د. محمد جبريل العرفي يكتب.. أهداف الإنجليز وأدواتهم لاستنساخ تجربة العراق في ليبيا
الإنجليز يحاولون العودة للسيطرة على ليبيا من مدخل برقة لعدة معطيات، منها أنهم أصحاب تجربة فيها منذ الحرب العالمية الثانية، حيث احتلوها بحجة التحرير، ونصبوا عليها من يأتمر بإمرتهم، وزرعوا فيها قواعدهم، فلقد احتلت أمريكا الغرب الليبي، وفزان عبثت بها فرنسا، وفي النهاية كان اتفاق ثلاثي على تقاسم النفوذ في ليبيا.
للإنجليز على الأقل خمسة أهداف تدفعهم لإعادة احتلال برقة هي:
استعــــادة مجــــــد الإمبراطوريــــــــة البريطانية؛ كونها قبل حرب السويس كانت إمبراطورية عظمى، حتى قيل إن الأسد البريطاني فقد ذيله في السويس، ولهذا الإنجليز متحسرون على فقدانهم لمصر، التي لا تضاهيها في الخسارة إلا فقدانهم للهند، ولهذا تتطلع بريطانيا لاستعادة مجدها بإعادة احتلال مصر، فوجدت أن بوابة ليبيا يمكن الولوج منها للعودة لاحتلال مصر.
توظيف الموقع الاستراتيجي لليبيا، لأن بريطانيا خرجت من الاتحاد الأوروبي، ونشب صراع حاد بينها وبينه، أدى إلى تقوقعها كجزيرة معزولة على المحيط الأطلسي، فأحيت الأنجلوسكسونية بالتحالف مع أمريكا على الشاطئ الغربي للمحيط، وهنا التقت أهداف بريطانيا مع أمريكا، يسعى «الانجلوساكسوني» لخنق الاتحاد الأوروبي بالسيطرة على ليبيا، التي تتربع على 2000 كيلومتر من الشاطئ الجنوبي للبحر المتوسط، للتحكم في إمدادات الطاقة، وتدفق الإرهابيين، والهجرة غير القانونية، وتجارة المخدرات.
استخدام ليبيا بوابة للتغلغل في إفريقيا، حيث صراع النفوذ على أشده بين الروس والصينيين والأمريكيين في قارة الثروات والخامات والأسواق الواعدة.
نهب مدخرات ليبيا، لكون بريطانيا على حافة الإفلاس، واحتلال ليبيا سيمكنها من الاستيلاء على مدخرات ليبيا ونهبها بحجة التحرير من الإرهاب.
تحريك الاقتصاد بالحرب، فالحروب تحرك آلة الصناعة، فكثير من الحروب والنزاعات تحركها الشركات الكبرى، وعادة ما تمد الطرفين بالأسلحة لتأجيج المعارك.
نقلات شطرنجية لاستنساخ التجربة العراقية لاحتلال برقة ….
• حشد أدواتهم من كل أنحاء العالم وتسليحهم ودعمهم لوجستيا ومخابراتيا لاحتلال المنطقة، وصولا لإحداث حالة من التوحش، بإطلاق أيديهم لممارسة الظلم والقمع والقتل والتكفير والظلامية والتضييق على الناس لجعل الناس يبحثون عن أي منقذ يخلصهم من حكم طالبان ليبيا.
• عندما يجتث الإرهاب، وتستقر الأمور يأتي الإنجليز بعميل من صناعتهم لحكم ليبيا، حتما أحد عملاء مخابراتهم، وهم كثر في ليبيا؛ من ملكيين إلى نواب إلى رؤساء أحزاب إلى نشطاء سياسيين إلى قادة في تنظيمات إسلاموية أو ليبرالية، والأقرب أنه سيتم استيراد الإسباني ملكاً على ليبيا ليسير على نهج جده في العمالة ومعاداة العروبة، أو البديل سيكون إرهابيا تم تجنيده وتلميعه في شكل ليبرالي عصري يرتدي ربطة العنق ويظهر مع الكاسيات العاريات، أو شاذا جنسياً يمكن ابتزازه، كما هو الحال اليوم.
لكن القوات المسلحة العربية الليبية أفسدت المشروع الإنجليزي بتصديها الشجاع وقيادتها لمعركة محاربة الإرهاب وانتصارها فيها، فلم يعد امام الانجليز وعملائهم سواء البحث عن وسائل لعرقلة تقدم القوات المسلحة ومنعها من تحقيق أهداف الشعب.
نحن أمامنا خياران إما المقاومة أو الفناء، نحن نملك عناصر المقاومة وعوامل النصر، أول عوامل النصر هو وعي شعبنا ومتانة تحصينه وفاعلية تنظيمه، لاستمرار احتضانه لقواته المسلحة التي تشكل درعه وسيفه، وتعاونه مع أجهزته الأمنية التي تشكل العيون الساهرة لحمايته، وثاني العوامل هي نقاط القوة التي نمتلكها على أرضنا من موارد للطاقة، وموقع استراتيجي، وثالث العوامل هشاشة العدو وأيلولته للسقوط، فهو يعاني من مشاكل اقتصادية واجتماعية وسياسية ويواجه تهديدات وجودية، بهذه العناصر الثلاثة ممكن مواجهة قطار الموت ووقفه والانتصار عليه، هذه رؤية تحتاج لقيادة من أبطال تاريخ يضحون من أجل مستقبل أحفادهم.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب