السودان يدفع ثمن موت الضمير وسيطرة الأطماع.. والعقاب الإلهي يهدم الظالمين.. طرح جديد للشرفاء الحمادي
الكاتب هو باحث ومفكر، مهتم بالشأن العام، له العديد من المؤلفات والأبحاث المرموقة في إحياء الخطاب الإلهي والسياسي
الملخص
استطاع المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي أن يصف الأوضاع العربية وصفا بليغا من خلال مقال مقتضب تحدث فيه عن موت الضمير وسيطرة الأطماع وأنهما السبب الرئيسي لما وصل إليه حالنا، إذ رفع الستار عن حقائق مرت بنا لم نتعلم منها ولم نأخذ منها العبرة، تلك الوقائع فرقت العرب وحققت آمال الذين وضعوا استراتيجية (فرق تسد) حتى وصلنا إلى ما نحن عليه، ثم أزال الكاتب اللبس حول أحداث السودان، وقال بعبارات بليغة: (في أي دستور أو شريعة تتساوى الضحية والمجرم، يتساوى من غدر بقيادته وارتهن للغير مع من يحمي الوطن؟) واختتم المقال بالحديث عن أن العقاب الإلهي يهدم الظالمين ويمحو إمبراطوريات الفساد والظلم في العالم، وبريطانيا خير مثال، فإلى تفاصيل المقال.
التفاصيل
موت الضمير وسيطرة الأطماع
إذا حل النفاق في وطن ومات الضمير في الإنسان وترك لشهوة النفس أطماعها في القوة والمال والسيطرة على حقوق الشعوب وسرقة أموالهم ونسي الله وحسابه في الدنيا والآخرة وسولت له نفسه استباحة كل المحرمات ويشبع أتباعه من الجهلاء بالمال ليسيروا معه كما تسير الأنعام مع رعاتها يؤكلونهم الكلأ ويشربونهم الماء وهم مستعدون للتنازل عن أرواحهم وعن دينهم ويعيشون لحظة الجائزة المادية ومستعدون لسفك الدماء بعدما توحشت نفوسهم وباعوا أوطانهم ليسخروهم في تخريب بيوتهم وهدم ما تم تعميره على مر السنين من قبل أجيال جاءت للحياة وذهبت بخفي حنين إلا من ذكريات سطرها التاريخ إن أحسنوا لأوطانهم فسيشكرون كلما ورد ذكرهم، أما غيرهم الذين استباحوا أوطانهم وباعوا عرضهم بثمن بخس فهم يلعنون بما ارتكبوه من غدر وخيانة وجرائم ضد إخوتهم في الوطن فسيلعنهم التاريخ وسيكتبون فيه الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم ويحكم الله عليهم بالتشرد والبؤس والفقر والشقاء حين باعوا تراب الوطن بثمن بخس ساء ما يبيعون.
المساواة بين القاتل والمقتول
انظر كيف يساوي العرب بين القاتل والمقتول، بين المعتدي والمعتدى عليه، بين الظالم والمظلوم، ففي أي دستور أو شريعة تتساوى الضحية والمجرم، يتساوى من غدر بقيادته وارتهن لغيره ولتدمير دولته مثل الدعم السريع حين تجرأ وقرر أن يسقط النظام ويقاتل حامي السيادة وحماة الوطن القوات المسلحة؟ كيف من قرر سقوط الوطن يتساوى مع من يحمي الوطن؟ وكيف يستقيم العدل وتعود الأمور إلى طبيعتها إذا كان أساس الموقف العربي التبست عليه الوقائع وتعامل مع القاتل بنفس الحكم مع المقتول؟ ولا تنتظروا عودة السودان إلى ما كان عليه فقد تكالبت عليه الذئاب والثعالب والغربان وقطاع الطرق طمعاً في ثرواته.
الشعب السوداني يدفع الثمن
شعب السودان يعيش أكثر من قرن في حروب وعصبيات ودماء سالت على ترابه ليظل متخلفاً محافظاً على ثرواته ليأتي قطاع الطرق ينهبون ثرواته فمنعوه من استغلالها لتطوير التنمية في دولته والمنافقون عديمو الضمير يساهمون في بلوته ويتعاونون مع ألد أعداء الإنسانية في العصر الحديث الذين أسقطوا القنابل الذرية على الشعب الياباني في هيروشيما ونجازاكي والذين دمروا العراق وسرقوا ثرواته وآثاره ثم أعدموا قيادته لتكون تلك الجريمة رسالة للعرب حتى لا يرفع رأسه طالماً عصابات الكاوبوي تتحكم في مصير العالم تعاقب وتراقب، ومن يخالف أمرهم، يحكم عليه بأنه يهدد أمنهم، ومن المضحك والمبكي أنهم يتحدثون عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وينسون كم سفكوا وأحرقوا وقتلوا مئات الآلاف من بني الإنسان.
العقاب الإلهي يهدم الظالمين
فيا أيها العرب تذكروا أن من يحكم السماوات والأرض خالقها الله سبحانه، فكم من إمبراطوريات ذهبت أدراج الرياح قبل الميلاد وبعد الميلاد استمر العقاب الإلهي يهدم كل الظالمين ويبيد كل المجرمين، ولم تكن الإمبراطورية البريطانية عنا ببعيد، التي لا تغرب عنها الشمس حتى آل بها الحال أن يترأس حكومتها رئيس وزراء هندي التي كانت تسيطر على دولته بريطانيا والتي نهبت من كنوز الهند ما لا يقدر بثمن، وسرقت ما طالت له يدها، وخلقت الفتنة بين الهنود، مسلمين وهندوس، وكانت الدماء تسيل دون ذنب ليسهل له بنظرية (فرق تسد) السيطرة على مئات الملايين من الشعب الهندي، ثم وقع العقاب وأرسل الله لهم واحدا من الذين ظلمتهم بريطانيا وسيطرت على مقدراتهم ليحكمهم من لندن، تلك عبرة لكل ظالم، فالله ينصر المظلوم مهما طال الزمن ليحل المظلوم مكان الظالم ليتعظ الناس، فللكون رب يحكمه بالعدل ولا يحب المعتدين.