التعاون سياحي مؤثر بين جمهوريات أسيا الوسطي وبين القارة الإفريقية، كلاهما مناسب للتكامل مع الآخر”
رامي زهدي- خبير الشؤون الإفريقية بمركز العرب للأبحاث والدراسات
مابين قارات العالم القديم، ظهرت الحضارات المختلفة، ودعمت انتقال مظاهر الحضارة وتبادل الخبرات بين شعوب العالم أنذاك إنتقال وحركة الأفراد بين هذه الدول، في البداية كانت الحركة بحثا عن الماء والطعام ثم بحثا عن ظروف معيشية افضل، ثم البحث عن الأمن والسلم والإستقرار حتي ظهور اغراض اخري لتحرك بني البشر من نطاق جغرافي لأخر ومن قارة لأخري، التجارة في المقام الاول ثم التعلم والتعليم ثم الإستثمار، وصولا للسياحة، وان كانت كل اغراض السفر في النهاية يمكن إدراجها تحت عنوان السياحة في الأرض، وتعني التحرك طواعيا من اجل رؤية ومعايشة ظروف وأناس جدد مختلفون في الشكل، اللغة، الدين،
احد ابرز مناطق العالم التي مازالت مجهولة نسبيا بالمقارنة بمناطق اخري هي مناطق ودول اسيا الوسطي وكذلك عموم دول القارة الإفريقية، ربما لو استطاعت جماعات التأثير من خبراء، وحكومات في هذه الدول دعم كل منهما للأخر من اجل دعم حركة الأفراد لكل الأغراض الإيجابية بين هذه الدول، لكان ذلك في مصلحة الجميع، فالسياحة تقارب بين الشعوب، وتساهم في دعم تأثير نقل الخبرات والتأثير الإيجابي في الآخر بالإضافة بالتأكيد للبعد الإقتصادي علي مستوي التبادل التجاري، والسلعي والإستثمار، وفرص نقل الخدمات والتكنولوچيا الرقمية والبحث العلمي.
تعتبر صناعة السياحة من أهم القطاعات الاقتصادية التي تعزز التبادل الثقافي والاقتصادي بين الدول. وفي هذا السياق، تشهد علاقات التعاون السياحي بين جمهورية أوزبكستان وجمهورية مصر العربية فرصًا كبيرة للنمو والتطوير، مما يعزز الروابط الثقافية والاقتصادية بين البلدين، ليس فقط للأهمية النسبية لكلا من الدولتين في نطاقهم الجغرافي ولكن لرمزية كلا منهما لحضارة وقارة كبيرة، فالتعاون بين مصر وبين احدي اهم جمهوريات اسيا الوسطي وهي اوزبكستان انما يمثل تجربة ملهمة لتعاون بين قارتي اسيا وافريقيا ويفتح الآفاق لفرص تعاون ثنائية اخري بين دول القارتين.
يعتبر كلا البلدين مصر وأزبكستان وجهتين سياحيتين مميزتين، حيث تزخر جمهورية أوزبكستان بتاريخها العريق ومعالمها الثقافية الفريدة، بينما تتمتع مصر بثرواتها الأثرية والثقافية الغنية. وتوفر كلا الدولتين بيئة مثالية لتطوير صناعة السياحة وتعزيز التبادل الثقافي بينهما.، وتشترك الدولتين في كونهما من دول الإقتصاديات الناشئة الآخذة في النمو والصعود وهو بالتالي معيار هام يرتبط بنمو ودعم حركة السياحة في الدولتين.
- اقرأ أيضا: رامي زهدي يكتب.. “القمة الألمانية الإفريقية فرص معززة نحو شراكة إفريقية أوروبية إيجابية”
واحدة من الفرص الرئيسية للتعاون السياحي بين جمهورية أوزبكستان ومصر تتمثل في تبادل الرحلات السياحية. يمكن تعزيز التعاون في هذا المجال من خلال تشجيع وتسهيل تبادل الرحلات السياحية بين البلدين، وتبادل الخبرات في تسويق وترويج الوجهات السياحية لكلا الدولتين بشكل فعال. كما يمكن تطوير حزم سياحية مشتركة تجمع بين جماليات الثقافة والتاريخ في كلا البلدين، مما يشجع على زيادة عدد السياح وتنويع تجاربهم.
وربما دعم قيام كيان مؤسسي في شكل شركة قطاع خاصة كبري تمثل شراكة بين الدولتين بالإضافة لدعم قوة العلاقات السياسية بين الدولتين ربما يساهم ذلك في تسويق وتنفيذ برامج سياحية حقيقة علي الأرض واستعراض لأبرز الفرص والتحديات في هذا الشأن.
بالإضافة إلى ذلك، تقدم جمهورية أوزبكستان ومصر أيضًا فرصًا للتعاون في مجال السياحة الطبية، الدينية، التعليمية، التجارية والإستثمارية. يمكن تعزيز هذه الفرص من خلال تبادل الخبرات والتقنيات في مجال الرعاية الصحية والعلاج، وتطوير برامج سياحية متكاملة تجمع بين العلاج واستكشاف الوجهات السياحية في البلدين. وبالتالي، سيشجع هذا التعاون على جذب المزيد من السياح الذين يبحثون عن العلاج والراحة في بيئة سياحية ممتعة ومثيرة.
علاوة على ذلك، يمكن استكشاف فرص التعاون السياحي بين البلدين في مجال السياحة الثقافية. يمكن لكلا البلدين تبادل العروض الثقافية والفعاليات الفنية والتقاليد المحلية، مما يساهم في تعزيز فهم المسافرين للثقافة والتراث الثقافي لكل من جمهورية أوزبكستان ومصر. ويمكن تنظيم برامج تبادل ثقافي تعزز التفاهم المتبادل وتعزز العلاقات بين السكان الشابة في كلا البلدين.، ونفس الإطار يمكن تطبيقه علي مجالات السياحة الأخري، الثقافية، منها والتعليمية والإستثمارية.
من المهم أيضًا النظر في فرص التعاون بين جمهورية أوزبكستان ومصر في مجال تطوير البنية التحتية السياحية. يمكن للبلدين تبادل الخبرات والتجارب فيما يتعلق بتطوير وتحسين البنية التحتية السياحية، مما يساهم في جذب المزيد من السياح وتوفير تجارب سياحية ممتازة.
علاوة على ذلك، يمكن استكشاف فرص التعاون في مجال التسويق السياحي والترويج للوجهات السياحية. من خلال تبادل الخبرات والمعرفة في هذا المجال، يمكن للبلدين تطوير استراتيجيات تسويق مبتكرة وفعالة تعزز جذب السياح وتعرض ما تقدمه البلدين من معالم وجذب سياحي.
لتحقيق هذه الفرص وتعزيز التعاون السياحي بين جمهورية أوزبكستان وجمهورية مصر العربية، يجب العمل على تعزيز الروابط بين الهيئات والمؤسسات السياحية في البلدين، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والمعرفة في مجال صناعة السياحة. كما يجب تشجيع التبادل الثقافي والترويج للتبادل السياحي من خلال الترويج للوجهات السياحية للبلدين بشكل مشترك.
باختصار، تعتبر فرص التعاون السياحي بين جمهورية أوزبكستان وجمهورية مصر العربية واعدة ومتنوعة. من خلال تعزيز التبادل السياحي والثقافي وتعزيز الروابط بين البلدين، سيتمكن كلا البلدين من الاستفادة من الفرص الجديدة وتعزيز التطورات الاقتصادية والثقافية في المنطقة.
أهلا بكم في مصر، هذه رسالتنا دائما للعالم بصفة عامة، وبصفة خاصة بأصدقائنا من أوزبسكتان، ونتوقع نفس الترحيب بنا كأفارقة ومصريين في طشقند عاصمة أوزبكستان وفي كل المدن هناك.
بالتأكيد، يمكن أن يكون التعاون السياحي بين جمهورية أوزبكستان ومصر مفيدًا لكلا البلدين، ويمثل فرصة لتعزيز الروابط الثقافية والاقتصادية بينهما. يمكن أن يساهم التبادل الثقافي والترويج المشترك للوجهات السياحية في جذب المزيد من السياح وتوفير تجارب سياحية ممتازة. كما يمكن أن يتيح التعاون في مجال السياحة الحرفية والدينية والتعليمية والتجارية والاستثمارية تطوير برامج متكاملة ومشتركة، وبالتالي زيادة عدد السياح وتنويع تجاربهم.
بما أن كلا البلدين يشهدان نموًا اقتصاديًا وصعودًا، يجب أن نستغل هذه الفرصة لتعزيز التعاون السياحي بينهما وتحقيق المزيد من الفوائد الاقتصادية والثقافية للشعبين. وأتطلع إلى رؤية المزيد من التعاون في هذا الجانب بين البلدين وغيرهما من دول العالم.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب