رأي

الدكتور محمد يحيى غيدة يكتب ..إدراك الحقائق وتحقيق المعرفة

الدكتور محمد غيدة إدراك الحقائق

في ظل الخلط الواضح بين المصطلحات الذي أصاب النخبة والمثقفين في كافة الأمور ،فأصبح لازما علينا أن نلقي الضوء على الفرق بين المعرفة والمعلومة ،فإدراك الحقائق إدراكا تاماً ( عين المعرفة ) وتلك غاية لن تدرك للجميع وليست بفرض ،ولكن الجهل بما يدور حولك من أحداث (طامة كبري) تستدعى التوقف كثير عندها ومحاولة إيجاد حلول علاجية فعالة وسريعة .
ولذلك فالحديث عن المعرفة بكل أنواعها يتطلب من أن نطرح سؤالا افتراضيا مهم ، وهو دور المعلومات في الوصول للمعرفة .؟يعقبه سؤالاً أخر وهل المعلومات هي كل المعرفة أم لا .؟
لذلك سأحاول في السطور التالية وضع إجابات لتلك الأسئلة الشائكة حتى نقف على بعض الحقائق المبهمة .
المعرفة كما قلت في مستهل حديثي هي إدراك الحقائق إدراكا تاماً ،والمعلومات هي جزء من المعرفة لان المعرفة لا تقف عند مرحلة جمع المعلومات فقط بل تشمل عمليات أخرى كتحليل هذه المعلومات المكتسبة والتعامل معها بطريقة صحيحة عن طريق توظيفها بشكل جيد ليبني عليها ونكتشف منها الجديد في الحاضر والمتوقع في المستقبل .
ورغم توضيحي للفرق بين المعرفة والمعلومة إلا أن حديثي السابق يعد كلام مقتضب عن موضوع مهم لا يجوز فيه الاختصار لذلك أري أن المعرفة تدرك من خلال تفاعل بين الإنسان وبين المواضيع المختلفة، وهذا التفاعل هو تفاعل يعطي النتائج الحقيقية للمعرفة .
بداية وجود المعرفة لدى الإنسان. ولكون الإنسان يخرج للحياة لا يعلم شيئاً فقد هيأه الله تبارك وتعالى لتلقي المعرفة والعلم والاستزادة مما هو جديد وتعلم ما لم يكن يعلم، فجعل له الحواس الخمس التي تسمى «قنوات الإدراك» يقول الله عز وجل (وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
فالبحث في الأشياء الجديدة والقديمة أمر مهم فلا يوجد بحث دون فائدة ، فالأفكار والمعتقدات مهما كانت صفتها هي في نهاية المطاف تمتلك الحد الأدنى من الفائدة، ولكن مقدار هذه الفائدة نسبي، ولا يمكن الحكم على أي مصدر من المصادر المعرفية بأنه ذات فائدة إلا عن طريق الغوص في أعماقه ودراسته، وإعطاء الرأي .
وفي النهاية تبقي المعرفة أول مراحل التقدم والجهل أول مرتب الانحطاط والمعلومة قد تتوفر في كل زمان ومكان ولكن المعرفة والإدراك والتحليل يحتاج إلي أدوات أخري وتدريب وتأهيل واكتساب خبرات حتى تحصل المعرفة ،ولذلك سأحاول في الإطلالة التالية أن اقصر حديثي عن آليات تحليل المعلومة وخلق المعرفة والإدراك فالمعرفة هو الغول الذي يلتهم الجهل والتخلف والانحطاط و لن تتقدم امة دون معرفة حقيقية .

بعد ان تناولنا موضوع الدكتور محمد غيدة إدراك الحقائق يمكنك قراءة ايضا

علي عمر التكبالي يكتب.. الوقوف بين الراوي والمدعي

عوض محمد عوض يكتب: لا تخدعكم قبلة الدبيبة!!

يمكنك متابعة منصة العرب 2030 على الفيس بوك

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى