السودان في أسبوع.. مجزرة بشعة في “ود النورة” والمعارك تحرق الفاشر
نشرة إخبارية تهتم بأحداث السودان.. تنشر الإثنين من كل أسبوع
تعج الساحة السودانية بالأخبار والتفاعلات السياسية، خصوصا بعد اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع وفشل الاتفاق بين المكونات السياسية والعسكرية لاستكمال المرحلة الانتقالية لم يكتمل حتى الان، في ظل تطلعات رسمية وسياسية لإنهاء المرحلة الانتقالية واختيار حكومة منتخبة للبلاد.
- اقرأ أيضا: السودان في أسبوع.. حمدوك وعبد الواحد يوقعان إعلانا لوقف الحرب وأمريكا تفرض عقوبات على الدعم السريع
“الموت من المسافة صفر”.. هكذا بدأت “مجزرة” ود النورة في السودان
في حوالي الخامسة من فجر الأربعاء، استيقظ أهالي قرية ود النورة بولاية الجزيرة جنوبي العاصمة السودانية الخرطوم، على هجوم مباغت من قوات الدعم السريع، أسفر عن “مجزرة” راح ضحيتها أكثر من 120 شخصًا.
تعتمد القرية مثل بقية القرى المجاورة في ولاية الجزيرة على الزراعة، وأغلب مبانيها طينية، لكنها تُركت منهوبة ومشتعلة ودون سكانها في أغلب مناطق القرية، حيث تشتتوا بحثا عن الأمان، ووصل عدد كبير منهم إلى مدينة المناقل.
استمر الهجوم لساعات دون أية نجدة تصل القرية بسبب انقطاع الاتصالات، وعدم توجه قوات الجيش لمواجهة الدعم السريع، اللذان تجمعهما حرب دامية منذ أبريل 2023، تسببت في موجة نزوح داخلية وخارجية كبيرة جدا.
وللوقوف على تفاصيل الهجوم المروع، قال الناشط الشاب، معمر موسى، الذي يعمل ضمن مبادرة توثق الانتهاكات في ولاية الجزيرة، في اتصال هاتفي مع موقع “الحرة”، إن مبادرته حصلت على شهادات من أهالي وأقارب القتلى، أشاروا فيها إلى أن أغلب من فقدوا حياتهم في ذلك اليوم الدامي كان بسبب “الرصاص من المسافة صفر”.
وأفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” في بيان، الخميس، بأنها تلقت “تقارير تفيد بمقتل ما لا يقل عن 35 طفلا” في الهجومونقل البيان عن مديرة اليونيسف، كاترين راسل، قولها: “شعرت بالرعب من التقارير التي تفيد بمقتل ما لا يقل عن 35 طفلا وإصابة أكثر من 20 طفلا خلال الهجوم الذي وقع، الأربعاء، في ود النورة”.
فيما قال مجلس السيادة السوداني في بيان، إن “مليشيا الدعم السريع أقدمت على ارتكاب مجزرة بشعة بحق المدنيين العُزل في ود النورة بولاية الجزيرة، راح ضحيتها عدد كبير من المواطنين الأبرياء”.
وطالب المجلس المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بـ”إدانة واستنكار جرائم الدعم السريع ومحاسبة مرتكبيها، إعمالًا لمبدأ عدم الإفلات من العقاب”.
من جانبه، قال المتحدث باسم قوات الدعم السريع، الفاتح قرشي، في مقطع فيديو مسجل تم نشره، الخميس، إن “المعركة كانت ضد قوات من الجيش والمخابرات العامة.. التي كانت موجودة في معسكرات قرب ود النورة، وهي من أكبر المعسكرات في محيط غرب المناقل”.
وتابع: “المعركة استمرت أكثر من ساعتين.. ولم تكن ضد مدنيين”.
الدعم السريع تقتحم المستشفى الجنوبي ومناوي يقول إن الفاشر تحترق
اقتحمت قوات من الدعم السريع مستشفى الفاشر الجنوبي، قبل أن تدور معارك عنيفة في محيطه، فيما قال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي إن عاصمة شمال دارفور تحترق.
وتعرض المستشفى الجنوبي، وهو الوحيد العامل في المدينة والقادر على الاستجابة لحالات الإصابة الجماعية، لقصف متكرر منذ اندلاع النزاع بين الجيش والحركات المتحالفة معه ضد قوات الدعم السريع في 10 مايو الماضي.
وأفاد أطباء في المستشفى الجنوبي “سودان تربيون”: “إن قوة من الدعم السريع اقتحمت المستشفى وصادرت هواتف ومقتنيات الكوادر الطبية، كما أُصيب مدير المستشفى والمدير الطبي خلال الاقتحام”.
وتحدث شهود عيان عن تسلل قوة من الدعم السريع إلى الفاشر واقتحامها المستشفى، قبل أن تدور معارك بينها وبين الجيش وقوات الحركات والمقاومة الشعبية.
وأشاروا إلى وقوع معارك في ثلاث جبهات داخل المدينة التي نزح الآلاف من سكانها هربًا من الاشتباكات والقصف المدفعي الذي تنفذه قوات الدعم السريع على الأحياء السكنية ودور الإيواء.
وقال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، في مؤتمر صحفي عقده بمدينة بورتسودان شرقي السودان، إن الدعم السريع هاجمت الفاشر السبت “في أكثر من اتجاه وتسللت إلى المستشفى الذي يحتضن عددًا من المصابين اجراء القصف المتعمد “.
وأشار إلى أن الجيش وقوات الحركات استطاعوا التصدي للهجوم، مشددًا على أن المدينة تحترق.
وتحدث مناوي عن أن التقييم الذي يجريه نهاية كل يوم من المعارك يخلص الى ارتفاع عدد القتلى المدنيين مقارنة بالعسكريين من الجيش والقوة المشتركة، مفسرًا ذلك بأنه “محاولة لإبادة جماعية وتطهير عرقي بحق سكان الفاشر”.
وشدد على أن الدعم السريع منظمة إرهابية تمثل خطرًا على الإنسان والحيوان، حيث يحتاج بعض عناصرها بعد نهاية الحرب إلى “علاج نفسي ومحميات لعلاجهم من أجل أن يعيشوا مع الناس”.
وقال مناوي إن الدعم السريع تسعى إلى السيطرة على الفاشر، من أجل تسليم دارفور إلى دولة ــ لم يسمها ــ تعهدت باستلام الإقليم بعد سقوط الفاشر لاستخدام كل الآليات لقمع أي مقاومة تنشأ ضد الدعم السريع.
وتابع: “أهل السودان لا يمكن أن يستسلموا للدعم السريع الذي قام على أساس عرقي وقبلي وعنصري.
وشدد مناوي على أنه لن ييأس من إرسال الرسائل إلى الدعم السريع وتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” بالانصياع لنداء الوطن ووحدته والاتجاه لقبول حوار وطني يجمع كل الشعب السوداني.
معارك ضارية وسط السودان.. والمبعوث الأميركي يحذر من “الأسوأ”
قتل أكثر من 150 شخصا في إحدى قرى ولاية الجزيرة بوسط السودان بعد معارك قالت منصات تابعة لقوات الدعم السريع إنها جرت مع مقاتلين تابعين للجيش في وقت شنّ فيه الطيران الحربي غارات جوية كثيفة استهدفت عددا من المناطق في ولايتي الجزيرة والنيل الأبيض.
وبالتزامن مع هذه التطورات حذر المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو من انزلاق الحرب في البلاد إلى أسوا السيناريوهات، مشيرا إلى أن كل الاحتمالات باتت مفتوحة.
معارك عنيفة
شهدت العديد من مناطق ولايتي الجزيرة والنيل الأبيض، معارك شرسة، وسط تضارب في الروايات حول ما جرى في تلك المناطق.
وقالت منصات تابعة للدعم السريع إن المعارك التي خاضتها كانت مع مسلحين تابعين للجيش وأن معظم الضحايا سقطوا نتيجة للقصف الجوي الذي نفذه طيران الجيش.
وذكر الدعم السريع في بيان على “إكس” أن قواته اشتبكت مع قوات تابعة للجيش وميليشيات تقاتل إلى جانبه في 3 معسكرات غرب وجنوب وشمال منطقة “ود النورة”، تقع خارج المدينة.
وتأتي التطورات الميدانية الخطيرة في وسط البلاد في وقت شهدت فيه مناطق القتال في الفاشر عاصمة إقليم دارفور هدوء نسبيا مع استمرار اشتباكات متقطعة في بعض المناطق، وسط تقارير عن تشديد الدعم السريع حصاره على قيادة الجيش في المدينة.
ورصد شهود عيان موجة نزوح كبيرة من المدينة في ظل تقارير تحدثت عن معركة حاسمة خلال اليومين المقبلين.
حذر المبعوث الأميركي للسودان توم بيرييلو في مقابلة مع مجلة “فورين بوليسي” من أن الحرب الأهلية في السودان يمكن أن تتحول إلى صراع إقليمي أو أن يؤدي إلى تحول السودان لدولة فاشلة في غياب اتفاق سلام دائم ومسار نحو انتقال سياسي إلى حكومة يقودها مدنيون.
وقال بيرييلو: “أعتقد أن السيناريو الأسوأ في السودان هو نسخة من الصومال لمدة 20 أو 25 عاما”.
وحذر من “السرعة التي يمكن أن يتحول بها هذا الصراع من حرب ذات جانبين إلى حرب متعددة الأطراف”.
ولم يقدم بيرييلو تفاصيل بشأن متى أو ما إذا كانت محادثات السلام في جدة ستستأنف أم لا، لكنه قال “يجب أن نستنفد كل الخيارات. نحن بحاجة إلى اختراق دبلوماسي كبير، ونحتاج إليه الآن”.
في سياق متصل، قالت “فورين بولسي” إن المشرعين في مجلس النواب الأميركي يعكفون على إعداد قرار يعترف بوقوع إبادة جماعية في السودان، في محاولة لجذب المزيد من الاهتمام للصراع والضغط على إدارة الرئيس جو بايدن لتكثيف الجهود الدبلوماسية بشأن النزاع وإنهاء الحرب.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب