السودان في أسبوع.. مناشدات دولية لمنع وقوع المجاعة ومساعي لعودة مفاوضات وقف الحرب بسويسرا
نشرة إخبارية تهتم بأحداث السودان.. تنشر الأحد من كل أسبوع
تعج الساحة السودانية بالأخبار والتفاعلات السياسية، خصوصا بعد اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع وفشل الاتفاق بين المكونات السياسية والعسكرية لاستكمال المرحلة الانتقالية لم يكتمل حتى الان، في ظل تطلعات رسمية وسياسية لإنهاء المرحلة الانتقالية واختيار حكومة منتخبة للبلاد.
الأمم المتحدة تناشد توفير التمويل لمنع مجاعة واسعة النطاق فى السودان
ناشدت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والمنسقة المقيمة في السودان كليمنتين نكويتا سلامي، المجتمع الدولي بضرورة توفير موارد عاجلة ووصول إنساني دون عوائق، في أعقاب تأكيد تفشي المجاعة في أجزاء من ولاية شمال دافور.
وقالت سلامي- بحسب مركز إعلام الأمم المتحدة- إن الأمم المتحدة وشركاءها في السودان أحيطوا علما بنتائج تقرير لجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي بشأن الوضع في السودان، التي تعكس خطورة الوضع الإنساني على الأرض.
وأضافت أن “شعب السودان عانى باستمرار منذ اندلاع الصراع قبل أكثر من 15 شهرا”، مشيرة إلى أن هذه أزمة من صنع الإنسان، ويمكن حلها إذا التزمت جميع الأطراف وأصحاب المصلحة بمسؤولياتهم والتزاماتهم تجاه السكان المحتاجين بشدة.
ولفتت الانتباه إلى أن المجتمع الإنساني في السودان كان يدق ناقوس الخطر بشأن كارثة الجوع المتكشفة وخطر المجاعة بينما استمر الصراع، مما تسبب في النزوح وتعطيل الخدمات الأساسية وتدمير سبل العيش وتقييد الوصول الإنساني بشدة.
وكان تقرير لجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أظهر أن الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أعاق بشدة وصول المساعدات الإنسانية ودفع بمخيم زمزم للنازحين في ولاية شمال دارفور إلى براثن المجاعة.
وأشار التقرير إلى أنه من المرجح أن يواجه الناس في السودان ظروفا مماثلة في المناطق الـ 13 المعرضة لخطر المجاعة، والتي تم إدراجها في تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الصادر في يونيو 2024.
وأكدت منسقة الشؤون الإنسانية في السودان، أن الأمم المتحدة وشركاءها عملوا على توسيع نطاق الاستجابة في الأشهر الماضية، لكن الاحتياجات هائلة، ولا توجد لحظة نضيعها.
وأوضحت أن المجتمع الإنساني يمضي قدما على جبهات متعددة، بما في ذلك نقل المواد الغذائية والتغذية والإمدادات الصحية والمدخلات الزراعية بشكل عاجل إلى المناطق الأكثر عرضة للخطر، فضلا عن زيادة المساعدات النقدية للمجتمعات المحتاجة، وتوسيع نطاق الوجود في المناطق التي يكون الجوع فيها أكثر حدة.
كما قالت إن “لتحقيق ذلك، نحتاج إلى إسكات الأسلحة لتمكين العاملين في المجال الإنساني من الوصول إلى المحتاجين”، مشددة على الحاجة لدفعة عاجلة من التمويل لعملية الإغاثة فضلا عن الوصول الإنساني الآمن ودون عوائق، بما في ذلك عبر الحدود وخطوط التماس.
وأشارت إلى أن هناك أكثر من 125 منظمة إنسانية على الأرض دعمت ما يقرب من ثمانية ملايين شخص ببعض أشكال المساعدات الإنسانية بين يناير ويونيو 2024.
وشدد تقرير لجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، على أنه على الرغم من الاحتياجات الهائلة، لا يزال العاملون في مجال الإغاثة يواجهون تحديات كبيرة في الوصول الإنساني، بما فيها الصراع النشط وانعدام الأمن والعوائق المنهجية مثل الحرمان المتعمد من الوصول.
وشددت منسقة الشؤون الإنسانية على أنه لمنع مجاعة واسعة النطاق من الانتشار، يتعين على المانحين زيادة دعمهم المالي بشكل عاجل مع استخدام الوسائل الدبلوماسية للدفع نحو فتح الوصول الإنساني. وإذا لم يحدث ذلك، فسوف نشهد وضعا أكثر كارثية.
يذكر أنه حتى الأول من أغسطس الجاري لم يتم جمع سوى 32 في المائة من نداء الاستجابة الإنسانية في السودان، الذي يسعى إلى جمع 2.7 مليار دولار أمريكي.
أزمة السودان الإنسانية.. “الصحة العالمية” تكشف أرقاما صادمة
قال ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان شبل صحباني، إن الوضع الصحي بعد ما يزيد على 15 شهرا من الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع “خطير للغاية”.
وأضاف صحباني في تصريحات صحفية، أن “نحو 80 بالمئة من المرافق الصحية في النقاط الساخنة للنزاع لم تعد تعمل، بسبب نقص القوى العاملة الصحية وتكاليف التشغيل ونقص الإمدادات الطبية والهجمات على المنشآت الصحية”.
وتابع: “المؤسف أن الهجمات على مرافق الرعاية الصحية آخذة في الازدياد، وقد تحققت منظمة الصحة العالمية من 85 هجوما عليها أسفرت عن 55 وفاة وإصابة 104 من العاملين الصحيين والمرضى، منها 19 هجوما في الشهرين الماضيين”.
وأشار ممثل منظمة الصحة العالمية إلى أن النزوح لا يزال مستمرا من السودان من جراء القتال العنيف، إذ نزح 13 مليون شخص منذ اندلاع الحرب منتصف أبريل 2023، مما قلل من فرص حصولهم على الرعاية الصحية.
وأوضح أن “من بين هؤلاء، يحتمي 10.7 مليون شخص في مواقع النزوح داخل السودان، في حين لجأ 2.3 مليون شخص إلى البلدان المجاورة”.
وسبق أن اعتبرت منظمة “هيومان رايتس ووتش” أن النزاع السوداني يسبب أكبر موجة نزوح في العالم، مشددة على أن الخسائر البشرية المدمرة للنزاعات يجب أن تدفع إلى اتخاذ إجراءات فورية.
الوضع المتدهور لم يتوقف عند هذا الحد وفق صحباني، الذي أشار إلى الإبلاغ عن تفشي 5 أمراض على الأقل، هي الكوليرا والملاريا والحصبة والتهاب السحايا وحمى الضنك.
وقال صحباني إن الوضع السائد أدى إلى العديد من المخاطر الصحية، بما في ذلك زيادة أعداد المرضى، مدللا على ذلك باكتشاف أكثر من 11 ألف حالة كوليرا، و1.6 مليون إصابة ملاريا، وحوالي 95 ألف حالة مشتبه بها لحمى الضنك، و4920 مريضا بالحصبة، و134 حالة لالتهاب السحايا.
وأضاف: “تعمل منظمة الصحة مع السلطات المحلية على الاستجابة لانتشار هذه الأمراض من خلال توفير الإمدادات وتوفير مشورة الخبراء”، مشيرا إلى “تخزين الإمدادات مسبقا في المناطق المعرضة للفاشيات والفيضانات لمنع تفشي الأمراض التي يمكن أن تفاقمها الأمطار الغزيرة”.
جنبا إلى ذلك، كشف ممثل منظمة الصحة العالمية أن أكثر من نصف السودانيين، أي نحو 25.6 مليون شخص، يعانون انعدام الأمن الغذائي الذي صار يشكل أزمة حقيقية، مضيفا: “المرض والجوع مزيج قاتل يعرض الناس للموت”.
“الأغذية العالمي” يطالب العالم بتوفير التمويل وإيجاد حلول للنزاع في السودان
قالت رئيسة وحدة العلاقات الخارجية في برنامج الأغذية العالمي بالسودان ليني كينزلي، إن هناك 25 مليون شخص في السودان يواجهون الجوع، مطالبة المجتمع الدولي بتوفير المزيد من التمويل وإيجاد الحلول الدبلوماسية للنزاع الدائر في البلاد.
وأضافت كينزلي – أن “هناك حالات وفاة بسبب المجاعة في مخيم زمزم، علاوة على 14 منطقة بالسودان قد تواجه المجاعة قريبا بجانب مناطق كردفان ودارفور والجزيرة المعرضة للجوع وهو أمر مقلق للغاية”.
وتابعت أن “المنظمات الإنسانية كبرنامج الغذاء العالمي يحتاج إلى دعم فوري لتعزيز جهود المساعدة.. نريد الوصول إلى كل السودانيين الذين يتحملون وزر هذا النزاع وأن نمنع انتشار الجوع إلى أماكن أخرى”.
وشددت كينزلي، على أن “أزمة الجوع تعود إلى النزاع المستمر، ولابد أن يتوقف الاقتتال الآن وأن يجري تطبيق القانون الإنساني الدولي وأن يسمح لمنظمات الإغاثة بإدخال المساعدات”.
وكشفت عن أنها تحاول تعزيز المساعدات “عن طريق العمل مع منظمة بالخرطوم تقدم مساعدات عينية للسكان، كما يتم العمل مع المطبخ المجتمعي الذي يسمح بتقديم حوالي ألف وجبة يوميا، وكذا العمل مع متطوعين آخرين بالسودان”.
المبعوث الأميركي : البرهان تواصل معنا قبل شهرين من الدعوة لمفاوضات سويسرا
ترك المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو الباب مفتوحًا أمام كافة الخيارات حال رفض أحد الأطراف المتحاربة في السودان الانضمام إلى محادثات جنيف المقررة منتصف الشهر الجاري، وكشف عن تواصل بينهم وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان قبل نحو شهرين للتشاور حول المفاوضات.
وأكد بيرييلو، ردًا على “سودان تربيون” خلال تصريحات له بأديس أبابا حول طلب البرهان التشاور المسبق حول أجندة المفاوضات، أن البرهان تواصل معهم قبل توجيه الدعوة.
وأضاف: ” سررنا بأنه اتصل بنا قبل حوالي شهرين، أي قبل شهر من الدعوات للتشاور بشأن ذلك.. نحن مستمرون في التواجد ومتاحون في المنطقة وكذلك بطرق أخرى للتشاور”.
وأكد بيرييلو أن الدعوة للتفاوض في جنيف وجهت للبرهان بصفته القائد العام للقوات المسلحة وكذلك قوات الدعم السريع، مؤكدًا أن الدعوة ذهبت لقيادات عسكرية من الجانبين.
ووصف استجابة قوات الدعم السريع للدعوة بالإيجابية، معربًا عن أمله في الحصول على تأكيد كامل. مشيرًا إلى أن المعيار لمفاوضات وقف إطلاق النار هو دعوة القوى المتحاربة كمقاتلين.
وأكد أنه مستمر في البحث عن كل فرصة للتشاور مع البرهان وكذلك قيادة القوات المسلحة في هذه العملية ومع الشعب السوداني وقوات الدعم السريع لتعميق المشاورات.
وفي وقت سابق قال المبعوث الأميركي إن قادة الجيش السوداني اعتذروا عن عقد مباحثات معه في مطار بورتسودان بعد أن منعت التقديرات الأمنية لبلاده الاجتماع بالمسؤولين السودانيين في مقر البرهان.
وقال بيرليو: “سنواصل النظر في كل خيار لدينا لإشراك الشعب السوداني والشركاء الدبلوماسيين في خارطة طريق للسلام، وهي خارطة طريق نحتاج أن تكون مختصرة للغاية”.
وأضاف: “نعتقد أن المسار الأفضل هو أن ترسل قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية قياداتها العليا المستعدة للتفاوض على صفقة. إذا لم نتمكن من القيام بذلك، فسنمضي الى خيارات أخرى نعتقد أنها يمكن أن تدفعنا نحو إنهاء العنف في السودان”.
وأكد المبعوث دعوة خمسة مراقبين، وهم الأمم المتحدة، الاتحاد الأفريقي، مصر، الإمارات العربية المتحدة، إلى جانب دول أخرى، مؤكدًا العمل بشكل وثيق مع مصر، إلى جانب شركاء آخرين مهتمين بهذا الأمر وسيشاركون حتى لو لم يلعبوا دور المراقبين في هذه الحالة.
وأكد بيرييلو استمرار جهود الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في السودان، بما في ذلك توسيع منبر جدة إلى مبادرة جديدة في جنيف لوقف العنف، فضلاً عن دعم الحوار السياسي الشامل للاتحاد الأفريقي.
قال: “نحن بالطبع نشعر بالفزع إزاء الموت والدمار والإرهاب داخل السودان الذي يواجهه الكثيرون، والنزوح الجماعي والمجاعة التي تستمر في التفاقم مع تقدم موسم الأمطار وتراجع الجهود الرامية إلى الوصول إلى المزيد من أجزاء البلاد”.
ودعا بيرييلو الجانبين إلى الاستجابة للمحادثات، قائلاً: “نحن على ثقة من أن هذه الحرب يجب أن تنتهي، ونحن على ثقة من أن الطريق الوحيد لإنهاء هذه الحرب هو من خلال المفاوضات. لقد طورنا مبادرة لمحادثات السلام على أساس التشاور مع الأطراف ولكن أيضًا بالتشاور مع أولئك في جميع أنحاء المنطقة الذين ما زالوا قلقين ليس فقط على شعب السودان، وهو شاغلنا الأساسي، ولكن أيضًا على الاستقرار الإقليمي”.
وأكد ضرورة حضور الجانبين للمحادثات والمشاركة بحسن نية، مشيرًا إلى أمله في الحصول على التزام من القوات المسلحة السودانية والتمكن من المضي قدمًا في المحادثات.
تنسيق مصري تشادي لحل أزمات السودان وليبيا والقرن الأفريقي
اتفقت مصر وتشاد على ضرورة دعم جهود وقف إطلاق النار في السودان، وحل النزاعات في ليبيا ودعم الأمن بمنطقة القرن الأفريقي.
وخلال استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمدينة العلمين الجديدة، الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي، تم التباحث حول عدد من القضايا الإفريقية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها التطورات الجارية في السودان، والأمن في منطقة الساحل الأفريقي، وتعزيز التنسيق بشأن دور تجمع الساحل والصحراء.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة مصر أن المباحثات تناولت الأزمة في السودان وكيفية مساعدة الشعب السوداني ، الذي يدفع ثمن الاقتتال الدائر من مقدراته، ويعاني من أزمةً إنسانية متفاقمة تستوجب التدخل العاجل لتخفيفها.
وخلال اللقاء تم تأكيد دعم البلدين لكافة جهود تحقيق الاستقرار في ليبيا، وتعزيز الأمن في منطقة الساحل في مواجهة التهديدات الإرهابية المستمرة.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب