بعد أكاذيب مليشيا الدعم السريع.. تعرف على دور مصر التاريخي في الحفاظ على وحدة السودان

القاهرة : علي فوزي
منذ اندلاع الحرب في السودان تحاول مليشيا الدعم السريع في تشوية الدولة المصرية وذلك من خلال وكلائها عبر منصات التواصل الاجتماعي.
لذلك نستعرض إليكم دور مصر المحور في الحفاظ على وحدة السودان ودعمت استقراره في مختلف المراحل التاريخية، انطلاقًا من العلاقات الجغرافية والتاريخية العميقة التي تربط البلدين.
اقرأ أيضا: رمضان في السودان.. شهر عبادة وكرم والحرب تحرم الصائمين من طقوسه
فمنذ عهد محمد علي باشا وحتى اليوم، ظلت القاهرة حريصة على دعم وحدة الأراضي السودانية، ورفضت أي مخططات تسعى إلى تقسيمه أو زعزعة استقراره.
خلال فترة الحكم الثنائي بين مصر وبريطانيا، كانت القاهرة شريكًا أساسيًا في إدارة السودان، وحين بدأت بوادر الاستقلال السوداني، لعبت دورًا رئيسيًا في تأكيد حق السودانيين في تقرير مصيرهم، مما أدى إلى استقلال البلاد في 1956. بعد ذلك، استمرت مصر في دعم وحدة السودان وقدمت المساعدات الاقتصادية والسياسية للحكومات المتعاقبة، كما سعت إلى تحقيق المصالحة الوطنية خلال الحروب الأهلية التي شهدها السودان، رافضة أي سيناريوهات من شأنها تقسيم البلاد.
مع انفصال جنوب السودان عام 2011، حرصت مصر على الحفاظ على علاقات متوازنة مع الخرطوم وجوبا، مؤكدة أن التقسيم قد يكون مدخلًا لمزيد من التفتيت وعدم الاستقرار في المنطقة. وفي الأزمة الحالية التي يشهدها السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، لعبت مصر دورًا نشطًا في الوساطة، حيث استضافت اجتماعات للفرقاء السودانيين وسعت إلى تحقيق وقف إطلاق النار والتوصل إلى حل سياسي يحفظ وحدة السودان.
إلى جانب الجهود السياسية، قدمت مصر مساعدات إنسانية كبيرة للسودانيين الفارين من الصراع، واستقبلت آلاف اللاجئين على أراضيها، كما دعمت السودان في المحافل الدولية للحفاظ على سيادته ووحدته.
رغم الجهود المصرية، لا يزال السودان يواجه تحديات غير مسبوقة، في ظل الحديث عن مخططات تستهدف تقسيمه إلى عدة دويلات وفق أسس عرقية وجغرافية. يمثل ذلك تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري والإقليمي، لذا تواصل القاهرة تحركاتها الدبلوماسية للحيلولة دون تنفيذ هذه المخططات، والتأكيد على أهمية الحفاظ على وحدة السودان واستقراره.
تظل مصر ملتزمة بمساندة السودان، ليس فقط بسبب الروابط التاريخية، ولكن أيضًا باعتبار أن استقراره جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري. وفي ظل التحديات الراهنة، تستمر القاهرة في بذل جهودها الدؤوبة لمنع مزيد من الفوضى والانقسامات، والعمل على ضمان مستقبل آمن ومستقر لهذا البلد الشقيق.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب