية للوفد الألماني بموجب وثيقة رسمية وقعت بين الجانبين، ممن كانوا يقطنون في مخيم روج الخاص بأسر وأطفال داعش.
وأفاد نائب الرئاسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية فنر كعيط أن هذه هي الزيارة الثالثة التي يقوم بها وفد ألماني إلى المنطقة، وقال: “في الزيارة الأخيرة سلمت دائرة العلاقات الخارجية 27 طفل و10 نساء”.
ونوه فنر كعيط إلى أن عملية تسليم أسر وأطفال داعش جميعها تمت بموجب وثائق رسمية، وقال: “بعد عدّة مراسلات والتواصل مع الجهات الرسمية والمعنية يتم توقيع وثيقة بين دائرة العلاقات الخارجية والحكومة المعنية”.
كما لفت كعيط الانتباه إلى أن استجابة الدولة الاوربية لمطالب الإدارة الذاتية لا ترقى إلى المستوى المأمول، حول ضرورة استلام رعاياهم من أسر وأطفال داعش، وقال: “نحن في الإدارة الذاتية نوجه نداء تلو الآخر للإسراع في حل هذا الملف الشائك والخطير، ولكن مازالت الاستجابة دون المستوى المطلوب، لقد استجابت بعض الدول لهذه النداءات ومن بينها المانيا”، وتمنى كعيط أن تستجيب الدول الأوربية لنداءات الإدارة الذاتية، وأن تُعيد رعاياها الذين انضموا لصفوف داعش بأسرع وقت ممكن من أجل حل معضلة داعش، وإنقاذ الطفولة.
ومن الجدير بالذكر أن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا قد سلمت حتى الآن 91 من أسر وأطفال داعش للدولة الألمانية الذين كانوا موجودون في مخيمات الإدارة الذاتية بموجب وثائق رسمية، 69 طفل أعمارهم تتراوح ما بين 4 و10 سنوات، و22 إمرأة تتراوح أعمارهن ما بين 24 و37 عام.
اعتقال عدد من مرتزقة داعش عقب هجومها على مخيم الهول
يستمر التوتر الأمني في مخيم الهول، عقب اندلاع اشتباكات بين قوى الأمن الداخلي وخلية لمرتزقة داعش الإرهابي ليلة الاثنين.
والتوتر الأمني في المخيم لا زال مستمراً على خلفية الاشتباكات التي اندلعت في الساعات المتأخرة من ليلة أمس الاثنين، بين قوى الأمن الداخلي في المخيم وخلية إرهابية لتنظيم داعش؛ حيث شنت الخلية هجوماً استهدف دورية لقوى الأمن لدى قيامها بعملية مداهمة داخل القسم الخامس المخصص للسوريين من المخيم.
وتعليقاً على هذا الأمر، قال الإداري في قوى الأمن الداخلي في مخيم الهول، إبراهيم محمد: عند قيام قواتنا بمهامها تعرضت لهجوم من خلية داعش داخل المخيم، وبالتالي بادرت قواتنا على الرد الفوري على مصادر النيران، وفي الحقيقة لم نضغط كثيراً على الوضع نظراً لحرصنا على سلامة سكان المخيم، لأن المخيم يضم أعداد كبيرة من النساء والأطفال، وأفراد هذه الخلية الإرهابية اختبأوا بين قاطني المخيم.
وأكد الإداري في قوى الأمن الداخلي على أن قواتهم تحركت بدقة وحساسية بالغة في معالجة هذا الهجوم الإرهابي، وتمكنت من اعتقال عدد من أفراد هذه الخلية الإرهابية.
وأن 3 آليات عسكرية لقوى الأمن الداخلي تضررت جراء الهجوم الإرهابي الذي استخدم فيه قذائف من نوع (RPG). وبدأت قوى الأمن الداخلي في ناحية الهول والمخيم بحملة تمشيط أمنية للقسم الخامس من المخيم الهول، وكذلك حملة أمنية واسعة لمركز ناحية الهول وبعض القرى المحيطة بها.
رامي زهدي: العلاقات العربية الكردية متداخلة عبر التاريخ والكرد لهم دور مهم في تاريخ مصر
عبر الباحث والسياسي المصري رامي زهدي عن سعادته بالمشاركة في احتفالات نوروز 2022 في مدينة آمد، مؤكدًا أن العلاقات العربية الكردية كانت متداخلة عبر التاريخ وأن الكرد ساهموا في بناء الأوطان، مشيراً إلى دورهم في التاريخ المصري.
قال رامي زهدي، سياسي مصري وباحث متخصص في الشؤون الإفريقية، إن عيد نوروز يحمل جملة من المعاني الإنسانية المهمة المضادة للقهر والظلم، معبرًا عن سعادته للمشاركة في احتفالات نوروز التي أقيمت في مدينة آمد الكردية ليرى بعينه التجربة مباشرة دون أي وسيط.
وأوضح زهدي: كان حظي سعيداً هذا العام، فقبل أيام، حضرت احتفالات عيد نوروز في آمد (دياربكر)، والتي تقام في الحادي والعشرين من مارس، رأيت احتفالات مبهجة عبرت عن الفرحة والحرية والأمل والتطلع إلى حياة أفضل.
وأضاف “حملت الاحتفالية أيضًا معان من التحدي لكل العوائق أو محاولات إحباط القومية الكردية، رأيت أطفالًا، رجالًا، نساءً يستشرقون الآمال ويحلمون بإتاحة المجال لهم ليتشاركوا بناء الأوطان مع كافة القوميات والأجناس والأديان أيما كانت”.
وتابع: كان وجودي في الاحتفال وبهذا القدر من التقارب، تغير مفهومي بالقدر المباشر مع اهلنا واشقائنا وجيراننا وشركاء الأوطان من الكرد، علمت حقًا أن ليس من يسمع كمن يرى، فنوروز كعيد يحمل معانٍ إنسانية مضادة للقهر والظلم ومضمون قوي للتصدي لكافة أشكال الإقصاء، سواء الديني أو العرقي أو المجتمعي، وهو أيضًا عيد إنساني جميل يدعو للتعايش السلمي، الآمن، وشراكة الوطن والمواطنة الحقيقية.
وأردف: بالحديث عن العلاقات العربية الكردية عبر التاريخ، نجد أنها علاقات متداخلة جدًا ولم نعرف قديما الفرق على أساس العرق أبدًا ما بين عربي أو كردي أو شركسي أو ما دون ذلك، ساهم الكرد في بناء الأوطان، وعندما أتحدث عن مصر تحديدًا فقد كان لهم دور في التاريخ المصري ودوما كانت هناك تحديات مشتركة وما زالت تواجه الجميع، ولم يكن أو يعد ما يسمى بمفهوم القومية العربية مناسبًا الآن، إنما أفترض أن قومية الجغرافيا والتعايش هي الأساس والشراكة العادلة بيننا جميعاً طالما أننا نتشارك نفس الحدود الجغرافية.
واستطرد قائلاً: المثقفون والسياسيون وحتى الطبقات العادية من الشعوب العربية والكردية وغير ذلك من قوميات أخرى عليها دور كبير، بما أننا نتشارك جميعاً بناء الأوطان فعليهم جميعاً أن يبذلوا دوراً في تقريب وجهات النظر وإيجاد سبل ومجالات بناء التعاون المسبق بيننا وبرغم تشابك معظم مشكلات القوميات على مستوى العالم.
وقال: لعل أبرز مشكلة هذه القوميات هي مشكلة الكرد بحكم أنهم عدد كبير في أربعة دول إلا أن هناك ميزة معينة تنفرد بها القضية الكردية وهي إمكانية الحل، وأنها ليست معقدة، طلبات الكرد شرعية منطقية مقبولة جدًا من الجانب الإنساني، ونحن نرى قوميات تتعايش بأديان وأجناس وألوان مختلفة في الهند، جنوب إفريقيا، كندا، وفي دول مختلفة. نرى أن بناء الوطن يحتاج تكاتف جميع المكونات والأعراق والقوميات، وأن معيار الإنسان والكفاءة والأخلاق هو الأهم.
وأشار إلى أن الجميع يتبادلون الأدوار السياسية والاقتصادية في بناء الوطن بغض النظر عن الأجناس والأعراق والقوميات وأنه هو المعيار الحقيقي لبناء الأوطان.
بسمة حمدي: كنا شهود عيان على ما يتعرض له الكرد على يد آلة القمع التركية
قالت دكتورة بسمة حمدي الأمين العام والمتحدث الرسمي للاتحاد الدولي للمرأة الإفريقية إن الكرد في آمد يواجهون بصدور عارية آلة قمع تركية صعبة لا لشيء إلا لأنهم يعتزون بهويتهم، مؤكدة أنهم خلال زيارتهم إلى هناك للاحتفال بعيد نوروز كانوا شهود عيان على ما يحدث.
عقب عودتها إلى القاهرة قادمة من آمد (دياربكر)، للمشاركة في احتفالات عيد نوروز بدعوة من حزب الشعوب الديمقراطي قالت الدكتورة بسمة حمدي الأمين العام والمتحدث الرسمي للاتحاد الدولي للمرأة الإفريقية، أكدت على أنه لابد من فضح الممارسات التركية التي تمارس تجاه الكرد هناك، مؤكدة أن الدولة التي تدعي الديمقراطية تمنع المواطنين الكرد هناك من ممارسة أبسط حقوقهم بل وتمنعهم من حتى الدراسة بلغتهم أو تسمية مواليدهم بأسماء كردية.
وقالت حمدي شرفت بالمشاركة في احتفالات عيد نوروز، والذي يحتفل به في ٢١ مارس/ آذار من كل سنة في مدينة آمد بديار بكر في تركيا، وهو عيد يعني ميلاد فجر أو يوم جديد سمته التسامح والأخوة والتعايش السلمي بين شعوب الشرق الأوسط، حيث يبدأ الاحتفال بمراسم إشعال النار في رمز للعنقاء التي تولد من رمادها.
وأضافت “لم يكن طريق الوصول سهلًا إلى ديار بكر حيث أن رحلتنا تضم جنسيات متعددة من تونس ومصر واليمن والمغرب ولبنان والأردن والعراق، ولعلها المرة الأولى التي تتم فيها هذه الاحتفالية السنوية بتواجد شخصيات عربية مرموقة”.
وأشارت إلى أنهم وبعد رحلة شاقة وصلوا إلى آمد، لتبدأ رحلة معايشة مختلفة للكرد وقضيتهم التي ورغم متابعتها لها في وسائل الإعلام العالمي والمحلي وكذلك دراستها لها منذ تم تقسيم كردستان بين أربع دول وفيها تتقسم العوائل بما يقطع بينهم سبل التواصل، لكنه ورغم ذلك تم الترويج للعالم خاصة من تركيا وآلتها الإعلامية أن الكرد ما هم إلا إرهابيين يريدون قد مضجع الدولة التركية رغم أن الحقيقة أن ما يمارس عليهم هو الإرهاب عينه.
وتابعت: لعل المواطن العربي لا يعلم حقيقة الوضع سوى ما يقال بأن الكرد ينتقدون من أجل إقامة دولة مستقلة لهم بعيدا عن الدول التي يتبعونها من رقعة جغرافية، والحقيقة غير ذلك، الكرد تربطهم بالعرب علاقات وطيدة منذ الأزل وانحدر منهم فاتحون ومحاربون على مر العصور لنصر الإسلام والمسلمين وعلى رأسهم الناصر صلاح الدين.
ولفتت إلى أن الكرد في تركيا هم الأكثر اضطهادًا، وأنهم يعيشون في حدود دولة عنصرية لا تعرف ولا تعترف سوى بثقافتها ولغتها، وفي المقابل أهالي دياربكر يعتزون بثقافتهم وقوميتهم وتراثهم، مشيرة إلى أن الزيارة التي قاموا بها كانت شاهد عيان على هذا الصراع حيث أن عيد نوروز عيد مقدس يصر الكرد على حضوره والاحتفال به في حين تصر آلة القمع التركية على قمع واعتقال المدنيين لا لشيء سوى لأنهم يحتفلون بالنوروز على طريقتهم وبلباسهم التقليدي.
واستطردت: فوجئت صراحة من كم الحواجز التي وضعت تقريبا كل مئة متر للحيلولة دون الوصول إلى ساحة الاحتفالات، وكم الشرطة والمركبات العسكرية التي تغطي المدينة، ناهيك عن الطيران العسكري الجوي الذي كان يحوم منذ الصباح الباكر فوق دياربكر، رغم أن الأمر لم يكن يستحق كل ذلك، ولا كل تلك الاستعدادات وذلك الاستنفار، خاصة أن الأمر يتعلق باحتفالية ليس إلا. لكن ما حدث هو أن الأمر تطور فيها إلى كر وفر بين المواطنين الكرد ورجال الشرطة ليتم اعتقال عدد كبير من الأطفال والشباب تجاوز ٣٠٠ معتقل بينهم أطفال لا تتعدى أعمارهم ١٢ عامًا”.
ولفتت إلى أن آلة القمع لا يمكنها أن تولد إلا الانفجار، خاصة أن كرد تركيا ليسوا أقلية بل إن عددهم قد يصل إلى ٢٥ مليون نسمة داخل حدود تركيا، متسائلة ما الضير في أن يدرسوا لغتهم في مدارسهم أو حتى أن يسموا أبنائهم بأسماء كردية، بل ما الضير في أن يُحافظوا على هويتهم وثقافتهم، ألا يعتبر التنوع من ضمن الأشكال الحضارية؟؟
وأردفت: هناك وفي تلك الزيارة وقفنا على أمور كثيرة كانت غائبة وغيبها الإعلام التركي المضلل، فدعاة الديمقراطية يسجنون زعيم الكرد القائد عبدالله أوجلان من سنوات طويلة، دعاة الحرية يسجنون السيدة ايسل توغلوك منذ خمس سنوات دون محاكمة رغم مرضها وصحتها المتدهورة، ناهيك عن الانتهاكات الجسدية تجاه النساء والتي وافانا بها مضيفونا، فقد كنا شاهد عيان وسننقل إلى شعوبنا العربية ما شاهدناه بكل أمانة لتتحمل وسائل الإعلام مسؤوليتها ودورها في كشف ممارسات أردوغان وحكومته الفاشية وما يتعرض له كرد ديار بكر.
وتابعت: أتمنى إقامة مؤتمر دولي في القاهرة أو تونس يحضره جاليات من الكرد في الدول الأربعة من أجل وضع آليات لوقف النزيف الكردي أمام العالم.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب